أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - كمال يلدو - مع الرباع العراقي زهير إيليا منصور، الحائز على لقب أقوى رجل في العالم ثلاث مرات















المزيد.....

مع الرباع العراقي زهير إيليا منصور، الحائز على لقب أقوى رجل في العالم ثلاث مرات


كمال يلدو

الحوار المتمدن-العدد: 4994 - 2015 / 11 / 23 - 07:26
المحور: مقابلات و حوارات
    



تزخر جاليتنا العراقية في ديترويت و (الكلدانية) خاصة بشخصيات برعت في التميز بعطائها للوطن الام وللوطن الجديد أمريكا، وكانت على مدار السنين عنواناً مهماً في العمل والابتكار، لابل انهم اضحوا سفراء امناء للعراق. فعلى الرغم من مرور حوالي (55) عاما منذ ان غادر العراق، الا ان اسم هذا الوطن لا يغيب عنه ابداً، وهو يسعى بكل ما اوتي من طاقة وابداع ان يكون نموذجا طيبا امام ابناء الجالية والمجتمع الجديد، وحتى لمن هم سائرون في طريق الحياة هنا، فتجربته هذه جديرة بالتوقف امامها والتعلم منها ، لابل في الانطلاق نحو تجارب جديدة ترتقي بالانسان وبحياته وثقافته ورفعته.
***
النشأة
ولد الرباع زهير إيليا منصور عام 1940 في العاصمة بغداد، وتحديدا في منطقة (القاطرخانة ـ والواقعة في شارع الوثبة بين شارع الجمهورية وسوق الصدرية). درس الابتدائية في (مدرسة الطاهرة) في منطقة سوق الغزل وعكَد النصارى، ثم المتوسطة وجزءاً من الاعدادية في (ثانوية المشرق الاهلية) في منطقة الكرادة. غادر العراق عام 1961 قاصداً الولايات المتحدة وتحديدا مدينة ديترويت لغرض الدراسة، وبعد اكماله للدراسة الثانوية، انتسب الى (معهد التكنلوجيا للهندسة الصناعية) وتخرج منه عام 1965. عمل في شركة العدد الصناعية بمدينة ديترويت حتى العام 1971، حيث توجه بعدها للأعمال الحرة التي مارسها شراكة مع شقيقه الأكبر (مانوئيل) بنجاح كبير حتى العام 2009، حيث أحال نفسه للتقاعد. متزوج من السيدة (كيرن منصور) ولهما بنت واحدة (هايدي) .

البداية
مثله مثل الكثير من ابناء جيله، كان يمارس في طفولته العاب كرة القدم والكرة الطائرة والركض والقفز وألعاب الساحة والميدان في المحلة والمدرسة، فقد كان مغرماً بالرياضة كما يقول، ولم تكن لتدور في خلده لعبة الاثقال او كمال الاجسام ، حتى وقعت الصدفة مرة وكما يرويها شقيقه الاكبر السيد (مانوئيل إيليا منصور) إذ يقول: كنتُ امارس رياضة كرة السلة والكرة الطائرة والقفز بالزانة عندما كنت تلميذا في (الثانوية الشرقية) بمنطقة الكرادة ـ ارخيتة، فنصحني بطل العراق في القفز بالزانة آنذاك (خالد توماس) بأن اقوم برفع الاثقال لتقوية عضلاتي، فقمتُ على أثرها بشراء بعض الاثقال و (الدمبلصات) لغرض التمرن في البيت، فشاهدها أخي زهير وكان يبلغ من العمر آنذاك (15 عاماً)، فأعجب بها منذ اليوم الاول ، فدفعتهُ ل (الحديد) أكثر بعدما أيقنت بأنه قادر عليها. وصادف ان تُقام بطولة بغداد للناشئين عام 1956 في (نادي النهضة بالأعظمية) فأشترك بها أخي زهير، وحاز على المركز الاول في رفع الاثقال (وزن الديك ـ 56 كغم) والثاني في كمال الاجسام، وأذكر ان تلفزيون بغداد كان ينقلها على الهواء، إذ كان قد دخل حياتنا للتو آنذاك.

