أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - فهمي الكتوت - تداعيات الأزمة الروسية التركية على العلاقات الاقتصادية














المزيد.....

تداعيات الأزمة الروسية التركية على العلاقات الاقتصادية


فهمي الكتوت

الحوار المتمدن-العدد: 5000 - 2015 / 11 / 29 - 00:46
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


شهدت العلاقات الاقتصادية الروسية-التركية نموًا مضطردًا خلال الأعوام الأخيرة، على الرغم من الخلافات حول معظم الملفات السياسية، وكانت مقبلة على تنفيذ مشاريع ضخمة أبرزها مشروع السيل التركي، بمد خط أنبوب الغاز عبر تركيا باتجاه أوروبا، والاتفاق على إنشاء أول محطة نووية لتوليد الطاقة، التي تضمن لتركيا بناء 4 مفاعلات بقدرة 1200 ميغاوات. وتعتمد تركيا على الغاز الروسي في تغطية نصف احتياجاتها. كما تطورت العلاقات التجارية بين البلدين، واستقبلت تركيا نحو 4.5 مليون سائح في عام2014 . كان واضحًا أن العلاقات تسير بشكل غير متوازن.

لم تفلح المصالح الاقتصادية في الحفاظ على علاقات سياسية مستقرة بين البلدين. فقد لعبت تركيا بالتعاون مع السعودية وقطر دورًا محوريًا في تشكيل الحلف المعادي لسوريا، وهي تحتضن الحركات الإسلامية المتطرفة، وتعتبر ممرا للمتطرفين للدخول إلى سوريا، الحليف الإستراتيجي لروسيا، ومع ذلك لم تتأثر العلاقات الاقتصادية بين البلدين، قبل إسقاط الطائرة الروسية.

صحيح أن المصالح الاقتصادية تشكل المحور الرئيسي في العلاقات الدولية في مرحلة العولمة الرأسمالية، والعلاقات الروسية التركية لا تخرج عن هذا الإطار، لكن من الصعب طرح مفاضلة بين العلاقة الروسية التركية، والعلاقة الروسية السورية، فالعلاقات الروسية السورية علاقات إستراتيجية تتجاوز حدود التبادل التجاري المباشر بين البلدين، وخاصة في المرحلة الراهنة التي يشهد العالم تشكل نواة التعددية القطبية، فالعلاقة مع سوريا لا تخضع للابتزاز أو المساومة، خاصة وأنها أصبحت جزءًا من الأمن القومي الروسي. في الوقت الذي تقف تركيا في الجانب الآخر؛ فهي الحليف الإستراتيجي لأمريكا، وعضو في الحلف الأطلسي، ولديها قواعد عسكرية أمريكية.

وقد شهدت العلاقات الروسية -التركية توترًا ملحوظًا منذ دخول الطيران الروسي ساحة القتال ضد المنظمات الإرهابية في 30 سبتمبر الماضي، وأفشلت الحملة العسكرية الروسية تغلغل العناصر المسلحة، وتمكنت القوات السورية من تحرير مناطق شاسعة بدعم من الطيران الروسي، وعزز دور ومكانة الدولة السورية على الأرض، وانعكس ذلك على المسار السياسي في فينا، فقد سجل التحالف الروسي السوري عدة نقاط هامة على الصعيد الدبلوماسي. مما أضعف الآمال التركية في الحصول على حصة من الكعكة التي استفحلت الأطماع على اقتسامها . لذلك جاء الكمين التركي للطائرة الروسية كمحاولة لإرباك الموقف الروسي، وتعبيرًا عن الاستياء من الدور الروسي.

ومع ذلك؛ وعلى الرغم من الغضب الروسي والشعور بالمهانة، فمن المتوقع أن تعالج روسيا الأزمة، بحكمة وحزم، فهي لم تقدم على خطوة طائشة تشعل حرباً مع دولة في حلف الناتو، لإدراكها تمامًا أن تركيا لم تجرؤ على فعلتها لولا التحريض الأمريكي، لكن تركيا ستندم على ما فعلت.

فقد قطعت روسيا جميع قنوات الاتصال العسكري مع تركيا بما فيها الخط الساخن .. واتخذت روسيا ذريعة مما حصل لتوسيع عملياتها ضد الفصائل المسلحة التي تحظى بتأييد تركي، وخاصة التي تعتبر مسؤولة عن مقتل الطيار الروسي. كما أكدت روسيا على أن أي اختراق تركي للأجواء السورية سيواجه من قبل الدفاعات الروسية. وقد قصفت فعلا الطائرات الروسية الشاحنات القادمة من تركيا والمحملة بالأسلحة لحلفاء تركيا، في منطقة -باب الهوا- كما قصفت ثكنات الأسلحة الموجودة على الحدود التركية. أما السؤال الجوهري؛ هل أصبحت الدعوة التركية لإقامة منطقة آمنة على الحدود السورية خلفنا ؟.. أعتقد ذلك.

