أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سارة يوسف - سارة يوسف














المزيد.....

سارة يوسف


سارة يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4994 - 2015 / 11 / 23 - 22:12
المحور: الادب والفن
    


‏التفاصيل
قصة قصيرة سارة يوسف

كل شئ محسوب ومنطقي لدي لا وجود للمفاجآت او احاول ان لا اجد مدخل لأي طارئ في حياتي 0 دائما كنت من أوائل الطالبات التي تصل الى المدرسة 0 واكثرهم انصاتا للمعلمة0 احاول بذل جهد مضاعف في كل الأمور من اجل ان احصل على النتائج المرجوة في هذه الحياة الفوضوية المجنونة 0 اهتم بصغائر الأمور التي تنغص الحياة .....
ذهبت الى المطار قبل ساعتين بعد التأكد من وزن حقيبتي 0 في الطريق كنت أراجع ....هنا الجواز وتذكرة السفر...0 هنا نقودي كل شئ في مكانه 0 ضحك أخي الذي أوصلني المطار قائلا الحياة ابسط من ذلك بكثير بل ان عمر الانسان القصير جدا لا يستحق هذا العناء منك 0 ارجوك ان تخرجي من المنطق الذي مللنا منه نحن ايضا 0 انت انت لا احد يشبهك 0حينها تذكرت حبوب الصداع لكنني وجدتها في مكانها الطبيعي 0تعب حتى الشيطان الذي يسكن في التفاصيل من كثرة تدقيقك لها وضحك 0 وصلت المطار في وقت مبكر جدا كعادتي جلست انا وأخي وهو يواصل كلامه الساخر والساحر مني دون ازعاجي0 0 حينها كان المنظر أمامي دموع من امراة انيقة مع رجل يكبرها سنا 00تضموه بين ذراعها بقوة وتطلب منه الاتصال بها حال وصوله... تكلمه ودموعها تنهمر بحزن واضح 0 بصراحة انا رومانسية جدا 0 مثل هذا المشهد يروق لي 0 يسعدني كثيرا 0 أما الرجل الجزء الاخر من قصة الحب التي أمامي كان طبيعيا قويا يلبس وجه البوكر كما يقال لكنه وسيم الى حد كبير0 اسمر لديه ملامح وحضور واضح0 زوجته او حبيبته ودعته وهي تنظر الى اخر خيال له 0 ودعت أخي انا ايضا وذهبت الى حيث الركوب الى الطائرة.
جلست في الطائرة بانتظار من يجلس بقربي من المسافرين 0 دنا بقربي لفني بعطره من كل جانب 0 عبيره طوقني 0شكرت ربي على هذه النعمة 0 الرحلة ستكون أسهل 0 لا ادري من اين وصلت لي هذه الفكرة 0 توقف عقلي وأنا أتذكر دموع زوجته 0 اجتاحنا الصمت للحظة.00 سألني يبدو انك عراقية تقيمي في لندن هل كنت بزيارة للبنان 0 0اجبت نعم وأضفت سياحية والتقيت باخي الذي لم اره منذ سنوات 0أحزنني بكاء زوجتك ! لابد ان الفراق صعب عليها 0 استغرب قولي هذا بملامحه وأضاف : لم تكن زوجتي 0 بل هي صديقتي في لبنان ازورها بين الفينة والأخرى 0 عائلتي في لندن زوجتي واولادي0 انا في الطريق اليهم 0 هل اشتقت لبغداد؟ خرجت كلماتي دون تفكير نعم كثيرا 00 حبيبتي بغداد كيف هو لونك الان؟ لكنني كنت هناك كيف للضعف ان يجعل من امراة تعشق بهذا الشكل وهي مجرد رقم او جزء من حياة رجل 0 وربما مجرد ايام 0 وما هي المتعة في ذلك 0 تحب دون امل او منطق 0 كم اغضب عندما التقي الضعف عند النساء 0 اضاف ها انت عرفتي سري الان تستطعين ابتزازي 00 ثم ضحك 0اجبته بضحكة كلها لئم 0 لكنه اعطاني ابتسامة رائعة اضآءت كل وجودي حركت داخلي 0 اوجدتني بعد ان كنت غائبة حتى عن نفسي 0 وبدون شعور وجدت نفسي ارفع شعري بطريقة أنثوية لافتة 0 أضاف :انت جميلة بل اكثر ...انت جذابة 0 هل انت متزوجة؟