تعود تلك الايام مسرعة الى ذاكرة الرباع "زهير ايليا منصور" ويقول: كنت اقوم بتدريب نفسي بنفسي، ومن حسن حظي ان يكون جسمي بهذه اللياقة والقوة، لكني انتميت في عام 1958 الى (نادي الشباب) والكائن في شارع الشيخ عمر، وكانت الالعاب الموجودة فيه هي كرة السلة والسباحة ولعبة كمال الاجسام، وأقترحتُ عليهم اضافة لعبة (رفع الاثقال) بعدما تعهدتُ لهم بأن أجلب العديد من الشباب الهاوي من الاندية الاخرى، وفعلا هذا ما تم، ثم اوعز مدير النادي (الاستاذ فاروق فؤاد) ببناء قاعة لرفع الاثقال وتجهيزها بما تحتاج ، وقد قمنا بزيارة السفارة السوفيتية في بغداد آنذاك وقدمنا طلبية لشراء الأثقال التي نحتاجها للتدريب.
شاركتُ في بطولة العراق للناشئين في نادي الاعظمية عام 1958 ونلت المركز الاول .
وفي العام التالي، 1959شاركت في التصفيات التي اقيمت في نادي الهواة في الاعظمية ، بغية تسمية الفريق الاولمبي لدورة (روما) وقد حزتُ على المركز الاول في وزن الديك، وقد رفعت وزنا فاق الرقم المطلوب ب 5 كغم.

