أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بارباروسا آكيم - ورطة صاحب القرآن في قانون العقوبات الفرعوني













المزيد.....

ورطة صاحب القرآن في قانون العقوبات الفرعوني


بارباروسا آكيم

الحوار المتمدن-العدد: 5001 - 2015 / 11 / 30 - 22:55
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


دائِماً مايسقط صاحب القرآن في أَخطاء جسيمة حينما يورد الأَوصاف لوصف مصر وتاريخها وجغرافيتها ، وهــذا مايُثير إِنتباهي عـلى الدوام

على كل حال فأن ما سنناقشه في هذا المقال هو التصور الخاطيء لمحمد بأَنَّ الفراعنة كان يوجد عندهم عقوبة الصلب !!

حيث يقول صاحب القرآن في ســـورة الأَعراف 124 على لسان فرعون مخاطباً السحرة : ( لأقطعن أَيديكم وأَرجلكم من خلاف ثم لأصلبنكم أَجمعين )

فمن هذا يتضح عِدة أَخطاء مركبة عند كاتب القرآن ، أَولاً : يتصور صاحب القرآن أَنَّ عقوبة الصلب كان معمولاً بها في مصر الفرعونية .! والحقيقة إِنَّ هذا النوع من العقوبات لم يكن معروفاً البتة في مصر القديمة ، كما إِنه لم يكن موجوداً أَساساً زمن موسى حيث أَنَّ الصلب ظهر أَولاً في فارس ثم نقله الإسكندر الأَكبر الى روما ويقول المؤرخون أَنَّ هذا النوع من العقوبات ظهر في القرن السادس قبل الميلاد .

يقول د. ميشيل حنا عن الصلب : هو وسيلة قديمة جداً للإعدام ، حيث يربط المحكوم ، أَو يُـــســــمَــر بالمسامير ، في قطعتين خشبيتين متعامدتين ، ويترك معلقاً حتى يموت .

ويكمل في نفس السياق : كان الصلب هو وســـــيــــلــة الإعدام التقليدية في مابين القرنين السادس قبل الميلاد ، والرابع الميلادي ، خـاصــة في بلاد فارس ، ثم إِنتقل منها الى الإمبراطورية الرومانية . ومن المرجح أَن الإسكندر الأَكبر هو الذي نشر هذه الوسيلة عبر القارات في البلاد التي فـتــحــــها وهو يبني إِمبراطوريته الشاسعة

إِذا أَيها الإخوة الصلب عقوبة ظهرت في فارس ونشرتها روما الى العالم منذ القرن السادس قبل الميلاد ، ولعل أَشــــهــر شخصية صلبتها روما قبل الميلاد هي شخصية العبد والمصارع الروماني ( سبارتاكوس ) الذي أُعدم مع 6000 شخص من أَتباعه بنفس الطريقة أَي -الصلب - كعقوبة لقيادته لثورة العبيد عام 71 قبل الميلاد ، وتم ايقاف العقوبة بعد تحول الإمبراطورية الى المسيحية ، تحديداً على أَيام قسطنطين الكبير ، لما فيها من تعارض مع القيم المسيحية كون المسيح نفسه تعذب على الصليب

هنا قد يتسائل سائل : إِذاً من أَين جاء محمد بإسقاط فكرة او عقوبة الصلب على مصر الفرعونية ؟ الحقيقة إِنَّ محمد أَسقط لاوعيه على المشهد .. حيث إِنَّ الصلب كان معروفاً في الجزيرة العربية وقـــــد أَقـــــره محمد وعمل به وشـــــرعه بنص قرآني ، إِذاً كلام محمد في القرآن هو إِسقاط لخيال محمد ، حيث كان محمد من الممارسين لهذه العقوبة .. فتجد محمد مثلاً يقول في سورة المائدة 33 : ( إِنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأَرض فساداً أَن يقتلوا أَو يصلبوا أَو تقطع ايديهم وارجلهم من خلاف او ينفوا من الأَرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم )

لاحظوا أَيها الإخوة ...إِن العقوبة الإسلامية في ســــــورة الـمـــــــائــدة 33 هي نـفــسـهـا العقوبة الـمــزعـــــــومة في سورة الأَعراف 124

