أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سيلوس العراقي - الجيش الأحمر السوفيتي يحبط أمال النازيين هتلر والحسيني والكيلاني















المزيد.....

الجيش الأحمر السوفيتي يحبط أمال النازيين هتلر والحسيني والكيلاني


سيلوس العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 5002 - 2015 / 12 / 1 - 20:06
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


"غالبية عرب فلسطين كانوا معادين لليهود بشكلٍ عنيف جدًا ويرون في اقتراب رومل فرصة لقتل جميع اليهود والاستيلاء على ممتلكاتهم".
من تقرير للمخابرات الاميريكية ـ اوغسطس 1942.

هروب الكيلاني والمفتي الى برلين (النازية) :

بعد فشل واندحار حركة رشيد عالي الكيلاني التمردية في العراق، ما كان أمام رشيد عالي (ذي التوجه الفكري القومي ـ الفاشي ـ النازي) إلا الهرب خارج العراق، فهرب الى ايران يصحبه أمين الحسيني مفتي اورشليم رفيقه في المباديء الفاشية إياها.
وسيكونان في حماية الفاشية الايطالية، التي خوفًا منها على إلقاء القبض عليهما، أرسلت في الحال مندوبًا خاصًا في مهمة خاصة لها الى طهران، يدعى البرتو ميلليني Mellini، لانقاذ المفتي من خطر إلقاء القبض عليه. حيث قام ميلليني بتأمين الحماية للمفتي بايوائه في مقر المفوضية الايطالية في طهران.
وقام المفتي بحلاقة لحيته وصبغ شعره، من بعدها اصطحبه ميلليني معه الى خارج ايران مارًا به من نقاط التفتيش البريطانية والايرانية (بنجاح) ووصل به الى روما.
(وللعلم ، كان النازيون معجبون بلحية المفتي الحمراء وشعره الأشقر وعينيه الزرقاوين واعتقدوا بأن له دمًا آريانيًا، من طرف أمه القوقازية !!).
وفي 11 اوكتوبر تشرين الاول 1941 حين وصوله روما، أخبر المفتي الاستخبارات العسكرية الايطالية (الفاشية) بأنه يترأس "منظمة سرية" لها فروعها في كافة الدول العربية.
بعدها استقبله الفاشي موسوليني في 27 اوكتوبر تشرين الأول، وطلب المفتي اعلانًا أو بيانًا من قوات المحور يدعم استقلال العرب في فلسطين، سوريا، لبنان والعراق.
وبحسب مذكرات المفتي لهذا اللقاء، فانه طلب محو اليهود من فلسطين (وطنهم الأم) كما أن اليهود في البلدان العربية "ينبغي أن تتم معاملتهم بذات المعاملة..تمامًا مثلما تم التعامل معهم (اليهود) في دول المحور"، وعبّر موسوليني عن موافقته له، وأيضًا عن معارضته الدائمة للصهيونية. ووعد موسوليني "بالنسبة لليهود الايطاليين فيتم الابقاء على من يستحق منهم". لكن موسوليني أضاف بضرورة استشارة الألمان أولاً بخصوص الاعلان الذي طلبه منه المفتي. ويُذكر بأن الخارجية الايطالية أوصت بضرورة اعطاء جوابٍ ايجابيّ للمفتي مع توصيتها بمنحه هبة مالية أولية بمقدار مليون ليرة ايطالية (تعادل عشرة آلاف جنيه استرليني).
