أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - قراءة فى أحاديث البخارى المتنوعة















المزيد.....

قراءة فى أحاديث البخارى المتنوعة


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 5002 - 2015 / 12 / 1 - 19:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قراءة فى أحاديث البخارى المُـتنوّعة
طلعت رضوان
رأيتُ أنْ أختتم سلسلة مقالاتى عن صحيح البخارى بقراءة لبعض الأحاديث المُــتنوّعة ، أى التى لا يربطها (وحدة) أو (إتحاد) فى الموضوع ، كما أوضحتُ فى مقالاتى السابقة.
فمثلا من المعروف والشائع فى معظم كتب التراث العربى الإسلامى أنّ نبى الإسلام جمع بين تسع زوجات ، ولكن الحديث التالى أوضح أنّ عدد الزوجات كان أكثر من ذلك : عن فلان عن فلان عن أنس بن مالك قال : كان النبى يدور على نسائه فى الساعة الواحدة من الليل والنهار ، وهنّ إحدى عشرة . فسأله البعض : أوكان يطيقه ؟ قال أنس : كنا نتحدث أنه أعطى قوة ثلاثين (رجلا) (حديث رقم 268) بينما فى حديث آخر (مما يدل على البلبلة) أنّ أنس بن مالك قال إنّ عدد نساء النبى تسعة (حديث رقم 284) رغم أنّ راوى الحديث عن أنس نفس الشخص واسمه (قتادة) وأيـًـا كان العدد (9 أو 11) فإنّ العقل الحر لابد أنْ يتوقف أمام قول أنس أنّ النبى ((أعطى قوة ثلاثين رجلا)) فهل كانت تلك القوة من بين الخصائص والمُـميزات التى منحتها له السماء ؟ وفى هذا السياق أنقل للقارىء ما ذكره المُـفـكــّـر الكبير والباحث المُـدقــّـق خليل عبد الكريم حيث كتب ((أبلغنا الإخباريون أنّ عدد زواجات النبى محمد ناهز الخامسة والعشرين ، بخلاف (ملك اليمين) ولو أنه لم يدخل ببعضهنّ وانتقل إلى الرفيق الأعلى وعلى ذمته تسع منهنّ)) (فترة التكوين فى حياة الصادق الأمين – ميريت للنشر- عام 2001- ص313)
ومن الأحاديث المهمة حديث عائشة التى قالت ((كان النبى يتكىء فى حجرى وأنا حائض ثم يقرأ القرآن)) (حديث رقم 297) وحديث آخر عن نفس المعنى عن زوجة النبى (أم سلمة) قالت فيه ((بينما أنا مع النبى مضطجعة فى (خميصة) إذْ حضتُ ، فانسللتُ فأخذتُ ثياب حيضتى . قال النبى : أنفستِ ؟ قلتُ : نعم . فدعانى فاضطجعت معه فى الخميلة)) (حديث رقم 298) وحديث ثالث قالته عائشة ((كنتُ أغتسل أنا والنبى من إناء واحد كلانا جـُـنب.. وكان يأمرنى فأتــّـزر، فيباشرنى وأنا حائض)) (حديث رقم 299، 300) وهذه الوقائع تؤكد أنّ نبى الإسلام لم يكن يلتزم بما ورد فى القرآن عن تجنب المرأة وهى حائض ، حيث نصّ القرآن على (ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء فى المحيض ولا تقربوهنّ) (البقرة/222) فلماذا استثنى نبى الإسلام نفسه ولم يلتزم بالنص القرآنى ؟ وهل عدم الالتزام بذلك النص يدخل – أيضـًـا – ضمن قائمة الاستثناءات والمُـميزات ؟
