أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مسعود محمد - بيار امين الجميل .... كلنا للوطن















المزيد.....

بيار امين الجميل .... كلنا للوطن


مسعود محمد

الحوار المتمدن-العدد: 4994 - 2015 / 11 / 23 - 02:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بيار امين الجميل ... كلنا للوطن

بيار الجميل الشاب الجميل بأخلاقه، المخلص للبنان أولاً، كان وزيراً لبنانياً، قبل ان يكون ممثلاً للمسيحيين، لا يُزايد عليه لا بالميثاقية، ولا بالوطنية، ولا بالانتماء الى لبنان أولاً. هو من مواليد عام 1972 ويحمل إجازة في الحقوق، مثل الشباب الكتائبي الجديد وعمل بنشاط وهمة على لم شمل الشباب الكتائبي حوله وحول الحزب، من أجل توحيده وإعادته إلى مجده. هذا الدور السياسي الريادي، جعله مصدر قلق وحسد حتى من شارعه نفسه، ومن سكان البيت السابقين، مما جعل منه وعداً وأملاً حقيقياً للبنان كله وليس فقط لمسيحييه، كان نسخة منقحة من آل الجميل متقدمة حتى على الشهيد بشير الجميل لأن يداه لم تتلطخ بالدم، كان سلاحه كلمة حرة تخرج من القلب " كلنا للوطن".
بعكس ورثة السياسة في لبنان، دخل بيار السياسة بهمته، في لحظة كان والده الشيخ امين الجميل منفياً، وممنوعاً من العودة الى لبنان، عاد هو الشاب اليافع، ليعيد حزب الكتائب ووالده الى الحياة السياسية بعد طول غياب واغتصاب لحزب ارتبط اسمه بلبنان. كعادته، كان الرئيس امين الجميل كبيرا عندما دعا الى ضبط النفس والتعالي على الاحقاد اثر استشهاد بيار. كان يعرف تماما ان نجله دفع ثمن وقوفه مع لبنان أولاً في معركة الاستقلال الثاني. وكان يعرف قبل كل ذلك ان بيار دفع ثمن استعادة لبنان لحزب "الكتائب" بعدما كان الحزب في يد الاجهزة السورية تستخدمه في فرض الوصاية على لبنان. ليس سرّا ان بيار امين الجميل امضى سنوات وهو يعمل من اجل عودة "الكتائب اللبنانية" حزبا لبنانيا بعدما صار، في مرحلة ما، فرعا للاستخبارات السورية في عهدة اشخاص باعوا ضميرهم ومصير مسيحيي لبنان بثلاثين من الفضة. استولى كبيرهم الاسخريوطي (كريم بقرادوني) على الحزب برعاية سورية وكان في استطاعتهم اطالة هذه السيطرة الى يومنا هذا لولا تصدي بيار امين الجميّل لهم ونزوله الى الارض مغامرا بحياته في وقت كان والده ممنوعا من العودة الى لبنان.
أعاد بيار أمين الجميل لحزبه هيبته وشعبيته، وهو الذي أعاد والده الرئيس امين الجميل من منفاه الباريسي، وبالتالي أعاده للحياة السياسية بدل ان يفتح له أباه باب الوراثة السياسية.
كان الشيخ بيار يؤمن كعمه الشهيد بشير الجميل ان مسيحيي المنطقة وعلى رأسهم مسيحيي لبنان هم قديسي هذا الشرق وشياطينه هم ملح تلك الأرض، هم قمحها، هم زيت زيتونها الصامد بالارض من فلسطين الى العراق، يرشح قداسة وطهراً يعطي لتلك الأرض رونقاً وتنوعاً ويجعل منها حديقة زهور تعبق برائحة الياسمين من بيروت الى دمشق.
شكل الشيخ بيار بدون اتفاق ثلاثي استنهاض للواقع المتأزم في المنطقة والهادف الى أخذ المسيحيين الى تفاهمات تجعل منهم أهل ذمة بحاجة الى الحماية، واقع يعيدهم الى العهد العثماني عندما كان يعامل المسيحي معاملة الرّق ويقال له عندما يمشي على الطريق "أشمل" أي إمشي على شمال الطريق حتى يميز عن المسلم.
شكل بيار الجميل وسمير قصير وجبران التويني حالة مواجهة لتلك الحالة الانحدارية للمسيحيين والوطن، وأعادوا تصحيح البوصلة فقالها سمير قصير بالفم الملآن " ربيع بيروت من ربيع دمشق " فجعل من إسقاط نظام البعث هدفاً واضحاً لا لبث فيه، وربط ربيع بيروت بربيع دمشق.
