أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد الحيدر - يهوذا عميخاي - الآلهة تذهب وتأتي، الصلوات تبقى للأبد














المزيد.....

يهوذا عميخاي - الآلهة تذهب وتأتي، الصلوات تبقى للأبد


ماجد الحيدر
شاعر وقاص ومترجم

(Majid Alhydar)


الحوار المتمدن-العدد: 5000 - 2015 / 11 / 29 - 07:28
المحور: الادب والفن
    


الآلهةُ تذهبُ وتأتي، الصلوات تبقى للأبد
شعر: يهوذا عميخاي
ترجمة: ماجد الحيدر

1-
في الشارع، ذات أمسية صيف
أبصرتُ امرأة تكتب كلماتٍ
على ورقة نشرتها
فوق باب خشبي مقفل
ثم طوتها ودسَّتْها بين الباب والميزوزا (1)
قبل أن تبتعد
أنا لم أر وجهها
ولا الكلمات
ولا وجه من سيقرأها.
...
وعلى منضدتي.. يَحط حجرٌ
مكتوبٌ عليه "آمين"
هو قطعة من ضريح
أثرٌ من مقبرة يهودية
دُمرت قبل ألف عام
في المدينة التي.. بها وُلِدت.
كلمة واحدة "آمين" حفرت عميقاً في الحجر-
آمينُ أخيرةٌ قاسية
من أجل كل شيء
مضى ولن يعود.
آمينُ ناعمة.. منغَّمة مثل صلاة
آمين وآمين، ولتكن مشيئته.
...
تتكسر شواهد القبور
تُنسى الكلمات
وتستحيل شفاهٌ نطقتها.. الى غبار،
تموت اللغات كما الناس،
تُبعثُ لغاتٌ غيرها،
تتغير آلهة السماء،
الآلهة تذهبُ وتأتي،
الصلوات تبقى للأبد.

2-
الثيولوجيا اليهودية، ثيو، ثيو.
على اسم طفلٍ عرفته في صغري
كان اسمه ثيودور، مثل هرتزل (2)
لكن امه كانت تناديه ثيو.
ثيو يا رفيق الملعب. عد لبيتك يا ثيو
لا تبق في الخارج
مع الصبية السيئين
ثيو، ثيو، ارجع، نعم نعم.
...
أريد إلها مرئياً لكن لا يَرى
كيما أقوده وأحكي له
عما لا يراه.
وأريد إلها مرئياً وبصيرا.
أريد أن أرى كيف يغطي عينيه
كطفل يلعب دور الأعمى.
...
أريد إلهاً مثل نافذةٍ
حين أفتحها
أرى السماء
وأنا ماكثٌ في بيتي.
أريد إلها مثل بابٍ لا يفتح إلا الى الخارج،
لكن الله
مثل باب يدور على محوره
داخلاً.. خارجا.. على محوره
دون ابتداء.. دون انتهاء.

3-
وأقول في يقين:
قد سبقتِ الصلواتُ اللهَ.
قد خلقتِ الصلواتُ اللهَ.
قد خلق اللهُ الانسانَ
ثم خلق الانسانُ الصلواتِ التي
خلقت اللهَ الذي..
خلقَ الانسان!

4-
الله.. هو السلالم الصاعدةُ الى
مكان ما عاد موجوداً
أو لم يوجد بعدُ.
السلالمُ إيماني
السلالمُ يأسي.
يعقوبُ أبونا، في حلمه، أدركَ ذاك.
والملائكُ لم تكن
غير مزيِّنةٍ للدرجات
كزينةٍ في شجرةِ الميلاد.
وأغنية الصعود (3)
أغنيةٌ في الثناء على رب السلالم.

5-
حين غادرَ الله الأرض
نسيَ التوراة عند اليهود.
من يومها هم يبحثون عنه
ويصيحون خلفه، يصرخون:
"قد نسيتَ شيئاً، قد نسيت!"
لكن الآخرين يحسبون
أنها صَلاتهم، صَلاةَ اليهود.
من يومها هم يحاولون
أن يجدوا في الكتاب
تلميحاً الى مكانهِ، كما مكتوبٌ فيه
"اسأل عن مكان الرب، ناده فهو قريب" (4)
لكنه ليس قريبا
إنه بعيدٌ بعيد؟

6-
على رمل الشاطئ
آثار خطى الطيور
تلوح كخطِّ يدٍ دوَّن صاحبها
ملاحظاتٍ لتذكر الأشياء
والأعداد والأماكن.
آثار أقدام الطيور
في الليل فوق الرمال
تبقى في النهار،
لكنني لا أرى الطير الذي صنعها،
كما الحال مع الله.

