أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - السياسيّون العراقيون..مرضى نفسيا















المزيد.....

السياسيّون العراقيون..مرضى نفسيا


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 5000 - 2015 / 11 / 29 - 11:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


على مسؤوليتي
السياسيّون العراقيون..مرضى نفسيا

مؤسس ورئيس الجمعية النفسية العراقية

قضيت ثلاثة عقود أدرّس مادة الصحة النفسية في جامعات عراقية وعربية،وترأست مراكز للعلاج النفسي،وشاركت في مؤتمرات دولية،والّفت كتبا في الأضطرابات النفسية.اقول هذا كي يؤخذ كلامي على محمل الجد،فان وجدوا فيما ادعيه تهمة مخلة بالعقل او طعنا بالشرف السياسي،فلهم الحق في احالتي الى القضاء،فان قضت المحكمة بأدانتي فلها ان تودعني السجن،وان قضت بادانتهم فعليها ان توصي باحالتهم الى مصحة نفسية،بعد ان تعمد الى تشكيل لجنة من اطباء واخصائيين نفسيين لهم سمعة دولية محترمة،تؤكد لها في التشخيص انهم مصابون بواحدة او اكثر من الامراض النفسية الواردة لاحقا،نصوغها بما يشبه لائحة مقدمة الى نقابة المحامين،ونقابة الصحفيين،وممثل الأمم المتحدة في العراق.
ما تتضمنه هذه اللائحة لا تعني التعميم في الاتهام،ولاعلاقة له بالسياسة بل تنطلق من مسؤوليتنا العلمية والأخلاقية في تجنيب ثلاثة وثلاثين مليون عراقيا المزيد من الضحايا البشرية والكوارث الاجتماعية والاخلاقية المتمثلة بتهجير اكثر من ثلاثة مليون عراقي من مدنهم وقراهم،وهجرة الآف الشباب خارج الوطن،وتزايد حالات الجريمة والطلاق والانتحار والعنف المجتمعي،والاغتراب والضياع النفسي والخوف من المستقبل.
ومع ان قادة العملية السياسية العراقية تتوافر في معظمهم اضطرابات نفسية متعددة ،فاننا سنركز هنا على اخطرها.
اولا:
اثبتت الاحداث التي شهدها العراق عبر السنوات الاثنتي عشرة الاخيرة ان العقل السياسي العراقي منتج للأزمات،وانه غير قادر على حل المشكلات.وكما نوصي نحن المعنيين بالامور النفسية بوضع المدمن على المخدرات بمصحة نفسية حفاظا على سلامته وسلامة الآخرين،فاننا نتهم العقل السياسي العراقي المسؤول في السلطة بانه صار مدمنا على انتاج الازمات.ونوضح أن الادمان على الازمات كالادمان على المخدرات..ففي الحالتين يحدث للعمليات العقلية في الدماغ برمجة ثابتة تجعله يعتاد على تفكير نمطي محدد يجبره على تكراره.وبما ان المشكلات الاجتماعية تتطلب حلولا مبتكرة وان العقل السياسي في السلطة انشغل بانتاج الازمات،عليه فان بقاءهم فيها سيلحق المزيد من الاذى بالناس بما فيها استهداف حياتهم وامنهم.
ثانيا:
اثبتت الاحداث ان السياسي العراقي في السلطة مصاب بـ(حول عقلي). فكما ان المصاب باحولال العين يرى الواحد اثنين ويصر ويعاند ان ما يراه حقيقة مطلقة،فان السياسي العراقي يرى انه على حق مطلق والآخر على باطل مطلق..وهذا ناجم عن تعصب طائفي او اثني.فعلّة المتعصب هي انه يصنّف عالمه الاجتماعي الى مجموعتين:(نحن) و (هم)..يضفي على جماعته الصفات الايجابية ويغض الطرف عما فيها من سلبيات،وينسب للجماعة الاخرى الصفات السلبية ويغمض عينه عما فيها من ايجابيات. والمؤذي فيها،انه في حالة حصول خلاف أو نـزاع بين جماعته والجماعة الأخرى فإنه يحّمل الجماعة الأخرى مسؤولية ما حدث من أذى أو أضرا ويبرّئ جماعته منها حتى لو كانت شريكاً بنصيب اكبر في أسباب ما حدث..وان شخصا بهذه الصفة المرضية لا يصلح لأن يكون قائدا لمجتمع تتنوع فيه الأديان والمذاهب والقوميات.
ثالثا:
ان العقل السياسي في الزعامات العراقية مصاب بالبرانويا التي تعني بمصطلحاتنا اسلوبا او شكلا مضطربا من التفكير يسيطر عليه نوع شديد وغير منطقي ودائم من الشك وعدم الثقة بالاخر،ونزعة دائمة نحو تفسير افعال الاخرين على انها تهديد مقصود.
وقد حددت منظمة الصحة العالمية اعراض اضطراب الشخصية البارانوية بسبعة نوجزها بالاتي:
1. نزعة لحمل ضغينة مستديمة،ورفض التسامح عن الاهانات او الحيف او الاستخفاف.
2.حساسية مفرطة للنكسات او العقبات،والصد والرفض.
3. شك ونزعة شاملة نحو تشويه الخبرة تتضمن سوء الفهم للافعال الحيادية وتفسيرها على انها ازدراء او عداء.
4.استعداد للقتال او المقاومة والاصرار بعناد على التمسك بحقوقه الشخصية بغض النظر عن الموقف العملي.
5.نزعة مفرطة في الاحساس باهمية الذات،تصبح معها( الذات )الاتجاه المرجعي الدائم له.
6.انشغال لا مبرر له بتفسير الاحداث المحيطة به بانها تآمر موجه ضده.
7.استفهامات لا مبرر لها بخصوص الطرف الاخر الذي تربطه به علاقة شراكة.