لا يمكن فصل اغتيال بيار امين الجميّل عن اغتيال الحبيبين سمير قصير وجبران تويني. قتل جبران ثم قتل بيار لانهما قاوما الاحتلال السوري للبنان ولانه كان في استطاعتهما المساعدة في تشكيل رأي عام مسيحي ولبناني يواجه "جنرال الهزائم" الذي تبين انه لم يكن يوما سوى اداة سورية منذ قبوله مهمة التصدي لاتفاق الطائف ومنع الرئيس رينيه معوض من دخول قصر بعبدا كي يسهل اغتياله على يد الاجهزة السورية. إغتيل بيار وجبران كي تفرغ الساحة لميشال عون، وكل من يسعى لتفاهمات تافهة تعيد المسيحيين الى الحقبة العثمانية بعد ان كانوا هم رواد العروبة والمساهمين الأوائل بالاستقلال وجعلوا من لبنان واحة للحرية والتنوع ودعي بفضل وجودهم فيه " سويسرا الشرق". اغتيل بيار وجبران لأنهما كانا قادرين على كشف حقيقة ميشال عون الذي مكّن السوريين من دخول قصر بعبدا ووزارة الدفاع اللبنانية والاستيلاء على كلّ ما فيها من ملفات في تشرين الاول ـ اكتوبر من العام 1990. اغتيل كل من كرس ضرورة إسقاط النظام السوري وكل من يستطيع ان يقول لا لعودة الوصاية السورية وكل من هو مستعد ليقول نعم لعلاقات ندية بين سوريا ولبنان تكون في مصلحة الشعبين ومستقبلهما، لنصل الى هذه اللحظة من تاريخ لبنان حيث نحتفل بالاستقلال بلا رئيس جمهورية منتخب وفي ظل حديث عن مثالثة وإعادة تأسيس على حساب تنوع الشرق في لحظة تناغم مع هجمة دينية يقودها تيار إسلامي متشدد جعل من كل أقليات الشرق الدينية والعرقية هدفاً لشره.
ليس الشارع المسيحي فقط، لبنان بكل شوارعه يفتقد بيار، تفتقده ساحة الحرية، ويفتقده التيار الاستقلالي الذي يتهاوى أمام الهجوم، ويستسلم لحوارات جدلية بيزنطية أقل ما يقال فيها انها تمهد للحظة السقوط.
في العام 2012 بذكرى إغتيال الشيخ بيار اصدر الرئيس سعد الحريري بياناً قال فيه " نستذكر في هذه المناسبة الأليمة، النهج الوطني الصادق والخصال الحميدة التي طبعت مسيرة الراحل الكبير الشيخ بيار أمين الجميل، هذا الشاب الذي شكل طليعة مميزة في مسيرة السيادة والاستقلال والحرية، وبذل روحه في سبيل الدفاع عن لبنان وكرامته في مواجهة المتربصين به شرا.
إننا في هذه الذكرى الحزينة التي نفتقد فيها أخا وصديقا وفيا نشعر بأمس الحاجة لوجوده بيننا في هذه الأيام الصعبة يتقدم صفوف الشباب ويعلو صوته دفاعا عن لبنان ورفضه لكل أشكال الالتحاق ببلدنا ووطننا إلى أي من المحاور الخارجية. ولا يسعنا في هذه المناسبة أيضا إلا أن نؤكد على الثوابت التي استشهد من أجلها بيار أمين الجميل بمثل ما نؤكد على الاستمرار في مواصلة العمل مع كل الحلفاء، لا سيما مع الرئيس أمين الجميل وحزب الكتائب، دفاعا عن السيادة الوطنية والقرار الوطني الحر المستقل، وصولا للعبور بالوطن إلى بر الأمان وتحقيق أهدافنا جميعا في قيام الدولة الحقيقية التي تتسع لجميع اللبنانيين وتعيد الاعتبار لسلطة الدستور والقانون". أذكر بهذا البيان لأطرح السؤال الأهم بذكرى الاستقلال وإغتيال بيار هل مازال العبور الى الدولة هدفاً؟ وهل سنقبل التحالف مع النظام السوري الذي قتل شهدائنا تحت مسميات محاربة الارهاب الذي كان هو الأساس بإطلاقه؟ هل سنبقى اوفياء لدم الشهداء؟ هل مازال شعار قوى الاستقلال وما تبقى من 14 آذار " العبور الى الدولة"؟
استشهد بيار ورفاقه الشهداء وهم يصرخون بأعلى صوتهم لا لعودة الوصاية هل نحفظ الأمانة ونواجه الوصاية بالوكالة؟ هل نواجه من هم دون التفاهة، اولئك الذين ارتضوا الاستفادة من جريمة اغتيال بيار امين الجميّل والاستيلاء على مقعده النيابي وبالتالي أخذ لبنان أسيراً لمحاور إقليمية تهدف الى تغير وجهه الاستقلالي السيادي المتنوع الحر الى وجه يشبه اعلام مشغليهم سواء كانت الصفراء أو سوداء؟ سامحهم يا أبتاه انهم لا يعلمون ان لا فرق بين الأسود والأصفر الا باللون.
لبنان أولاً كلنا للوطن وصية الشهداء حافظوا عليها.



