أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعيدة الرغيوي - مَجَازاتُ القول ِ وخيوطُ البَوْحِ في دِيوان -;- للشاعر المغربي عبد العزيز الزروالي















المزيد.....



مَجَازاتُ القول ِ وخيوطُ البَوْحِ في دِيوان -;- للشاعر المغربي عبد العزيز الزروالي


سعيدة الرغيوي

الحوار المتمدن-العدد: 5003 - 2015 / 12 / 2 - 06:55
المحور: الادب والفن
    




مَجَازاتُ القول ِ وخيوطُ البَوْحِ في دِيوان -;- ( باي)
للشاعر المغربي عبد العزيز الزروالي



تقديم:

يُغْرِينا القول فنتتبَّعُه لاسْتِكناه خريطته وتضاريسه ،عسانا نستطيع تفكيكه والإمساك بتلابيب المعنى. يَسْتَهِلُّ المؤلِّف قوله بالنص الاستهلالي المُلْغِز الذي يحتاج منَّا إلى قراءة واعية لمعرفة مايستبْطِنه ويُضْمِرُه من إيحاءات ومعانٍ، هو هَديرُ الذات يتصاعدُ فَيَنْسكِبُ قَوْلاً بنكهات متباينة،ويتوغَّلُ بنا صاحب" قول" " عبد العزيز الزروالي"* في متاهات قوله وبَوْحِهِ.
هو طيف من قول احتضنته هذه الصفحات ، قول الذات الإنسانية المتموجة التي تضطرب بمشاعر وأحاسيس بألوان عدة، تخْبو وتظهر ..تعزف حيناً على قيثارة الذاكرة وحيناً آخر على قيثارة الروح والعاطفة.
تَنْحَثُنا الحياةُ ومُنْعرجاتها ومَزَالِقها أقْوالاً ..وما القولُ إلاّ َنبعٌ منْ فَيْض ..الحياةُ تُعلمُنا ، تصفعنا ،نرتحل في دروبها مُحَاوِلِينَ اِسْتِكْنَاه مَجاهلها، سُبلها ورودها وأشواكها. نقُول الكثير ونصمت عن كثير..والقول يختزل ما يختزل من المسكوت عنه والمقُول ..
يَمتطي المبدع " عبد العزيز الزروالي" اليراع لِيُتحفنا بقوله المُرَاكِم لتجربته الحياتية، وليُشْرِكنا معه في بحر تجربة إبداعيةٍ زواجت بين الكلمة في تناقضاتها ومساربها العميقة، وبين اللَّوحات التشكيلية التي هي قول آخر،لكن بلغة الريشة للفنان التشكيلي" محمد قنيبو"** ، الذي ما يفتأ بدوره يتكلم ويُبين عن أشياء وأشياء ..
اَوَّلُ القَولِ " لُبْسٌ" نَنْفَتِحُ من خلاله على نُصوصٍ كثيرة منها: (الشيء الآخر،سعادة، شَمسي أنا، لحن فتي، عقرب،أسطوانة الثلاثة والثلاثون، العوانس الخمس، وبلغة الأرقام 80+20 ، شرفة الطابق السابع، أتوبيس المنطقة الصناعية وُصولاً إلى لُبس في الصفحة 31 ثم إصرار ، إمرأتان ورجل، هدأت الرُّوح ،الموعد المجهول،تعب).
وهنا نكون مُلْزَمين بالاستفسار عن طبيعتة وكنْه قبل مُدَاهَمَتِه، مالقولُ وماذا يختزل، وما طبيعة الرسائل الثاوية فيه والتي يَودُّ الكاتب الكشف عنها؟؟.
فَأوَّلُ القول حرف ثم كلمات ثم أسطر، إذْ نلحَظُ أن عنوان الكتاب" قول" وَرَدَتْ كلمة نكرة، الشيء الذي يوحي بأن الكاتب ترك لنا حرية اكتشاف طبيعته وُكنْهَه بُغيةَ ارتشافه، فالقول لا يُمكن أن يصدر من فراغ أو يكون ضرباً من العَبَثِ ، بل لابد وأنَّهُ أُسِّسَ على موقف معين أو حادثة ما أو رأي تُجاه شيء أو شخْصٍ ما، فهُو يستدعي سابِقٍ عليهِ.
القول،تعبير،إحساس وقد يكون استفزاز للقارئ لِيَكْشفَ عن حقيقة ما أو حقائق مَا..وُجودُ قول يَستلزم بالضَّرورة وجود موضوع أومواضيع هي مَدَارُ ومِحْور القَولِ ، وقد جاء عنوان المُؤلَّف خاليا من التجنيس. وبالنسبة للغلاف الذي أثثه الكاتب بالرمز -;- فهذا يحيلنا على أن ما سَيَرِدُ في هذا القول هو منطقي وثابت ولايقبل التشكيك ،فكما هو معروف فإن الرمز (-;- )/ ( باي) هوثابث رياضي يؤشر على ثابت الدائرة ،أي النسبة بين محيط الدائرة وقطرها ،فمحيط الدائرة يساوي ( 3.14159) وهو عدد متاسامي،وقد استعان بهذا الرمز ليؤكد على ثبات قوله.
نَطْرُقُ المؤلَّفَ فنرتطم بقول مرفوقٍ بلوحات تشكيلية والتي ربما من خلالها نُوَفَّقُ في الإمساك بتلابيب القول الذي ترك المُؤَلِّف" عبد العزيز الزروالي" الباب مُوراباً للمتلقي لخلخلته وتأويله ، فله كامل الحرية في تحديد طبيعته وكُنْهِهِ.
هو دونما ريب القول المسكوت عنه في عنوان الكتاب الذي سنستنطقه انطلاقاً من تلقي النصوص واللوحات التشكيلية إنْ وُفِقنا في ذلك – طبعاً-.
فالقول قد يكون رسماً أو فعْلاً أو حرفاً ، ناهيك عن كونِهِ اللَّفْظُ الدَّالُ على معنىً ما وقد اِستند الكاتب/ المؤَلف /صاحب قول على العلامة التشكيلية لِيُضفي على قوله أو فعله الإبداعي لمْسَةً خاصة ،وأنا بصدد مُقاربة " قول " أو ديوان " -;- " - طبعاً- من خلال قراءة تحليلية لبَعض ِنُصوصه باعتبارهِ خطاباً إبداعيا يُفْصِحُ عن الكثير من خلال العلامة اللغوية والعلامة البصرية "اللوحات التشكيلية".استوقفتني الكثير من النصوص ،أو بالأحرى اللوحات المكتوبة فاستنتجت مايلي:
استنتاج:
تَمُوج كلمات قول ( -;- ) بِزَخَمٍ من المعاني والبوح، فنحتاج للإصْغاء إليها لاستكناه مَيْسمها وماَيَمِيزُهَا.
يتكلم " عبد العزيز الزروالي" ويترك مسافة من الغموض في نص " الشيء الآخر" في ص 9.
شيء أخر
لا تطالُه الأيدي
والعُيون لا تراه.
شيء آخر
يينبت ُ عُشْباً طريا ويهوي
أوراقا ميتة.
ينزل مطرا يوقظ الأرض
ويطلع نارا تنهش الشجر.
...
فهذا الشيء الآخر الذي ينظر إلينا بإشفاق ويقف على هوة بين كونين يظل مفهوماً يغوص في الضَّبابية واللاَّوضوح ،قد يكون حلما أو سحابة عابرة أو عبرات..هو في النهاية شيء آخر لاَنَعِي حقيقته وجوهره ..لنا أن نُؤوله كما نشاء وفْقاً لدرجة الإصغاء والفهم الخاص بكل متلق، هو التأويل المُغاير يفرض نفسه هاهنا.
إنَّه الجسد الإنساني تتجادبه قِوى خفية.هي ارتجاجة أيدي ، فحضور اللوحات التشكيلية التي تَعْرِضُ للجسد الإنساني في وضعيات مُتباينة يحفل بمجموعة من الإيحاءات والدلالات التي تجعل الذات القائلة تتموضع أيضا بحسب ما يَخْتلِجُها من أحاسيس ومشاعر مُتضاربة.
ففي القول الموسوم بـ: " سعادة" يقول الكاتب في ص 11:

في قلبي ثروة من الجراح الجميلة
أناملي مُفعمة بالأحاسيس
أَنْفي عَابِقٌ بِشذى العِطْر
المُتصَاعِد من عمري الذي يحترق
عيناي رأتا، مارأتا..
قدماي تشققتا
وأنا أعبر أحلامي لاتنتهي
فلماذا لا أكون سعيدا
حتى البكاء؟ !
هو دونما شك نص يخنزل أحاسيس متباينة، لكن الإحساس المَنشود التي تطمح إليه النفس يبقى السعادة ولو كانت مغْموسةً بالجراح...جميل أن يُضفي الكاتب على الجراح صفة الإيجابية فَيَنْأى بِها عن التقوقُع والتَّمركز في دائرة الأحاسيس السلبية، لذلك قال: (( في قلبي ثروة من الجراح الجميلة)). فإضفاء الجمال والإحساس الإيجابي على الجراح يؤشر على أن الكاتب يستمد قوَّتَهُ وسعادته من هذه الأخيرة ، ونَعْتُهُ للجراج بالجميلة يؤكد أن الطاقات الإيجابية، والتي تكمن هاهنا في السعادة تَتَأَتَّى وتنبثقُ من الألم والجراح ، وهي التي تَنْحو به إلى السعادة حتى البكاء، كما يَتَبَدَّى ذلك جليا في ص 11 والتي أشارنا إليها سابقاً.
لقد عَمِد الكاتب " عبد العزيز الزروالي" لِعقد مقارنة بين شموس النَّاس وشموسه المتفردة والمختلفة ، فشمسه صغيرة وهي صورة وتعبير مجازي وإحالة على الأسرة الصغيرة التي تنتظره لترْتَسِمَ بسمتهم.
ورد في نص " شمسي أنا" ص 13:

الناس كواكب
لها مدارات وشموس:
الشهرة والمجد
المال والقوة
والمتعة
والسلطان.
وأنا كوكب صغير
يدور حول شمس صغيرة :
....
فانطلاقاً من قراءة الأسطر يتضح أنَّه لاَ يَأْبَهُ بالسلطة والمال والجاه ، فهو تكفيه ابتسامة وتلويحة لامرأة وثلاث طفلات، وهي شمْسُهُ التي يَعْتَدُّ بها، هي حتماً شمسُهُ مُغَايِرةٌ لِشُموسهم ومَدَارتهم.
وَيَعْزِفُ على لحن الذاكرة والصِّبا في نص " لحنٌ فتي" ص 15، إذ يسترجع خُيوطه ويعقد مُقارنة بين ماضي ذاك اللَّحن وحاضره.
يقول:

أتذكرين كيف كُنَّا نغني
كالبلبل في هدأة الليل
وشمس الصباح الطازجة
ذلك اللحن الفتي؟
...
فالكاتب ينْغَمِس بكل حواسِّه وجوارحه وأحاسيسه في استدعاء ذاك اللَّحن الذي صار اليوم بالنسبة لها صعبا ، إذْ لاتستطيع إتمام أغنية.
وينتقل بنا الكاتب من خلال نص آخر ص 17 لعقد مقارنة بين الشَّهيق والزَّفير وبين الحياة والموت والخير والشَّر
وبينه وبين الذات الأخرى التي ينشدها فيكشف عن البون بينهما يقول :
وبيني وبينك
ألف شارع
وتسعون حيا
وثلاثة مدن
ومليون نسمة
فالعنوان يوحي بالقرب، وبحالة التواصل ويتعزز هذا بالصورة البصرية التشكيلية حيث يتجلى الجسد كذات واحدة ، إذ يؤكد صاحب " قول " على أن البعد الجغرافي ليس عائقاً أمام التواصل فموضوعه قريب رغم بُعْدِ المسافة.
يقول في ص 18 من " قول":

ومع ذلك تصلني برقيات قلبك كلها
وأسمع هديل دمك
ومع ذلك أحسك أقرب إلي
من الشًّهيق إلى الزَّفير
من الحياة إلى الموت
ومن الخير إلى الشَّر

هو توظِيفٌ ذكي للأضداد ، هو القُرب ينتصرُ على جفاء البُعد ويُحِيلُه إلى إحساس ينْكَتِبُ قولاً نَابِضاً بالحياة.
وانتقالاً إلى نص آخر موسوم بعنوان " أسطوانة الثلاثة والثلاثون"، يسْتعرض الكاتب ويلتقط سكنات الذات في علاقتها بالذات الأخرى.
يقول في " قرب" ص 17:

بين الشَّهيق والزَّفير
فاصل لايُرى
بين الحياة والموت
لحظة خاطفة .
بين الخير والشر
برزخ بسمك شعرة
وبيني وبينك
ألف شارع
...

تتكامل لُغة الريشة واللون،إذ يشتغل التشكيلي "محمد قنيبو" على ترك المسافة بين الجَسَدين من خلال الاشتغال على اللون الأبيض والأسود، فالأبيض يُحيل على الصًّفاء والنقاء بين الذاتين ويستجدي الكاتب ببعض الصور المؤثثة لمَاضِيه لِيَسْتَحْضِرَ طبيعة الأحاسيس التي تجول وتَمُور في دواخله، وهي تتراوح بين التَّأجج والجمود ص 19.
أما نص " أسطوانة الثلاثة والثلاثون" فيُؤشر على ماض منصرم تُمثِّلُهُ أسطوانة تحولت في حاضر الكاتب إلى قرص مدمج يبحث من خلاله عن الموضوع المُشتهى والمرغوب فيه، والذي يظهر عند الاستماع إلى القرص المدمج ويختفي كُلما انقشع الضَّباب.

يقول :
أسطوانة الثلاثة والثلاثون
التي تحبينها
أصبحت على قرص مدمج
أضع القرص
الذي تحبينه
وأملأ الدنيا بضباب شجي
ها أنا أتخبط فيه
باحِثا عنْك...
أسمعك ولا أراك
...الخ.
إلى قوله في ص 20:

أسمع القرص المُدمج
وأراك...
يدور القرص دورته الأخيرة
وينقشع الضباب
ويعود كل شيء كما كان.