علاقتي بالدورات الاولمبية
يقول الاستاذ الرباع "زهير إيليا": يزيدني شرفاً أن اكون (ربما) العراقي الوحيد الذي اشترك ب (3) دورات اولمبية في مسيرة حياته الرياضية، وهذا "التشريف" اعتز به ايما اعتزاز وأنا اساهم برفع علم العراق شامخا في القرية الاولمبية وفي استعراض الافتتاح او في توزيع الاوسمة، نعم انه تأريخ لا ينسى ومهمة تشعرني دائما بالغبطة والسرور. أما حكاية المساهمات فكانت:
ـ عام 1960، دورة الالعاب الاولمبية في روما: وقد جرى اختياري للفريق الاولمبي بعدما فزت بالمركز الاول لوزن الديك بالتصفيات التي جرت في نادي الهواة بالاعظمية. وقد حزتُ في الدورة على الرقم (14) من أصل (40) رباعاً اشتركوا في هذا الوزن، وفي هذه الدورة ، أدخل الرباع العراقي وإبن البصرة "عبد الواحد عزيز" اسم العراق الى سجلات الميداليات حينما أحرز الميدالية البرونزية في رفع الاثقال للوزن الخفيف.
ـ عام 1964، دورة الالعاب الاولمبية في طوكيو: في هذا العام كنت اعيش في الولايات المتحدة، وكنت ازاول لعبة رفع الاثقال في المسابقات المحلية والوطنية، وكان المسؤولين في العراق يتابعون سيرتي الرياضية هذه، فوجه لي (اتحاد رفع الاثقال العراقي) طلباً للمشاركة في الدورة الاولمبية، وكان هذا شرفا كبيراً، فوافقت وأشتركت ضمن الوفد العراقي وقد كان تسلسلي (12) في وزن الريشة من اصل المتسابقين ، لكني احرزت المركز الخامس في (رفعة النتر) لوزني.
ـ عام 1968، دورة الالعاب الاولمبية في المكسيك: وهذه الدورة مثل سابقتها، فقد وجه لي (اتحاد رفع الاثقال العراقي) كتاباً للمشاركة ، وقد وافقت في تمثيل العراق ضمن وفد البلاد، إلا ان امراً غريباً ومعقداً حدث بالتزامن مع افتتاح هذه الاولمبياد. فقد سافرنا للمكسيك أنا وزميلي المصارع (اسماعيل القرغولي) الذي كان يدرس في جامعة (ايسترن مشيكان) للالتحاق بالوفد العراقي، وعندما وصلنا القرية الاولمبية قالو لنا: إن الوفد العراقي انسحب من الدورة! وكان وقع هذا الخبر علينا مثل الصاعقة والحدث المدوي في تبخر حلم المشاركة في الاولمبياد، وبعد أن قدمتُ لهم الهوية والاوراق اللازمة ، قالوا : (إن هذه المستمسكات لا قيمة لها امام انسحاب الوفد) ، فطلبتُ مقابلة رئيس اللجنة الاولمبية، وقد وافق على الاستماع لنا (انا وزميلي المصارع) ، ومن حسن حظي أن ينظم لهذه المقابلة (رئيس اتحاد رفع الاثقال العالمي ـ كليرنس جونسون) والذي يسكن مدينة ديترويت ، وهو يعرفني حق المعرفة، فساعد في تقريب وجهات النظر ومن ثم جرت الموافقة على (مشاركة العراق!) هذه رغم انسحاب الوفد الرسمي. وبسبب الانسحاب، فلم يكن هناك مكانا مخصصاً لمبيتنا، فقد (حُشرنا ) في سكن مع الاداريين اثناء مكوثنا في القرية الاولمبية. وقد لعبت الصدف مرة اخرى، حيث تعرفتُ على شخص عراقي اسمه (جورج تاجريان) وعرّف نفسه بأنه متسابق في الدراجات وكان واقفا خلف السياج ، فذهبت للمسؤولين وقلت لهم : (عندنا عضو آخر سيلتحق بالوفد) فصرنا ثلاثة، وبعدها بوقت قصير ، حضر للقرية شخصية عراقية اخرى جاء لمشاهدة مشاركة الفريق العراقي (الاستاذ محمد السبع، كان يدرس الدكتوراه في الرياضة بجامعة "مورهيد ـ كنتاكي"، وكان بطلاً سابقاً للعراق بألعاب الساحة والميدان)، فحدثناه عن قصة الانسحاب ورغبتنا في المشاركة، فوافق على الانضمام لنا بصفة (اداري)،فأصبح عدد افراد البعثة أربعة . وعشية الافتتاح كان علينا أن نتدبر أمرنا في قضية العلم اثناء استعراض الدول، فذهبت الى الاستاذ "اوانيس ياسيان" وهو مدرب اعرفه من العراق، ومشارك بصفة حكم برفع الاثقال في الاولمبياد، وشكوت له عدم امتلاكنا علم العراق، فما كان منه إلا ان يذهب وينتزع العلم من بين الاعلام المرفوعة في الاولمبياد، وبعد ان صار عندنا علم، رفعناه عاليا في يوم الافتتاح، حيث قام جورج تاجريان برفع العلم، وسرتُ انا خلفه ثم زميلي اسماعيل القرغولي وخلفنا الاستاذ محمد السبع بصفة اداري . وبعيدا عن بعض التفسيرات لدى بعض الاخوة، فاننا شاركنا في الدورة كرياضيين، ولم نكن نرغب بمزج المواقف السياسية او اسقاطها في المحافل الرياضية الدولية التي تبحث عن المودة والصداقة بين الشعوب من مختلف القارات. اما رياضياً، فقد تمكنتُ من الحصول على التسلسل (11) في الوزن الخفيف (67،5 كغم) والتسلسل الخامس في رفعة النتر. وفي هذه الدورة يزيدني شرفاً ان اقوم بتحطيم رقمان اولمبيان كانا مسجلان سابقاً بإسم رباعنا الرائع الاستاذ (عبد الواحد عزيز) وهما:
• في رفعة النتر سجلتُ (155 كغم) فيما كان الرقم باسم الرباع عبد الواحد (152 كغم).
• * في المجموع كان عندي (187،5 كغم) فيما الرباع عبد الواحد (185 كغم) .

سجل رياضي مشرّف
منذ أن وصلتُ الى ديترويت عام 1961 لغرض اكمال دراستي، كان عليّ أن اتدبر معيشتي ايضا ، فتوفرت لي فرصة للعمل في (سوبرماركيت) لاحد المعارف، اما في المساء فقد التحقت بنادي خاص وكان اسمه (آسترو) وكنّا نتمرن أنا وعشرة رباعين في (القبو ـ البيسمنت) ، وقد تمكنت من:
• عام 1962 الحصول على المركز الثاني في بطولة أمريكا للوزن الخفيف
• 1964 الحصول على المركز الثالث في بطولة أمريكا لوزن الريشة
• 1966 الحصول على المركز الثاني في بطولة امريكا للوزن الخفيف
• 1967 الحصول على المركز الثاني في بطولة امريكا للوزن الخفيف
• 1968الحصول على المركز الاول في بطولة أمريكا للوزن الخفيف
• 1969 الحصول على المركز الأول في بطولة أمريكا للوزن الخفيف ورافقها كسر الرقم الأمريكي في رفعة النتر، وفي المجموع (391 كغم)، وتحقيق الرقم القياسي في رفعة الضغط (143،2 كغم) والذي كان عمره 25 عاماً
• 1970 الحصول على المركز الثاني في بطولة أمريكا للوزن المتوسط