غادر المفتي بعدها بأيام ايطاليا الى أالمانيا، حيث وصل الى برلين في 6 نوفمبر تشرين الثاني 1941، ووصلها من بعده باسبوعين رشيد عالي الكيلاني. وخصّصت ألمانيا مبلغًا (خياليًا) من المال للعربيّين الفارّين اليها، وعلمت المخابرات الأميريكية بأنه تم اعطاء فيللا للمفتي في Krumme Lanke وهو منتجع للأثرياء يقع في ضواحي برلين مع 20 من الموظفين مدفوعي الأجر، وتم تخصيص راتبٍ شهريّ لكلّ من المفتي والكيلاني يبلغ 80000 مارك، في الحين الذي يتقاضى مارشال الماني راتبا يقدر بـ 26500 مارك في السنة. اضافة الى ذلك ومنذ ربيع 1943 لغاية 1944 استلم المفتي كمصرف جيب شخصي 50000 مارك، و65000 مارك لرشيد عالي كمصاريف عملياتية، وجزء من هذه المبالغ المدفوعة لهما كانت بعملات أجنبية لتخدمهما في مصاريفهما خارج ألمانيا.
في 28 نوفمبر تشرين الثاني قام هتلر باستقبال المفتي، وحضر اللقاء ريبنتروب وكروبّا. كان لقاءًا حميمًا للقلوب والعقول المشتَرَكة في كراهية اليهود والمكرّسة الى فكرة التطهير العرقي.
عبّر المفتي لهتلر عن هدفه في انشاء اتحاد عربي مستقل يشمل كلا من العراق، سوريا، فلسطين، لبنان وعبر الاردن.
وطمأن هتلر ضيفَه بأن المانيا تسانده في نضالٍ عنيد ضد اليهود، ومن ضمنهم يهود فلسطين، من أجل تدمير نفوذ ومصالح اليهود، واعترفَ بأن هدفه في الشرق الأوسط هو القضاء على جميع اليهود الذين يعيشون في البلدان العربية التي تخضع للحكم البريطاني.
كما أوضح هتلر للمفتي في هذا اللقاء بأن طموحات المفتي في الشرق الاوسط واعلان اعتراف قوات المحور باستقلال الدول العربية ينبغي أن ينتظرها بعد أن يتم احتلال القوقاز وجنوب روسيا، "في لحظة ظهور الدبابات والطيارات الألمانية جنوب القوقاز، ستكون لحظة الرسالة العامة التي ينتظرها المفتي وفورًا ستكون لحظة اعلانها علنًا وتوجيهها للعالم العربي".
إن هتلر كان يعتقد أن هذا الأمر (احتلال القوقاز وجنوب روسيا) سوف يكون سهلاً ولن يستغرق كثيرًا من الوقت، وأنه يحتاج لأشهر قليلة فقط. فطمأن هتلر ضيفه المفتي بأنه "حين ستأتي اللحظة ستكون ألمانيا النازية مستعدة لاعلان استقلال الدول العربية وسيكون المفتي الناطق الرسمي والمخوّل باسم العرب".
وقدم المفتي شكرَه لهتلر لتطميناته الأكيدة، معبّرًا له عن ثقته بالألمان لأنهم ليس لديهم أيّ أطماعٍ في الأراضي العربية، وأنّ لديهم عدوًا مشتركًا : البريطانيون واليهود. ووعد بأنه سيكون هناك فيلقًا (جيشًا) عربيًا لمساعدة الدول العربية من أجل تحررها من السيطرة البريطانية.
إن طموح المفتي بأن يصبح القائد العربي لدول الهلال الخصيب تم إحباطها بوصول رشيد عالي الكيلاني الى برلين ـ ألمانيا في 21 نوفمبر تشرين الثاني 1941، الذي بدوره كان يبحث عن سندٍ، وعدٍ وتصديق من قبل قوات المحور على منح الاستقلال للدول العربية، في العراق وباقي دول الهلال الخصيب العربية، لكن تحت قيادته. وفي لقائين للكيلاني مع ريبنتروب في 16 و 22 ديسمبر كانون الاول 1941 تمكن الكيلاني من الحصول على رسالة تعترف به كرئيس لوزراء العراق.

