أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أشرف عمر - لماذا تدعم روسيا الأسد؟














المزيد.....

لماذا تدعم روسيا الأسد؟


أشرف عمر

الحوار المتمدن-العدد: 4996 - 2015 / 11 / 25 - 21:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ترجمة أشرف عمر الناشر وحدة الترجمة – مركز الدراسات الاشتراكية



يوضح هذا المقال، المنشور باللغة الروسية على موقع اليسار المنفتح، والذي تُرجم إلى الإنجليزية على موقع الاشتراكية الثورية في القرن الحادي والعشرين، أن دعم فلاديمير بوتين للديكتاتور السوري بشار الأسد ليس مجرد مساندةً لحليف روسيا الوحيد في الشرق الأوسط.

هناك الكثير من الدلائل التي تثبت الدعم العسكري الروسي للنظام السوري تحت قيادة بشار الأسد، حتى وصل الأمر إلى التدخل المباشر للقوات الروسية في الصراع السوري. لماذا الآن بالتحديد؟ وماذا يكمن وراء ذلك؟

إذا تناولنا كل جانب على حدة، فلن تكفي الصلات السياسية والعسكرية، ولا الروابط الاقتصادية، بين روسيا والنظام السوري، لتفسير هذا الدعم العنيد المُقدَّم من روسيا للأسد. فتح هذا الدعم الصراع مع الغرب حتى قبل اندلاع الأحداث في أوكرانيا. بالطبع يُعد نظام الأسد هو الوحيد الذي يمكن أن تستند إليه روسيا في المنطقة، وفقدانه سيجعل روسيا عاجزة عن الاضطلاع بدورٍ ذي أهمية في الشرق الأوسط.

عاملٌ آخر في هذا الأمر هو السيطرة السورية سابقاً على محطات مرور النفط العراقي والسعودي، إذ أن روسيا تُعتبر واحدة من أكثر بلدان العالم تصديراً للنفط. في المقابل، فإن السعي لحوز هذه السيطرة كان له دورٌ مركزيٌ في وقوف تركيا وإسرائيل وممالك الخليج موقفاً معادياً للأسد. ولعل الدلالة واضحة في الرفض الحاسم الذي تلقته المملكة السعودية حين طرحت على روسيا صراحةً، في وقت سابق من العام الجاري، أن توقف دعمها للأسد مقابل تخفيض معدل إنتاجها للنفط، مما كان سيكبح الانخفاض المستمر في أسعار النفط العالمية.

أما القلق بشأن صعود الحركة الإسلامية الأصولية في المنطقة، وما بعدها إلى شمالي القوقاز، فلا يقدم هو الآخر تفسيراً كافياً. العديد من المحللين يرون أن للدعم الروسي لنظام الأسد أهمية كبيرة تتجاوز الصراع السوري الجاري نفسه، حيث يعارض الكرملين كل محاولات خلع الأسد، بل وحتى “تغيير النظام” الذي تتفق عليه المؤسسات الدولية.

إن موقف الحكومة الروسية من سوريا، المختلف جذرياً عن الحكومات الغربية، أعلى بالمناسبة سمعتها بالخارج، مثلاً حين نُشر مقال بوتين في صحيفة النيويورك تايمز لمعارضة التدخل العسكري في سوريا ونقد التفرُّد الأمريكي بالأمر. لكن برغم ذلك، تبقى روسيا عموماً بشكل أكبر في موقع الدفاع.

كل هذا يحدث بينما تتغير الأوضاع في الشرق الأوسط، أما صعود الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) فقد جعل أموراً ممكنة الحدوث بعد أن بدت مستحيلة، مثل التطبيع الجزئي للعلاقات الأمريكية مع إيران. في هذا السياق، يبدو أن بوتين قد قرر التوجه إلى الهجوم، ربما ليس بالمعنى الحرفي لإرسال قوات عسكرية إلى سوريا، لكن على الأقل بمحادثات خلفية مع واشنطن، متخذاً من القاعدة الجوية الروسية الجديدة في اللاذقية مبرراً لذلك.

وبحسب وكالة أنباء بلومبرج، فإن هذا التكتيك الجديد قد يجدي نفعاً، فعلى الأقل هناك بعض المسئولين في البيت الأبيض يعتقدون أنه ينبغي إعطاء الأولوية لتوسيع التحالف ضد داعش. إنهم يقبلون دعم روسيا للأسد كحقيقة واقعة بالفعل، بل وأنهم حتى مستعدون للعمل مع روسيا في حملة جوية ضد داعش. وهذا بالضبط ما يأمله بوتين ووزير خارجية روسيا سيرجي لافروف.

