أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي الذيب - الأساطير في التوراة والإنجيل والقرآن















المزيد.....

الأساطير في التوراة والإنجيل والقرآن


سامي الذيب
(Sami Aldeeb)


الحوار المتمدن-العدد: 4994 - 2015 / 11 / 23 - 02:02
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


استعمل القرآن عبارة أساطير الأولين تسع مرات، وذلك للإعتراض على من اعتبر ما جاء في القرآن لا يختلف عن أساطير الأولين، ولا علاقة له بالله، نذكر منها:
سورة الأنعام 25
ومنهم من يستمع اليك وجعلنا على قلوبهم اكنة ان يفقهوه وفي اذانهم وقرا وان يروا كل اية لا يؤمنوا بها حتى اذا جاؤوك يجادلونك يقول الذين كفروا ان هذا الا اساطير الاولين
سورة الأنفال 31
واذا تتلى عليهم اياتنا قالوا قد سمعنا لو نشاء لقلنا مثل هذا ان هذا الا اساطير الاولين
سورة النحل 24
واذا قيل لهم ماذا انزل ربكم قالوا اساطير الاولين
سورة الفرقان 5
وقالوا اساطير الاولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة واصيلا
.
كلمة اساطير ليست عربية، مأخوذة من اللغة الإغريقية واللاتينية ومنها اخذت الإنكليزية كلمة story وكلمة history . والكلمة الأولى ترجمت بالعربية قصص، والكلمة الثانية ترجمت تاريخ. وفي اللغة الفرنسية تستعمل كلمة واحدة histoire لدلالة على القصة والتاريخ معا. وقد اخذت كلمة أساطير في اللغة العربية معنى الميثولوجيا، وهي كلمة اغريقية أيضا اخذت منها كلمة mythology وتشير إلى مجموعة القصص الخيالية.
.
كل الثقافات، مهما كان تقدمها العلمي، تتضمن اساطير، أو قصص خيالية. فتجد الأساطير عند القبائل البدائية في ادغال افريقيا والأمازون وقبائل استراليا الأصليين، وعند اليابانيين والصينيين والروس والدول الأوروبية وامريكا واستراليا. وقد تختلط هذه الأساطير بأحداث تاريخية يتم تضخيمها أو بمعتقدات مرتبطة بظواهر طبيعية عجز الناس عن تفسيرها. والبعض ينظر إليها مجرد قصص تتضمن عبرا أو مسلية، بينما ينظر لها آخرون وكأنها تاريخ حقيقي أو تفسير علمي لتلك الظواهر.
.
وبين تلك الأساطير التي تضمنتها التوراة سفينة نوح، والتي يعتقد المسلمون بأنها واقعة تاريخية ما دام ان القرآن ذكرها. وواضح انها قصة خرافية بنيت على حوادث تم تضخيمها وتزويقها. ونفس الأمر مع اسطورة النبي يونس الذي ابتلعه الحوت والتي جاء ذكرها في التوراة والإنجيل والقرآن. والمسلمون يعتقدون انها واقعة تاريخية ما دام ان القرآن ذكرها. وقس على هاتين الأسطورتين اسطورة محمد الذي صعد للسماء على ظهر البراق، واسطورة نزول الملاك جبريل بالقرآن من السماء، واسطورة استلام موسى الوصايا العشر من الله مباشرة على جبل سيناء. وكلها أساطير لا تختلف عن قصص جدتي حول موقد النار، أو حكايات ألف ليلة وليلة وحكايات كليلة ودمنة.
.
وبطبيعة الحال، سوف يثور المسلمون علي لأني لم اذكر إلا الأساطير المتعلقة باليهود والمسلمين والتي جاء ذكرها في القرآن. فهل تخلو المسيحية من أساطير؟
.
وليس ارضاءا للمسلمين، ولكن للموضوعية، يجب ان ننظر لبعض ما تتضمنه سيرة السيد المسيح من منظور الأسطورة. فموضوع حمل السيدة مريم بصورة اعجوبية امر لا يمكن ان يقبله العقل. ولذلك يجب اعتبارها مجرد اسطورة. وهنا سوف اغضب المسيحيين والمسلمين على السواء. فالقرآن اخذ عن المسيحية هذه الأسطورة. فنقرأ في سورة آل عمران الآية 45: اذ قالت الملائكة يا مريم ان الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم.
.
واخذ القرآن عن ما يعتبره المسيحيون اناجيل محرفة اسطورة تحويل السيد المسيح طير من طين إلى طير يطير. فتذكر سورة المائدة الآية 110: واذ تخلق من الطين كهيئة الطير باذني فتنفخ فيها فتكون طيرا. وقد جاء ذكر لهذه الأسطورة أيضا في سورة آل عمران في الآية 49: اني اخلق لكم من الطين كهيئة الطير فانفخ فيه فيكون طيرا باذن الله. وهذه الأسطورة، الحمد لله، ليست في الأناجيل الرسمية، ولكن فيما يسمى بإنجيل الطفولة... الذي لا تعترف به الكنسية.
.
وقصة صلب المسيح المذكورة في الإنجيل نفاها القرآن، ولكن اضاف لها اسطورة اخرى. ففي سورة النساء الآية 157 نقرأ: وقولهم انا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وان الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم الا اتباع الظن وما قتلوه يقينا. وهذه الأسطورة موجودة في كتب بعض الفرق المسيحية بالحرف الواحد. ولكن القرآن في نفس الوقت اخذ بأسطورة رفع المسيح (سورة النساء 158) ... دون المرور بالصلب ... وهي توازي أسطورة قيامة المسيح وصعوده للسماء عند المسيحيين.
.
وأسطورة المسيح ابن الله عند المسيحيين نفاها القرآن، ولكن اخذ بأسطورة اخرى معتبرا السيد المسيح كلمة الله وروح منه. فنحن نقرأ في سورة النساء الآية 171: انما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته القاها الى مريم وروح منه. وهذه الأسطورة موجودة في كتب بعض الفرق المسيحية بالحرف الواحد.
.
والغريب في الأمر اننا نجد عبر التاريخ بشر يقتتلون بسبب هذه الأساطير، بدلا من اعتبارها اساطير مثلها مثل أساطير آلهة الإغريق والرومان والهندوس. وهذا المقال يكفي لكي يتم حرقي لو اني كنت اعيش في العصور الوسطى.
.
وهذه الأسطير لا تضر ما دام انها لا يترتب عليها انتقاص حقوق الأخرين. فلك ان تعتقد ما تشاء. أو كما يقال: اعبد الحجر، ولكن لا تضربني بالحجر. ولن امنع احدا في الإعتقاد بهذه الأساطير، كما لن امنع احدا من قراءة حكايات الف ليلة وليلة أو قصص كلية ودمنة. على شرط واحد: أن لا يتعدى على حقوق الآخرين بسبب هذه الأساطير.
.
وفي مقال قادم، سوف اتكلم عن تحويل الأساطير إلى وسيلة للقمع وانتقاص حقوق الإنسان.
.
د. سامي الذيب
مدير مركز القانون العربي والإسلامي http://www.sami-aldeeb.com
طبعتي العربية للقرآن مجانا من هنا http://goo.gl/a6t77b أو ورقيا من موقع امازون http://goo.gl/dEgPU8
كتبي المجانية http://goo.gl/m0lNIK أو http://goo.gl/ZnybpS
حلقاتي في برنامج البط الأسود https://goo.gl/AZoTfn
حلقتي حول ترجمة القرآن الآليات والمشاكل https://goo.gl/2B6DvM



