أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السعدنى - من أنشودة مالك بن نبى إلى حملة أولاند : ياجنرال لست فى الميدان وحدك















المزيد.....

من أنشودة مالك بن نبى إلى حملة أولاند : ياجنرال لست فى الميدان وحدك


محمد السعدنى

الحوار المتمدن-العدد: 4995 - 2015 / 11 / 24 - 22:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فى واحدة من أنشوداته الرمزية والتى ضمنها بعضاً من كتبه عن "شروط النهضة" و"القابلية للإستعمار"عالج المفكر الجزائرى مالك بن نبى مشكلات الحضارة وكيفية التقدم فى العالم الإسلامى الذى رزح طويلاً تحت نير الكولونيالية "الإستعمار" وحاول تلمس مخرجاً لإعادة صنع الحضارة فى بلادنا والإنتقال بدولنا من تكديس ظواهر الحضارة وإستهلاك معطياتها، إلى المشاركة فى بنائها، وسلط الضوء على قدراتنا من حيث الإنسان والوقت والمادة الخام والفكرة الدينية بما تعنيه من رقى إنسانى وتمايز أخلاقى. فى أنشودته راح ينعى كيف يعيش مواطنينا العاملين والمجتهدين فى المستعمرات فى حياة الكفاف والضنك، بينما تذهب عوائد أعمالهم وجهودهم لصالح المستعمر الذى يعيش حياة الكفاية والرفاهة والبذخ، ذلك أن القيم الكولونيالية حولت عوائد عمل ومعاناة ومكابدة مواطنينا وقوداً فى مدفأة المستعمر الإنجليزى أو الفرنسى، وطعاماً سائغاً على مائدته، ودخاناً فى غليونه بعد العشاء، بينما نحن نعانى الفقر والعوز والتخلف بما كونته ورسخته لدينا الدول الإستعمارية من معاملات القابلية للإستعمار فى نفوس وأذهان شعوبنا قبل التحرر. مات مالك بن نبى 1973 وترك لنا إرثاً فكرياً يطاول ماتركه إبن خلدون، حوصر فى الجزائر وفى فرنسا، وجاء لاجئاً للقاهرة 1954 محتمياً بجمال عبدالناصر و23 يوليو. ولقد حادثتك مرات سابقة عن فيلسوف الحضارة مالك بن نبى فى كتبه عن الظاهرة القرآنية ووجهة العالم الإسلامى والفكرة الإفريقية الآسيوية ومرآة الكف.
هذا بعضاً مما دار فى مخيلتى وأنا اتابع مشهد العالم بعد أن ضرب الإرهاب باريس وهدد أوروبا، وقد إحتشد للوقوف مع فرنسا بعد سقوط أكثر من 170 ضحية للإرهاب المجرم، الذى أدناه فى مصر ونعينا ضحاياه كما نعينا ضحايا سقوط الطائرة الروسية فوق سيناء، وتضامنا معهم. لكن المفارقة التى استدعت من ذاكرتى أنشودة مالك بن نبى وأفكاره، هى ماأوضحته حوادث الإرهاب عن أنانية الغرب وعقدة التمايز لديه Superiority Complex حين هب يحشد العالم كله لمحاربة إرهاب طالما نبهت مصر لخطورته لا على منطقتنا وحدها، وإنما على العالم كله وأوله أوروبا التى لم تستجب وتتحرك بجديه إلا عندما طال الإرهاب مواطنيها وهدد مدنها، بينما نحن نعانيه ونكافحه ومنذ السبعينيات والثمانينيات فى موجته الأولى، وفى السنوات الأربع الماضية خصوصاً بعد 30 يونيو فى موجته الثانية الخطيرة وتركنا العالم فى معركة الإرهاب وحدنا، بينما السلاح الذى يحاربنا به الإرهاب ويهدد دولنا ومواطنينا صنع فى الغرب، وقدم لعصابات الإرهاب بسخاء وإلتواء وتواطؤ. المفارقة فى إزدواجية المعايير وقيم الغرب النظرية التى نعتنقها ونحترمها رغم أنهم لايطبقوها إلا على بلادهم ومواطنيهم. وهى قيم إنسانية بالأساس لاتخص الغرب وحده، وهى اليوم على المحك وعرضة للإختبار.
اليوم فى وقوفنا مع روسيا وباريس ضد الإرهاب، يسعدنا أن تحرك ديفيد كاميرون رئيس وزراء بريطانيا وأبدى استعداد بلاده لمشاركة فرنسا وروسيا وألمانيا ومعظم دول الإتحاد الأوروبى ضد داعش وعصابات الإرهاب، ووعد بتقديم رؤية إستراتيجية لمواجته لمجلس العموم فى غضون أسبوع، وأياً ماتكون دوافعه فهو أمر نرحب به ونثمنه إذا ماصدقت النية وأحسن التوجه. بريطانيا التى طالما سبغت حماية على من أسسوا للإرهاب وزرعوا بذرته فى منطقتنا والعالم واحتضنوا تنظيمه الدولى وقدموا لعناصره المجرمة الإقامة والحماية والعمل بحرية فوق أراضيهم، اليوم بدأوا فى التنبه لمخاطر الإرهاب وضرورة مقاومته. بريطانيا التى وقفت فى مجلس الأمن مع كندا وفرنسا وغيرهم يدعمون الرؤية الأمريكية فى رفض تسليح الجيش الليبى الذى تحتل داعش مساحة كبيرة ومهمة من أراضيها. اليوم يذهب الرئيس الفرنسى لمقابلة أوباما وبعده الرئيس بوتين لإحكام خطة تجفيف منابع دعم الإرهاب والحرب المسلحة الجادة عليه.