وبعد أن تفرغتُ للعمل والاسرة بعض الشئ، توقفت عن رفع الاثقال وأكتفيتُ بالتدريبات البيتية للمحافظة على اللياقة البدنية والقوة، لكن روح الاصرار وحب المسابقة عادت من جديد لتغريني بالنزول الى حلبة الاثقال ، فعدت للمشاركة هذه المرة في السباقات المخصصة للفئة العمرية (فوق الاربعين) وكانت النتائج:
• 1980 بطولة أمريكا للفئة العمرية فوق الاربعين والحصول على المركز الأول. ويشرفني القول باني تمكنت من تسجيل (36) رقما قياسيا أمريكيا وعالميا في لعبة رفع الاثقال لهذه الفئة في الاوزان (المتوسط، المتوسط الثقيل والخفيف الثقيل) وفي كل الرفعات (الخطف، النتر و المجموع) ومن تحطيم كل الارقام السابقة.
• 1981 المشاركة في بطولة الامريكيتين (الشمالية والجنوبية) لرفع الاثقال لما فوق الاربعين في دولة المكسيك ، العاصمة مكسيكو والحصول على المركز الثالث رغم الاصابة ب (جرح في العكس) منذ المحاولة الاولى.
• 1988 المشاركة في بطولة العالم لرفع الاثقال لما فوق الاربعين في ولاية فلوريدا الامريكية ـ مدينة اورلاندو والحصول على المركز الأول والتتويج بلقب (أقوى رجل في العالم) من كل الاوزان
• Grand Master of the world

