أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - انغير بوبكر - روح التسامح من ستراسبورغ الفرنسية : من اجل عالم عادل وبدون ارهاب














المزيد.....

روح التسامح من ستراسبورغ الفرنسية : من اجل عالم عادل وبدون ارهاب


انغير بوبكر
كاتب وباحث مغربي مهتم بشؤون الديموقراطيةوحقوق الانسان


الحوار المتمدن-العدد: 4996 - 2015 / 11 / 25 - 02:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شاءت الصدف ان تجدني الاحداث الارهابية المدانة التي اصابت عمق المجتمع الفرنسي اي مدينة باريس في نونبر 2015 وانا متواجد بمدينة ستراسبورغ الفرنسية عاصمة حقوق الانسان الاوروبية ضمن وفد شبابي مغربي من المنتسبين للمدرسة المواطنة للدراسات السياسية ، لحضور فعاليات المنتدى الدولي حول الديموقراطية حول موضوع مهم واشكالي وهو البحث عن التوفيق بين الحريات والمراقبة أي الى أي حد يمكن للدول الديموقراطية ان تحمي المواطنين وسلامتهم وحقوقهم دون المس بحقوق الانسان في اطار الاجراءات الامنية والاستخبارتية المطبقة ؟
الاحداث الارهابية التي مست فرنسا وقبلها لبنان والمغرب واسبانيا والولايات المتحدة الامريكية وكينيا وتنزانيا و... وبعدها تونس ومالي واللائحة ستطول في المستقبل لاشك في ذلك، اذا لم يسارع العالم الحر الى اصلاح سياساته الخاطئة والتعامل الجدي مع الارهاب بدءا من معالجة المسببات انتهاءا بتجفيف منابعه المعروفة والمخفية. استمرار عمليات الارهاب الدولي تطرح على المجتمع الدولي افرادا وجماعات دولا ومنظمات وعلى احرار العالم عموما من حقوقيين وسياسيين وفاعلين دولتيين اسئلة كبرى ومؤرقة ، من قبيل: هل الارهاب الاعمى الذي يستهدف العالم بكل هذا الحقد والكراهية لايستوجب وقفات نقدية للسياسة العالمية بكل جوانبها السياسية والاقتصادية .. ؟ اليس الارهاب نتيجة لسياسات عالمية خاطئة مطبقة هنا وهناك ؟ اليس ابقاء بشار الاسد في السلطة على سبيل المثال واطلاق يديه بحرية لتتوغل في دماء الشعب السوري خطأ سياسيا كبيرا خصوصا وان بشار الاسد ونظام المالكي في العراق ونظام علي عبدالله صالح في اليمن هم المحتضنون الفعليون والرئيسيون لتنظيم الدولة الاسلامية في العراق وسوريا وهذا الامر معلوم بالضرورة؟. اليس تشجيع الاستبداد وتغاضي الطرف عن بعض الدول العربية الاستبدادية القمعية البترولية التي تربطها علاقات استراتيجية مع الدول الغربية والتي تشجع الوهابية والسلفية والفكر الخرافي الذي يلد ارهابا وتدميرا، اليس التواطؤ معها جريمة ضد الشعوب المتحضرة التي تعيش اليوم الخوف والقلق من جراء سياسات حكامها الخاطئة؟ الم يشجع العالم المتحضر النظام التونسي المقبور نظام بنعلي وازلامه اليوم وهو معروف بقمعه وخرقه لحقوق الانسان ؟ الم يفتح العالم الحر ابوابه الواسعة وساحاته البهية للديكتاتور الليبي المقبور معمر القذافي طمعا في ثروات واموال ليبيا السخية وهو الذي ارتكب المجازر ضد شعبه وتورط في قتل الابرياء في تفجير عدد من الطائرات الغربية في السبعينات والثمانينات ومازال الغرب الديموقراطي الى يومنا هذا بطيئ في ايجاد حل للحرب الاهلية الليبية ولا يكترث للازمة الليبية ولا يريد التدخل الفعلي لانقاذ ليبيا ونقلها الى مرحلة الديموقراطية والمصالحة الوطنية ؟ الم يسمح العالم الديموقراطي الغربي لجنرالات الجزائر بنهب خيرات الشعب الجزائري وايداعها في الابناك الاجنبية والشعب الجزائري يتضور جوعا ويفرخ ارهابيين وبؤساء مستعدون للانفجار في اية لحظة ؟ الم يسمح العالم للجزائر باحتضان منظمة ارهابية وهي البوليزاريو لعرقلة المشروع الديموقراطي المغاربي ومعروف لدى الخاصة والعامة ان البوليزاريو تتاجر بالبشر وتتعامل مع المنظمات الارهابية المنتشرة في الساحل الافريقي ؟ الم يعجز المجتمع الدولي في ايجاد سلام عادل وشامل بين الاسرائيليين والفلسطينيين رغم عدد كبير من المؤتمرات والاتفاقات والمعاهدات المبرمة ؟ اليس في العالم من يستطيع ان يفرض سلام الشجعان بدل انهار الدماء المتدفقة يوميا من المنطقة ؟
في بلدي المغرب الذي افتخر بالانتماء اليه ، يؤسفني ان اسمع ان بعض الانتخاريين من ابناء وطني -وان كان اغلبهم قد ولد في الخارج - ولا يشرف المغرب ان يكون من بين ابنائه من يؤذي غيره بوسائل ارهابية او بغيرها فالمغرب بلد التسامح والتعايش والتعدد وهذا سر بقاءه موحدا ومنيعا . ولكن يؤسفني كذلك ان اقول بأن تعليمنا الحالي لا يمكن ان يعطينا ناشئة متعلمة متشبعة بالقيم الانسانية بل مؤهل اكثر ان يعطينا مشاريع الارهابيين والمتطرفين و الذين يكنون العداء للاخر المختلف دينيا او لغويا او جنسيا معهم ، فالكتب المدرسية المقررة والمواد المقررة واللغة المدرسة بها وهي العربية اسمحوا ان اقول لكم بانها لا تنسجم مع طموحاتنا في تعليم عصري ديموقراطي متشبع بالقيم الكونية، المغرب اذا لم يستطع مراجعة تعليمه ولغة تدريسه ومحتويات مناهجه لايمكن ان ينتج جيلا قادرا على مواجهة التطرف والانغلاق فاللغة ليس اداة تواصل فقط فهي بنية ذهنية وفكرية كذلك . لذلك فنحن كمغاربة لابد ان نفكر بالتعلم باللغات العالمية ولا شك ان بعض ساساتنا واعون بذلك رغم الموانع الايديولوجية والسياسية التي تمنعهم من البوح بذلك . فبتعليمنا وبلادنا عموما تسير بوتيرتين العربية للفقراء وابناء الشعب والغات العالمية للاغنياء وقد سبق للملك محمد السادس في احدى خطبه ان اشار الى هذه القضية ،لذلك يجب ان نصطف الى جانب الملكية المغربية المواطنة الحداثية لانها بكل تاكيد هي حامل مشعل الحداثة والتنوير اليوم بالمغرب مقارنة بمعظم التعبيرات السياسية التي تعج بها الساحة السياسية المغربية والتي لا تستطيع ان تقطع مع مرجعية العروبة والاسلام وهي مرجعية لم تنتج لنا طوال خمسين سنة سوى التخلف والمزيد من العنف والقهر والاستبداد ، اما حكومة بلادي اليوم وهي حكومة العدالة والتنمية فهي حكومة تصريف الاعمال ولا تستطيع انجاز اصلاح منظومتنا التعليمية ولا مسائلة تاريخنا ولا تغيير مناهجنا المدرسة ولغة تدريسنا في أي اتجاه لانها لا تملك الجرأة ولا القدرة ولا الارادة لتغيير البنية الفكرية والسياسية المغربية الحالية لانها بكل بساطة تستفيد من هذه الذهنية الفكرية والسياسية المتخلفة لتحافظ على اصواتها الانتخابية ولو على حساب الوطن .

