أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سيف عطية - الإسلام والرق والعبودية














المزيد.....

الإسلام والرق والعبودية


سيف عطية
(Saif Ataya)


الحوار المتمدن-العدد: 4994 - 2015 / 11 / 23 - 03:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    




أحد الاصدقاء أثار هذه النقطة وأشار الى أن الاسلام هو من شجع على العبودية و هو من حرض عليه حيث كان متأكدا كل التأكيد ان ليست هناك اية قرانية حررت العبيد من أسيادهم وضرب الامثال على داعش الارهابية وأخواتها وأعمالهم الاجرامية تحت مظلة الإسلام.
كثير من التعليقات التي تقرأ تهاجم الاسلام في هذا الموضوع وكأن الاسلام هو من شرع على الرق حسب ثقافة القارئ او المستمع أوحسب دوافعه لسبب او اخر: إما للنيل من دين سماوي أنزل رحمة للعالمين أو لسبب عدم الفهم للدين وتفسير الايات الكريمة وإعتماد التراث الاسلامي ووعاظ السلاطين من أجل حفنة من الدولارات أو غاية في النفوس لايعلمها إلا الله. المشكلة أن أغلب وعاظ وأئمة الدولار والسلاطين والسلفية الوهابية هي من تتبنى و تشجع العبودية وكأنها حق شرعي وإلهي بالإعتماد على مصادر التراث الاسلامي وتفسيرات وأحاديث تنسب باطلا الى رسول الله أو أصحابه.

فلنسأل القراء:

هل الدين السماوي ومبادئه سواء كان يهوديا أو مسيحيا أو الاسلام يقاس بأفعال الاشخاص أو الجماعات؟
هل الإسلام أوجد الرق والعبودية؟
هل الإسلام رفض الرق والعبودية؟
الرق والعبودية هي تجارة العبيد وإستخدامهم بالعمل والسخرة بالقوة ومن دون إرادتهم كسلعة تباع و تشترى والتعامل معهم بمرتبة دون الإنسانية. هذه الظاهرة كانت ومازالت في العالم كما حدث في تجارة العبيد نتيجة الاستعمار البريطاني والهولندي والبرتغالي والاسباني والفرنسي وغيرها من بلاد العالم وحتى في تاريخ الرومان القديم. ولكننا هنا سنركز على الاسلام الذي جاء لمعالجة هذه الظاهرة وتحرير الانسانية من هذا الوباء المستشري في فترة ماقبل الاسلام أو عصر الجاهلية. والقران الكريم اشار لها لمعالجة الامر الواقع الذي كان سائدا ذلك الوقت.
إن الإسلام جاء كثورة ليست دينية و روحانية فقط و لكنه ثورة إنسانية وإجتماعية لتغيير جذري من حال الى حال ، وهناك كثير من الادلة لإثبات موضوعنا الانف الذكر. لنتفحص معا بعض الايات الكريمة التي فرضت على المسلمين تحرير العبيد كما فرضت الصلاة والزكاة كأساس للتقرب الى الخالق وتقوى للمتقين. فالعبد والعبيد لاتعني إطلاقا لون وعرق البشر إنما أشارت عموما الى عبادة الله لاشريك له والوحدانية وجاءت بتسمياتنا كعبد الله و عبد الرحمن وغيرها. فكيف عالج الاسلام المجتمع البدوي ليمنع ظاهرة العبودية المستشرية ذلك الوقت ونشر قيم العدالة الاجتماعية التي كانت غير واردة وغير طبيعية حينها. الاسلام منع تجارة العبيد ومنابعه وأثبت حقوقهم المشروعة بالأخاء والمساواة ودعى الى تحريرهم تقوى و مقربة لله تعالى.

ففي سورة البقرة "(لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ) البقرة :177 يعني تحرير رقبة هي تقوى ومقربة لله. فمثلا في سورة التوبة (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) التوبة :60 . في الرقاب تعني تحرير البشر من الرق والعبودية وهذه كما وصفها القران فريضة على المسلمين.
وهنا اّية اخرى في تحرير الرق والعبودية (فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ *وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ * فَكُّ رَقَبَةٍ ) البلد :11-13. شجع القران على تحرير العبيد والرق فحرية شخص ما في كتاب الله كفارة للذنوب وواجب كل مسلم.
وكان الخليفة أبو بكر الصديق مثلا اخر معروفا بإنفاق ثروته لشراء العبيد من قريش ، ليعتقهم ويمنحهم الحرية من دون مقابل الا تقربا لله كعتقه للمؤذن الأول للاسلام بلال بن رباح.

الدين الاسلامي " الحقيقي " ليس للتعصب, وأوصى بالرحمة والعدل وابعد من هذا هي ان يكون الانسان انسانا وليست مملوكا لاحد لان الكثير من المسلمين اصبحوا تحت رحمة خطباء التظليل واصحاب العروش والامتيازات , ومن يرى ما يحصل في العراق وسورية و بلاد العالم من قتل و تكفيرواكراه وقطع رؤوس و سحل وجهاد نكاح وبيع البشر وكله باسم الله والاسلام والله والقران برئ من أعمالهم الشريرة الاجرامية. حيث يتناسون " المسلم هو من سلم الناس من لسانه ويده" , "لا اكراه في الدين" وغيرها. لأن "البعض" صار يتكلم مثل داعش, و يتصرف مثلهم ويسلك سلوكهم ويقرأ كتاباتهم و يسمعهم وكأنهم الاسلام. وكيف حث الإسلام على تحرير الرقيق ورتب عليه من أنواع العبادات والثواب. المسلمون الحقيقيون يؤمنون بالله و يتصرفون بما أوصاهم الله والكل تحت رحمة الله وعدالته , لا يتصرفون وكأنهم هم االله كما تقوم به داعش وأخواتها. وعلينا أن لاننسى أن من يبحث عن سبب للمحرمات وتفسير الايات كما يشتهي أوللتشهير والإستهزاء فسيجد مايشبع غريزته و شهواته. "فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر" إن الاديان جاءت لأرشاد البشرية وأعطتهم تعليمات إلهية و كتب مقدسة ولكن الانسان دائما يبحث عن الشهوات والرغبات ويحاول أن يبرر ما تشتهيه النفس ويرفض مايتطلبه العقل والاخلاق ...والطيور على أشكالها تقع.



#سيف_عطية (هاشتاغ)       Saif_Ataya#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مبروك ياداعش
- الى رغد ابنة الرئيس
- مكة المكرمة والمدينة المنورة ولاية إسلامية لا سعودية
- من هم أعداء الإسلام؟
- مامعنى شيعة؟
- إزدواجية العرب
- الكنيسة الإسلامية
- دجاج ونعاج
- الحزب والدين
- بين الجنة والنار
- جهاد
- دين التكفير
- مذابح المسلمين
- الوهابية والصهيونية
- صولة الشيطان
- السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- ملة فلان وطائفة علاّن وإتقوا الله
- يوم عاشوراء واقعة ألطف سنة 61 هجرية
- ثورات العرب الخريفيّة
- هل المسلمين مسلمين حقاً؟


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...
- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟
- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سيف عطية - الإسلام والرق والعبودية