وفى حديث طويل جدًا شغل صفحة كاملة من القطع الكبير، ملخصه أنّ الصابئين ((فرقة من أهل الكتاب يقرأون الزبور)) (حديث رقم 344) وهذا الحديث أكــّــده القرآن فى آية ((ولقد كتبنا فى الزبور.. إلخ)) (الأنبياء/105) وأكــّـد عليه فى آل عمران/184، وأنّ (الله) هو الذى أنزل الزبور على داود (النساء/163) وكرّرها فى سورة النحل/44، وكرّرها فى سورة الإسراء/55. أما ما جاء فى الحديث عن (الصابئين) وأنهم ((فرقة من أهل الكتاب فقد أكــّـده القرآن فى آية ((إنّ الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى.. إلى فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون)) (المائدة/69) وكرّر الآية الأخيرة فى سورة الحج/17، بنفس الألفاظ مع إضافة (المجوس) وبعد أنْ كانوا فى سورة المائدة ((لا خوف عليهم)) إذا بهم فى سورة الحج من (المُـشركين) ومع ملاحظة أنّ كلمة (الصابئين) جاءتْ مرفوعة فى سورة المائدة ، ثم جاءتْ منصوبة فى سورة الحج ، رغم أنّ تكوين الجملة واحد . وبغض النظر عن هذا الموقف اللغوى ، فلماذا تغيـّـر الموقف من (الصابئين) : مرة بالثناء عليهم ومرة بالحض من شأنهم ووصفهم ب (المُـشركين) ؟ وهل الموقف الأول ينصرف على الصابئين (فى الماضى) أى قبل دعوة محمد ؟ ثم تغيـّـر موقفه منهم فى عهده ، خاصة وأنّ معنى (صبأ) فى قواميس اللغة العربية أنّ فلانــًـا ((خرج من دين إلى دين)) وهو ما تأكــّـد فى حديث : قال أبو عبد الله أنّ فلانــًـا ((صبأ وخرج من دين إلى غيره)) وأرى أنّ أهم ما ورد فى الحديث وأكــّـده القرآن أنّ (الصابئة) فرقة من أهل الكتاب (أى مثلهم مثل اليهود والمسيحيين) وأنّ كتابهم هو (الزبور) الذى أنزله (الله / رب المسلمين) عليهم .
ومن الأحاديث المُـهمة الحديث الذى روى فيه نبى الإسلام رحلته إلى السماء (المعراج) وبغض النظر عن الميتافيزيقا الواردة فى الحديث وأنه رأى (آدم) والأنبياء ، فإنّ المهم فيه هو أنّ (الله) فرض خمسين صلاة (فى اليوم الواحد) على أمة محمد ، فلما عرف موسى بذلك قال لمحمد ((ارجع إلى ربك فإنّ أمتك لا تطيق ذلك)) فرجع محمد إلى ربه الذى قال له ((هى خمس وهى خمسون ، لا يُـبـدّل القول لدىّ)) فرجع إلى موسى الذى قال له ((راجع ربك)) فقال محمد (استحييتُ من ربى)) ثم انتقل الحديث – فجأة – إلى دخول محمد (الجنة) ورأى ((حبائل اللؤلؤ، وإذا ترتبها المسك)) فى تجاهل تام لمسألة عدد الصلوات وكيف استقر الأمر على خمسة فقط (حديث رقم 349) وللعقل الحر تخيل أنّ (المسلمين) كانوا سيتفرّغون – طوال اليوم – لأداء خمسين صلاة ، فلا يكون لديهم الوقت للعمل ، وما الحكمة من البدء ب (خمسين) ثم تنتهى (المُـراجعة) بخمس ؟ ولماذا لم تكن خمس منذ بداية الحوار؟
وإذا كانت صلاة الظهر أربع ركعات – كما هو شائع ومعروف – فإنّ نبى الإسلام صلاها خمس ركعات (حديث رقم 404) وفى حديث آخر فإنّ نبى الإسلام صلى الظهر ((ركعتيْن)) (حديث رقم 715) وهذا الحديث رواه أبوهريرة الذى كان ملاصقــًـا للرسول . فكيف حدث هذا ؟ هذا سؤال سكتتْ عنه كتب التراث العربى/ الإسلامى . أما الحديث الأكثر عجبـًـا فهو أنّ نبى الإسلام رأى النار وهو يُـصلى (حديث رقم 431) فلماذا (وكيف) (حدث) هذا ؟ سؤال آخر سكتتْ عنه كتب التراث العربى/ الإسلامى ، خاصة وأنّ راوى الحديث عبد الله بن عباس .