وهكذا فنص " أسطوانة الثلاثون والثلاثون" ، استدعاء لماض تَجَدَّدَ في شكل قرص مُدْمَج تتصاعد أحداثه ووقائعه وأحاسيسه عندما يدور دَوْرته الأخيرة، لكنَّه سرعان ماتختفي تلك الأحاسيس وتخْبُو كُلَّما زال وانْمَحَى الضَّباب، ففعل الدَّوارن يؤشر على الحياة وانقشاع الضَّباب والدَّورة الأخيرة للقرص المُدْمج تَنْقُلنا إلى حالة الموت - إن صَحَّ التعبير-، فكل شيء يَدُلُّ على غياب الحياة وغياب الحركة .
في الصفحة 21 ورد مايلي:
يدور القرص دورته الأخيرة
وينقشع الضَّباب
ويعود كل شيء كما كان
الكتب والجرائد مركومة على الطاولة
القهوة باردة
الأرض مفروشة بالغبار
الأبواب تُوصد
...الخ.
أما النص الموازي فَيُظْهِِرُ جسدين بينهما أسطوانة تتجه نحوها حركة الجسدين وهي بمثابة المساعد الذي يقرب بين الجسدين.
إنَّ صاحب " قول" : في نص "العوانس الخمس" ص 23 ، يرصُد معاناة العوانس وحاجتهم إلى الدِّفء ، ويصف انتظارهم لِخُطَّاب مُحْتَملين، كما يرسم نظرة الأم الهرمة التي تحتقرهن وتزدريهِنَّ ، وهذا يَنِمُّ عن النظرة الدونية والتبخيسية للعانس في مجتمع الكاتب.
يقول:
...
كقطط صغيرة تحت المطر
باحثة عن كومة قش دافئة
...إلخ.
ووطن بلا عمل لخطاب محتملين
وباب لا يُقرع
أما في نص : 80+20 ، يصور لنا التناقض الصارخ بين فتاة في عقدها الثاني ورجل هرم في عِقْده الثامن، هذا التناقض العمري الذي ترتبت عنه تناقضات أخرى على مستوى الأحلام والمشاعر والبنية الجسدية المورفولوجية والتكوين الفيزيولوجي، فشتان بين عمر الانطلاق والحلم والحيوية والعطاء وبين عمر الذبول والشحوب والتراجع في العطاء.
وهذا التناقض يتجلى انطلاقا من الأضداد الآتية:

دمها طوفان بركان ≠-;- دمُه مزاريب مكسورة
أحلامها جيوش تذك البلدان ≠-;- أحلامه جندي هرم متقاعد
صوتها همس عصافير ≠-;- صوته هرير قط بلا أنياب
عيناها فراشتان تحلقان ≠-;- عيناه تدبان كسلحفاة
...
فالصور التي يَحْفل بها هذا القول تَشِي بالبَوْن الشَّاسع بين رجل في عقده الثامن وغزالة في عقدها الثاني، فالفتاة تمثل عمر الانطلاق والعمل والنشاط والشيخ يمثل عمر التلاشي والذبول والموت، وشتَّان كذلك بين حالة الحلم والواقع ، فالإنسان في حالة الاختلاء بالذات يُعَانِقُ أحلاماً في الغالب ما تنأى عن الواقع ويُلَوِّنها بلونٍ يشتهيه.
يقول " عبد العزيز الزروالي" في النص الذي اجترح له عنوان " شرفة الطابق السابع" :
عندما أكون وحدي
أزقزق لك كل ماحفظته من أغان
وأحملك على ذراعي وأدور بك
مثل راقصي الباليه
...
ولكن سرعان مايستفيق الحالم على صفعات الواقع الذي يَجعل حلمه لحْظي ومؤقت ،فقد عانق الحلم عندما كان في شرفة الطابق السابع ، فالشرفة تمثل حالة الحلم ، واستفاق منه على وقْع جوابها القاسي الذي جعله يعود إلى ذات الشرفة متثاقل الخطو.
ورد في ص 28:

فتقولين لي
ما حاجتي
إلى رجل لا يُغني
ولا يحملني على يديه
ويدور بي مثل راقصي الباليه
فأنهض متثاقلا
فأتجه مرة أخرى
إلى شرفة الطابق السابع
نستنتج أن قول في نص " شرفة الطابق السابع" يرسُم صورة الذات الحالمة التي تصطدم بالواقع، فصورة الذات في الواقع مُختلفة عن صورة الذات في الحلم،وهكذا فالذات تضيع حقيقتها بين العالمين المتناقضين .
استنتاج:
لكل قول مُوجداته ومُسَوِّغاته ..فالقَوْل هو تراكمات ، صور، مواقف ، تجارب، وأحاسيس ، هو انعكاس للذات الإنسانية في تناقضاتها وتشابكاتها، أو بالأحرى القول مرآة الذات في علاقتها بالأخر والمحيط.
القول أيضا صراع الذات المُتَلَوِّن بفضاءات وأمكنة قد يكون بينها روابط وضميمات ، وقد تأتي مُنعزلة ، ناهيك عن كونه مُحَاورة للذات ، قد تكون مُعلنة أو خفية ، هو تكثيف للصور التي أجْهدت ذاكرة المؤلف فحلقت ورَسَتْ في شكل كلمات وحروف.