7-
يا أبانا، يا مليكنا
ماذا يفعلُ أبٌ تيتَّمَ أطفاله
وهو حيّ؟
ماذا يصنع أبٌ ماتَ أطفالهُ
وظل أباً نادباً الى آخر الأيام؟
إبكِ ولا تبكِ. لا تنسَ ولا تتذكر.
يا أبانا، يا مليكنا
ماذا يصنع ملكٌ
في جمهورية الألم؟
أعطهم خبزاً وسيركاً (5)
مثل كل الملوك:
خبزاً للتذكرِ وسيركاً للنسيان.
خبزاً واشتياقاً. اشتياقاً لله،
ولعالمٍ أفضلَ.
أبانا.. يا مليك!

9-
طوال السنة
يقرأ اليهود التوراةَ على الله
فصلاً كل اسبوع،
مثل شهرزاد التي
تروي الحكايا لإنقاذ روحها،
وحين يحل عيد التوراة (6)
يُنسى كلُّ شيء
ونبدأُ من جديد.

10-
الله مثل دليلٍ سياحي
يصف حياتنا ويشرح للزائرين
والسياح، وأطفال الله:
"هي ذي الطريقةُ التي.. بها نعيش!"

هوامش:
(1) رقعة من جلد أو ورق تكتب عليها بعض النصوص الدينية توضع في علبة مزخرفة في العادة وتربط الى إطار الباب عند بعض اليهود علامةً على التدين.
(2) ثيودور هرتزل Theodor Herzl (1860-1904) صحفي وكاتب مسرحي وناشط سياسي يهودي هنغاري يعد الأب الروحي للحركة الصهيونية ومؤسس المنظمة الصهيونية العالمية.
(3) ويقصد به عيد صعود المسيح أو ارتفاعه ويحتفل به بعد أربعين يوماً من عيد الفصح.
(4) اطلبوا الرب ما دام يوجد. ادعوه وهو قريب" سفر أشعياء (6:55) . " الرب قريب لكل الذين يدعونه، الذين يدعونه بالحق" (المزامير 18:145)
(5) أعطهم خبزاً وسيركا ولن يثوروا. (مقولة للشاعر الروماني الساخر جيوفينال-القرن الأول للميلاد)
(6) احتفال التوراة (سمحث توراه) عيد ديني يهودي يحتفل به في ختام الدورة السنوية لقراءة التوراة العمومية وبدء دورة جديدة.



#ماجد_الحيدر (هاشتاغ)       Majid_Alhydar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قوة الكلب - قصيدة لرديارد كبلنغ
- طفلي يضوعُ بالسلام - شعر يهوذا عميخاي
- أمة أضحكت الأمم - أحلى من الشرف مَفيش
- الصعلوك - قصة قصيرة
- اعتذر لل -حجيَّة- واطرق الباب وادخل
- جون درايدن - أغنية لعيد القديسة سيسيليا
- أفسحي قليلاً يا مزبلة التاريخ؛ ثمة -شاعر- قادم!
- من الأدب الكردي المعاصر - ثوبوا لرشدكم - شعر محمد عبد الله
- جون هيث-ستبس - تعويذة لوجع الأسنان - شعر
- من الشعر الكردي المعاصر - الى مسؤولينَ لصوص - بدرخان السندي
- يهودا عميخاي - قصيدة مؤقتة لزماني
- ثعلب الفكرة
- تيد هيوز- أغنية حب
- من شعر تيد هيوز : مصاص الدماء
- شذوذ - شعر
- المدرسة التيستوستيرونية في النقد العراقي المعاصر
- فرصة - للشاعر الأمريكي إدورد سل
- أمة تضحك الأمم - مشهد وطني جدا
- روبرت فروست - الثلج والنار
- روبرت فروست - الطريق الذي لم أسلك


المزيد.....




- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد الحيدر - يهوذا عميخاي - الآلهة تذهب وتأتي، الصلوات تبقى للأبد