ومع ان منظمة الصحة العالمية اشارت الى ان توافر ثلاثة اعراض منها في الفرد تكفي ليكون مصابا بهذا الاضطراب،فان واقع الحال يشير الى ان قادة العملية السياسية في العراق تنطبق على المؤثرين منهم معظم هذه الاعراض،أخطرها انهم لم يتمكنوا من التخلص بالشك المرضي بالآخرعبر اثنتي عشرة سنة من الشراكة السياسية.بل انهم اشاعوها بين اتباعهم لدرجة ان عددا من احياء بغداد هاجمت بعضها البعض بالصواريخ..وان هذه البارنويا بالذات كانت السبب الرئيس في احتراب سنوات (2006 - 2008 ) الذي راح ضحيته مئات الالاف من الابرياء،وان خطرها ما يزال قائما ما دام العقل السياسي ملوثا بها.
رابعا:
يفيد التحليل السيكولوجي للفكر السياسي ان العقل السياسي العراقي مصاب بالدوغماتيةDogmatism التي تعني الجمود العقائدي او الانغلاق الفكري الذي يفضي الى تطرف ديني،مذهبي،قومي او قبلي.ولأن علماء النفس والاجتماع وجدوا ان الدوغماتية هي احد اهم واخطر اسباب الأزمات السياسية والاجتماعية،وانها السبب الرئيس للخلافات السياسية التي غالبا ما تنتهي بحروب،وانها (مرض)خالقي الأزمات من القادة السياسيين،عليه فان قادة العملية السياسية العراقية لن يستطيعوا ان يتحرروا فكريا من معتقدات ثبت خطؤها،ولن يستطيعوا ان يجدوا حلّا او مخرجا لما هم فيه،بل انهم سيعرّضون ملايين الناس الى مزيد من الأذي،فضلا عن انهم اشاعوا التفكير الخرافي بين جماهيرهم واشغلوهم بخلافات الماضي التي اشاعت الكراهية والقتل بدوافع ناجمة عن معتقدات سخيفة،واوصلوا غالبية مؤثرة الى الشعور باليأس من اصلاح الحال.
ان ما قلناه تؤيده شهادات من اشخاص لهم شان كبير في الشأن السياسي والثقافي من المحسوبين على الحكومة.ففي مقالته بعنوان (بناء دولة-الصباح 29/11/2015) لرئيس شبكة الاعلام العراقي السيد محمد عبد الجبار الشبوط جاء فيها بالنص:"منذ سقوط النظام البعثي البغيض في عام 2003 اتجهت الطبقة السياسية التي تولت شؤون البلاد نحو بناء سلطة اكثر من التوجه نحوبناء دولة،والفرق بين العبارتين كبير بل ان ذلك جسد احد عيوب التأسيس في عراق ما بعد صدام،كان هذا العيب السبب المباشر في تراكم الكثير من اخطاء الممارسة،وكانت النتيجة ما نحن عليه الان من سوء الحال".
وفي مقالته بعنوان "المصالحة..نقاط بحث –الصباح 39/11/2015" لرئيس تحرير جريدة الصباح السيد عبد المنعم الأعسم ،يشير فيها الى ان اهم ما يعيق تحقيق المصالحة الوطنية في العراق هو "الخطاب والسلوك الطائفي للجماعات والزعامات المتنفذة في مفاقمة التوترات بين ابناء الشعب الواحد..عدا عن المفاهيم والرؤى المتضاربة حيال معنى وفروض المصالحة،الامر الذي ترجم في القول بان المصالحة هي مصالحة عشائر متنافرة مرة،ومصالحة طوائف متخاصمة مرة،ومصالحة اديان ابتعدت عن بعضها مرة ثالثة،ومصالحة الحكومة مع معارضيها مرة رابعة،ومصالحة العهد الجديد مع العهد البائد مرة خامسة..الأمر الذي يدخل في مسمى الدوامة".
في الضفة السياسية الاخرى،صرح صالح المطلك عبر قناة الشرقية (23/11/2015) قائلا:"لقد مرّ 13 سنة على هذا البلد والاوضاع على حالها،وانه يذهب سنة بعد اخرى نحو الهاوية"
ان هذه التحليلات من اشخاص لهم وزنهم المعرفي والسياسي تشخّص مظاهر ملموسة وحقائق ثابتة،هي في جوهرها ناجمة عن الاسباب التي شخصناها،وتأتي توكيدا الى اتهامنا العقل السياسي في السلطة بأنه مصاب بألامرض الواردة في اعلاه.
عليه نطلب من نقابة المحامين تبني هذه اللائحة وتقديمها الى القضاء العراقي للنظر فيها واتخاذ ما يلزم بشأنها.وندعو نقابة الصحفيين وممثل الامين العام للامم المتحدة في العراق والرأي العام العراقي بالضغط على قادة العملية السياسية بمنح الفرصة للعقلاء من كبار علماء النفس والاجتماع من الذين لهم خبرة في فن التفاوض وسيكولوجيا الاقناع وادارة الصراع في اوقات الازمات ليكونوا وسطاء بين الذين يستجيبون منهم بما تمليه عليهم ضمائرهم ومسؤوليتهم الانسانية نحو شعب عانى من الحروب والكوارث طوال 35 سنة متواصلة..راح ضحيتها الملايين ومهدد وجوده بكوارث ما دام في السلطة مسؤولون متهمون بعدم السلامة العقلية.
تساؤل:
منحت جائزة نوبل للسلام هذا العام (2015) الى الرباعي الراعي للحوار التونسي:الاتحاد العام للشغل،والاتحاد التونسي للصناعة والحرف والصناعات اليدوية،والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان،ونقابة المحامين التونسية..ليشكل اعترافا عالميا بالجهود التي بذلها في تحقيق المصالحة التونسية،ويبعث برسالة الى الدول التي تسودها صراعات بين قواها السياسية من ان الحوار هو الطريق الوحيد للوفاق وبناء الدولة المدنية الحديثة..فهل العراقيون اقل شأنا وقدرة منهم على تحقيق ذلك؟