ولأنّ العرب كانوا ضد الفنون المُـختلفة ، لذلك جاء حديث عن عائشة أنّ أم سلمة وأم حبيبة شاهدتا كنيسة بالحبشة فيها تصاوير، فلما ذكرتا ذلك للنبى قال ((إنّ أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح فمات بنوا على قبره مسجدًا ، وصوّروا فيه الصور، فأولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة)) (حديث رقم 427 ، وتكرّر فى الحديث رقم 434)) فإذا كان (الإسلام) حرّم الصور (أى حرّم الفن) على (العرب والمسلمين) فلماذا يشمل (التحريم) كافة الشعوب ، وما الجريمة التى يرتكبها الإنسان (الفنان) ليكون ((من شرار الخلق يوم القيامة)) ؟ وهل من يـُـبدع الفن مثل من يقتل ؟
وتوجد مجموعة من الأحاديث ليستْ لها أية قيمة ولا أية أهمية مثل حديث أنّ النبى ((شبـّـك أصابعه فى المسجد)) (حديث رقم 478، 479) ومثل حديث أنّ النبى ((صلى بالبطحاء الظهر ركعتيْن والعصر ركعتيْن ، وبين يديه عنزة وتمر بين يديه المرأة والحمار)) (حديث رقم 495) ومثل حديث أنّ النبى خرج يوم خميس فى غزوة تبوك ، وكان يحب أنْ يخرج يوم الخميس)) (حديث رقم 2950) وإذا كان القرآن أقرّ بأنّ نبيه ورسوله هو محمد ، فما معنى أنْ يقول النبى ((أشهد أنْ لا إله إلاّ الله وإنى رسول الله)) (حديث رقم 2982)
وإذا كانت تلك الأحاديث لا أهمية لها ، فإنّ الحديث التالى ، يكشف عن طبيعة الصراع الذى كان بين زوجات النبى ، وهو حديث طويل جدًا استغرق صفحة كاملة من القطع الكبير، ملخصـّـه أنّ عائشة كانت صريحة عندما قالت عن زوجات النبى ((كنّ حزبيْن : فحزب عائشة وحفصة وصفية وسودة ، والحزب الآخر أم سلمة وسائر نساء رسول الله)) وكان المسلمون قد علموا حب رسول الله لعائشة ، فإذا كانت عند أحدهم هدية يريد أنْ يُـهديها إلى الرسول ، أخــّـرها حتى إذا كان رسول الله فى بيت عائشة.. إلخ)) اغتاظت باقى الزوجات فحرضنّ أم سلمة كى تــُـفاتح النبى فى هذا الأمر، وبعد تفاصيل كثيرة قال لها ((لا تؤذينى فى عائشة.. فإنّ الوحى لم يأتنى وأنا فى ثوب امرأة إلاّ عائشة)) وقالت له زينب بنت جحش وأغلظتْ له وقالت ((إنّ نساءك ينشدنك الله العدل فى بنت أبى قحافة)) ورفعتْ صوتها ولما سمعتها عائشة سبـّـتها.. إلخ (حديث رقم 2581) وأهمية هذا الحديث ترجع إلى الأسباب التالية 1- أنه نقل صورة حية للصراع بين زوجات النبى لدرجة أنهنّ شكــّــلن حزبيْن 2- تفضيل عائشة واستئثارها بالهدايا دون سائر زوجات النبى ، ولذلك طلبن منه تحقيق (العدل) أى المساواة بينهنّ 3- عائشة تشتم زينب بنت جحش ، فما الفرق بينها وبين أية امرأة أخرى تستخدم السب للخصم ؟ وما الفرق بينها وبين (زوجتيْن) على (ذمة) رجل واحد فى الشجار، وعدم العدل بينهما 4- لماذا قال النبى لأم سلمة ((لا تؤذينى فى عائشة)) هل مجرد طلب العدل سينتج عنه (أذية) لنبى الإسلام ؟ 5- ولماذا قال ((لم يأتنى الوحى وأنا فى ثوب امرأة إلاّ عائشة)) فكيف نسى (والأدق تجاهل) دور خديجة (زوجته الأولى) التى شهدتْ معه بدايات نزول الوحى عليه ؟ وهى التى وقفتْ بجانبه وآزرته وأنجبتْ له البنين والبنات ، وأصرّتْ على الزواج منه رغم فارق العمر بينهما الذى يبلغ ربع قرن (محمد 21 سنة وخديجة 45، أو46سنة) وكيف نسى محمد حديثه الذى قال فيه ((يا خديجة إنّ جبريل قد جاءنى والله يـُـقرئك السلام ويـُـبشــّـرك ببيت فى الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب)) ؟