أجبت لا قال العيب منك ام من الرجال 0 ضحكت ...العيب من الجميع. قال لا اعتقد ولكن لا نظر عند الرجال 0 ابتسمت . ضايقتني المضيفة كثيرا عندما سألته انه يستطيع ان يغير مقعده الان تنفيذا لرغبة سابقة منه حيث يوجد ثلاث مقاعد فارغة امامنا حسبه النوم 0 لكنه رفض قائلا كيف لي الابتعاد0 معك ستكون الرحلة اسرع انا متأكد 0 أرضى غروري كثيرا 0 كنت غائبة في التفاصيل والحسابات التي احتلت حياتي 0 سماره وطوله 0 ملامحه رجولته نبله اراه واشعره به 0 صنع عالم جميل قادر لتحمل صعاب الحياة ودمويتها هذه الأيام 0 همت به 0حسدت صديقته الضعيفة 0 كيف لي اشمه ...احضنه 0 استطردت مالذي جرى ؟ 0 أخرجت القصة من حقيبة اليد 00 الجزء الوحيد الباقي معي من منطق عيشي السابق ..وفتحتها دون شعور 0 ودون رؤية الكلمات او الاحرف 00سمعت صوته الساحر وهو يردد بصوت عالي اسم الرواية0
لم استطع حتى من قراءة كلمة واحدة 0 0كرهت ضعفي ونفسي وتحاملت عليها كثيرا 0 قال انظري يبدو أننا سنلتقي كثيرا لأنني دائم الزيارة لمدينة برستول 00سألته من اين عرفت! كما انني اسكن مدينة باث والتي تبعد عشرين ميلا عن بريستول المطار الأقرب لها 0 ضحك كنت ورائك وانت تأخذين البوردنك كارت حيث طلبت ان تصل حقائبك مباشرة لها 0 لست وحدك فضولية واستطرد لدي اهل في باث اصلا0
تقع مدينة باث جنوب غرب إنكلترا سكنتها وحصلت على شغل فيها بعد تخرجي من جامعتها 0 أضاف لدي أصدقاء هناك وأنا دائم الزيارة لها 0 أتودين أخذ ارقام هواتفي وايميلي 0 أخذت الكارت منه ضاربةعرض الحائط كل لحظة او ثانية او قانون وضعته في حياتي السابقة 0 وضعت رقم هاتفي وعنواني في الفيس بوك على ورقة البورد خاصيته 0 أخذها برغبة واضحة وابتسم 0 تحدثنا كثيرا عن كل الأشياء عن صديقته اللبنانية وزوجته وأولاده 0 لم افهم كلمة واحدة من كلامه 0 لكنني فهمت قلبي كثيرا ولأول مرة 0 السحب التي حولي رسمت صورا جميلة لجنة ونار اعيش فيها بنفس الوقت 0 ضعف شديد وقوة قاهرة 0 كل العقل وكل الجنون 0 كل شئ جميل 0 لم يعد هناك زمن او منطق او متضادات 0 كلها جميلة وجدت نفسي متسامحة دون اعداء ليس لدي مااكرهه الجميع رائعون 0
من كل الرجال حولي كان هو وحده من اعطاني الحكمة من الجنون0 وشاهدت الحب من الداخل ينقيني من كل العقد التي تحتضن خلايا جسدي 0
ساعدني في إخراج حقيبتي اليدوية من المكان المخصص لها و ابتسامته العذبة لم تفارقه 0 تلك الابتسامة أظهرت ضعفي بل ربما قوتي في عدم استمراري في اللعبة 0 المراة القوية التي تحسب الأمور 0 الحياة نفسها ترفض المنطق 0
اليوم انا في مطار بريستول ابكي من كل داخلي لفراقه متوسلة ان يتصل بي وهو عائد الى لندن 0 عندها رن هاتفي الخلوي كان أخي يسألنيي عن حالي يريد ان يعرف عن وضعي يطلب ان اخبره التفاصيل التي كنت أتقن سردها أجبته بكلمة واحدة رائعة وكل شئ ممتاز دون ذكر اي شيئا اخر 0

سارة يوسف



#سارة_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سارة يوسف - سارة يوسف