أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف : ظاهرة البغاء والمتاجرة بالجنس - محمد البورقادي - الدعارة ..اختيار أم اضطرار














المزيد.....

الدعارة ..اختيار أم اضطرار


محمد البورقادي

الحوار المتمدن-العدد: 4995 - 2015 / 11 / 24 - 00:32
المحور: ملف : ظاهرة البغاء والمتاجرة بالجنس
    


هل يمكن القول أن الواقع الإجتماعي يدفع بعض الفتيات والنسوة للجوء لعوالم الدعارة والليل ؟ وهل يبرر الفقر الدخول إليه والإرتزاق منه ؟
إلى أي حد يمكن القول بأن المجتمع يسمح بتسليع الإنسان ! وهل يقبل إنسان عاقل على نفسه التسليع !
إن الفقر كداع رئيس لامتهان الدعارة لا يمكن إنكاره ولا يمكن إغفاله في ظل سعار الغلاء وارتفاع مستوى العيش العالمي الذي يفرضه تطور العالم المعاصر .
لكن هل تجوز الحاجة للعيش إسقاط الكرامة الإنسانية وتدنيس ماء الوجه ..أم أن الجسد لا ينتمي لصاحبه ولا يهمه أمره صلح أم فسد حتى يعيره للآخر ويبيعه مقابل المال ويضحي به من أجل سداد لقمة العيش ومد اليد للغير بالسؤال ..هل تبرر الغاية الوسيلة ..وهل تشرعن الحاجة التوغل في الدنس لسد مطلبها ..
إن المتأمل في دواعي الدخول لهذا العالم المشبوه يتلمس حقيقة أخرى قد لا تبررها الفاقة ..فبعض النسوة تجد من هذا العمل موردا لا ينضب ..وإيرادا لن تجد لتحصيله سبيلا إن آثرت عليه عملا آخر غيره ..فالعائد من بيع الجسد يعدل أضعاف أضعاف ما يُحصِّله امتهان أعمال أخرى خصوصا إن كانت العاملة صغيرة السن ممشوقة القوام حسناء المنظر.. فذلك رأسمال يجذب إليه كل من يدفع أكثر ..فالأجر يكون مضاعفا والمقابل هو الجسد حيث الريع هو محرك هكذا استثمار وليس ما يثمر إنتاجا كإعمال الفكر أو الطاقة في التحصيل والكسب ..وهذا رأسمال الكسلاء ..
لكن الثمن لذلك لا يستحق المخاطرة في كثير من الأحيان حيث ما إن تذبل زهرة الجسد وتلوح الترهلات حتى يشح المخزون وينقطع الإيراد بالتدريج إلى أن يصير المحصول صفرا في النهاية ..وليت الكسب انقطع فحسب بل يحين موعد دفع الضريبة التي تأتي آجلة في هكذا عمل ..الضريبة ليست نقذية الدفع كما يُعهد بها ..ولكنها من جنس الكسب ..من الجسد !!
حيث يصير هذا الأخير معقلا للأمراض ومزبلة لا يقدر إلا ذو حظ عظيم أن يخليها ويزكيها لتصير روضة كما كانت في بادئ الأمر..فالأمراض المنقولة من الجسد للجسد من أكثر الأمراض فتكا ومن أزمنها وأبقاها ..حيث تنخر الجسد رويدا رويدا.. كما تنخر الدودة ورقة الشجر.. إلا أن يحين الأجل ..
لكن غالب العاملات يحطن علما بتلك الضرائب ..ورغم ذلك لا يأبهن بذلك ولا يرون إلا الكسب الآني واللحظة الآنية حيث تعلن الشخصية ازدواجها ..في انفصام للجسد عن النفس وعن الضمير ..فالداخل إلى هناك يطرح جسده عنه كأنه غريب عنه وليس منه ..فيمقته تبعا لذلك كونه سبب ذلته ودنسه ..لكن يعود لمحاباته حين التزود بالزاد ليستجلب بذلك المراد في القادم من الأيام ..إنه الراحلة المنبوذة.. وتأشيرة المرور لعالم الظلام ..
وقد تجد من العائلات من تدفع البنات لذلك لجلب النفع ..(ولا تَكْرَهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إنْ أَرَدْنَ تَحَصُّن )..وتلومهن إن عادوا خاليي الوفاض ..فكيف بشاب يرضى بأن تعيله مومس وهو الخلف من بعد السلف ..!!
كما أن الأميّة داع لسلوك تلك الممارسة ..حيث لا تجد الفتاة رأسمال رمزي تعتمد عليه في طلب الرزق فتركن إلى السهل اليسير الذي لا يتكلف في إتقانه صحيح جسم ..
وقد تجد منهن من تهرب من البادية لعنف أخيها أو لقسوة أبيها ..لتجد نفسها في المدينة بلا حرفة تثقنها وبلا شهادة علمية تشفع لها عند من يشغلها ..فتسقط في البئر مستسلمة بعد أن يضنيها تعب الطلب ..والعنف والقسوة من الأسرة للنشء يولِّد حقارة للذات وإحساسا بالنقص إن لم يُدرَك في العاجل سبَّب احتقانا وُجِّه في منحى الظلام !
وقد تجد من فارقها زوجها أو انفصلت عنه لخلاف بينهما ..فتُترك مع أبناء صغار لا معيل لهم ..فتبيع من بعضها استرزاقًا وتكففًا ..
وقد تجد من البنات من لها صديقات من العالم الآخر ..قد أفلحن في تغريرها وجذبها لبراثن الدنس ..بعد غسيل دماغ يَبِين فيه المادي على الرمزي ..فتنقاذ مشدوهة قد أغراها الطمع وعدم النضج فإذا بها كالحشرة في خيوط العنكبوت ..
وقد تجد من أرادت الإنتقام من جسدها لسوء قد بدر منها في السابق ..لطيش حدث مع أحد الشباب.. قد غلبه السكر حتى وقع في المحظور .. فأورثها غدره ندامة وجدت طريقها في نكران الجسد الذي جلب العار..
والسير في تلك المتاهة اختيار وليس اضطرار كما تبرر ذلك أغلبهن ..إلا من أكرهن على ذلك من الأهل فهم في عداد المضطرات ..ولا يتدرع العامل بالفقر فيسلك ذلك المنحى ..فلقمة الحلال صائغة ولو كانت رغيف خبز فحسب ..والعمل الشريف بدخل يسير يحفظ ماء الوجه.. أفضل من العمل القدِر بدخل عال ورفضٍ من الذات وإقصاء من المجتمع ..فالفقر ليس بسبب تختفي وراءه ..بل طلب الغنى وعدم الرضى بالكفاف هو ما يجعل الغالب يتلهف لاستغلال لحمه والاكتساب منه ..
والقوانين وحدها لتثبيط هكذا عمل لا تكفي خصوصا في وطننا العربي حيث التحايل على القانون والتستر والتخفي وتسليم الرشاوى والفساد هو المستشري ..بل لَزم الوعي باحترام الذات والإستغناء عن مواطن الدنس بعفة الضمير ورجاحة العقل وعلو الهمة وعزة النفس ..
وللمجتع المدني دور في ذلك ..حيث ينبغي عليه توفير المأوى لمن هم في احتياج إليه ..والإعانة لمن لا يجدون لدواعي العيش الكريم سبيلا ..ولمن أودت بهم ظروفهم إلى ما صاروا إليه ..
ولا يقول أحد بأن دواعي المنكر أتت من الغرب ..وأن تحرير الجسد بات من حقوق الإنسان ومن دواعي التحرر ..وإلا ما فائدة العقل إن لم يحسن الإختيار ..



