أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عماد علي - ابو شيرزاد والازمة الاقتصادية التي لا تُطاق














المزيد.....

ابو شيرزاد والازمة الاقتصادية التي لا تُطاق


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 5001 - 2015 / 11 / 30 - 14:17
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


سالت البائع المتجول عن وضعه الان في هذه الظروف و هل انخفضت نسبة مبيعاته و ما احواله في البيت، تاوه و تافف طويلا . ثم اردف قائلا: يا ابني انا لي اربع بنات في المدرسة و احداهن في الجامعة، و ولدين في المتوسطة، و هل تتوقع ان اقول ان الاحوال جيدة، دعه على الله . ثم صفن و هو يزن لي البضاعة و قال: و لكن انا حائر بين ما تفعله سلطتنا و ما نحن فيه. قلت لماذا؟ قال: هل صحيح اننا افلسنا ام للشخصيات مليارات من الدولارات من اموال هذا الشعب مخزونة في بنوك اوربا و دول المنطقة؟ قلت: السلطة غير شفافة و لم تعلن عن ممتلكات المسؤلين لحد نجزم عن ما يُقال، و لكن هناك اخبار تتسرب عن ثرائهم و ما يخزنون من الموال هنا و هناك . قال: اننا تحملنا الدكتاتورية لاننا علمنا بانه عدونا، و لكن اليوم اصبحت سلطتنا الذاتية عدونا سواء بعلمه او لسذاجته، و هذا الذي يؤذينا اكثر العدو منك و بيك . و لكن تريد ان اقول لك شيئا صريحا و من عمق قلبي، قلت تفضل . قال انت يمكن كنت طفلا مابعد سيطرة البعث على السلطة اشغلوا العالم بابو طبرة في بغداد لان في تلك الفترة كنت انا في بغداد اعمل حمالا، و بعد ذلك اتوا بمصارع امريكي على اساس انه عراقي بطل شهم شجاع و لم يدع لعبة و انتصر فيها على مصارعيه، ومنهم كان يمكنه ان يطرحه ارضا و لم يقدر ان يرتجل بعده نهائيا و لم يفعل، و كان يعيش في امريكا و شغلوا العراقيين كلهم به . و عرفنا فيما بعد انه عمل المخابرات العراقية ليس فقط في اشغالهم و انما لتخويفهم وا لسيطرة عليهم بشكل مطبق . و هل تقارن ما نسير فيه اليوم ازمة وراء ازمة مع تلك الفترة . و هل سمعت عن البعبع الذي تظهره السلطة الكوردستانية على وسائل اعلامها و ما تخلقه من ازمة بعد اخرى لتغطي على الوضع، و اليوم الرواتب و اشتي هورامي و سنجار و دانا غاز و الخضوع لاردوغان و غير ذلك من المواضيع اليومية . اليس هذا اسلوب المخابراتية البعثية ابني . قلت، لحد الان لم تفصح لي عن وضعك الخاص، و كيف تعيش هكذا في هذا الوضع و لديك ست اولاد و مصروفهم اكثر من هذا العمل . قال يدبرها ربك . ثم نبرى و قال، لا تهتم اننا عشنا في بداية التسعينات كل يوم على وجبة واحدة و وزعنا اولادنا على وجبات في غذائهم . و لكن ما يقهرني اننا ضحينا بالالاف من الشباب و لم نحقق ما ضحينا من اجله لحد الان . و قلت ماهو، الم تتحرر و لك اقليم فدرالي . فشهق ضحكا و قال: والله يا ابني، اننا لم نتقدم خطوة حقيقية اي اننا كما كنا قبل الانتفاضة و اسوء . قال تعرف لماذا. قلت لماذا؛ قال لاننا لم نضمن مستقبلنا و لازلنا كما كنا و لم نطمان على حياة اولادنا حتى لما بعد عقود . و اخيرا قلت له لماذا لا تعترض خالو و تتظاهر و تحتج ؟ تهكم من كلامي و نظر الي عيني بقوة النسر و بسخرية قال، و هل استفيد ام اتضرر اكثر، اليس ما نحن فيه اكبر من الاعتراض عليه باي اسلوب كان، الم نعترض يوميا . قلت و ما الحل . قال والله يا ابني لا ينقذنا شيء الا ازاحتهم جميعهم بعملية واحدة كيفما كان، انقلابا او باية صورة او تغييرا شاملا هنا و العراق ايضا، لاننا مرتبطون بهم لحد الان و لا يمكن ان نتغير و نحن ضمن نظامهم . و قال لي اخيرا، ابني انا كنت شيوعيا و لم يفدني ما قدمت رغم انهم علموني و ربوني على حب الفقير و العمال و الكادحين، الا انني لم انجوا من ظلمهم ايضا . قلت كيف ؟ قال دع القصة لوقت اخر سوف اكلمك عنه فيما بعد . قلت هل انت تطيق هذا الواقع المخزي و الازمة الاقتصادية الخانقة . قال لم يبق لنا كثيرا كي نتحرر، لان الواقع علمني كلما تشتد الحال تفرج. و انتظر قريبا نجاتنا سواء بهذا الاتجاه كان او ذاك . عدت خائبا بعدما اشتريت بعض الاحتياجات منه. و قلت انه هو المقيٌم الواقعي الجيد غير المنحاز، و ليس له اية مصلحة شخصية او حزبية، انه يستبشرنا بالنجاة النهائي لانه اشتدت الازمة و لا يمكن ان تُطاق. فيفرج بشكل او اخر . فهل اصدق ما قاله عمو ابو شيرزاد؟ ام يجب ان ينضج اكثر و ننتظر ما يتمخض عن هذا الغدر الذي يحصل للشعب الكوردستاني الذي لم يذق طعم الحياة في عقوده الماضية، و اليوم من بني جلدته . منكم لله يا اولاد الحرامية و السذجاء و المحصورين في اطار المصلحة العائلية و الحلقات الضيقة و الضحية دائما هي الطبقة الفقيرة المعدمة . و رددت كلام العم سوف ننجوا من هذه الحال لانه تعلم من الحياة الفرج ياتي بعد الكرب دائما .. و نحن في انتظار المنقذ .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل البيشمركَة قوات بريطانية ؟
- هل يمكن تجسيد الدولة العلمانية في العراق مستقبلا ؟
- شهيد آرام خالد الذكر
- تاثير الخلاف الروسي التركي على كوردستان
- لماذا هذا الموقف من اليساريين العروبيين تجاه كوردستان ؟
- امريكا اتفقت مع الجناح المعتدل في ايران فقط ؟
- كيف ترد روسيا على ما اقدمت عليه تركيا ؟
- لا تهديدات ارهابية حقيقية ضد امريكا !!
- من اسقط الطائرة الروسية تركيا ام امريكا ؟
- رغم المآسي لم يقدم العراقي على تحديد نسله !
- فما الضير من اية خطوة ان كانت النتيجة استقرار العراق ؟
- لما بروز اصحاب الوعي المزيف ؟
- التاخي الكوردي العربي من الاولويات لدى العقلاء
- لماذا يحن حتى الشعب الكوردي لاسرائيل ؟
- لماذا و من يحرق الاعلام ؟
- اقليم كوردستان بحاجة الى مجلس الحالة الطارئة
- هل يُدعَم السياسي بقدر نجاحه ؟
- السعودية هي القادرة على انهاء انتاج الانتحاريين
- هل اخطات ميركل في تحمسها لاستقبال اللاجئين ؟
- هل يفعل الحشد الشعبي العراقي ما اقدم عليه الحرس الثوري في اي ...


المزيد.....




- استهداف أصفهان تحديدا -رسالة محسوبة- إلى إيران.. توضيح من جن ...
- هي الأضخم في العالم... بدء الاقتراع في الانتخابات العامة في ...
- بولندا تطلق مقاتلاتها بسبب -نشاط الطيران الروسي بعيد المدى- ...
- بريطانيا.. إدانة مسلح أطلق النار في شارع مزدحم (فيديو)
- على خلفية التصعيد في المنطقة.. اتصال هاتفي بين وزيري خارجية ...
- -رأسنا مرفوع-.. نائبة في الكنيست تلمح إلى هجوم إسرائيل على إ ...
- هواوي تكشف عن أفضل هواتفها الذكية (فيديو)
- مواد دقيقة في البيئة المحيطة يمكن أن تتسلل إلى أدمغتنا وأعضا ...
- خبراء: الذكاء الاصطناعي يسرع عمليات البحث عن الهجمات السيبرا ...
- علماء الوراثة الروس يثبتون العلاقة الجينية بين شعوب القوقاز ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عماد علي - ابو شيرزاد والازمة الاقتصادية التي لا تُطاق