هنا يكون على الإدارة المصرية التى تشاركهم هذا التحالف أن تصر على وضع الإرهاب على حدودنا الغربية والشرقية والجنوبية على لائحة مخطط التحالف، وحتى لايتركوا مصر وحدها تواجه الإرهاب فى الداخل وعلى الحدود، ويحصروا هم كل توجهاتهم للإرهاب فى سوريا والعراق، مستجيبين لرؤية الإدارة الأمريكية المراوغة والمخاتلة، والتى ترفع شعارات مضللة عن وقوفها ضد الإرهاب بينما تتغاضى، مالم تكن تدفع وتشجع قطر لتمويله، وتترك تركيا وإسرائيل تساعدان داعش والنصرة وبقايا القاعدة لوجيستيا فى طرق الإمداد وشراء البترول المسروق ومعالجة جرحاهم فى مستشفياتهم، وأسألوا فى ذلك سكرتير النقابات الفرنسية الذى فضحهم، وبوتين الذى عراهم فى لقاء دول العشرين الأسبوع الماضى. ويستقبل أردوغان فريقاً من الموساد قوامه ستون عميلاً بحجة تأمين مبارة رياضية لكرة السلة النسائية، ويستقبل نائب رئيس هيئة الأركان الأمريكية، مايثير التساؤل حول الدوافع الحقيقية لهذه اللقاءات ومايمكن أن تسفر عنه من ترتيبات.
ولايمكن لمراقب أو متابع منصف أن ينكر الدور الدبلوماسى والإستخباراتى الذى تضطلع به الإدارة المصرية على الصعيد الخارجى بما وضع مصر على خرائط الحركة والتأثير الدولى، رغم مايلاقوه من ملاعبة وإلتواء الاستخبارات البريطانية والأمريكية فى حجب معلومات كان يمكن أن تساعد فى حادثة الطائرة الروسية، ويمكن أيضاً أن تساعد فى حربنا المفتوحة ضد الإرهاب فى سيناء، ومراكزه النشطة فى ليبيا وغزة، وما يحاك من ألاعيب ضد السياحة المصرية، ومفاوضات سد النهضة المتعثرة، وكنت قد إقترحت فى مقال سابق أن تقوم أجهزتنا الإستراتيجية والسيادية بمصارحة ومكاشفة الدول الكبرى بما يتوافر لدينا من معلومات فى هذه الأمور لكشف الغطاء عن هذه الأعمال التى تعد عدائية، رغم استقامة علاقاتنا بهذه الدول وحرصنا على شراكة العالم لتحقيق الأمن والسلم العالميين.
إن زيارة وزيرة سلاح الطيران الأمريكى لمصر الأسبوع الماضى ولقاء الرئيس السيسى، وزيارة وزير الدفاع الروسى للقاهرة حالياً، تشكلان قناعة لدينا بأن أسس التعاون المصرى المشترك مع القوى العظمى تمر فى طريق محكم ومدروس رغم صعوبته، وتنسيق مصرى ذكى يحاول الإمساك بكل الخيوط الإستراتيجية ليمر بالمصالح المصرية من عنق الترصد والإستهداف. على أننا بحاجة ملحة أن نبذل جهداً أكبر فيما يخص الدور المصرى للحفاظ على سوريا من التفكك، وأن نبدأ بالتنسيق مع أشقائنا وحلفائنا فى الخليج بدور أكثر نشاطاً مع إيران، فلايصح أن يصر الشريك الروسى على أن تكون مصر ممثلة فى إجتماعات فيينا بشأن سوريا، ولاتكون لديها أوراق تشكل قيمة مضافة للمناقشات والحلول المقترحة. وعلينا بعلاقاتنا مع روسيا وفرنسا وألمانيا أن نضع العالم أمام مسئولياته تجاه القيم الإنسانية المهددة بالإرهاب فى بلادنا، وأن تدرج ليبيا على لائحة النشاط الغربى المستهدف لداعش كما فى سوريا والعراق.
عودة لمفكرنا الكبير مالك بن نبى الذى وضع الزمن ودقة التوقيت عنصراً نشطاً فى صنع الحضارة وتأسيس دعائمها، بأن نشير إلى توجب توظيف اللحظة والظرف الدولى الطارئ لدعم بلادنا فى مسيرتها نحو دولة عصرية حديثة، وتحقيق آخر استحقاقات خارطة المستقبل التى تعهدت بها "البرلمان"، بينما تحارب الإرهاب. ساعتها ستكون أنشودتنا للجنرال: الآن لست فى الميدان وحدك.



