أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل حنا الحاج - تركيا بين اسقاط الطائرة سوخوي لخرقها أجواءها أو حماية لجبهة النصرة والارهاب















المزيد.....

تركيا بين اسقاط الطائرة سوخوي لخرقها أجواءها أو حماية لجبهة النصرة والارهاب


ميشيل حنا الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 4995 - 2015 / 11 / 24 - 20:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قد يكون من المبكر التعليق على ما حدث اليوم في شمال سوريا، عندما قامت تركيا باسقاط طائرة روسية قاذفة ومقاتلة من طراز سوخوي 24، مدعية أنها قد خرقت أجواءها. فهي قد قامت بالتصدي لها واسقاطها، حماية وتأكيدا للسيادة التركية كما تقول أنقرة.

وفي المقابل، بادر الرئيس بوتين فورا لنفي خرق الطائرة الروسية للأجواء التركية، مؤكدا أنها قد أسقطت وهي داخل الأجواء السورية. وقد تأكد لاحقا، أن حطام الطائرة قد سقط داخل الأراضي السورية، كما أن جثة أحد الطيارين موجودة الآن لدى الجيش السوري الحر المتواجد داخل الأراضي السورية. بل وسرعان ما كشفت واشنطن بأن الطائرة كانت في منطقة الحدود السورية التركية، دون ان يشير بيانها الى تواجدها في الأجواء التركية. وأضاف بوتين في تعليقه على حادثة اسقاط الطائرة بأن تركيا تشتري النفط السوري من الدولة الاسلامية. وما لم يقله بوتين، انها تشتريه بسعر رخيص جدا، مما يعزز صناعتها التي تصبح أقل كلفة نتيجة شراء النفط بسعر زهيد.

ويبادر "ماتوزوروف"، المحلل السياسي الروسي المعروف باطلاعه على سير الأمور في روسيا الاتحادية، لدى ظهوره على قناة بي بي سي - عربي للتعليق على الحادثة، الى تفنيد الادعاء التركي متسائلا: كيف تصادف وجود مصور في الموقع، صور عملية اسقاط الطائرة (ان لم يكن الأمر مدبرا)، بل وعرضت القناة البريطانية صورا لما يبدو أنه هبوط أحد الطيارين بالمظلة، مما يعزز القول بوجود مصور في الموقع ينتظر عملية اسقاط الطائرة ليلتقط صورا لها، ما لم يكن الأمر مجرد صدفة، الا أنها صدفة غريبة جدا.

وقد يبدو لوهلة، أن تركيا كانت تحاول حماية سكان المنطقة الحدودية الجارية قصفها من قبل الطائرة الروسية، والمقيمين على الجانب السوري من الحدود، وذلك لكون أولئك السكان في معظمهم من التركمان أي من أصل تركي. وكانت تركيا قد حذرت رسميا من التعرض للتركمان المتواجدين في مناطق الحدود. ويقول "بركات قار" - وهو محلل سياسي تركي متواجد في أنقرة، أن قائد مجموعة تركمان سوريا، قد نفى تعرض شعبه لأي أذى من الروس أو من السوريين.

ويسارع "ماتوزوروف" الى نفي كون التركمان هم المستهدفون بعملية القصف تلك. فالمستهدف كان جبهة النصرة التي يتواجد لها في تلك المنطقة، عدة ألوية وكتائب من المسلحين المنتمين لتلك الجبهة، التي تعلن جهارة تأييدها، بل وانتماءها لتنظيم القاعدة الذي تقاتله الولايات المتحدة في أفغانستان منذ أربعة عشر عاما ، لكن دون جدوى.

