أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - نسرين كوسا ... علامة ابداع في شعر المرأة العربي














المزيد.....

نسرين كوسا ... علامة ابداع في شعر المرأة العربي


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4996 - 2015 / 11 / 25 - 01:27
المحور: الادب والفن
    


نسرين كوسا ... علامة ابداع في شعر المرأة العربي

نسرين كوسا أخر الراهبات في مملكة الذات الشعرية حين تجعل من وجود الحول حولها جزء من الذات , لا تخفي هذه الشاعرة السورية من مدينة القامشلي طبيعتها الجبلية المتمردة , فهي لا تقف بالوسط ولا تحب السفوح أما أن تكون على قمة جبل الإحساس هناك تعلن ولادة مشاعرها الفياضة أو تنزل الوادي حيث مكانها الذي تحس فيه بالقلق من عالم الراحلين , المارين , الغائبين وم هم بطري السفر ... تتذكر كل شيء ولا تنسى أنها مشروع لطير مهاجر , طير ضاق ذرعا بالقفص ...
ﻻ-;- أبرأ وسادتي تماما من اللؤم ..
كلما أسندت إليها نومي ..
أراها ممتلئة بأسماء الغائبين ..
المهاجرين ..
الراحلين ....
أبدا ﻻ-;- أؤمن بجلبها راحتي ....
تمرد نسرين لم يكن أختيارا محضا ولا منقطع عن وجودها كأنثى في مجتمع يتضايق من وجود أنثى تملك أدوات شعرية متقدمة , بالرغم من أنها كردية في الأصل وتحمل مشاعر بروح وحروف عربية إلا أنها تجيد بشكل ملفت للنظر تطويع الحرف ليعبر عنها عن جيل تمثله وتنطق باسمه بل عن مجتمع كامل يمتد على وطن أسمه الأرض , نسرين شاعرة همها ليس فرديا وإن كانت تتكلم عن ذاتها , إنها فاعلة بشكل مدهش لنقل مشاعر عامة يمكن أن يتلمسها حتى الذي لا يعرف بيئتها ولا يعرف إشكالية الوجود في مجتمع متضايق ...
همس لتلك المرأة الواقفة في دمه الفاتر ..
أحن إليك وأنت تحتضنين جسدي المشرد في ضوء خافت ..!!
أحتاج أن تضاجع عيناي عينيك في ذاك الشفق الكسير ...
هذه الصورة الشعرية المبتكرة والفريدة حين تنسب للعين فعل المضاجعة في الوقت التي تتمثل فيه الشمس للانكسار نحو الغروب في مشهد متقابل حين تذهب هذه الصفراء المشعة وقد بان الخجل فيها فأحمرت لتضاجع الليل في مكان ما خلف الأفق .... مقارن رهيبة تجيد أفتعالها الشاعرة نسرين بمهارة محترف وبصور قد لا تشكل عائقا أمام فهم الأخر المختلف , فتمضي في أقصوصة هذه المشاعر فتقول ... لتكمل حكاية بدأتها بهمس لتصرخ الآن
مدت يدها إليه بخجل محمر
من صوته الذي يدب فيها لسعة
من بيان الحب ومصيدة الحنين النبيل ..!!
ألتفت حوله !!
غابا عن المدن والخرائط
غابا عن البشر !!
إندلفا إلى ضوء متساقط من القمر الغائب عن التقويم ...!!
كما غابت الشمس في حضن الليل وهما يتضاجعان في عتمة لم يلاحظهما غير ضوء متساقط من قمر غائب عن وجوده المفترض لأنه في مشهد حنق من الشمس والليل ,,, لقد تعرفت على الشاعرة نسرين منذ أشهر وأنا في حيرة من تقويم كتابتها كما أنني لست بناقد علمي وإن كنت أميل جدا وأنحاز للمشهد الصوري المركب في القصيدة المنثورة , لكنني في كل مرة أجدها تتقدم خطوة لتفاجئني بنص يمتلك الكثير من عناصر الإثارة الحسية التي ترغم القارئ على التأمل في سلسلة من الصور الذهنية المتتالية بمجموعة من كلمات تبدو للقارئ العادي مجرد تعبير غير منتظمة .
