أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - بكر أحمد - كيف أصبح العدنيون دواعش ؟














المزيد.....

كيف أصبح العدنيون دواعش ؟


بكر أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4994 - 2015 / 11 / 23 - 22:11
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


في لحظة ما، وفي مكان ما ، لا بد ان نتوقف ونبحث عن اقرب مرآة حتى تعكس صورتنا كما هي بدون رتوش او مساحيق تجميل، وهذا الأمر لا يقتصر على الأشخاص ، بل أيضا يجب ان يطال المدن، فهي وان كانت معيار جامد وأعني بذلك المدن، إلا أنها تضم في احشاؤها فسيفساء بشرية مع الزمن والتقادم تكون هذه الفسيفساء أكثر تجانسا وتفاهما مما تعطي في النهاية شكل ولون وثقافة شبه واحدة .
المدن لا تتحدث أو تتصرف إلا من خلال ساكنيها، وهم ومن خلالهم نستطيع أن نطلق على المدن صفاتها، ومدينة عدن ورغم تاريخها الذي طالما تغنى به ساكنيها إلا أنهم حاليا تعيش حالة عكسية تماما عن تاريخها، أنها وبأيادي ساكني عدن لوثوا تاريخها وكل جميل كان فيها .
الكل يعرف ما هي عدن ، انها مدينة التسامح والانفتاح والأعراق المختلفة والمتعددة والثقافات المتنوعة ، هي التي نرى بها المسجد والكنيسة والمعبد ونشاهد المؤمنين يدخلون دور عبادتهم دون أن يمسهم ضرر أو سوء ، كنا نرى ملامح المدنية في لهجة ساكنيها وفي طريقة تصرفهم وفي أساليب معيشتهم، كنا نرى كل ذلك ونقارنه بالوضع الحالي، فنشعر بكثير من المرارة والأسى، لأن سكان العاصمة هم في النهاية من يمنحون باقي المدن ثقافتهم.
هل باتت عدن مدينة تشبه قندهار، ام هل هي مهيئة لتكون كذلك، ثم كيف غاب كل ذلك الأرث المدني عن المدينة في لمح البصر حتى باتت تستوعب الفكر المتطرف وترحب بها وتتعايش معه وكأنها مدينة قادمة من القرون الوسطى ، لو كان الأمر هكذا لربما بررنا هذه الأمور بحالة التصحر الثقافي والهيمنة المذهبية القادمة من الشمال والتي سعت بكل ما تملك من أدوات الدولة على مسخ هوية أهالي عدن وتجريدهم من ماضيهم وإلباسهم لبوس مختلف عن ماضيهم، لكن الأمر المخيف هنا هو انه حتى مثقفيها وكتابها ومن عاصر الزمن الأكثر تمدنا لا يحركون ساكنا ولا ينتفضون لأجل مدينتهم، وهؤلاء جرمهم أكبر حيث أنهم الأكثر مقدرة على قياس هذا التدني والأكثر شعورا به من سواهم ، انهم وبتقاضيهم عن هذه المصيبة كمن يساهم بها وبتأسيسها.
المتتبع لمقالات الكتاب في الجنوب عامة ومن عدن خاصة ، سيلاحظ أنهم يكتبون في كل مكان وعن كل شيء إلا عن الفيل القابع في الغرفة والذي يحمل معه التطرف والموت والتخلف، ان من لا يرى جماعات التطرف الديني المذهبي وهي تصول وتجول في عدن ، انما به عمى او غشاوة ذهنية مريضة، ,ان تجاهلهم لتلك الظاهرة تعد خيانة في حق الضمير الإنساني أولا ، وفي حق أهالي عدن ثانيا ، ان السكوت عن هذا الشر إنما هي مشاركة بائسة نحو ترسيخ ثقافة الجهل والموت والعبث .

عندما يقتحم أشخاصا بعدد الأصابع لأحد الكليات التعليمية ويدخلون عنوة قاعاتها ويقوموا بطرد الطلاب وتهديد من عليها بأن ما يحدث هنا اختلاط او عندما يقدمون على إغلاق كليات ومنع الطلاب من الدراسة لأن عميدة الكلية قامت بتمزيق شعاراتهم العنصرية والإرهابية دون ان يترك هذان العملان أثر نفسي بليغ على أهالي عدن ودون يحرك كتابها ساكنا وان يمر مرور الكرام ، فهذا يعني أن الأزمة قد بلغت ذروتها وان حالة التبلد في الذهنية العدنية أصبحت حالة طبيعية ومعتادة ، بل تعدوا هذه المرحلة إلى حالة من التبرير والتقليل من خطر تلك الجماعات ومحاولة دمجها بالمجتمع من خلال نفي وجودها .
هل أهل عدن بهذه الصورة ،هل هم جاهلون اميون مجوفون فكريا وعقليا حتى تختطفهم قوى الرجعية اما هم متطرفون مذهبيا يساقون كالقطيع خلف شعارات دينية ، هل أصبحت عدن بيئة حاضنة لتلك الجماعات تحتويهم وتتعايش معهم وتقوم بحمايتهم، وأخيرا من سينتفض لأجل هذه المدينة التي نراها تغرق امام أعينهم وجميع من فيها ادار ظهره لها .



#بكر_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اما ( الإمارات ) وإما ( الإصلاح وداعش )
- الشعب وبحاح
- هل تجتمع دولة مثل الامارات مع تنظيم ارهابي في مكان واحد ؟
- داعش داخل جامعة عدن
- علمانيون من اجل الجنوب العربي
- حل الأحزاب في الجنوب العربي خطوة لها ولا عليها
- ما حدث في العراق هل سيتكرر في الجنوب العربي
- لماذا العلمانية ضرورية للجنوب العربي
- علمانية الجنوب العربي خط أحمر
- لماذا خانت قبائل حضرموت
- ما بعد العاصفة يكون الجنوب او لا يكون
- مالا يفهمه بعض الجنوبيون
- عاصفة الحزم، هي طوق النجاة الأخير
- حتى الموت نرفضه ......فقط سننتصر
- يا هادي تحدث حتى اراك
- قضية الجنوب العربي ...قضية يرثى لحالها
- رحلة في عقل عبد الملك الحوثي
- هكذ فشل الحراك السلمي الجنوبي وهكذا سيبقى فاشلا
- الأرهابي علي عبدالله صالح
- حاجات مبتذلة


المزيد.....




- صحفي إيراني يتحدث لـCNN عن كيفية تغطية وسائل الإعلام الإيران ...
- إصابة ياباني في هجوم انتحاري جنوب باكستان
- كييف تعلن إسقاط قاذفة استراتيجية روسية بعيدة المدى وموسكو ت ...
- دعوات لوقف التصعيد عقب انفجارات في إيران نُسبت لإسرائيل
- أنقرة تحذر من -صراع دائم- بدأ باستهداف القنصلية الإيرانية في ...
- لافروف: أبلغنا إسرائيل عبر القنوات الدبلوماسية بعدم رغبة إير ...
- -الرجل يهلوس-.. وزراء إسرائيليون ينتقدون تصريحات بن غفير بشأ ...
- سوريا تدين الفيتو الأمريكي بشأن فلسطين: وصمة عار أخرى
- خبير ألماني: زيلينسكي دمر أوكرانيا وقضى على جيل كامل من الرج ...
- زلزال يضرب غرب تركيا


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - بكر أحمد - كيف أصبح العدنيون دواعش ؟