والحديث التالى يصلح لعمل دراما إنسانية عن شخصية الزوجة الثانية لمحمد (سودة بنت زمعة) والتى تـُـعتبر الأولى بعد وفاة خديجة. وملخص الحديث أنّ سودة كانت تهب يومها وليلتها لعائشة. وحجتها فى ذلك ((تبتغى رضا رسول الله)) (حديث رقم 2688)
تتبدى الدراما الإنسانية ، حيث أنّ تلك السيدة كانت منذ الأيام الأولى بعد زواجها من محمد مجرد خامة لبناته ، وبعد أنْ تعـدّدتْ زوجاته ، تحوّلت إلى خادمة لهنّ . وتحكى كتب السيرة أنّ النبى أشفق عليها ((من الحرمان العاطفى)) فأنبأها ((مترفقــًـا بعزمه على طلاقها)) فقالت له ضارعة ((أمسكنى.. ووالله ما بى على الأزواج من حرص ، ولكنى أحب أنْ يبعثنى الله يوم القيامة زوجـًـا (أى زوجة) لك ، أبقنى يا رسول الله وأهب ليلتى لعائشة ، وإنى لا أريد ما تريد النساء)) (الاصابة ج 8 ص 177، والاستيعاب ج 4 ص 1867 وصحيح مسلم والسمط الثمين ص 103- نقلا عن د. عائشة عبد الرحمن – تراجم سيدات النبوة – دار الريان للتراث – مطابع الشروق – عام 1987- من ص244- 249) وأعتقد أنّ جملة سودة بنت زمعة ((أبقنى يا رسول الله وأهب ليلتى لعائشة)) فيها مفتاح فهم مأساة تلك السيدة . ومع ملاحظة أنّ الحديث الذى ذكره البخارى مبتور من السياق العام لحياتها منذ زواجها من محمد .
ومن الأحاديث التى استوقفتنى حديث رواه شخص اسمه (ابن مقاتل) (حديث رقم 549) وبغض النظر عن مضمون الحديث الذى يحكى فيه أنه كان يـُـصلى مع النبى ، فإنّ المهم فيه اسم ذلك الشخص ، فما مغزى أنْ يكون اسمه (ابن مقاتل) ؟ ألا يدل ذلك على (آلية القتل) عند العرب ؟
ولأنّ الديانة العبرية (اليهودية/ المسيحية/ الإسلام) ديانة واحدة لذلك لم يكن غريبـًـا أنْ يقول نبى الإسلام ((أحب الصيام إلى الله صيام داود)) (حديث رقم 1131)
ومن الأحاديث العجيبة حديث ((وقيل لوهب بن منبه : أليس لا إله إلاّ الله مفتاح الجنة ؟ قال : بلى ، ولكن ليس مفتاح إلاّ له أسنان ، فإنْ جئتَ بمفتاح له أسنان فـُـتح لك ، وإلاّ لم يُـفتح لك)) (حديث رقم 23 فى باب الجنائز) فما المقصود من (الأسنان) ؟ وكيف اعتبر ذلك الرجل أنّ ((لا إله إلاّ الله)) غير كافية ولابد من المفتاح الذى له أسنان ؟
ومن الأحاديث العجيبة – أيضًا – أنّ الميت ((يُـعذب ببعض بكاء أهله عليه)) (حديث رقم 1287 وتكرّر فى الحديث رقم 1292وتكرّر فى الحديث رقم 1304) فهل لهذا الحديث معنى آخر غير حرمان الإنسان (الطبيعى) من البكاء على أمه أو على أبيه أو على أى إنسان كان يحبه ؟ أليس معناه (قتل) الشفقة والعواطف الإنسانية بين البشر، خاصة داخل الأسرة الواحدة ؟ وبصفة أخص عندما يحزن الأب لوفاة ابنه ، وهو ماحدث مع نبى الإسلام عندما مات ابنه إبراهيم (ابن مارية القبطية) حيث بكى الرسول ودمعتْ عيناه ، فتعجـّـب عبد الرحمن بن عوف وقال للرسول : أتبكى يا رسول الله ؟ فقال النبى ((يا ابن عوف إنها رحمة.. إنّ العين تدمع ، والقلب يحزن ، ولا نقول إلاّ ما يرضى ربنا ، وإنــّـا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون)) (حديث رقم 1303) وهذا الموقف (الإنسانى) يتناقض تمامًا مع الأحاديث التى حرّم فيها على غيره البكاء على المتوفى ، وإذا كان نبى الإسلام بكى على فراق ابنه ، فلماذا حرّم البكاء على باقى البشر؟