#محمد_البورقادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متناقضات العالم المعاصر ..
- داعش وجاهلية القرن الواحد والعشرين ..
- دور التربية في صناعة النشء
- لماذا فشلت المنظومة التعليمية بالمغرب ؟
- داعش لم تُخْلَق من فراغ ..والعنف يولِّد العنف ..
- حقيقة الحياة الدنيا والإستعداد للرحيل..
- نظرة في الحياة الدنيا..
- لا إكراه في الإسلام وإنما عليك البلاغ فقط ..
- الإسلام ينسخ غيره من الأديان السماوية وغيره من الأديان كفر . ...
- في المراد من الزواج..
- المشهد الإنتخابي زمن الإنتخابات..
- داعش والفكر التطرفي ..
- الإسلام.. الدين الحق
- نظرة في دواعي انتشار الجريمة :.مدينة فاس نموذجا
- مطالب الحريات الفردية..
- غشاء البكارة وتمثلات المجتمع ..
- إباحة الإجهاض وتسوية حضوض الميرات..
- الإشاعة ودَوْرُ دُور النشر..
- مسألة التثليث عند المسيحيين ..
- تأملات في عالم الحياة ...


المزيد.....




- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...
- انفجار ضخم يهز قاعدة عسكرية تستخدمها قوات الحشد الشعبي جنوبي ...
- هنية في تركيا لبحث تطورات الأوضاع في قطاع غزة مع أردوغان
- وسائل إعلام: الولايات المتحدة تنشر سرا صواريخ قادرة على تدمي ...
- عقوبات أمريكية على شركات صينية ومصنع بيلاروسي لدعم برنامج با ...
- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...


المزيد.....

- الروبوت في الانتاج الراسمالي وفي الانتاج الاشتراكي / حسقيل قوجمان
- ظاهرة البغاء بين الدينية والعلمانية / صالح الطائي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف : ظاهرة البغاء والمتاجرة بالجنس - محمد البورقادي - الدعارة ..اختيار أم اضطرار