الدخول الاجباري للولايات المتحدة الاميريكية في الحرب العالمية الثانية :
وفي هذه الفترة المفصلية من التاريخ، وخلال الأسبوع الثاني من ديسمبر كانون الأول 1941 تحولت حرب قوات المحور من حرب أوربية لتصبح صراعًا وحربًا عالمية.
ففي يوم 5 ـ 6 ديسمبر تمّ إجبار قوات الفيرماخت "قوة الدفاع" الألمانية الموحدة (النازية) على التراجع لأول مرة بواسطة القوات السوفيتية (الجيش الأحمر) التي قامت بشنّ هجوم مضادٍ على قوات المحور النازية خارج موسكو.
وفي يوم 7 من ديسمبر 1941 نفذت القوات البحرية الامبراطورية اليابانية غارة جوية مباغتة على الأسطول الأميريكي الذي كان يقبع في قاعدته البحرية في ميناء "بيرل هاربر" في جزيرة هاواي، الحدث الذي غير مجرى الحرب وكان السبب الذي أرغم الولايات المتحدة الأميريكية على الدخول والاشتراك في الحرب العالمية الثانية، فأعلنت أميريكا حربها على اليابان بشكل رسمي. وفي يوم 11 ديسمبر أعلنت ألمانيا النازية أيضًا عن حربها على الولايات المتحدة الأميريكية.

الجيش الأحمر الستالينيني :

ان ظهور الجيش الأحمر السوفيتيتي ـ الستالينيني ـ وبقوة كبيرة دفاعية وهجومية ضد القوات الألمانية النازية الفيرماخت الغازية، لعب دورًا كبيرًا وكاسحًا، يعتبره بعض العسكريين والباحثين على انّه هو الذي غيّر مجرى نتائج الحرب أكثر بكثير من دخول الولايات المتحدة الأميريكية كطرفٍ في الحرب ضد قوات المحور، من دون التقليل من أهمية التدخل الأميريكي في هذه الحرب.
فقوات المحور النازية فشلت مخططاتها في دخول واحتلال القوقاز، وأصبحت في وضعية صعبة وضعتها أمامها قوات الجيش الأحمر بقدراتها الهجومية، أضافة الى قساوة وشراسة فصل الشتاء.
هذا يعني أن نهاية الحرب لم تعد محددة في موعد قريب لنهايتها مثلما كانت تحلم قوات هتلر النازية وكان يحلم بها ايضًا كل من هتلر والمفتي الحسيني، وبالتالي تحقيق الوعد بالاعتراف باستقلال الدول العربية.

نهاية الحلم الانتهازي للحسيني والكيلاني :
أصبح معلومًا لدى الألمان والايطاليين أن اهتمام كلا من المفتي والكيلاني في البحث بالدرجة الأولى عن مصلحتهما الشخصية بأن يتم الاعتراف بهما كرؤوس وقادة لحركة تحرير الدول العربية، أكثر من اهتمامهما باستقلال الدول العربية. فالمفتي الحسيني كان يبحث عن دعم المحور له ولحلمه في أن يصبح قائدًا او رئيسًا لسوريا الكبرى التي تضم فلسطين وسوريا ولبنان والعراق والاردن (عبر الاردن أو الضفة)، علمًا بأنه طلب في كانون الثاني 1942 من وزير الخارجية الالماني ريبنتروب ضمانًا مكتوبًا لاستقلال العرب، مع أن الضمان لم يشمل ذكر الموقع القيادي الذي كان يحلم به الحسيني.
كما أنّ الحسيني طالبَ أن يكون القائد الروحي للعرب في تأسيس خلافة اسلامية عربية جديدة. كما كان يعيد ويكرر في برلين مطالبته (الخيالية) بأنه قائد "الحركة السرية للشعوب العربية" وزعيم للعرب على مثال الزعامة الألمانية، الذي قام بالاعداد لانطلاق الثورات والانتفاضات في فلسطين وسوريا والعراق. كما أنه ذكر بأن رشيد عالي الكيلاني يعتبرعضوًا في هذه الحركة التي هو قائدها ورئيسها، وقد أخذ من الكيلاني قسمًا (حلف اليمين) بولائه له، أي للحسيني.
أما الكيلاني فبدوره فقد نكر للالمان ما يدّعيه الحسيني بوجود مثل هكذا حركة أو منظمة سرية للشعوب العربية، كما نكر ادعاء الحسيني على أنه يعترف بأي سلطة أو صلاحية للحسيني في هذا الشأن. وحاول الكيلاني اقناع الألمان بأن الحسيني ليس أكثر من قائد ديني من دون أية مهمات أو صلاحيات سياسية ولا يملك أي موقع ومكانة سياسية في العالم العربي.
التنافس بين المغتربَين العربيين خلق نوعًا من الانقسام (أو العداء) بين راعييهما (أو كفيليهما) في مكتب دائرة الشؤون الخارجية الالمانية : ايروين ايتيل الضابط النازي المسؤول عن الشؤون العربية في الدائرة، الذي كان يساند المفتي الحسيني، ودكتور غروب المفوض الدبلوماسي في الشرق الأوسط الذي كان يسند رشيد عالي الكيلاني.