والتمييز بين البشر تبدى – كذلك – فى التفرقة بين المسلمين واليهود فى عقوبة الزنا ، فالعقوبة فى القرآن الجلد مائة جلدة (النور/ 2) ورغم ذلك كما جاء فى الحديث الذى رواه عبد الله بن عمر قال : إنّ اليهود جاؤوا إلى النبى برجل منهم وامرأة زنيا ، فأمر بهما فرُجما قريبـًـا من موضع الجنائز عند المسجد (حديث رقم 1329) وفى حديث آخر تمّ رجم امرأة دون ذكر ديانتها (حديث رقم 2314 وحديث رقم 2315) ويزداد الأمر عجبـًـا والتباسًا مع حديثيْن آخريْن حيث أمر النبى بجلد الشاب (الزانى) مائة جلدة ، أما المرأة فأمر برجمها (حديث رقم 2695، 2696) وتكرّر فى الحديثيْن (2724، 2725)
وإذا كانت البشرية تقـدّمتْ بفضل طرح الأسئلة الفلسفية عن نشأة الكون والإنسان.. إلخ ، وإذا كان القرآن به العديد من الآيات التى تتضمـّـن الأسئلة عن أشياء بديهية مثل (حيض المرأة) والسؤال عن (الأهلة) أى المواقيت ، والسؤال (عن ماذا ينفقون) والسؤال عن (الخمر والميسر) وهى الأسئلة التى وردتْ فى سورة واحدة (البقرة – الآيات 189، 215، 217، 219) ورغم ذلك جاء حديث قال فيه النبى ((إنّ الله كره لكم ثلاثــًـا قيل وقال ، وإضاعة المال وكثرة السؤال)) (حديث رقم 1477) وإذا كانت الأسئلة المُـهمة التى تــُـوسّـع مدارك الإنسان ، من الأشياء المكروهة كما فى الحديث المذكور، لذلك كان من الطبيعى تشويه (حق الاختلاف) وهو ما عبّر عنه نبى الإسلام الذى قال ((لا تختلفوا فإنّ من كان قبلكم اختلفوا فهلكوا)) (حديث رقم 2410) بينما تاريخ الإنسانية أكــّـد على أنّ الاختلاف كان رافعة التقدم لدى الشعوب ذات الحضارة .
ومن الأحاديث العجيبة حديث نبى الإسلام ((لا ترجعوا بعدى كفارًا يضرب بعضكم رقاب بعض)) (حديث رقم 1739، حديث رقم 1741) فإذا كان (الكفر) هو الذى سيتسبـّـب فى أنْ يضرب المسلمون رقاب مسلمين مثلهم ، فإنّ الواقع أثبت أنّ (المُسلمين المُـوحـّـدين) أطاحوا برقاب (مُسلمين مُـوحـّـدين) مثلهم كما حدث فى معركة صفين ومعركة الجمل وفى موقعة (الحرة) عندما هاجم جيش يزيد بن معاوية المدينة وفرض على أهلها بيعته ، وبعد أنْ اشتبك أهل المدينة مع جيش يزيد ، أصدر قائد الجيش أوامره باستباحة المدينة لمدة ثلاثة أيام ، وذكر المؤرخون أنه قتل 4500 إنسان (مسلم) وفــُــضــّـتْ بكارة ألف فتاة بكر، وكان ذلك بأمر يزيد (المسلم) وقائد جيشه واسمه (مسلم بن عقبة) الذى أرغم أهل المدينة على المبايعة ليزيد على أنهم (عبيد) له يفعل فيهم وفى أموالهم وأولادهم ما يشاء (الكامل لابن الأثير- ج 5 – من ص 310- 314 ، والطبرى – تاريخ الأمم – ج 4 – من ص374- 381) أى أنّ دخول العرب فى ((دين الله أفواجـًـا) لم يمنعهم من قتل بعضهم البعض ، رغم أنهم لم ((يرجعوا كفارًا) كما جاء فى حديث نبى الإسلام .