والمعروف أن جبهة النصرة، هي العصب القوي والتكتل الأكبر ليما يسمى بجيش الفتح المكون من جبهة النصرة، وأحرار الشام، وعدة الوية ككتائب المصطفى مثلا التي تنتمي لحركة الاخوان المسلمين. وكان جيش الفتح، قد تمكن قبل عدة شهور من السيطرة على مدينة ادلب وجسر الشغور وكافة المناطق التي تشكل محافظة ادلب التي تحاول القوات السورية الآن طردهم منها. والأهم من ذلك، أن جيش الفتح بقيادة جبهة النصرة، قد تمكن عندئذ من السيطرة على تلك المحافظة (أي محافظة ادلب) نتيجة مساهمة مباشرة قدمتها تركيا لهم عندما شاركت المدفعية التركية بقصف مواقع الجيش السوري في المحافظة ، مما مكن جيش الفتح، وبالذات جبهة انصرة، من السيطرة على تلك المحافظة.

وكان سقوط تلك المحافظة في أيدي جبهة النصرة، ولاحقا سقوط مدينة تدمر في أيدي الدولة الاسلامية.. نتيجة للدعم التسليحي الذي قدم حديثا لهاتين الجبهتين، هما العاملان اللذين اضطرا الحكومة السورية لطلب العون العسكري من روسيا، والتي سارعت الى تلبية طلبها بتزويدها بالعديد من الطائرات الروسية المقاتلة الحديثة مع طياريها، والى انشاء قاعدة جديدة في اللاذقية، اضافة الى قاعدة بحرية أخرى خدماتية للسفن والبوارج الروسية تواجدت سابقا في طرطوس. فهذا التواجد الروسي الجديد، شكل نقطة انعطاف في مجريات الحرب الجارية على الأراضي السورية.

وقد جاء التواجد الروسي في سوريا، كتأكيد للرفض الروسي للاعتقاد الأميركي بأن منطقة الشرق الأوسط هي منطقة نفوذ أميركي، استنادا لكون الولايات المتحدة تعتقد، في اطار النظام العالمي الجديد الناتج عن تفكك الاتحاد السوفياتي، بأنها القطب الأوحد في العالم. فجاءت التطورات الأخيرة في هذه المنطقة، لتكشف روسيا عن عدم اعترافها بذاك الادعاء، لكونها .. كوريثة للاتحاد السوفياتي، هي القطب الآخر الذي له أيضا مصالحه في تلك المنطقة، وها هو الاتحاد الروسي يسعى جديا لحمايتها.

واذا كانت التطورات المتسارعة قد كشفت عن توجه روسيا لالتقاط قفاز التحدي معلنة رفضها للهيمنة الأميركية على هذه المنطقة، فانه قد كشف أيضا عن احتمال (وهو ما زال في مرحلة الاحتمال) كون تركيا قد تعمدت فعلا اسقاط الطائرة الروسية وهي داخل الأجواء السورية، ليس حماية لساكني المنطقة من التركمان، بل حماية لجبهة النصرة المتواجدة بكثافة في تلك المنطقة. وهذه الحماية التركية لجبهة النصرة التي قد تبدو مرجحة، ان هي الا استمرارا لما قدمته لها من دعم لوجستي ومدفعي قبل عدة شهور مكنها من السيطرة على محافظة سورية كاملة هي محافظة ادلب، ما كان بوسعها أن تنجح في تحقيق انتصارها ذاك بدون دعم واضح ومباشر من جهة ما، كانت تركيا على الأرجح.

فجبهة النصرة التي تقاتل على الساحة السورية منذ عدة سنوات، لم تكن قد نجحت بعد في السيطرة على أي من المدن السورية، اسوة بما فعلته الدولة الاسلامية - داعش، التي سيطرت منذ سنتين على محافظة الرقة، وفيما بعد على تدمر، سعيا منها للاتصال البري بجماعاتها في الجانب العراقي.

فالنصرة كان تواجدها على الدوام، مقتصر على التواجد في الأرياف السورية، وليس في المدن السورية التي عجزت عن السيطرة على أي منها، الى أن تمكنت اخيرا من ذلك بسيطرتها على محافظة ادلب الذي ما كان سيتحقق، عى ضوء فشلها السابق على مدى أربع سنوات، من تحقيق سيطرة كهذه بدون دعم مباشر، والمرجح أنه كان الدعم التركي المباشر، ودعم غير مباشر من الولايات المتحدة نتيجة توفيرها لجبهة النصرة المعلومات عن نقاط الضعف في مواقع الجيش السوري لمهاجمتها دون المواقع الأخرى، وهي المعلومات الاستخبارية التي توفرها الأقمار الصناعية الأميركية اضافة الى معلومات طائرات الأواكس.

