أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف - حقوق المرأة العاملة في العالم العربي - بمناسبة ايار عيد العمال العالمي 2015 - حميد طولست - المرأة وقدرها في المجتمع ؟














المزيد.....

المرأة وقدرها في المجتمع ؟


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 4998 - 2015 / 11 / 27 - 17:39
المحور: ملف - حقوق المرأة العاملة في العالم العربي - بمناسبة ايار عيد العمال العالمي 2015
    


المرأة وقدرها في المجتمع ؟؟
احتلت قضية المرأة وحقوقها المسلوبة ، وتبوأت مسألة مساواتها بالرجل في كافة مجالات الحياة ، واجهة الكثير من الكتابات ، والمقالات والدراسات في الآونة الأخيرة وبمناسبة اليوم العالمي ، مركزة في غالبيتها على تحميل الرجل مسؤولية ما آل إليه وضع المرأة من سوء وتأخر ، وما عرفته وتعرفه من ظلم واحتقار في المجتمعات العربية والإسلامية ، دون الانتباه الى ما فعلت المرأة وتفعله بنفسها ، حيث أنها كانت أول من أسهم بقوة في تهميش دورها والانتقاص من مكانتها وقيمتها ، ولازالت تدني من قدرها ومقدارها ، وتفرط في حقها طواعية ، راضية مرضية بما تسميه نصيبها ..
وحتى وإن لم تكن هي السبب المباشر في كل ما أصبح عليه وضعها من ظلم وتعد على حقوقها ، فإنها تتحمل الجزء الأكبر من مسؤولية أسبابه الكثيرة التي -اجمع الجميع- على أنها في مجملها ذاتية ، ترجع إلى عوامل عديدة ومتنوعة ، لها التأثير الأكبر والخطير على عقليتها ، وثقافتها الخاصة والعامة التي تشربتها والمبنية على ان الرجل هو "الصح" ، وأنها دونه مهما كانت أعلى مركزا منه ، ومهما فاقته خبرة وثقافة ومستوى علمي ومعرفي .. لا لشيء إلا لأنه ذكر بلحة و"موسطاش" وهي أنثى بثديين ، في الوقت الذي كانت تتحمل فيه المرأة مسؤولية ادارة أمورها بنفسها في بعض الحضارات ، قوية قادرة ، تمنع الظلم عن نفسها وتحر فكرها من كل المبررات التي تسوغها المجتمعات الذكورية لتبقيها كائنا خاضعا ومستعبدا ، وترفض كل ما يكبلها من معتقدات خرافية متخلفة ، فكانت ملكات اعتلين عروش بلادهن .. وقائدات وجهن الجيوش وقدن الحروب والغزوات ، مثل كيلوباترا لدى الفراعنة ، وعشتار في العراق ، وبلقيس ، وسميرايس ، وزنوبيا ، وديهيا ، وحتشبسوت ، وشجرة الدر، ووصلت بعضهن إلى درجة الآلهة مثل فينوس الهة الجمال .. فهل من المعقول أن يتراجع ذاك التميز الذي عرفته المرأة قديما ، وتلك المنزلة الخاصة والمكانة الرفيعة التي حظيت بها في كثير من المجتمعات التي تحترم نساءها-والذي وصلت أهميتها في بعضها إلى درجات خيالية ، كما هو الحال مع إخناتون الذي كان أغلى قسم عنده هو أن يقسم بنفرتيتي زوجته ، رغم أنها لم تنجب له سوى البنات ، أو كما كان رمسيس الثالث يتباهى بالمرأة في مملكته ، ما دفع بــ"ماكس ميللر" أن يعلق على ذلك قائلا : " ليس ثمة شعب قديم أو حديث رفع منزلة المرأة مثلما رفعها سكان وادي النيل "- مع الأسف لقد تغير حال المرأة وأصبحت عبارة عن جارية تتمسح بأهداب السي السيد (الرجل)، وتتقبل ، وبرحابة صدر ، ما ليس عليها تقبله منه ، لإرضاء غروره وشبقيته ..
وأنا هنا إن كنت لا أدافع عن أي سلوك عدواني تحقيري للمرأة ، لا يقبله العقل السليم لا شكلا ولا مضمونا ، ولا ألتمس العذر لمرتكبي التصرفات الجاهلية المشوّهة لطبيعة المرأة بما يصمونها به من عيب وعار يلزمانها المكوث خلف قضبان شرف الحجاب المسوّر لرأسها وعقلها ، وختان يمنعها متعة من الله عليها بها ، بغية تحويلها الى مشروع جنسي ووعاء لذة مشرعن بحجة المشرع والدين مند نعومة أظافرها ، فإنني أرى –ودون محاباة لأحد ، وبعيدا عن أي منطلق عاطفية أو أيديولوجي - أن الرأي الأقرب للمنطق والعقل هو أن على المرأة أن تنتج نمطا نضاليا خاصا بها ، ولا اقصد هنا بالنمط الخاص ، القطيعة مع ما عرفته نضالات المرأة تاريخيا وفكريا وثقافيا عبر العالم ، بل أن يستند نضالها ، كما اعتادت ، على الاتكال على غيرها (الرجال)، وتعتمد فيه على إصلاح أمرها بنفسها وذاتها ، كما أمر الله سبحانه وتعالى بذلك بقوله "لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " صدق الله العظيم ، بدل أن تندب حظها ، وتنتظر الرجل الشهم الكريم الذي يخلصها من أحوالها السيئة المتوارثة من التاريخ والجغرافيا والثقافة المجتمعية والعقائد والمبادئ التي تتمسك بها دون ان تعلم ان مضارها عليها اكثر من منفعتها ..
وبما أن واقع المرأة ليس بحاجة إلى معجزات ، وأن الحقوق لا تستجدى بل تؤخذ غصبا وعنوة ، وبعيدا عن المبالغة والتهويل والابتزاز وكيل الاتهامات بغير وجه حق ، فقد آن الأوان للمرأة أن تغير من نظرتها للصورة النمطيّة لقضيتها ومن الأحكام المسبقة التي تحاصرها ، وأن تستلم زمام دورها في المجتمع بفعالية وإصرار ، رافضة كل ما من شأنه أن ينتقص من قدرها وقيمتها كإنسان ، معتمدة في دفاعها عن نفسها وحقوقها على جهودها ، خاصة أنها تشكل نصف المجتمع ، وبعد ذلك فقط ، لا بأس من البحث عن دعم لقضيتها عند المتحررين والمثقفين الذين يؤمنون بمشروعها التحرري وحقها الطبيعي في حياة راقية في مجتمع يحترمها ويجلها..
حميد طولست [email protected]



