أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد عبد الفتاح الاسدي - الارهاب في أوروبا ...... عندما يفلت من عقاله ويضرب بين الحين والآخر














المزيد.....

الارهاب في أوروبا ...... عندما يفلت من عقاله ويضرب بين الحين والآخر


زياد عبد الفتاح الاسدي

الحوار المتمدن-العدد: 4999 - 2015 / 11 / 28 - 21:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا شكك أن الطغمة السياسية الحاكمة في الغرب قد وجدت في الارهاب الوهابي والجهادي والتكفيري ضالتها المنشودة التي تُحقق لها في المنطقة العربية والشرق أوسطية جملة من الاهداف السياسية والعسكرية الهامة تتناسب مع ما تؤمنه هذه المنطقة الجغرافية الاستراتيجية من العالم من ثروات نفطية وغازية هائلة وموقع جغرافي في غاية الاهمية يتوسط التجارة الدولية ويُشرف على أهم الممرات المائية للملاحة البحرية .
ولكن علينا أن نعلم أن هذه الطغمة السياسية التي تحكم الغرب تستثمر وتوجه وتدعم عن قصد الارهاب التكفيري بكافة أشكاله ومسمياته , سواء كانت تُسميه ارهاباً " مُعتدلاً " والذي تدعمه بأساليب مباشرة لتحقيق الديمقراطية في بعض البلدان كما تدعي , أو ارهاب " مُتطرف " الذي تدعمه بواسطة عملائها وبطرق غير مباشرة . والمنظومة السياسية في الغرب تستخدم هذه التصنيفات المُختلفة للارهاب لتضليل الرأي العام العالمي ولا سيما الرأي العام في البلدان التي تحكمها , وذلك لتُبعد عنها من جهة تُهمة مساندة الارهاب ومن جهة أخرى لتُؤكد أهدافها النبيلة والانسانية بدعم الحرية والديمقراطية . وهذه الطرق المُتمايزة في أساليب دعم الارهاب تُؤمن للمنظومة السياسية في الغرب وللمخابرات الاطلسية الغطاء السياسي والعسكري والمرونة الكافية لتحقيق أهدافها كما ذكرنا في المشرق العربي وشمال أفريقيا ....... ولكن من المهم أيضاً أن نعلم أن القيادات السياسية في الغرب على علم بأن هذا الارهاب التكفيري قد يفلت أحياناً من عقاله ويقوم بين الحين والآخر بأعمال إرهابية ودموية في الدول الغربية قد تُغضب الطغمة السياسية والمخابرات الاطلسية في البلدان التي تحكمها , ليس لانها تخشى على شعوبها من الارهاب التكفيري وآثاره الدموية والتدميرية بل لانها تخشى افتضاح أمرها بتوجيه أصابع الاتهام اليها من قبل شعوبها في دعمها المُباشر أو المستتر لمنابع الارهاب .

ولكن مالذي يجعل قادة الغرب ومخابرات المنظومة الاطلسية تُتابع دعمها المباشر وغير المباشر للجماعات الجهادية والتكفيرية رغم ما تسببه لهم من احراج وقلق من أنكشاف دعمهم لهذه الجماعات , ورغم الاعمال الارهابية والمتاعب ألامنية التي تجلبها من وقت الى آخر الى الساحة الأوروبية والغربية ..... من الواضح جداً أن حجم المصالح والاهداف والنجاحات التي يُحققها قادة الغرب من وراء هذه الجماعات تفوق بكثير في أهميتها حجم القلق والمتاعب الارهابية والامنية التي يُسببها لهم الارهاب التكفيري .... وهي مصالح وأهداف أصبحت معروفة لدى الجميع ويأتي في مقدمتها إضعاف وتمزيق وتفتيت شعوب المنطقة ودولها وجيوشها وتدمير مقومات تعايشها الاجتماعي والثقافي والعرقي والمذهبي من خلال الفتن والحروب والصراعات الطائفية والعرقية والقبلية , وبالتالي القضاء على إمكانية التغيير الثوري في المنطقة بإسقاط الانظمة الرجعية , والقضاء على التطرف والفكر التكفيري وإمكانية تطور هذه الشعوب في الاتجاه الصحيح ...... وهذا ما يتيح للغرب التحكم والسيطرة المُطلقة على المنطقة وبالتالي نهب ثرواتها واقتصادياتها بلا رحمة , وجعلها سوقاً مُزدهرة لمختلف أنواع الاسلحة التي يتم بيعها بأسعار خيالية لجيوش الحكومات الخليجية والرجعية , أو التي يتم شحنها للجماعات التكفيرية بفواتير تقوم بدفعها بعض حكومات المشيخات النفطية التي تُساهم في التآمر على سوريا والعراق ولبنان ومختلف بلدان المشرق العربي ومغربه .