فقد سعت الولايات المتحدة آنئذ لتقديم رشوة لجبهة النصرة بتمكينها أخيرا من السيطرة على مدينة سورية (أسوة بمنافستها اللدود الدولة الاسلامية)، بغية اقناعها بالتخلي عن تأييدها وانتمائها لتنظيم القاعدة. فالولايات المتحدة التي ساهمت في ايجاد الدولة الاسلامية، أو على الأقل غضت النظر عن نشأتها في بغداد تحت نظر وسمع قوات الاحتلال الأميركي المتواجدة في العراق، بغية ايجاد منافس لتنظيم القاعدة يسعى لتفكيك القاعدة عبر استبدال ولاء المنتمين لها من ولاء للقاعدة، الى ولاء للدولة الاسلامية داعش... وهو ما حصل فعلا بعدول ثلاثين تنظيما أو أكثر حتى الآن عن ولائهم للقاعدة، ومنح ذاك الولاء والانتماء للدولة الاسلامية، وقد كان من بينهم تنظيم بيت المقدس في سيناء، وتنظيم انصار الشريعة المتواجد في ليبيا وتونس واليمن، بل وتنظيم بوكو حرام المتواجد في نيجيريا، وأبو سياف في الفلبين، اضافة الى تنظيمات أخرى كان من بينها تنظيم القاعدة في الجزائر، مع بقاء تنظيم القاعدة في المغرب العربي، وتنظيم القاعدة في اليمن، وتنظيم جبهة النصرة في سوريا... على ولائهم لتنظيم القاعدة الأم في افغانستان.

فالدعم الأميركي اللوجستي والاستخباراتي لجبهة النصرة القاعدية الانتماء، قد أثار مرة أخرى الدهشة حول الموقف الأميركي الذي يميز بين قاعدة واخرى. فهي تقاتلهم في أفغانستان وتحاول قتالهم في اليمن، لكنها تبارك جهودهم في سوريا لكونهم يقاتلون الرئيس السوري بشار الأسد الذي لا تكن الولايات المتحدة الود له.

ومن هنا قد يبدو من المعقول، ان اسقاط الطائرة الروسية، لم يكن حماية للأجواء التركية والسيادة التركية، قدر ما كان حماية ودعما لجبهة النصرة التي كانت تلك الطائرة تقصف مواقعها. ونتيجة ذلك، بادر لافروف - وزير خارجبة روسيا، الى الغاء زيارة الى تركيا كان من المقرر الشروع بها غدا، بل ونصح المواطنين الروس بعدم السفر الى تركيا، لكونها باتت كمصر مركزا للارهاب والارهابيين الذين فجروا قبل شهر ونصف تجمعا في أنقرة أدى الى مقتل 120 ضحية.

ويجيء تطور اسقاط الطائرة الروسية التي تهاجم مواقع الارهاب، في وقت يلتقي فيه الرئيس الفرنسي أولاند بالرئيس الأميركي ليحثه على تشكيل تجمع دولي لمكافحة الارهاب، مع تخطيط للالتقاء بالرئيس بوتين بعد يومين، لمناقشة كيفية تطوير عملية مكافحة الارهاب الذي وجه ضربة قاسية لباريس قبل أسبوعين ، كما ضرب قبل يومين فندقا في مالي أدى لقتل عدد من الضحايا كان بينهم ستة مواطنين روس، وها هو قد وجه قبل لحظات فقط، ضربة أخرى لتونس، بتفجير حافلة لحرس رئاسة الجمهورية أودى ، كما تقول الأنباء الأولية، بعدد كبير من الضحايا، التحقوا بضحايا الطائرة الروسية التي فجرت فوق سيناء قبل شهر ونصف، وضحايا الضاحية الجنوبية في بيروت قبل ثلاثة أسابيع...والحبل على الجرار مع بقاء بعض الدول كتركيا والسعودية وقطر داعمة للارهاب والارهابيين.
ميشيل حنا الحاج
عضو في جمعية الدراسات الاستراتيجية الفلسطينية THINK TANK
عضو مستشار في المركز الأوروبي العربي لمكافحة الارهاب - برلين
عضو في مركز الحوار العربي الأميركي - واشنطن
كاتب في صفحات الحوار المتمدن - ص. مواضيع وأبحاث سياسية
عضو في رابطة الصداقة والأخوة اللبنانية المغربية
عضو في رابطة الكتاب الأردنيين - الصفحة الرسمية
عضو في مجموعة شام بوك
عضو في مجموعة مشاهير مصر
عضو في مجموعات أخرى عديدة.





