أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مصطفى القرة داغي - مصطلح حَواضِن الإرهاب في العراق، والكيل بمِكيالين!














المزيد.....

مصطلح حَواضِن الإرهاب في العراق، والكيل بمِكيالين!


مصطفى القرة داغي

الحوار المتمدن-العدد: 5000 - 2015 / 11 / 29 - 07:24
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


مصطلح حَواضن الارهاب هو مصطلح سياسي إجتماعي يُقصد به تلك المناطق والتجَمّعات السُكانية التي توفر أجواء فكرية وإجتماعية تساعد على تفشّي الإرهاب وإحتِضانه، إلا أنه في العراق أخذ أبعاداً طائفية بعد أن سَخّرته النُخبة السياسية العراقية أيام المَدعو نوري المالكي لوَصف مُدن ذات تركيبة سُكانية مُعيّنة لسَببين أساسيين، الأول هو التغطية على التبِعات الكارثية التي سَبّبتها سياستها الطائفية الإقصائية تجاه تلك المُدن وأبنائها بدلاً مِن مُعالجتها، والثاني هو إستعداء المُجتمع الدولي ضِدّها بَدلاً مِن تقديم العَون لها بوجه رُعب الإرهاب وتَهميش الحكومة، تمهيداً على ما يبدو لإحداث تغيير ديموغرافي يَطالها بسَبب مَوقعها الستراتيجي وَسط رقعة نفوذ إيراني تمتد اليوم من لبنان الى اليمن، والذي بات الحَشد الذي يَتحرك ضمن تلك المناطق حَجر الأساس لترسيخه في العراق.
الكل يَعلم بأن هنالك سِلسلة أحداث مُريبة تسَبّبت بوجود القاعدة قبل سَنوات أو داعش اليوم في تلك المُدن وبالتالي وَصفها بحَواضِن الإرهاب، مِنها على سَبيل المِثال لا الحَصر فيما يَتعَلق بالموصل، سياسة بَعض أجهزة الدولة الطائفية، وهُروب مِئات السُجناء بين يوم وليلة مِن أكبر سجون العراق أمام أنظار الحُكومة، وإنسِحاب ثلاث فرق عسكرية بأمر رئيس وزرائها. لكن حَتى وإن سَلّمنا بهذا الوَصف لتلك المُدن بَعد أن إستسلمَت لداعِش وقبلها للقاعدة وأنضَم بعض أبنائها الى صُفوف هذه التنظيمات المُتطرفة، فعلينا ولنفس الأسباب، أن نقر ونسَلِّم بأن مُدن أخرى مِن العراق باتت هي الأخرى حَواضِن للإهاب، وأن نَصِفها بذلك، لأنها تحتضِن اليوم مايُسمى بالحَشد، ولأن أبنائها باتوا يَنضَمّون الى صُفوفه بالآلاف، رغم ما تَكَشّف عَن مُمارَساته الإجرامية، وعَن حقيقة كونه كداعش، جِسم مُشَوّه داخل أي مُجتمَع يَتواجد فيه، وتجَمّع لمليشيات طائفية تَنساق لأوامِر الحَرَس الثوري الإيراني وتَعمَل على تنفيذ مُخَطّطاته على أرض العراق. وإذا كانت بَعض المُجتمَعات السُكانية باتت توصَم بأنها حواضِن إرهاب لأنها تورّطَت بداعش في لحظة جَهل وغَباء، رَغم أنها تُحاربه اليوم بأبنائها، ورغم أنه أباد أهلها ودَمّر بُناها التحتية، فإن مُجتمَعات سُكانية أخرى، وفق هذا المَنطق، أولى بأن توصَف بحَواضِن للإرهاب، لأنها تتبَنّى الحَشد عَن سابق إصرار وترَصّد، وترفد مليشياته بدِماء جَديدة مُتواصِلة، وتتفاخَر به وبأفعاله المُشينة!
لذا مَفيش حَد أحسَن من حَد! ولا مُبَرّر لمَن يَحتضِن الإرهاب، سواء كان داعِشياً أو مليشياوياً، فالأول يَقتل ويَذبح ويَحرق ويُفخِّخ، والثاني يَقتل ويَحرق ويَصلب ويُفجِّر. وبالتالي الترويج لهذا المُصطلح على أنه يَخُص ويُوَصِّف حالة طائفة أو منطقة أو تجَمّعات سُكانية مُعيّنة، هو ضَحِك على ذقون السُذّج. وعلى مَن يَدّعون الإنسانية والوطنية ورَفض الإرهاب، وهم مؤيدون أشِدّاء للحَشد، أن يَتبَرئوا مِنه كما تبَرّأ غَيرهم مِن داعش أو كما يطالبونه بذلك، وإلا فهُم حالهم حال مَن يُؤيد داعش، حاضِنة إجتماعية وفكرية وإعلامية للإرهاب.

مصطفى القرة داغي
[email protected]



#مصطفى_القرة_داغي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كونشيرتو الكمان الأول لماكس بروخ.. أوبرا بلا كلمات
- اليَسار العراقي.. الدَور الخطأ في الزمان الصَح، والدَور الصَ ...
- أزمة الوعي العراقي.. (3) الوعي العراقي ونصب اللاحرية
- الموسيقار التشيكي سميتانا.. قلب بوهيميا النابض
- العراق يَمضي الى زوال لولا نسيم الجبال!
- أزمة الوعي العراقي.. (2) الوعي العراقي وقطبيته المعكوسة في ت ...
- المالكي والعبادي بين شَخصية المُعارض وشَخصية رَجل الدولة
- لو كان المعتدلون أغلبية ما تأسست بغيدا وما حدثت شارلي
- جوزيف جونغن ساحر الأورغن وإيقونة بلجيكا الموسيقية الأبرز
- هيكل.. سكت دهراً عن المالكي ونطق ظلماً عن العبادي!!
- أزمة الوعي العراق.. (1) الوعي العراقي وإجترار الماضي
- الكسندر بورودين من كيمياء الطب الى كيمياء الموسيقى
- لولا العَم سام لما أزيح المالكي ولما أسقِط صدام!
- يا زهرة الألب.. باركي موطني الى الأبد
- هل كان الحَجّي خازن جهنم العراق ومَن بيَده مفاتيح أبوابها؟
- فريد الأطرش.. أمير النغم الجميل والطرب الأصيل
- الموسيقار الكوبي ارنستو ليكونا مُبدع المالاغوينا الأندلسية
- العراق.. بلاد الواق واق
- سِحر الطبيعة وأنغامُها في سمفونية بتهوفن السادسة
- المُجتمع العراقي بَين رَبع ما قبل 9 نيسان 2003 ورَبع ما بَعد ...


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مصطفى القرة داغي - مصطلح حَواضِن الإرهاب في العراق، والكيل بمِكيالين!