بشكل عام، فإن المسار التكتيكي الذي تتبعه روسيا يمكن اعتباره استمراراً في السعي نحو “عالم متعدد الأقطاب أكثر عدلاً”، لا تنتظم فيه العلاقات الدولية وفق المفاهيم المتعارف عليها، بل من خلال المصالح المشتركة والتعاون في قضايا محددة وملموسة. هذا بالتحديد ما يدفع روسيا، في ظل هذه الظروف، ومن خلال تحالف براجماتي في سوريا، لمحاولة إعادة إدماج نفسها في النظام العالمي، لتغيير قواعد اللعبة.

وهكذا فإن تبعات السياسة الخارجية الروسية، برغم انتقادات روسيا لـ”نفاق التدخل الإنساني”، ليست أقل ضرراً من هذا “التدخل الإنساني” نفسه. إن ضحايا النظام السوري لهم أكثر كثيراً من ضحايا داعش. أما دعم الأسد فليس إلا دعم ديكتاتور وجّه آلته العسكرية لإفناء مواطنيه وإبادتهم. وبرغم الانتقادات السلبية والعنيفة التي يوجهها لافروف ومتحدث بوتين الرسمي ديمتري بيسكوف “للنفاق الغربي”، لا تقل روسيا مسئوليةً عما يحدث في سوريا عن الدول الغربية.

أما رفض الكرملين المشاركة في حل أزمة اللاجئين، فهو النفاق بعينه. ومن خلال طرح أن على دول الاتحاد الأوروبي أن تتعامل مع تبعات أزمة شاركت روسيا بشكل كبير في خلقها، تشعر روسيا بذلك أنها انتزعت “الضحكة الأخيرة”. إن مآسي مئات الآلاف ممن تشردوا بعد فقد منازلهم، والتي يكررها بيسكوف في تصريحاته، تُعد أمراً ثانوياً بالنسبة لسياسات الكرملين الخارجية تجاه “الشركاء الغربيين”.



#أشرف_عمر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنطونيو جرامشي.. ثوري
- تحرر النساء في الثورة الروسية – ال”جينوتديل” مثالاً
- دروس تشيلي لليونان و”الجبهة الشعبية”
- لماذا كان ماركس محقاً بشأن الرأسمالية؟
- الانتخابات الإسرائيلية تفضح دولة الفصل العنصري
- اليونان: انتصار “سيريزا” والمستقبل - حوار مع الناشطة الاشترا ...
- داعش في السياق: الليبرالية الجديدة والطائفية والثورة المضادة ...
- ثمانية أسباب لمناهضة حرب أوباما الجديدة
- معاناة أهالي غزة بعد الحرب
- كرونشتاد والثورة الروسية
- لماذا نقرأ «الشيوعية اليسارية: مرض طفولي»؟
- هل حقا فنزويلا تحترق؟
- هل كان صعود ستالين حتمياً؟
- ليون تروتسكي.. النظرية والممارسة
- بوليفيا 1952.. لمحة عن سلطة العمال
- ألكساندرا كولونتاي ويوم المرأة العالمي
- هل يستطيع نظام الأسد سحق الثورة السورية؟
- فلسطين والثورات العربية
- الاشتراكيون الثوريون في مؤتمرهم اليوم
- الثورة الاسبانية


المزيد.....




- السعودية.. الديوان الملكي: دخول الملك سلمان إلى المستشفى لإج ...
- الأعنف منذ أسابيع.. إسرائيل تزيد من عمليات القصف بعد توقف ال ...
- الكرملين: الأسلحة الأمريكية لن تغير الوضع على أرض المعركة لص ...
- شمال فرنسا: هل تعتبر الحواجز المائية العائمة فعّالة في منع ق ...
- قائد قوات -أحمد-: وحدات القوات الروسية تحرر مناطق واسعة كل ي ...
- -وول ستريت جورنال-: القوات المسلحة الأوكرانية تعاني من نقص ف ...
- -لا يمكن الثقة بنا-.. هفوة جديدة لبايدن (فيديو)
- الديوان الملكي: دخول العاهل السعودي إلى المستشفى لإجراء فحوص ...
- الدفاع الروسية تنشر مشاهد لنقل دبابة ليوبارد المغتنمة لإصلاح ...
- وزير الخارجية الإيرلندي: نعمل مع دول أوروبية للاعتراف بدولة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أشرف عمر - لماذا تدعم روسيا الأسد؟