وفي إطار مكافحة الارهاب في أوروبا تُعلن السلطات الامنية في فرنسا عن ملاحقتها للخلايا الارهابية النائمة وتزعم بأنها نجحت بقتل أخطر الارهابيين المدعو أبا عود . هل السلطات الفرنسية تستغبي الرأي العام الفرنسي ؟؟ ... الى هذه الدرجة ؟؟ لم يزل الى هذه اللحظة عشرات الآلاف من مقاتلي داعش والنصرة وأحرار الشام والجبهة الشامية وجيش المجاهدين وكتائب نور الدين زنكي .... وغيرهم من الارهابيين وبعلم السلطات الفرنسية يجتازون الحدود السورية من تركيا , ولم تزل مئات الشاحنات من النفط العراقي والسوري المسروق يُهرب الى تركيا ولم تزل مئات الاطنان من خطوط الامداد والتموين القادمة من تركيا والتي تشمل الذخيرة ومختلف أنواع الاسلحة الثقيلة والفتاكة وألاغذية وألادوية والاموال السعودية والقطرية تتدفق الى هؤلاء التكفيريين وبعلم السلطات الفرنسية بالكامل .......... ولكن ما يشغل بال الرئيس الفرنسي ووزير خارجيته وغيرهم من سلطات الناتو , ليس سقوط القتلى من الفرنسيين الابرياء ... بل ما يشغل باله كغيره من الطغمة السياسية الحاكمة في الغرب , هو عدم انهيار النظام والدولة السورية وبقاء الرئيس السوري في السلطة , بما يُمثله ذلك من دحرٍ للمشروع التكفيري والارهابي والتدميري الذي يرعاه الغرب وعملائه في المنطقة .
ولكن ما يُثير السخرية أن السلطات الفرنسة أعلنت بعد ألاحداث الارهابية في باريس عن عزمها باعتقال كل فرنسي يعود من القتال في سوريا ..... ماذا يعني هذا التصريح الذي ينم عن الغباء العنصري الاوروبي , في الوقت الذي تدعم وتتحالف فيه السلطات الفرنسية ودول منظومة الناتو مع منابع الارهاب في السعودية وقطر وتركيا ؟؟؟ .... هذا يعني بمنطق المجرم أنه من المسموح للارهابيين من وجهة نظر السلطات الفرنسية قتل الابرياء في سوريا والمشرق العربي وسفك الدم السوري واللبناني والعراقي والمصري .....الخ ولا يجوز سفك الدم الفرنسي أو الاوروبي ..... وبالتالي تتناسى السلطات الفرنسية والاوروبية ومنظومة الناتو أمام شعوبها بأنها هي من وراء تصدير الاسلحة وشن وتوجيه الحروب الاجرامية والتكفيرية وغيرها من الحروب في العالم العربي والعالم الثالث وقتل عشرات الالوف من الابرياء ليس فقط في سوريا والمنطقة العربية , بل هي أيضاً وبشكلٍ أو بآخر وراء قتل الابرياء في فرنسا وأوروبا .



#زياد_عبد_الفتاح_الاسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فوز أردوغان وزمرته في الانتخابات البرلمانية التركية ... الى ...
- االنتائج المفاجئة للانتخابات البرلمانية التركية .... ماهي دل ...
- أردوغان والانتخابات البرلمانية المبكرة .... دكتاتورية تحت عب ...
- إلانتفاضة الفلسطينية الثالثة .... كابوس يُرعب الكيان الصهيون ...
- الازمة السورية والتدخل العسكري الروسي ... تورط أم ضرورة لا ب ...
- قوات التحالف السعودي والغرق في أوحال المستنقع اليمني ؟؟
- مع توجه تركيا لانتخابات برلمانية مُبكرة ..... هل اقتربت بالف ...
- مظاهرات لبنان والحراك الشعبي المتنامي ... الى أين يتجه ؟؟
- أستشهاد عالم الآثار السوري خالد الاسعد ... جريمة لا تُغتفر
- الاجرام والارهاب الامبريالي والصهيوني والرجعي والتكفيري في ف ...
- هستيريا أردوغان في الشمال السوري .... الى أين تقوده ؟؟
- الاتفاق النووي الايراني ..هل سيُؤثر على إستراتيجية الغرب في ...
- ماهي حقيقة أحداث العنف في ولاية غرداية الجزائرية
- اليونان ... والانتصار السياسي لحزب سيريزا في الاستفتاء الشعب ...
- تفاعلات الازمة اليونانية وآثارها على منطقة اليورو والاقتصاد ...
- هجمة تكفيرية وأيام دموية تشهدها المنطقة
- سوريا والمنطقة وآفاق الصراع القائم
- ماذا بعد الانتخابات البرلمانية التركية
- العالم العربي بين المقاومة والتغيير وصراع البقاء
- الحرب الاجرامية على اليمن والمشهد السياسي العربي


المزيد.....




- ?? مباشر: عملية رفح العسكرية تلوح في الأفق والجيش ينتظر الضو ...
- أمريكا: إضفاء الشرعية على المستوطنات الإسرائيلية في الضفة ال ...
- الأردن ينتخب برلمانه الـ20 في سبتمبر.. وبرلماني سابق: الانتخ ...
- مسؤولة أميركية تكشف عن 3 أهداف أساسية في غزة
- تيك توك يتعهد بالطعن على الحظر الأمريكي ويصفه بـ -غير الدستو ...
- ما هو -الدوكسنغ- ؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بالفيديو.. الشرطة الإسرائيلية تنقذ بن غفير من اعتداء جماهيري ...
- قلق دولي من خطر نووي.. روسيا تستخدم -الفيتو- ضد قرار أممي
- 8 طرق مميزة لشحن الهاتف الذكي بسرعة فائقة
- لا ترمها في القمامة.. فوائد -خفية- لقشر البيض


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد عبد الفتاح الاسدي - الارهاب في أوروبا ...... عندما يفلت من عقاله ويضرب بين الحين والآخر