• 1990 المشاركة في بطولة العالم لرفع الاثقال للفئة العمرية فوق الاربعين في (النمسا) والحصول على المركز الأول والتتويج بلقب (أقوى رجل في العالم) من كل الاوزان
• Grand Master of the world
• 1991 المشاركة في بطولة العالم لرفع الاثقال للفئة العمرية فوق الاربعين في (المانيا)، والحصول على المركز الأول والتتويج بلقب (أقوى رجل في العالم) من كل الاوزان، ورافقها كسر ثلاثة ارقام عالمية في الوزن الخفيف، وفي رفعة النتر.
. Grand Master of the world
ومن الضروري شرح الفكرة من وراء لقب (اقوى رجل في العالم) وهذه تأتي من حساب العمر، والوزن وكتلة الجسم بالمقارنه بحجم الاثقال التي رفعتها بالمفرد وبالمجموع، وكنت مؤهلاً للتتويج بهذا اللقب .
وعندما سألت الرباع (زهير ايليا) عن سرّ اهتمامه برفع الاثقال والدافع الاول لهذه الهواية اصلاً قال: لا اخفيك سراً لو قلت بإني مدين بالكثير من التشجيع الى أخي الأكبر (مانوئيل) فهو الذي كان يشجعني ويدفعني ويغمرني بمحبته وهو الاول، اما الثاني فكانت مناسبة مشاهدة الفريق الاولمبي الامريكي لرفع الاثقال الذي زار العراق عام 1955 عقب بطولة العالم وأقام عرضاً لرفع الاثقال في ساحة الكشافة، فأصطحبني أخي (مانؤيل) وشاهدنا العرض الذي ابهرني ، علما ان مدرب الفريق (بوب هوفمان) هو من أشرف عليه لحوالي 40 عاما، ومن حسن الصدف أن اتعرف يومها على بطل العالم الامريكي برفع الاثقال للوزن الثقيل (نوربرت شمانسكي) الحائز على اربعة ميداليات اولمبية وصاحب 26 رقم قياسي عالمي، اما العامل الثالث فكان الرباع العراقي الرائع والاصيل (عبد الواحد عزيز) الذي اعطاني تمارينا كثيرة في القوة، وكان يأتي الى (نادي الشباب) ويتدرب معنا كلما جاء الى بغداد، وكنت معجباً به وبانسانيته وثقافته ووطنيته الرائعة، ورابعاً لابد لي من الاشارة الى الاساتذة (اوانيس ياسيان) و (رسول حبيب) اللذان أشرفا عليّ وقدما النصائح الثمينة في اول مشواري برفع الاثقال قبل مغادرتي العراق، والعامل الآخر الذي لازمني طوال عمري هو تشجيع والدي ، هذا الانسان المغامر والمحب لكل ما هو مثير وجديد، اما والدتي (ماري باتا شعيا) فلم تكن من المشجعات، وكانت دائماً تقول : (اخشى عليه من أن تقع الاثقال وتكسر يده او رجله)، اما العروض التي كانت تُبث بالتلفزيون فأنها كانت ترفض مشاهدتها وتطلب غلق التلفاز، لانها لا تقوى على مشاهدة ابنها بهذه الحالة، وربما هذا هو شعور اية ام تخاف وتخشى على ابنائها. وبالعودة الى والدي، فبالحقيقة انه عاش في شبابه مغامرا، فقد غادر العراق وهو شابا يافعا، وقصد بيروت حيث عمل في موانئها، ثم أخذته تلك الموانئ الى (المكسيك) حيث وصلها هو والعديد من الشباب (الكلداني) في اوائل العشرينات بحثا عن فرص في (العالم الجديد) ، ويبدو ان مجموعة من اصدقائه قصدت ولاية تكساس الامريكية بواسطة القطار لغرض الدخول الى الولايات المتحدة والالتحاق بأقربائهم في ديترويت، فسألهم الضابط إن كان لهم اقرباء يتكفلونهم فأجابوا بالايجاب، لكن والدي لم يكن يعرف احداً في هذه البلاد ولم تكن عنده الفيزا او الاوراق الثبوتية ، فأرسله الضابط الى (جزيرة آليس في نيويورك ليمكث فيها موقوفا حوالي ثلاثة أشهر عام 1924) قبل أن يُسفّر الى فرنسا ومنها الى لبنان ومن ثم للعراق. تزوج بعدها وعمل واشرف على تربيتنا، ثم قمنا بسحبه للمعيشة معنا في ديترويت عام 1969، وسعيد بالقول انه عاش معززا مكرما وذات الشئ مع امي، لكل هؤلاء أقول: مزيدا من الصحة والعافية لمن هم على قيد الحياة، والرحمة على ارواحهم الطاهرة والذكر الطيب لكل من غادرنا بسلام.
وعندما سألته عن طريقة قضاء اوقاته، وما إذ كان مازال مستمرا على رفع الاثقال قال: بالحقيقة، إن علاقتي بالاثقال اصبحت مثل علاقة السمكة بالماء، فأنا لا استطيع الحياة من دونها، ولعل هذا (العقد) الذي تحول الى الفة مدى الحياة، بدءاً منذ ايام شبابي الاولى ولليوم، ولم افارقه رغم كل التبدلات التي تطرأ على ظروف الانسان الحياتية، من نجاحات او اخفاقات، فقد كنت ملازماً له. لقد مارست رفع الاثقال (كهاوي) طوال عمري، ولم احترفها او اتقاضى مبلغا بالمقابل، ولعلي هنا أقول، بأن اسعد لحظات حياتي كانت عندما يشيرون اليّ بالقول: العراقي! وهذا أكبر وسام ارفعه ويرفعني عاليا بين الغيوم والنجوم، نعم ، شعور ما بعده من شعور، وفاءا لوطننا الغالي ولناسه الذين تعلقت بهم وأحببتهم رغم تبدل اوضاعنا والسنين والغربة، لكن العراق حاضر في كل رفعة اثقال ارفعها عاليا وأشعر بها بأني ارفع اسم بلادي عاليا شامخا ! لقد كنت اتمرن في الليل يوميا، بعد المدرسة والعمل، وتمكنت من تنظيم وقتي وأن اكون انا المدرب ورافع الاثقال والمرشد والمشرف على التغذية وكل ما يتعلق الامر بهذه الهواية، ومازلت لليوم احتفظ بغرفة امارس فيها اللعبة يوميا بلا كلل ولا ملل، ولعلي هنا اقدم لأحبتي الذين ولجوا طريق (رفع الاثقال) و (كمال الاجسام) ان لا ييأسوا من التمرين، وأن يمارسوه يوميا بروح حلوة وبأمل كبير، وأن يعتنوا بصحتهم كثيرا ، وبخاصة في التغذية المناسبة لجسمهم، وأن لا ينسـوا الثقافة والمعرفة المدرسية والاخلاق الحلوة والحميدة، هذه هي مقومات اللاعب الناجح والذي يستحق حقا ان يرفع اسم العراق عاليا، لهم ابعث بمحبتي وسلامي وامنياتي بالتفوق والنجاح في صالات المنافسة المحلية والعالمية. كما اني اتابع الاخبار الرياضية عبر المجلات وبرامج التلفزيون.
اما عن العراق والاوضاع الحالية فيتحدث الرباع الدولي (زهير إيليا منصور) قائلاً: يحزنني كثيرا أن ارى شبابنا الرياضي وهم محرومين من الاندية اللائقة بهم ، والرعاية التي هم بأمس الحاجة لها، والقاعات الرياضية والملاعب والارضيات الملائمة لمختلف الالعاب. لقد وصل العلم المتداخل مع الرياضة والانسان والبنى التحتية الى مديات عالية جدا، والاحرى بالمسؤولين ان يستفيدوا ويفيدوا الوطن بذلك. اما للناس واصدقائي فأقول : (شحجي وشأدبر وأكَول، غيري يكَوم يدكَلي طبول، ومن احجي يسكتوني، شحجي شحجي بها الوضع!). اتمنى ان يحل الامن والامان على اهلي وناسي في العراق الحبيب، وأن يعود السلام للوطن، وان يجد التقدم والتطور طريقه لهذه البلاد التي يستحق شعبها كل الخير.