وجهزت منظومة "إس400" - أحدث نظام روسي للدفاع الجوي -إضافة إلى الطراد "موسكو" الذي تمركز قبالة سواحل اللاذقية، لتدمير أي هدف جوي محتمل، يشكل خطرًا على مجموعة الطائرات الروسية في سوريا، وأن عمليات الطيران الروسي ستنفذ بغطاء من قبل المقاتلات الروسية كما أكد وزير الدفاع الروسي.

كما أن العلاقات الاقتصادية بين البلدين ستشهد انتكاسة، فقد أعلنت الحكومة الروسية عن سلسلة إجراءات بهدف تجميد عدد من الأنشطة الاقتصادية المشتركة، وطلبت من رعاياها مغادرة تركيا. فعلى تركيا أن تفعل الكثير لكي تتجاوز محنة الطائرة، واستمرار حالة الاحتقان السياسي بين البلدين، تركيا اليوم أسوأ حالا مما كانت عليه قبل التدخل في الشؤون الداخلية لسوريا، فصعدت القضية الكردية لتصبح من أهم التحديات التي تواجه حزب العدالة، واقتصادها مرشح للتراجع، وخاصة السياحة التي توفر لها 36 مليار دولار سنويًا، بسبب دخولها الصراع الإقليمي.

واضح أن العلاقات بين البلدين تمر بحساسية شديدة في هذه الأيام، وقد بدأت الحكومة التركية بالتمهيد لاحتواء الأزمة، فقد أعلن الجيش التركي أنّه لم يكن يعلم أن الطائرة التي أسقطها على الحدود السورية هي طائرة روسية. وأكد أنّه بذل جهودًا كبيرة في محاولة العثور على قائدي الطائرة وأبلغ السلطات العسكرية الروسية باستعداده لكل أشكال التعاون، كما أعلن الرئيس التركي أردوغان" لو كنا نعلم بأن الطائرة روسية لتصرفنا بشكل مختلف".



#فهمي_الكتوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمات اقتصادية.. وعجوزات مالية
- نحو مقاطعة شاملة للكيان الصهيوني
- قطاع غزة.. سفينة نوح الفلسطينية
- الوطن العربي إلى أين؟
- تداعيات الأزمات السياسية والاقتصادية على البلدان العربية
- النفط والحرب.. والاحتكارات الرأسمالية
- السياسة العدوانية وراء مأساة اللاجئين
- قبة الصخرة والبتراء للترويج السياحي الصهيوني
- فقاعة الأسهم والاقتصاد الصيني
- دور الدولة في التنمية الاقتصادية
- شعوب مقهورة ونظم فاسدة
- في الذكرى الأولى لرحيل المناضل سمير حداد
- معادلات جديدة للأزمة السوريَّة
- حكومة أوروبية لمنطقة اليورو
- ماذا بعد الاتفاق النووي؟
- ازمة اليونان ام ازمة الرأسمالية؟
- أوروبا تسعى لإفشال النموذج اليوناني
- الأزمة اليونانيَّة ثمرة السياسات الليبراليَّة
- لهذه الأسباب تراجع حزب العدالة والتنمية
- الانكماش الاقتصادي يرجئ رفع سعر الفائدة


المزيد.....




- أردوغان في أربيل.. النفط وقضايا أخرى
- اضطرابات الطيران في إسرائيل تؤجّل التعافي وتؤثر على خطط -عيد ...
- أغذية الإماراتية توافق على توزيع أرباح نقدية.. بهذه القيمة
- النفط يصعد 1% مع هبوط الدولار وتحول التركيز لبيانات اقتصادية ...
- بنك UBS السويسري يحصل على موافقة لتأسيس فرع له في السعودية
- بعد 200 يوم من العدوان على غزة الإحتلال يتكبد خسائر اقتصادية ...
- الولايات المتحدة تعتزم مواصلة فرض العقوبات على مشاريع الطاقة ...
- تباين في أداء أسواق المنطقة.. وبورصة قطر باللون الأخضر
- نشاط الأعمال الأميركي عند أدنى مستوى في 4 أشهر خلال أبريل
- -تسلا- تعتزم تسريح نحو 2700 موظف من مصنعها.. بهذه الدولة


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - فهمي الكتوت - تداعيات الأزمة الروسية التركية على العلاقات الاقتصادية