أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زيد كامل الكوار - المناهج الدينية التعليمية وأثرها في النشء الجديد














المزيد.....

المناهج الدينية التعليمية وأثرها في النشء الجديد


زيد كامل الكوار

الحوار المتمدن-العدد: 5002 - 2015 / 12 / 1 - 22:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ تأسيس وزارة المعارف العراقية في بداية تأسيس الدولة العراقية، ومنذ باكورة المناهج التعليمية والتربوية ومادة التربية الإسلامية تدرس للتلاميذ منذ نعومة أظفارهم، وربما كان ذلك امتدادا لطريقة الكتاتيب التي كانت سائدة أيام الدولة العثمانية في تعليم القرآن الكريم، و لم ترق المناهج التعليمية لمادة التربية الدينية والإسلامية طيلة قرن كامل إلى مستوى التجرد من الانحياز الطائفي وإن كان بسيطا غير واضح للعيان لكنه لم يكن ملبيا لطموحات الطوائف الأخرى، مع أنه كان يتناول الخطوط الدينية العريضة من دون الدخول في التفاصيل محل الجدال لكنه لم يأت على ذكر باقي الأديان الموجودة في العراق ما يخلق تمييزا دينيا واضحا ينافي مبادئ الوحدة الوطنية، ويظهر التهميش الواضح للمكونات الأخرى، ولم يتطرق المنهاج التعليمي في العراق والحق يقال إلى المسائل الفقهية التي تصف بجلاء مواطن الاختلاف بين المذاهب الإسلامية، بل كان يقتصر على تحفيظ التلاميذ بعض الآيات من القرآن الكريم والبعض القليل من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، ولم يكن لتلك المواد التي تدرس تأثير ملحوظ أو محسوس في عقائد الشباب حين بلوغهم فقد كانت الثقافة الدينية المنزلية كافية لتمده بما يلزمه من معلومات ومن أراد الاستزادة من تلك العلوم كان يجدها في الجوامع والحسينيات التي ترحب بالشباب الذي يطلب العلم منها تلك العلوم لأنها تعتبره مادة الدين الخام، أما من أراد دراسة تلك العلوم دراسة أكاديمية فكان يلجأ إلى الكليات الشرعية أو الحوزات العلمية. وبعد التغيير والاحتقان الطائفي الذي حدث في تلك السنين العجاف بدأ بعض المعلمين والمدرسين يتبنون التثقيف الطائفي في المدارس في اجتهادات شخصية في محاولة للتأثير في عقائد وأفكار الصغار، ولم يقتصر هذا التصرف غير المسؤول على المعلمين والمدرسين من طائفة معينة أو واحدة بل شمل جميع طوائف ومكونات المجتمع العراقي المأزوم طائفيا، وللتخلص من هذه الحالات السلبية في المجتمع العراقي الطامح لتحقيق السلم الأهلي والوئام والانسجام المجتمعي ينبغي للحكومة أن لا تتبنى دينا أو مذهبا أو فكرا سياسيا معينا، لأنه مهما حاول المصلحون إيجاد جامع يجمع الجميع في بلد مثل العراق فلن يجد، لا دين ولا مذهب ولا قومية ولا حزب أو جمعية أو كتلة سياسية، لكن الجامع الذي يتحمل احتواء تلك المكونات متعددة الألوان والأطياف والمراجع والانتماءات تحت مسمى جامع واحد، هو الشعور الحقيقي الفعال بالانتماء للوطن والذي هو في الحقيقة الشعور بالمواطنة، ذلك الشعور الراقي بالانتماء للوطن لأرضه وشعبه وتاريخه وأعرافه، حيث احترام الآخر وعدم التجاوز على حقوق الآخرين ومراعاة ومشاعرهم واحترام أديانهم واعتقادهم وعاداتهم. وكل تلك القيم الإنسانية النبيلة التي تؤمن حرية المواطن واستقلاله فكريا ودينيا مضمونة في الدولة المدنية التي لا تتبنى فكرا أو دينا أو عقيدة دينية كانت أو سياسية. فلا تدرس في مدارسها الحكومية العمومية مادة الدين لأنها لا تتبنى دينا محددا بل تترك ذلك الأمر لأهله أي في الجوامع والحسينيات والكنائس، ولا تتدخل في شؤون المواطنين الدينية لأن ذلك يعد انتهاكا لحقوق المواطنين الشخصية وحريتهم في اعتناق الأديان والأفكار التي يعتنقونها من دون تدخل أو تأثير وذلك رأي الإسلام الذي ورد في القرآن الكريم حين يقول "لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي" إلى آخر الآية. وبذا ستعامل الدولة الجميع وفق نظام وسياق واحد من غير تمييز ولا تفريق ولا تهميش، فتتحقق دولة العدل والرفاه والسلم الاجتماعي الدولة المدنية التي تعطي الخبز للجميع مع الحرية



#زيد_كامل_الكوار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العشائر العراقية و سطوة القانون
- الأحزاب الدينية وثوبها المبقع
- تجريم التمييز الطائفي
- السبيل الأمثل لإنهاء التمييز والتوتر الطائفي
- جذور التوتر الطائفي في العراق وأبعاده
- تقاطع الأيديولوجيات وأثره على الواقع السياسي العراقي
- استغلال العراقيين كورقة ضغط سياسية
- العرب والكرد وإشكالية المواطنة
- وزارة الثقافة ودورها المفترض
- دور الرياضي في دعم قيام الدولة المدنية
- دور الفنان في المطالبة بالإصلاحات والدولة المدنية
- دور المنظومة الدينية في نشر ثقافة الدولة المدنية
- ممثلو الشعب والدولة المدنية
- القوات الأمنية والتعامل الحضاري
- المرأة العراقية ودورها في الدولة المدنية
- تنمية روح المواطنة
- فصل الدين عن الدولة
- هل أن الدولة المدنية خيار مناسب للعراق ؟
- إشراك المكونات العراقية في عراق المستقبل
- النزاهة والدور المرتجى


المزيد.....




- رئيس الوزراء الأسترالي يصف إيلون ماسك بـ -الملياردير المتغطر ...
- إسبانيا تستأنف التحقيق في التجسس على ساستها ببرنامج إسرائيلي ...
- مصر ترد على تقرير أمريكي عن مناقشتها مع إسرائيل خططا عن اجتي ...
- بعد 200 يوم من الحرب على غزة.. كيف كسرت حماس هيبة الجيش الإس ...
- مقتل 4 أشخاص في هجوم أوكراني على مقاطعة زابوروجيه الروسية
- السفارة الروسية لدى لندن: المساعدات العسكرية البريطانية الجد ...
- الرئيس التونسي يستضيف نظيره الجزائري ورئيس المجلس الرئاسي ال ...
- إطلاق صافرات الإنذار في 5 مقاطعات أوكرانية
- ليبرمان منتقدا المسؤولين الإسرائيليين: إنه ليس عيد الحرية إن ...
- أمير قطر يصل إلى نيبال


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زيد كامل الكوار - المناهج الدينية التعليمية وأثرها في النشء الجديد