كمال يلدو
تشرين الثاني 2015



#كمال_يلدو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن فلم - بيشمركَة مرة اخرى- مع النصير وردا بيلاتي (ملازم أبو ...
- سلاماً للقائد الأنصاري نجيب حنا عتو ( حمه سعيد أبو جنان)
- وفاءاً للشهيد النصير فرانسو ميّا (أبو حسن)
- الطبيبة العراقية مونا حنا عتيشا، تنقذ حياة آلاف الأطفال في ...
- وفاءاً للشهيد حكمت كيكا صادق تومي
- القائد الأنصاري دنخا شمعون البازي (أبو باز)، بعد التحية
- رعاية التلاميذ النازحين في برنامج TEACH
- وفاءاً للشهيد النصير رافد اسحق حنونا (حكمت)
- الناشط والأكاديمي سعد سلوم يرى (نصف الكأس المملوء) في محاضرت ...
- ليلة الأحتفال بذكرى الموسيقار -صالح الكويتي- في ديترويت
- وفاءاً للشهيد سالم أيوب حنا رمّو(هيتو)
- وفاءاً للشهيد النصير لازار ميخو (أبو نصير)
- لقاء مع الناشطة المدنية من مدينة تورنتو إيمان بكتاش وحملات د ...
- وفاءاً للراحل يوسف بولص شعيا، شهيد -السلم في كردستان- بساحة ...
- رحلة دعم العيادات الطبية للنازحين والمهجرين مع د. نزيه بجوري
- وفاءاً للشهيد يوسف جرجيس توما كَريش
- وفاءاً للشهيد النصير عباس مهدي محمد شكر (أبو رغد)
- العمل وسط النازحين مع الناشطة -ماجدة الجبوري-
- وفاءاً للشهيد بطرس هرمز جركو
- وفاءاً لذكرى الشهيد جلال يونان جبو عم مرقس


المزيد.....




- البحرية الأمريكية تعلن قيمة تكاليف إحباط هجمات الحوثيين على ...
- الفلبين تُغلق الباب أمام المزيد من القواعد العسكرية الأمريك ...
- لأنهم لم يساعدوه كما ساعدوا إسرائيل.. زيلينسكي غاضب من حلفائ ...
- بالصور: كيف أدت الفيضانات في عُمان إلى مقتل 18 شخصا والتسبب ...
- بلينكن: التصعيد مع إيران ليس في مصلحة الولايات المتحدة أو إس ...
- استطلاع للرأي: 74% من الإسرائيليين يعارضون الهجوم على إيران ...
- -بعهد الأخ محمد بن سلمان المحترم-..الصدر يشيد بسياسات السعود ...
- هل يفجر التهديد الإسرائيلي بالرد على الهجوم الإيراني حربا شا ...
- انطلاق القمة العالمية لطاقة المستقبل
- الشرق الأوسط بعد الهجوم الإيراني: قواعد اشتباك جديدة


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - كمال يلدو - مع الرباع العراقي زهير إيليا منصور، الحائز على لقب أقوى رجل في العالم ثلاث مرات