انغير بوبكر
باحث في العلاقات الدولية
المنسق الوطني للعصبة الامازيغية لحقوق الانسان



#انغير_بوبكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل استنفذ شباط مهامه في تعطيل حكومة العدالة والتنمية ؟
- لماذا اقصاء الامازيغ من الدفاع عن قضية الصحراء؟
- من اجل انصاف ملكي للامازيغ بالمغرب ؟
- من اجل حوار صريح مع شباب البوليساريو
- حول المراة والانتخابات المحلية والجهوية ل 4 شتنبر 2015
- صوت الشعب على العدالة والتنمية ففازت الاصالة والمعاصرة: الاس ...
- قول في الزمن السياسي المغربي الرديء
- الارهاب العربي الاسلامي كوباء عالمي متى سينتهي ؟
- قريبا الداعشية الفكرية بالمغرب
- رسائل زيارة الرئيس فرانسوا هولاند للجزائر
- الحريات الفنية أساس المجتمع الديموقراطي الحداثي
- رسالة الى رئيس جمهورية الجزائر الشقيقة السيد الرئيس عبد العز ...
- جميعا من اجل التنديد بالهولوكوست المصري ضد الاسلاميين
- حكومة عبد الاله بنكيران تؤدي ثمن خيانتها لحركة 20 فبراير الم ...
- استغلال الدين لتبرير أخطاء السياسيين : الفقيه الريسوني نموذج ...
- الدكتور حسن اوريد : المثقف العضوي الذي يناضل من اجل حداثة وت ...
- من اجل حداثة انسانية ، ضد الارهاب القادم من الشرق
- البوليساريو والجزائر وخرافة الحديث عن حقوق الانسان
- الوزير عزيز اخنوش: ابن المقاوم السوسي الذي خدم المغرب والاما ...
- من ينصف الاسرى المغاربة في سجون الجزائر والبوليساريو؟


المزيد.....




- أوروبا ومخاطر المواجهة المباشرة مع روسيا
- ماذا نعرف عن المحور الذي يسعى -لتدمير إسرائيل-؟
- من الساحل الشرقي وحتى الغربي موجة الاحتجاجات في الجامعات الأ ...
- إصلاح البنية التحتية في ألمانيا .. من يتحمل التكلفة؟
- -السنوار في شوارع غزة-.. عائلات الرهائن الإسرائيليين تهاجم ح ...
- شولتس يوضح الخط الأحمر الذي لا يريد -الناتو- تجاوزه في الصرا ...
- إسرائيليون يعثرون على حطام صاروخ إيراني في النقب (صورة)
- جوارب إلكترونية -تنهي- عذاب تقرحات القدم لدى مرضى السكري
- جنرال بولندي يقدر نقص العسكريين في القوات الأوكرانية بـ 200 ...
- رئيسة المفوضية الأوروبية: انتصار روسيا سيكتب تاريخا جديدا لل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - انغير بوبكر - روح التسامح من ستراسبورغ الفرنسية : من اجل عالم عادل وبدون ارهاب