وإذا كان (الفسق) صفة تنطبق على بعض البشر، فإنّ نبى الإسلام ألصق تلك الصفة على بعض الكائنات غير العاقلة ، مثل الغراب ، الحدأة ، ، العقرب ، الفأرة والكلب العقور (حديث رقم 1829)
أما الموقف من الزراعة ، فإنّ الأحاديث كانت ترجمة صادقة للمجتمع العربى/ البدوى/ الرعوى ، والشىء المُـذهل هو التناقض فى الأحاديث ، فبينما قال النبى ((المدينة حـَـرم ، لا يُـقطع شجرها)) (حديث رقم 1867) فإنّ الحديث التالى مباشرة جاء على النقيض تمامًا ، إذْ أمر ((بقبور المشركين فنـُـبشتْ ، ثم بالنخل فـقـُـطع ، وصفوا النخل قبلة المسجد)) (حديث رقم 1868) أى تمّ تقطيع النخل لبناء المسجد . وفى حديث آخر فإنّ نبى الإسلام نهى عن ((كراء المزارع)) (حديث رقم 2286) أما الحديث الدال والقاطع فى التعبير عن الموقف العدائى ضد مجتمع الزرّاع ، فهو الحديث الذى قال فيه النبى عن آلة الحرث أنها إذا دخلتْ بيت قوم دخله الذل (حديث رقم 2321) فما علاقة آلات الزراعة ب (الذل) ؟ وهل لهذا الحديث معنى آخر غير أنّ الذل مكتوب على المُـزارعين ؟ فهل انتاج المحاصيل الزراعية والاعتماد على الذات لتوفير الطعام يُـسبّـب (الذل) ؟ وهل ذلك العداء بين مجتمع الزراع ومجتمع الرعاة ، له علاقة بالأحاديث العديدة التى كرّستْ لمفهوم ((كلكم راع ومسئول عن رعيته)) وهو الحديث الذى تكرّر كثيرًا (ست مرات ومن بينها الحديث رقم 2751) أما الحديث الذى حسم المسألة بين مجتمع الرعاة ومجتمع الزراع فهو الحديث الذى قال فيه نبى الإسلام ((ما بعث الله نبيـًـا إلاّ رعى الغنم)) (حديث رقم 2262) وبالتالى فهل كنتُ مُـبالغـًـا عندما كتبتُ أنّ الديانة العبرية بشعبها الثلاث (اليهودية/ المسيحية/ الإسلام) ديانة واحدة ؟ ديانة تبنـّـتْ مجتمع رعاة الغنم ، واحتقرتْ وعادتْ وهاجمتْ مجتمع الزراع ، وأنزلتْ عليه (اللعنات) وهو موقف بدأ مع قصة ابنىْ (آدم) فى التراث العبرى ، حيث أنّ (الرب) تقبـّـل قربان الراعى ورفض قربان الزارع .
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نبى الإسلام المميز فى البخارى
- المُطلق فى أحاديث البخارى
- أسباب النزول فى صحيح البخارى (7)
- البداوة فى صحيح البخارى (6)
- الميتافيزيقا فى صحيح البخارى (5)
- العبودية فى صحيح البخارى (4)
- البخارى وأحاديثه عن الغزو (3)
- قراءة فى صحيح البخارى (2)
- قراءة فى صحيح البخارى (1)
- بورتريه عن شخصية خالتى
- كروان (وحيد) بين الغربان
- كيف نشأ الجيش فى مصر القديمة
- محمود درويش وأمل دنقل
- هل يمكن قتل (الرغبة فى القتل) ؟
- لماذا العرب ضد العرب
- لماذا تعدد الإسلام بتعدد الشعوب ؟
- هل السياسيون كارثة على شعوبهم ؟
- هل يجرؤ أى حاكم الاعتداء على اسم وطنه؟
- القبائل العربية فى مصر
- العرب قبل وبعد الإسلام (19)


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - قراءة فى أحاديث البخارى المتنوعة