ودائما نبقى مع قول في نص " أتوبيس المنطقة الصناعية" ، وهي صورة أخرى ينقلنا إليها الكاتب ، كتعبير عن رحلة يومية لأجساد بشرية هَمُّها الأوحد البحث عن الذات وعن المُبتغى وعن المجد، يقول في ص 29:
تحمل كل يوم
عشرة موظفين،
عشرين عسكريا
خمسة عشرة بائعا متجولا،
ثلاثين عاملا،
...
لكنهم يعودون إليك مساء
متعبون وبلا مجد،
فتحملهم شاحبا متثاقلا
جارا قدميك بإعياء، ص 30.
هي ولاشك رحلة ضنكى يكشف عن سماءها المثقلة بالخيبة المساء وهؤلاء المتعبون.
فقول هاهنا، يكشف عن معاناة الذات البشرية التَّوَّاقة لتحقيق مطامحها ، بَيد أنها رحلة سيزيفية رسمت ملامحها رحلة أتوبيس المنطقة الصناعية.
وَوُصولاً إلى نص " لُبس" في الصفحة 31 الذي يتَّكِئُ على جداريات لأجساد شُكِّلت باللون الأبيض وتتكئ على خلفيات اللون الأسود والبني نستشف أن المُؤَلِّف يرصُد لنا التِّيه واللاَّوضوح واللُّّبس ،فهو واقف في الخواء " اللاَّشيء " ويعتريه خَلَلٌ لاَيَمِيزُهُ.
يقول في ص 31:
واقف في اللاشيء
أتطلع لنفسي المقرفة
من أين لي هذا الهم
وأنا الواضح في اللبس
...
إلى قوله في ذات الصفحة
إنه خلل في الرأس
عفوا في الفأس
يَرْتحل بنا " قول" هذه المرة إلى نص " إصرار" ، لينْقل لنا حالة العِناد التي تعيشها أنثى وهي تنتظر فارسها الذي لن يأتي فتسلَّل إليها الشَّيب وتَقَدَّم بها العمر وصارت تتكئ على عكازها بإصرار رافضة فتح باب قلبها لجارها البائس الذي بدوره ينتظرها في حالة خوف ممسك بقلبه ص 33:

إلى متى ستقفين قرب النافذة
مسندة خدك على كفك
وروحك إلى حلمك
منتظرة فارساً لن يأتي؟
إلى متى ستنهرين جارك البائس
كلما أخرج قلبه
ووضعه أمامك؟
...إلخ.
يَنْزع " عبد العزيز الزروالي" في كتاباته إلى جعلنا أقرب من الصور التي يرسمها بلغة الحرف ، إن صحَّ التعبير ، يُشرِكنا في بوثقة القول. وهو يشتغل بقوة على حضور الأنثى والرجل كما في نص " امرأتان ورجل" ص 35-36 و" هدأت الروح" ، هذه التيمة / الموضوعة التي تعكس طبيعة العلاقة بين الجنسين ( ذكر/ أنثى) ، ودائما حضور موازٍ للغة اللون والريشة كلُغة ٍ واصفة ،إضافة إلى نص " الموعد المجهول" ص 39.
يقول فيه:
الحب ينقر عيني
وأنت تضحكين
قلبي يخلع بيديه المشققتين
ألواح قفصي الصدري
وأنت تسرحين شعرك مبتعدة
وتتعطرين
...الخ.
ويتكئ على اللغة الاستعارية التي تُضْفِي على قوله بياناً وتشُدُّنا إليه شدا. ففي نص " الموعد المجهول" يصف الكاتب الحالة النفسية التي تتمزق نتيجة اللاَّمُبالاة من طرف أنثى خرجت إلى موعد مجهول وتركت الزوج يصرخ ويتأوَّه، فهيمنتْ الأفعال المضارعة التي تحيل على ما يتربص بالذات من مشاعر الفَقْد والاحتياج إلى الذات الأخرى اللاَّمُبالية.