#مسعود_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ايران تعدم معارضيها ... والغرب يتجاهل
- حسين همداني ... مجرم باعتراف النظام
- دواعش الكرد
- روحاني روح النظام ... إعدامات بالجملة
- سيدي هاني فحص ... طال ارتحالك ما عودتنا سفرا
- حزب الله سرق الإنجاز ولكنه لن يسرق التاريخ .... جمول
- أمريكا كروسيا وايران ... لا تريد إسقاط داعش
- بيجاك ... الكونفيدرالية والديمقراطية لإيران
- علاقة PKK بايران بعد كوباني ليست مثل قبل كوباني
- بالاني القيادي في كومله الكردستاني ايران الدول العربيه انبطح ...
- خامنئي أمر باغتيال د.قاسملو ... حزبه باق والنضال مستمر
- داعش برعاية الائتلاف والمجلس الوطني السوري
- الى جبران خليل جبران وفيروز ... لبنان لا بلد ولا أخضر
- تطهير عرقي لا تطهير ... سوريا تترنح بين الوحدة والتقسيم
- هل تتكلم تركيا بالكردي ....
- في الليلة الظلماء يفتقد البدر ... مشعل الثورة
- اديبه سعيد علي ... نساء كوباني يرغبن بالحب اكثر من القتال .. ...
- حتى تبقى الجمهورية ... عودوا لسمير قصير
- مقابلة مع سكرتير الحزب الديمقراطي الكردستاني ايران اثناء مشا ...
- سكرتير حزب «كومله» الكردي الإيراني عبدالله مهتدي: انتفاضة مه ...


المزيد.....




- من أجل صورة -سيلفي-.. فيديو يظهر تصرفا خطيرا لأشخاص قرب مجمو ...
- من بينها الإمارات ومصر والأردن.. بيانات من 4 دول عربية وتركي ...
- لافروف: روسيا والصين تعملان على إنشاء طائرات حديثة
- بيسكوف حول هجوم إسرائيل على إيران: ندعو الجميع إلى ضبط النفس ...
- بوتين يمنح يلينا غاغارينا وسام الاستحقاق من الدرجة الثالثة
- ماذا نعرف عن هجوم أصفهان المنسوب لإسرائيل؟
- إزالة الحواجز.. الاتحاد الأوروبي يقترح اتفاقية لتنقل الشباب ...
- الرد والرد المضاد ـ كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟
- -بيلد-: إسرائيل نسقت هجومها على إيران مع الولايات المتحدة
- لحظة تحطم طائرة -تو-22- الحربية في إقليم ستافروبول الروسي


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مسعود محمد - بيار امين الجميل .... كلنا للوطن