#محمد_السعدنى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- باريس: موهبة النور ومحنة الظلام
- هواة فى مواقع السلطة
- الكاتب المأزوم والأفكار -العميطة-
- روسيا تحت قصف البروباجندا الأمريكية
- فلا تكونوا شوكة فى خاصرة الوطن
- السيسى والسفر عبر الزمن
- الإتحاف والإنباء عن الحكومة والوزراء- السيسى فى اجتماع الجمع ...
- البرادعى يقود الهوسبتاليين الجدد وينعق من جديد
- نخبتنا العاجزة: الدولة لاتصنع السياسة
- التفكير: فريضتنا السياسية الغائبة
- لا أخلاقية السياسة الأمريكية
- إشكاليات الثقافة والإدراك فى العلاقات المصرية الأمريكية
- فى كامب ديفيد .. الشيطان يعظ ويصلح الساعات
- عن الحمقى والمغفلين
- إستهداف ملكة الحد الأوسط: مصر يصعب أن تكون تابعاً
- الأرض لما بترمى ف سنبلة بشاعر نبيل الأبنودى: عمر من النضال و ...
- الأزهر ومحاكم التفتيش
- الثورة ليست وجهة نظر
- المرايا والنوافذ بين الثقافة والسياسة
- ثوبها الأخضر رَفّت الشمس ثقوبه


المزيد.....




- في نطاق 7 بنايات وطريق محدد للمطار.. مصدر لـCNN: أمريكا ستقي ...
- المبعوث الأممي إلى ليبيا عبد الله باتيلي يستقيل ويعتبر أن -ل ...
- لجنة أممية تتهم إسرائيل بعرقلة تحقيقها في هجمات 7 أكتوبر
- فيديو: -اشتقتُ لك كثيرًا يا بابا-... عائلات فلسطينية غزة تبح ...
- برلين ـ إطلاق شبكة أوروبية جديدة لتوثيق معاداة السامية
- رئيسي: ردنا المقبل سيكون أقوى وأوسع
- نتنياهو: حرب غزة جزء من تهديد إيرن
- -حزب الله- يستهدف مقرات قيادة ومراقبة جوية للجيش الإسرائيلي ...
- الجيش الأردني يكثف طلعاته الجوية
- مناورات تركية أمريكية مشتركة


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السعدنى - من أنشودة مالك بن نبى إلى حملة أولاند : ياجنرال لست فى الميدان وحدك