أصرخ من هوة يأسي
كوني معي !
فتضعين منديل رأسك
وتحملين حقيبة يدك
وتخرجين إلى موعد مجهول !
.وفي النص الموازي / التشكيلي يظهر جسدين وحقيبة وأريكة..إذ لا يتحدد طبيعة الموعد.
هي لوحات تعبر عن ما تكابده الذات الكاتبة من أثر لامُبالاة الذات الأخرى وانكماشها تُجَاهَها، وتصور تعبها من بِعادها الضاري، وعدم كَللها من حبها في ص 42 ( النص الموسوم بتعب).
وانتقالاً إلى العتبة الثانية الموسومة بعنوان " مكابدة" ننفتح على نص" مكابدة" الذي جاء على وزن مُفاعلة، والذي يُفيد المشاركة في المعاناة.
استنتاج :
قول يختصر مساحات القرب والبعد ، الأحاسيس المتباينة التي تضطرب في دواخل الكاتب، هو سفر في الروح البشرية لرصد حركاتها وسكناتها وذبذباتها الخفية والظاهرة.
في "مُكابَدة" تظهر لوحات تشكيلية تركز على الوجه الذي ترتسم عليه ملامح متابينة، إذ يتم التركيز بالأساس على منطقة العينين والوجنتين، هي مكابدة الذات البشرية التي تُكابد لأجل الاستمرار في الحياة والحب في ظل وطن وُسِم بالمتكلس.
ورد في نص " مكابدة" ، ص 45

أنت لاتدرين كم أكابد لأجلك
في هذا الوطن المتكلس
أرغم نفسي على الأكل مرتين في اليوم،
أتجرع أدوية مرضى،
أتحمل خطب سياسيين سفلة
ألهب قلبي بسياط
...أزاحم البشر أمام المخبزات
وطاولات موظفين مرتشين
...
فالنص يزخر بعبارات تحيل على حجم المكابدة من قبيل: ( أرغم نفسي على/ أتجرع/ أتحمل خطب / ألهب قلبي / ألهث وأنا أتنفس/أُزاحِمُ ...الخ.)،وهي عبارات تختزل الحركية وعدم الثبات، وطبعاً الحركية المقرونة بالمُكابدة.
فالقول عموماً لوحات تعبيرية عن حيوات الذات الإنسانية في تجادباتها المُتابينة، هي رصدٌ لمُختلف تموجاتها ومنعطفاتها وتقلبات مشاعرها.
يشتغل الكاتب في " قول" على تيمات المشاعر والأحاسيس والأشياء التي يُضفي عليها روحاً وحركة.
قول،هو ذاك الجنون والصَّخب الدَّاخلي الذي يستقبله البياض، هي خواطر حياةٍ بكل تناقضاتها ..هي لهتات الكاتب ترتسم قولاً بليغاً.
وما قول إلاَّ نُضْج الذات وخبرتها بالحياة ودروبها ،حيث انبرى الكاتب لالتقاطها بحسه الإبداعي وإشراكنا معه في هذا النُّضج الواعي الذي تكَلَّل صوراً ولوحات ناطقةٍ ،فالقول أوراق من شجرة العمر تتساقط على الورق ، فالكاتب لايتورَّع على إراقة نبضه على الورق ، من خلال نصوص تحتاج منَّا وقفات مطولة وتأمل عميقٍ لإدراك معناها ، الذي يقيناً يتيسَّر للمتلقي الذي يرغب في فَكِّ شفرات ِ النّبض، يجس نبض العمر من خلال نص " بداية التجاعيد " ص 143، ونص " مخالب اللَّيل" ص 145، وهو بذلك يتَّكِئ على لغة استعارية مجازية ،فما مخالب اللَّيل إلاَّ مُكابدته الوحدة في ظل سرير بارد.
يقول في الصفحة 145