#سامي_الذيب (هاشتاغ)       Sami_Aldeeb#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السيسي يعيش في المريخ
- العربان في عصفورية بلا جدران
- الإسلام سجن
- اسهل اسلوب لإنهاء الإرهاب الإسلامي
- الإسلام والإرهاب
- اوجه الشبه بين محمد وهتلر
- عندما خان محمد رسالته
- اقتطاع نصف السعودية لحل مشكلة اللاجئين
- محمد ليس خاتم الأنبياء
- الكندي: نبي الرحمة؟ وماذا عن غزواته؟
- الكندي: الختان ليس فريضة في الإسلام
- الكندي: الحج عادة وثنية
- الكندي: لا اكراه في الدين - والقتل والسلب والسبي
- الكندي: تحدي القرآن يصلح للجهال
- الكندي: تأليف القرآن والتلاعب فيه
- انتقاد الإسلام: هل هناك خط أحمر؟
- فن الدعاية في خدمة المثقف
- بنوك اسلامية بنوك حرامية 2
- بنوك اسلامية بنوك حرامية
- احمد الله اني ملحد


المزيد.....




- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة
- تمثل من قتلوا أو أسروا يوم السابع من أكتوبر.. مقاعد فارغة عل ...
- تنبأ فلكيوهم بوقت وقوعها وأحصوا ضحاياها بالملايين ولم تُحدث ...
- منظمة يهودية تطالب بإقالة قائد شرطة لندن بعد منع رئيسها من ا ...
- تحذيرات من -قرابين الفصح- العبري ودعوات لحماية المسجد الأقصى ...
- شاهد: مع حلول عيد الفصح.. اليهود المتدينون يحرقون الخبز المخ ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي الذيب - الأساطير في التوراة والإنجيل والقرآن