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة نفسية (181): الشفاء بالضحك..احدث وسيلة لعلاج الأمراض!
- الاحتجاج الجمعي- تحليل سيكولوجي في ثقافة التظاهرات
- ثقافة نفسية (180).من الأقوى..ارادتك أم عاداتك؟
- التسامح..هل يمكن ان يتحقق في العراق؟
- الشاعر حين يجمع النقيضين..العبقرية ومدح الحاكم
- الفساد..من ابتدأه..ومن أشاعه؟ دراسة استطلاعية
- الطموح..هل قتل الجلبي بالسكتة؟! تحليل سيكولوجي
- التطرف الديني وصناعة الموت (2-2) دراسة تحليلية
- حوار المدى 2 تشرين الثاني 2015
- التطرّف الديني وصناعة الموت (1 -2)
- قيم الحسين..هل ستطيح بالفاسدين؟ تحليل سيكولوجي
- hالتظاهرات ..هل احيت قيما ماتت؟ تحليل سيكولوجي
- اشكالية الأدب والنقد والمتلقي
- المواطنة..في تحليل للشخصيتين المصرية والعراقية
- حيدر العبادي..هاوي بس ما ناوي!
- العلمانيون والفاسدون..من سيضحك أخيرا؟
- شراع سفينة التظاهرات..ورياح التغيير
- تحليل سيكولوجي لما حدث ويحدث
- حيدر العبادي..بين التفويض والتقويض
- فقاعات الشتاء السنّي ..فقاعات الصيف الشيعي


المزيد.....




- علماء يستخدمون الذكاء الاصطناعي لحل مشكلة اختفاء -غابات بحري ...
- خبيرة توضح لـCNN إن كانت إسرائيل قادرة على دخول حرب واسعة ال ...
- فيضانات دبي الجمعة.. كيف يبدو الأمر بعد 3 أيام على الأمطار ا ...
- السعودية ومصر والأردن تعلق على فشل مجلس الأمن و-الفيتو- الأم ...
- قبل بدء موسم الحج.. تحذير للمصريين المتجهين إلى السعودية
- قائد الجيش الإيراني: الكيان الصهيوني اختبر سابقا ردة فعلنا ع ...
- الولايات المتحدة لا تزال غير مقتنعة بالخطط الإسرائيلية بشأن ...
- مسؤول أوروبي: الاتحاد الأوروبي يحضر الحزمة الرابعة عشرة من ا ...
- إصابة 3 أشخاص في هجوم انتحاري استهدف حافلة تقل عمالًا ياباني ...
- إعلام ونشطاء: هجوم صاروخي إسرائيلي جنوبي سوريا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - السياسيّون العراقيون..مرضى نفسيا