وعلى كل حال لقد طالعت كل الموسوعات المتوفرة تحت يدي للوقوف على تاريخ عملية الصلب ، فلم أَقف على أَي معلومة ولا أَي مصدر يذكر إن مصر الفرعونية قد مـــارســــت عـقـــوبــــة الصلب بأَي شكل من الأَشكال ، كما لم أَقف على أَي آثار تذكر هكذا صيغة من العقوبات ( لا برديات ، ولاجدران معابد ، ولا لقى اثرية ) ، فمن أَين نسب محمد لمصر القديمة هذه العقوبة ؟ وكيف لعقوبة مارســـها فرعون أَو هدد بها لاتترك ولاحتى شاهداً اثرياً واحداً .
يعني مثلاً يقول د.ميشيل حنا عن بعض العقوبات في مصر القديمة فيقول : (( أُستخدمت المشنقة منذ فترة طويلة جداً عبر التاريخ ، منذ مصر القديمة ، وقد كانت الإمبراطورية الفارسية هي الدولة الأولى التي تقوم بإستخدام الشنق كوسيلة لإعدام المجرمين ))
ويقول كذلك : (( يعتبر الاعدام بالمشنقة هو وسيلة الإعدام المعتمدة والوحيدة في القانون المصري [ بخلاف المحاكمات العسكرية التي يمكن ان يحكم فيها بالإعدام رمياً بالرصاص ] ، وقــــد بـــدأ الـشـــنــــق مـــن عـــــــصـــــر مــــصـــــر الـــقـــــديــــمـــــة ، وكـــــان يــــنــفـذ فــي حـــالات مـمـارسـة الـســـحـر وانـتـهـاك الحـرمـــات المـقـدســـة وعـدم الإبلاغ عن المـؤامــرات ضــــد الـفــرعــــــون ، والـقـتـــل والـحنـث باليمين . ))
كذلك كان هناك هناك عقوبات من نوع آخر ، حيث تم إِستخدام الخازوق في مصر القديمة كعقوبة لبعض الجرائـم فقد كان قانون [ حور محب ] ينص على ان السارق يعاقب بأَلف جلدة وقد تصل العقوبة في بعض الأَحيان الى الحبس أَو الإعدام بالخازوق

وفي هذا نصل الى الخاتمة بأَن عملية الصلب لم تكن معروفة في مصر القديمة ، والغرض من الصلب كما يقول د. ميشيل حنا : ( الغرض من الصلب ليس الإعدام فقط ، ولكن تقديم وسيلة مؤلمة للموت ، ومخيفة ، ويمكن تنفيذها على مرأى اكبر عدد من الجمهور )
كتاب 30 طريقة للموت - تاريخ وسائل الإعدام في العالم ، تأليف : د . ميشيل حنا ، صفحات 31 و 36 و 100 و 103 ، مكتبة الفكر الجديد



#بارباروسا_آكيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الزخرفة كناتج عرضي للقمع الإسلامي للفن
- خرافة اللوح المحفوظ دونها السيوف
- ورطة صاحب القرآن مع سيناء
- الأَساليب التبريرية لدعاة الإعجاز
- ورطة القرآن في الإقتباسات الغنوصية
- قاعدة الأَغلبية تنقلب على المسلمين - وبالدينونة التي تدينون ...
- شتائم إِلهية بنكهة عربية
- اللوح المحفوظ في ضوء تاريخ العربية
- قسطنطين الكبير
- فكرة الحياة الأُخرى ابتدأت في سومر
- ورطة القرآن في اللوح الوهمي المحفوظ
- ورطة القرآن مع اسم هامان الفارسي
- ورطة القرآن في دراهم يوسف المعدودات
- حينما يستغرق اليساري في أَحلام اليقضة
- حينما تعوي الذئاب بكاءاً على الحملان
- المسلمون في زمن القحبنة الرقمية
- إِسقاطات المسيحية على الشخصية الغربية
- المسيحي : شعلة وضائة تنير درب الأَجيال وتتسامى على الصغائر
- البلطجة العابرة للحدود في الشهر الكريه
- خرافة الحجاب !


المزيد.....




- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر
- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...
- أسئلة عن الدين اليهودي ودعم إسرائيل في اختبار الجنسية الألما ...
- الأحزاب الدينية تهدد بالانسحاب من ائتلاف نتنياهو بسبب قانون ...
- 45 ألف فلسطيني يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى ...
- استعدادا لذبحها أمام الأقصى.. ما هي قصة ظهور البقرة الحمراء ...
- -ارجعوا إلى المسيحية-! بعد تراكم الغرامات.. ترامب يدعو أنصار ...
- 45 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بارباروسا آكيم - ورطة صاحب القرآن في قانون العقوبات الفرعوني