يختلفون في كل شيء ويتفقون في الدعوة لابادة اليهود :
في شهر نيسان 1942 سلّم كلّ من الحسيني والكيلاني رسالة الى ريبنتروب يطلبان فيها الدعم والمساعدة الألمانية "لابادة (محو) الشعب اليهودي المقيم في فلسطين"، ولم يتردد ريبنتروب للحظة واحدة في ضمان كل المساعدة.
ويعبّر المفتي الحسيني عن التطابق في وجهة النظرين (العربية والنازية) : "جنبًا الى جنب (العرب والنازيين) في الصراع ضد انكلترا وضد الشيوعية، كما هناك الاتفاق العميق بما يتعلق في القتال ضد اليهود. ففي صراع المانيا ضد اليهودية العالمية، يشعر العرب بقربٍ عميق وبأواصر التضامن مع ألمانيا". وكان المفتي الحسيني يصرّ كثيرًا على الالمان على فكرته في استبدال مصطلح تسمية "معاداة السامية" الى "معاداة اليهود".

هناك عودة وتتمة مشوّقة



#سيلوس_العراقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجهاد الاسلامي : أسلمة العالم وتدمير البشرية
- كعك العدس الكتابي الحلو: مثير للشهوة الجنسية
- استاذ جمشيد ابراهيم : بلا زحمة عليك
- المفكر الاشتراكي الرابي موسى هيس : روما تسلّم الصولجان الى ا ...
- اورشليم وجبل الهيكل
- المسلمون يعلّمون أولادهم (أن اليهود أعداؤنا)
- بين الهرم العبري والهرم القبطي
- مجلس غناء خرائي عباسي
- الاردن نهرٌ اسرائيلي
- الخرائيات في كتب التراث العربي
- عيد كيبور : المسؤولية الانسانية لاسرائيل في العالم
- كراهية اليهود : يحتل العالم الاسلامي المرتبة الأولى
- كراهية اليهود : عنصر أساسي حيوي في ثقافة العرب
- بين السلة العبرية والسرقة العربية
- الشلف والشليف والشلفة
- بين تنور القرآن والتنور العبري
- الاتجاهات الأربعة لأرض الوعد لأبراهام
- مابعد داعش : هل سيتم اثارة قضية تأسيس الدولة الكوردية
- كيف أصبح الاسلام -دين-
- بين التعاطف مع اليهودي وبين اجباره على البصق على قضيبه


المزيد.....




- هل تتعاطي هي أيضا؟ زاخاروفا تسخر من -زهوة- نائبة رئيس الوزرا ...
- مصريان يخدعان المواطنين ببيعهم لحوم الخيل
- رئيس مجلس الشورى الإيراني يستقبل هنية في طهران (صور)
- الحكومة الفرنسية تقاضي تلميذة بسبب الحجاب
- -على إسرائيل أن تنصاع لأمريكا.. الآن- - صحيفة هآرتس
- شاهد: تحت وقع الصدمة.. شهادات فرق طبية دولية زارت مستشفى شهد ...
- ساكنو مبنى دمرته غارة روسية في أوديسا يجتمعون لتأبين الضحايا ...
- مصر تجدد تحذيرها لإسرائيل
- مقتل 30 شخصا بقصف إسرائيلي لشرق غزة
- تمهيدا للانتخابات الرئاسية الأمريكية...بايدن في حفل تبرع وتر ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سيلوس العراقي - الجيش الأحمر السوفيتي يحبط أمال النازيين هتلر والحسيني والكيلاني