#ميشيل_حنا_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يشارك بشار الأسد في الانتخابات الرئاسية القادمة، أم لا يش ...
- الموقف السوفياتي المتذبذب بصدد عاصفة الصحراء
- هل تؤثر تفجيرات باريس ايجابيا على مؤتمري فينا وقمة العشرين؟
- اختفاء السفيرة جلاسبي، والتخبط في تبرير أسباب اختفائها
- غموض في أقوال السفيرة -جلاسبي- لصدام، والتناقضات في تفسيرها ...
- هل كانت عاصفة الصحراء لتحرير الكويت أم لأسباب أخرى؟
- غموض وراء القرار الروسي بوقف رحلات طائراته المدنية الى مصر
- الأخطاء الاستراتيجية الأميركية والكوارث التي تسببت بها
- مدخل إلى مفهوم الاستراتيجية في نهاية مطافها 2 *
- مدخل إلى مفهوم الاستراتيجية في نهاية مطافها - 1 *
- هل تعطل الحرب بالوكالة على الأرض السورية، منجزات مؤتمر فيينا ...
- متى يبق نتانياهو البحصة التي في فمه ويعلن عن مطالبه الحقيقية ...
- هل تخلى صانع الحلم العربي عن الحلم العربي وتوجه نحو الحلم ال ...
- تحذير للمسافرين بالطائرة عبر الأجواء الاسرائيلية: استخدموا ا ...
- مفاجأة المشاركة الأردنية لروسيا في مكافحة الارهاب، قد لا تكو ...
- هل تمنع سلطات اسرائيل الطائرات ألأجنبية من استخدام مراحيضها ...
- نحو انتفاضة فلسطينية على الطراز الجزائري
- هل سقط مخطط اسرائيل باستخدام الربيع العربي لانهاء الحلم الفل ...
- هل أقام في البيت الأبيض يوما ما، رئيس كنيرون.. قيصر روما الذ ...
- جولة في البرجين، وتمثال الحرية، وسور البيت الأبيض، ثم جراند ...


المزيد.....




- البحرية الأمريكية تعلن قيمة تكاليف إحباط هجمات الحوثيين على ...
- الفلبين تُغلق الباب أمام المزيد من القواعد العسكرية الأمريك ...
- لأنهم لم يساعدوه كما ساعدوا إسرائيل.. زيلينسكي غاضب من حلفائ ...
- بالصور: كيف أدت الفيضانات في عُمان إلى مقتل 18 شخصا والتسبب ...
- بلينكن: التصعيد مع إيران ليس في مصلحة الولايات المتحدة أو إس ...
- استطلاع للرأي: 74% من الإسرائيليين يعارضون الهجوم على إيران ...
- -بعهد الأخ محمد بن سلمان المحترم-..الصدر يشيد بسياسات السعود ...
- هل يفجر التهديد الإسرائيلي بالرد على الهجوم الإيراني حربا شا ...
- انطلاق القمة العالمية لطاقة المستقبل
- الشرق الأوسط بعد الهجوم الإيراني: قواعد اشتباك جديدة


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل حنا الحاج - تركيا بين اسقاط الطائرة سوخوي لخرقها أجواءها أو حماية لجبهة النصرة والارهاب