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحوال المسلمين في فرنسا بعد 13 نوفمبر !!
- مجتمع مريض وبحاجة إلى إعادة تنظيم !!
- حادث باريس تشويه لصورة الإسلام الوضاءة
- إلى طاحت البقرة ، كيكثروا الجناوا-..
- عندما تستهدفك الأعداء!!
- هاجس الرحيل !!
- رتباط الموسيقى والأغاني بالشعب ومشاعر الناس .. أغنية - صوت ا ...
- روعة الشتاء في- فاس الجديد -
- المسألة أكبر وأخطر من مجرد لحية !!
- نظرية نكيران حول الزوجات والصاحبات !!
- قدرة الروائح على استدعاء الذكريات ..
- محاربة الفساد مسؤولية لا تقبل التأجيل ..
- لماذا لم أكتب عن السنة الهجرية كعادتي !!
- حلم الرحيل!!
- الحزن بالطين عند قدماء المصريين !!
- للأماكن والأشخاص روائح خاصّة تستدعي الذكريات..
- تطوير التعليم يتطلب تدخل كل مكوناته !!
- إلى الذين منحهم الفاسيون ثقتهم الغالية !!..
- ها علاش قال البعض ما يجيش لعريفي لبلادنا !!
- لماذا لا يجرم -التجهيل العمدي-؟


المزيد.....




- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟
- كوريا الشمالية تختبر -رأسا حربيا كبيرا جدا-
- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا


المزيد.....

- الاتفاقيات الدولية وحقوق المرأة في العالم العربي / حفيظة شقير
- تعزيز دور الأحزاب والنقابات في النهوض بالمشاركة السياسية وال ... / فاطمة رمضان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف - حقوق المرأة العاملة في العالم العربي - بمناسبة ايار عيد العمال العالمي 2015 - حميد طولست - المرأة وقدرها في المجتمع ؟