أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - امال قرامي - الإرهاب فى بعده المغاربى














المزيد.....

الإرهاب فى بعده المغاربى


امال قرامي

الحوار المتمدن-العدد: 5002 - 2015 / 12 / 1 - 09:43
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


يُنظر إلى العمليات الإرهابية التونسية على أنها تستند فى الغالب، إلى تنسيق ثنائى بين التونسيين والليبيين أو بين التونسيين والجزائريين. بيد أن المعلومات الجديدة تؤكد أن المغاربة باتوا أكثر تحمسا لتنفيذ العمليات الإرهابية، ومعنى هذا أن الفئات التى وحدتها الأيديولوجيا الجهادية لن تنفك عن مؤازرة بعضها البعض، وهو أمر مفهوم باعتبار أن تقديم العون اللوجستيكى والمادى وتبادل الخبرات والمعلومات وغيرها من الخدمات يتنزل فى إطار التضامن بين الأخوة المجاهدين. وهذا التنسيق الذى تضاعف نسقه فى السنوات الأخيرة، مخبر عن تأطير محكم لشبان جمعتهم عقيدة واحدة وحلم مشترك: إقامة عدد من الإمارات الموالية لتنظيم داعش فى الفضاء المغاربى. وهذا المعطى بات يفرض علينا تغيير بؤرة التحديق إذ ما عاد ممكنا الاكتفاء بتحليل الوضع التونسى فحسب وإنما صار من الضرورى تناول الظاهرة الإرهابية فى بعدها المغاربى والتنسيق لا بين الأجهزة الأمنية فقط بل بين الدارسين.

إننا نحتاج إلى إجراء الإحصائيات المشتركة والدراسات الميدانية المقارنية حتى نفهم التحولات الطارئة على مستوى السلوك والتدبير والتحرك.. لأن ما يجرى فى المغرب من تحركات يثبت أننا إزاء وضع جديد ترنو فيه الجماعات الإرهابية إلى إقامة هذه الإمارات التى بإمكانها أن توفر الملجأ الآمن للعناصر الفارة من بلاد الشام.
وما يسترعى الانتباه فى هذا الحراك الإقليمى هو أنه جاء نتيجة معبرة عن التطور الحاصل لدى تنظيم داعش فهو قد فكر منذ أشهر، فى البدائل واستعد لكل الاحتمالات ووزع الأمراء وهيأهم لاتخاذ المبادرات، ورسم الخطط المستقبلية، التى تضمن له استبدال التمركز فى بلاد الشام بتحرك فى مناطق جغرافية متعددة. ففى المغرب مثلاً عرض التنظيم الإمارة على شيخ التيار السلفى الجهادى عمر الحدوشى بل إنه طلب منه أن يكون المفتى الشرعى للتنظيم.


ولئن ألحقت الضربات العسكرية الأخيرة أضرارا بتنظيم داعش فإن ذلك لم يمنعه من كسب معركة إعلامية أخرى. فما يجرى على الشبكة العنكبوتية يثبت أن التنظيم بات يعتمد وسائل التواصل الاجتماعى المختلفة لتحقيق نصر آخر حتى إن أجهزة الرقابة العالمية ما عادت قادرة على إحكام السيطرة على المشهد التواصلى وغلق كل حسابات الإرهابيين. فالمسألة هى بمثابة لعبة يستمتع بها أبناء التنظيم وكلما أغلقت فرق مكافحة الإرهاب حسابا فتح التنظيم حسابا آخر بإضافة حرف أو رقم وهكذا يعود صاحب الحساب إلى نشاطه السابق فيتواصل ويستقطب عناصر جديدة.
أما انعكاسات هذا التحكم فى مواقع التواصل الاجتماعى فقد باتت جلية على مستوى استقطاب المغاربة إذ سرعان ما تضاعف عدد الشبان المنتمين أو المتعاطفين أو المعجبين بالتنظيم خلال الأشهر الأخيرة. وليس عزم الإرهابيين فى تونس والمغرب على مضاعفة العمليات الإرهابية فى الأسابيع الأخيرة إلا علامة دالة على وجود تنسيق مشترك وخطة هى بصدد التنفيذ.
ولئن تمكنت قوات الأمن فى كل من تونس والمغرب من استباق الأحداث الإرهابية وتفكيك الخلايا إلا أن هذا النجاح النسبى لا يمنعنا من الإقرار بأن المنطقة المغاربية ستعيش فى القادم من الشهور على وقع تهديدات جدية وعمليات نوعية، وهو ما يستدعى فى اعتقادنا مزيدا من التمحيص فى الأسباب التى تجعل المغاربة يتصدرون قائمة المنضمين أخيرا إلى داعش فحسب تقرير المعهد الملكى الإسبانى «الكانو» بلغ عدد المغاربة 60 بالمائة من مجموع المنتمين أخيرا إلى داعش.
إن المتخصصين فى الدراسات الأمنية والاجتماعية والنفسية وغيرها مطالبون اليوم بتناول الظاهرة الإرهابية فى بعدها المغاربى ووفق التحركات الإقليمية خاصة الإفريقية. فليس من قبيل الصدفة أن يستهدف تنظيم داعش شبانا مغاربة من شرائح عمرية متقاربة ومن الجنسين فى حين أن عمليات استقطاب الخليجيين قامت على استهداف الكهول والكهلات. وليس من قبيل الصدفة أيضا أن يدرب التنظيم المغاربة على تولى المناصب القيادية فى حين أنه استثنى فى الغالب، الخليجيين من القيادة.. معطيات عديدة أخرى تقتضى منا أن نجمع المؤتلف ونفكك الملتبس علنا ننجح فى فهم ما يجرى والاستعداد لما سيأتى.



#امال_قرامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجمعة الأسود
- أزمة إدارة الشأن الدينى
- فى علاقة الدين بالقانون
- احذروا غضب المواطنات
- فى الدعوة إلى المراجعات
- هندسة الفضاءات
- التعاطى الإعلامى «الذكورى» مع الإرهاب
- عين تشهد وعين تنكر
- تصريحات المرزوقى فى قطر مثيرة للجدل
- داعشيات
- حرب المواقع بين «رجال الدين»
- كسر أقفال المعرفة الدينية
- فى تمثّل دور رئيس الدولة
- تونس على محكّ الاختبار
- هل يمكن تشريك حزب النهضة فى الحكم؟
- هل «تمكن» حكومة «الصيد» النساء؟
- ماذا بعد الانتخابات الرئاسية؟
- السياسى العارض
- ماذا وراء استقالة حمادى الجبالى من حزب النهضة؟
- شعب النهضة


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - امال قرامي - الإرهاب فى بعده المغاربى