لا السهر يقي ولا الأغاني
من مخالب اللَّيل
حل الظلام،فعد إلى البيت
...
المارد المرعب :سريرك البارد
قد هدأ ونام
فإهدأ أنت أيضا ...ونم !
إنَّ " عبد العزيز الزروالي" يخلق الحياة في الأشياء : ( ثلاجة- منفضة السجائر- موقد غازي- مصباح كهربائي – الحصان الهزاز-الكرة الأرضية ...)، فهو يُخاطب الكرة الأرضية وكانها ذات عاقلة.
يقول:
اِفْعَلِي شيْئاً لأولادك يا أمَّاهُ
فالكبار يشدون شعر بعضهم البعض
يتضاربون بالأحذية
واحد سرق كعكة الآخر
والحمى تفتك بالصِّغار
فافعلي شيئا لأولادك يا أمهاه.
الحياةُ تَدِبُّ وتمُوجُ في جسد الجمادات،وهو بذلك يصور لنا مأساة ما يعيشه بني البشر على الكرة الأرضية التي استشرى فيها الظلم والقهر والجوع ..وغيرها من الخضات ويطلب منها أن تفعل شيئا لأولادها،فهي الأم الرؤوم.
جاء في ص 100 من نص الكرة الأرضية:
الذئب ضروري
كي لا تملأ الأرانب وجهك
والموت ضروري
كي لايجوع حفار القبور
والزلازل ضرورية
كي تنفضي الغبار عن المدن
والمطر ضروري
لصناعة المزاريب
أجل،أسمعك يا أمهاه
الجميع سيعود إلى رَحِمَك
إلى أن يقول
في أخر القول:
افعلي شيئا لأولادك يا أمهاه
وقد تكرر في نص" الكرة الأرضية"،الفعل " افعلي" ، المقرون بياء المخاطبة ثلاث مرات للتأكيد على جَسامة وضع بني البشر فوق هذه البسيطة. فالكاتب يستنجد بالكرة الأرضية/ الأم لتفعل شيئاً لأولادها.
كما تكرَّر الفعل لِثَنْي ودرء الأرض عن الدوارن حول الشَّمس وعن العِشق الذي برَّره بمسوِّغات كونها ليست طفلاً، وأنها لم تعُدْ مراهقةً ...إنّ الكاتب يُخَاطِبُ الجمادات يَبُثُّها نجواه وهَلَعَهُ على بني البشر.
يقول في ذات الصفحة:
أجل،أسمعك وأفهمك
ومع ذلك...
اِفعلي شيئاً لأولدك يا أمهاه
الكاتبُ حَالِمٌ، لاَ يقْبَلُ بالعيون الفارغَةِ التي يُؤثِّثُها الصَّقيعُ في نص " العُيون الفارغة"ص 101.
لاتسير في الشوارع التي تعبرها
العيون الفارغة
لاتسكن في مدنها
لاتقرأ كتبها
وجرائدها،
فالعيون الفارغة لاتعكس الضَّوء
لاترد الابتسام
ولاتحلم.
من العيون الفارغة يدلف الصقيع
يتساقط القش والغبار
وينداح الظلام.
ولأنَّها عيونٌ غير حالمة فهو ينهى عن كل ما لَهُ وشِيجَةٌ بها،وَوَسْمُ العيون بالفارغة قتْلٌ للأمل،للحلم..فالفراغ قاتلٌ غير حالم،والقتل وغيابُ الحلم يعني الموت واللاَّوجود.
والملحوظ أنَّ الفنان التشكيلي" محمد قنيبو"،في هذا النص يُركِّزُ على منطقة العينين، كما يَتَّكِئُ على خلفية الجزء العلوي من الوجه، وبالضبط العينين والأنف،حيث تبدو العينين دامعتين.
ويضيف في ص 102 من النص نفسه:
في العيون الفارغة
تبني الغربان أعشاشها
وتنشط العناكب
فهُو ينْفِي عنها البكاء والدَّمع والمَسرَّة ، ويجعلها مُقترنةً بالفراغ ويشبِّهُها بعقرب حاصرته النار،ومن ثمَّة فهي عيونٌ عديمة الجدوى.

استنتاج : بإضفاء الكاتب الحياة على الجمادات والأشياء ( أنسنة الأشياء) ،ينفخ الحياة فيها ويجعلها عاقِلَةً ،وهذا تصْوِيرٌ أدبي راقٍ يجعل المتلقي ينْجدِب نحو المقروء، ففي نص " ساعة حائط"، يُضفي على الساعة أفعالا وعبارات خاصة بالمحسوسات:( تُلطخ- وسوطك يلهب منا القلوب..)،وهو بذلك إنَّما يودُّ أن يُلمِع إلى انْصرام العمر بانصرام الوقت،فبدوران الساعة يتقدم العمر ويشتعل الرأس شيبا،فساعة الحائط تدور ،لاتتوقف ،والعمر في انصرام،وهي وإنْ كانت تنتمي إلى عالم الجمادات،إلاَّ أنها تؤثر على حياة الإنسان من خلال دورانها وعدم جمودها.
إنَّ الكاتب تَوَسَّل بمجموعة من الأشياء والجمادات ليكْشِف لنا عن بعض الحقائق،فالساعة رغم دورانها فهي قطُّ لم تبرحْ المسمار الذي يَشُدُّها إلى الجدار،وإنما الذي يدور ويتغير ويتحرك هو عمر الإنسان الذي ينفلت منه دون تمهُّلٍ أو انتظار.
ورد في نص" ساعة الحائط"
...
وبعد دهر من الركض والرحيل
تدركين أنك لم تبرحي
المسمار الذي يشد عنقك
والجدار الذي يصلبك !
وفي نصوص أخرى يكشف لنا الكاتب عن بعض مشاعره كنص " ثقل"، وقد جاء في شكل ومضة سريعة.
يقول في نص " ثقل" ص 65 :
مثل غصن مثقل
بالثمار
ينحني جسدي
مثقلا بحبك
وهي صورة تَتَّكِئُ على الاستعارة،ويعمد إلى توظيف معجم قانوني لِيَسِمَ عنوان ومضة أخرى " سرقة موصوفة"
يقول في ص 67:
كلما دعوت اللَّيل
كي أخلو بها
يسرقها الفجر مني
فالقارئ العادي سيخال الأمر يتعلق الأمر بسرقة ..والأمر عكس ذلك يستدعي إبحار في الومضة لإدراك القصد منها.
استنتاج:
نصوص"قول" إما طلقات سريعة" ومضة" أو نصوص طويلة شيئاً ما،ولعل هذا يُعْزَى إلى الحالة النفسية والانفعالية التي يكون عليها الكاتب وقت الكتابة وإلإبداع، فأحياناً تَبِينُ الومضة عن الحالة الشعورية المتدفقة للكاتب، فيكتفي ببضع مفردات وعبارات لكنها كفيلة بأن تنقل لنا حالته الشعورية، كما أنها تكفي للكشْفِ عن مايُخالجه، ولإشراكنا في بعض الصور التي رغِبَ في نقلها لنا، والتي دائماً تأتي مصحوبةً بخلفية من توقيع الفنان التشكيلي" محمد قنيبو".
وفي نص،" قصة حُب"
يصف الكاتب مسار قصة فتاة وحيدة وفتى وحيد قَضى حياته يَقْتَفي أثر الفتاة التي صارتْ امرأة عجوز ودُفنَتْ في قبرٍ بلا شهادة وهو اِسْتَحال إلى رجلٍ شيخ يَقِفُ مكان الشهادة والوردة ماتزال بيده، فعدَمُ توقُّف المطر يُحِيلُ على صدق مشاعره تُجَاه الفتاة.
يقول:

فتاةٌ وحِيدَةٌ تسير تحت المطر
فتى وحيد يتعقبها
في عينيها نظرة
وفي يده وردة
...إلى قوله:
المرأة العجوز تُدفنُ في قبر بلا شهادة،
الرجل الشيخ يقف مكان الشهادة
الوردة ماتزال في يده
ولمْ يتوقف المطر
فاستمرار هُطول المطر،يدل على استمرارية المشاعر رغم نُضُوبِ ماء الحياة بموتِ المرأة العجوز.
وفي نص" ورقة في مهَبِّ الريح" ص 37 من " قول"، يتتبع الكاتب المسار الذي تقطعه ورقة في مهب الريح إلى أن تصير رماداً وتتسكَّعُ مُجدَّداً في مهبِّ الريح ،لأنها ورقة غير مرغوب فيها مَصِيرُها الانحلال.
فالكاتب يشتغل كما ألْمعنا على أشياء وجماداتٍ و على اللاَّمحسوسات، فالتيمات التي يطرقُها قد تجعل القارئ للوهلة الأولى يخالها موضوعات غير صالحة للقول والانْكِتاب.
هو يتجوَّل بِنا بين كل الأشياء وُصُولاً إلى المشاعر،وإلى توظيف الأسطورة " شهرزاد " و" شهريار" ..القول هو ذاك التراكم والزَّخم الذي تحْفَل وتَضُجُّ به الذَّاكرة،ويَأْبى صاحب "قول" إلا رسمه في شكل لوحات.
فقد كان مُحِقا صاحب " قول" " عبد العزيز الزروالي" عندما قال في نص " نار ومطر"، هذه الشذرة المُتاخمة لروح وصدى قول الكاتب.

لكل صوت على الأرض صدى
الريح صدى الزفرات
وآهات الحزانى
النار صدى الشقة البكماء
والشوق الحبيس
والمطر صدى الدُّموع
فحقيقٌ بنا القول،أن الديوان الشعري" قول" أو ( -;- ) لاَيعْدُو أن يكون سوى صوت المُؤلِّف ،زفراته،شهقاته، آناته..وكل الأحاسيس والانفعالات تُجاه الواقع بكل تناقضاته وزَخَمِه،والأشياء مهما كانت بسيطة أو مركبة.
صفوة القول ، إن هذا الكتاب الموسوم بقول احتفاء ، تِجوالٌ ،سَفَرٌ في دروب الحياة وفي أشيائها البسيطة والمعقدة.
.

الهوامش :
*- عبد العزيز الزروالي شاعر مغربي.
**- محمد قنيبو: فنان تشكلي مغربي.



#سعيدة_الرغيوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الترابط ..قديمٌ قِدَم الأدب/ حوار مع القاص والناقد السينمائي ...
- ركوب الشاعر سامح درويش موج شطحات العشق الصوفي. بقلم ذ.سعيدة ...
- الواقعية في شعر الشاعر المغربي عبد القادر زرويل من خلال ديوا ...
- هَمْس القوافي وحفريات الروح قراءة في ديوان- أَمْهِلني ...بعض ...
- قراءة في شعر محمد اللغافي الموسوم بالكرسي
- البوح الشعري عند أنثى عاشقة/ الوجدان والعاطفة، مفتاح البوح ا ...
- الخصوصيات الدلالية والجمالية في - الحرف الثامن- للشاعر المغر ...
- سفر شعري لاكتشاف شعراء فرنسيون من القرن التاسع عشر من إعداد ...
- عين على كتاب / ممكنات القراءة والتأويلفي - هوامش لذاكرة العي ...
- عندما تكتب أنثى ..


المزيد.....




- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعيدة الرغيوي - مَجَازاتُ القول ِ وخيوطُ البَوْحِ في دِيوان -;- للشاعر المغربي عبد العزيز الزروالي