أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هيثم بن محمد شطورو - لمن تبكي سيدي الرئيس؟














المزيد.....

لمن تبكي سيدي الرئيس؟


هيثم بن محمد شطورو

الحوار المتمدن-العدد: 5003 - 2015 / 12 / 2 - 00:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"الشعب يريد اسقاط النظام". هذا هو الشعار الرئيسي الذي سار كالنار في الهشيم من وسط تونس الى جنوبها فشمالها. الثورة التونسية كانت تعني ازالة نظام الاستبداد و القهر و الارهاب النفسي للمواطن. لم يقصد التونسيون ازالة الدولة. و هذه هي القراءة الخاطئة التي وقعت فيها حركة النهضة الاسلامية الاخوانية فسارت نحو تخريب الدولة. يـبدو ان نفس القراءة لمقولة اسقاط النظام تسيطر على اللذين يحكمون اليوم، و لكن بتعامل معاكس حيث يتم العمل المنهجي على الانـتـقام من الثورة و حجبها بمنطق "هذا ما جنته على نفـسها براقـش".
الثورة الى اليوم مازالت حالة روحية و مشاعرية و لكنها لم تصبح بعد سلطة في الحكم. هنا يتم التعامل الرجعي للنظام السابق مع مقولة الثورة و حصرها في التجربة الاخوانية التي لم يكن لها اي يد في الثورة سوى في محاولة استغلالها منذ اندلاعها بالأسلوب المعهود اي العنف. مازال البعض يتساءل الى اليوم عن حل لقضية القناصة ما قبل 14 جانفي 2011 و ما بعدها. اليوم يتم التعامل مع الاحداث الارهابية خاصة على اساس منطق هذا ما جنته عليكم الثورة. فبعد عملية سوسة الارهابية ظهر علينا السيد الرئيس ليحذر ان عمليتين اخريـين مماثـلتـين ستصيب الدولة بالانهيار. بعد العملية الاخيرة يوم 13 نوفمبر 2015، حيث تمكنت آلة الارهاب من حصد عدد من الحرس الرئاسي في عملية بقـلب تونس العاصمة، ظهر علينا السيد الرئيس و وزيره الاول يـبكيان و حاملي النعوش يـبكون في جنازة لا تـليق بالشرف العسكري.
انه اعلان المأتم و لكن لمن. النظرة المنـتـقمة من الثورة تسوق اللحظة الجنائزية البكاءة من تمثيل لدولة ضعيفة منهارة نتاج الثورة. لحظة يتم تأسيسها في السيكولوجية العامة لخلق قاعـدة يتم منها التحرك نحو وئد الثورة. يؤكد خطاب رئيس الجمهورية الأخير مدة يومين هذه المسالة. خطاب باسم الدولة التونسية موجه الى حزب نداء تونس في الجزء الغالب منه، و يؤسس حسبما تم فهمه الى تسليم الحزب الى ابنه "حافظ"، و بالتالي للشق التجمعي في الحزب . لن نـدخل هنا في المعمعة الندائية، و انما تهمنا المؤشرات الواضحة لمنطق الحزب الاوحد الحاكم. فحين يتحدث السيد باجي قايد السبسي بعد نجاح حزبه في احراز المرتبة الاولى في الانـتـخابات ان الحزب يمتلك آلة انـتخابية كبرى، كأنه قال مثل جماعة النهضة حين انـتصروا في انتخابات 2011 بأنهم سيبقون في الحكم لما يـزيد عن العشرين سنة. لكن سنة 2014 شهدت خروج هذا الحزب من السلطة. حين يؤشر رئيس الجمهورية الى كون حزب نداء تونس هو الذي يمثل تونس فانك لا يمكن ان ترى إلا رغبة استحواذية على السلطة. انك ترى عدم ايمان بالتعـددية برغم ورود هذه التصاريح على الالسنة.
لكن الثورة قامت لأجل الدولة و انها قامت ضد منطق العائلة المافيوزية التي استحوذت على الدولة. دليل ذلك ان الثوار قبلوا بالسيد الباجي قايد السبسي نفسه رئيسا للوزراء في المرحلة الانـتـقالية الاولى برغم كونه رمزا من رموز النظام السابق في وجهه الورقيبي. دليل ذلك ان قوى الثورة عملت على ايجاد النقاط المشتركة و هي بناء نظام ديمقراطي تداولي على السلطة، فيه استـقلالية للقضاء و الاعلام و الامن الجمهوري عن التوجيه السياسي الحكومي. و نعتـقـد ان المطلب لازال قائما، و الشيء الذي لم يحدث بعد هو حكومة ثورية لها برنامج سياسي واضح و فيها مناضلون اقوياء بحجم اللحظة التاريخية الراهنة. ان الشعب المذهول من بكائيات السلطة سيـبحث عن سلطة قوية و لكنها صادقة. قوية في اتجاه حفظ البقاء و في اتجاه العمل و الاستـقلالية و القوة السياسية القائمة على المعرفة العلمية، و ليس على منطق الولاء...



#هيثم_بن_محمد_شطورو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في مواجهة اوكار الارهاب الممتدة
- اسقاط المقاتلة الروسية في تونس
- ما وراء احداث باريس
- عمال صفاقس يؤكدون الثورة
- اتحد يا يسار العالم
- الاحتمال المفقود في هجمات باريس
- - حمه الهمامي- ، الزعيم النبيل
- اللحظات الحتفية على عتبات المطلق
- العنف و العاطفية
- بؤس الغد على وجوه الأطفال
- ورطة اسرائيل
- حكمة الزعيم بورقيبة
- العداء التركي للعرب
- حلم العراق
- جائزة نوبل للسلام تمنح لتونس
- لامعقولية الأبد الدموي السوري
- ما أتعس المحرمات
- المطرقة الروسية تفتح أبواب الجحيم و النعيم
- الوساخة اللذيذة
- وهم الموت


المزيد.....




- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة
- سيناريو هوليودي.. سرقة 60 ألف دولار ومصوغات ذهبية بسطو مسلح ...
- مصر.. تفاصيل جديدة في واقعة اتهام قاصر لرجل أعمال باستغلالها ...
- بعد نفي حصولها على جواز دبلوماسي.. القضاء العراقي يحكم بسجن ...
- قلق أمريكي من تكرار هجوم -كروكوس- الإرهابي في الولايات المتح ...
- البنتاغون: بناء ميناء عائم قبالة سواحل غزة سيبدأ قريبا جدا
- البنتاغون يؤكد عدم وجود مؤشرات على اجتياح رفح


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هيثم بن محمد شطورو - لمن تبكي سيدي الرئيس؟