حمل قبلتها بين يديه !!
قربها من الضوء
صاح بأعلى صوته ..!!
سيسقط الضوء قريبا
ﻻ-;- ضريح له ...!!
يحدق نحو السماء ....
في هذا المشهد المسرحي الخيال الصوري هو الذي يفرض وجوده بعيدا عن المعقولية ,فمن يستطيع أن يحمل قبله بيديه ليعرضها على الضوء , إنها الثقة في القدرة على صياغة جملة شعرية بأحاسيس عالية الدقة ,أحاسيس ترتفع بالحرف لمنزلة الموسيقى التصويري وهي تعرض ما تكتبه للواقع بصورة سريالية حين يسقط الضوء على الأرض ممددا ينظر للسماء التي جاء منها دون أن يعرف أن القبلة الشفافة هي التي أطاحت به ممدا هنا ... على التراب لا يموت ولا يستريح وأيضا بلا مكان .
أنها أيضا تحكي قصة سقوطها بين يديه في أول مرة , سقوط حواء في دوامة العسل الموعود من كلمات أنبرى أدم يصوغها من شهد ونور , حتى إذا ما قربت فراشاته من ناره وجدها تتساقط مغشيا عليها لا تدري ما المصير .....
أيها الرجل ...!!
عندما كنت أسقط في هاويتك ..
كان الحلم هناك
يهديني عينيه
شفتيه ..!!
لكنه نسي أن يمد إلي يديه
وأنا أسقط ...!!
هل كانت نسرين كوسا تعي معادلة الحب والسقوط بين يدي رجل اختارته ليسقط هو بين يديها , أظن أنها تتعمد أن تثير في اللحظة الرومانسية أحاسيس من نار لتحرق وجودهما معا ولينبعثا من جديد , أدم آخر وحواء أخرى شبيه بحلم لا يتحقق ...
واعلم ..!!
إن سقط أحدنا
لن يكون هناك من يلملمنا كاملا ...
لقد أجادت الشاعرة نسرين كوسا في نثرها الشعري أن تجرنا إلى واقع العلاقة الإنسانية الحميمة بين الرجل والمرأة دون أن تأخذنا نحو الإنفعالات الآنية المتعلقة بظرفها وتدور في فلك اللواعج التي يبوح بها عادة العشاق والمحبين , إنها تقدم الحب بنظرة أخرى بعيدا عن النمطية المعتادة لتفصح عن مكنون شاعرة ملتزمة بهم الإنسان , بقضية المرأة في الوجود من منظار فلسفي وعرفاني عميق , لا تقل شاننا عن كثيرا من الكتابات المبدعة بل أتصورها من النماذج الفردية في أدب المرأة العرب ي الحديث والمعاصر .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفلسفة من منظار أخر
- نظرية الإزاحة والإحلال الفكري ح2
- أستراتيجيات تحرير المرأة ودورها في المجتمع الإسلامي
- نظرية الإزاحة والإحلال الفكري ح1
- الفكر الإسلامي والاختزالية بين دائرة المقدس الطبيعي والمقدس ...
- الفكر الإسلامي والاختزالية بين دائرة المقدس الطبيعي والمقدس ...
- وحل الأنا وخطيئة الافتراس
- القيم ومفهوم الإيمان ح2
- القيم ومفهوم الإيمان ح1
- ماذا كسب الإسلام وماذا خسر الكافرون ؟.
- الإرهاب والديمقراطية وحقوق الإنسان
- ترانيم للجدة الحكيمة
- العمل مفهوم ذاتي
- دين النص ودين التأويل _ ح3
- دين النص ودين التأويل _ ح2
- دين النص ودين التأويل _ ح1
- من حكايات الصباح وتراث الجدة
- هل تنجح الديمقراطية في رشدنة العقل العربي
- الديمقراطية والعقل العربي _ ح2
- الديمقراطية والعقل العربي _ ح1


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - نسرين كوسا ... علامة ابداع في شعر المرأة العربي