أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فارس محمود - ان هذه هي بالضبط هي اجندة -سور الوطن-، فكفوا عن اوهامكم!















المزيد.....

ان هذه هي بالضبط هي اجندة -سور الوطن-، فكفوا عن اوهامكم!


فارس محمود

الحوار المتمدن-العدد: 4993 - 2015 / 11 / 22 - 20:27
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


في الثلاثاء المنصرم (17 تشرين الثاني-نوفمبر)، قامت القوات القمعية للسلطة الطائفية بمهاجمة واعتقال عدد من ناشطي الحركة الاحتجاجية في بغداد حين كانوا في وقفة احتجاجية امام المنطقة الخضراء. وقد اطلق سراح العديد منهم بعد ساعات.
ان هذا التصرف الوحشي هو امر مبعث استنكار وإدانة كل انسان يتحلى بادنى درجات حقوق الانسان وحرياته. ان هذا عمل وحشي وبربري مدان جملة وتفصيلا.
وفي هذا السياق القى الناشطون بيانا في مؤتمر صحفي معد لهذا الغرض. بيد ان هذا البيان يعكس اوهاما جدية. اذ يقول البيان أن "الناشطين ما إن استقبلوا القوات الأمنية بهتاف (يا جيش يا سور الوطن لتصير ويه الفاسد) حتى انهالوا عليهم بالضرب والشتائم التي طالت المتظاهرين والمتظاهرات"، مبينا أن "القوات الأمنية لم تتوقف عن الاعتداءات حتى عند إخبارهم بسلمية التظاهرة وترخيصها من قبل القوات الأمنية، فضلا عن كونها مدعومة من قبل المرجعية".
انه لوهم ان يتطلع المرء اكثر من هذا من القوات الامنية. فالدولة، أي دولة، بوصفها أداة بيد الطبقة الحاكمة، تستند الى اداتين، مؤسستين، هما الجهاز البيروقراطي، جهاز إدارة الدولة وجهاز العنف، جهاز ارضاخ الاخرين، كي تحقق الدولة الأهداف المتوخاة منها الا وهي تركيع الطبقات "السفلى" او "الدنيا" وترويضها من أي تعكير صفو الطبقات الحاكمة واستمرار عجلة دورة راسمالها وارباحها.
ولهذا، لم يقم "سور الوطن" المزعوم هذا الا بأداء المهمة الملقاة على عاتقه: تركيع الاخرين واخضاعهم. ليس الجيش بـ"سور وطن"، انه "سور" طبقة، انه "سور" مصالح طبقة "عليا" حاكمة، سائدة. ولهذا فانه "سور" هذه الطبقات وحماية مصالحها في حدودها من تطاولات الطبقات الحاكمة الأخرى في الحدود الأخرى من جهة، وبوجه "الطبقات الدنيا" في داخل الحدود.
ليس الجيش بـ"سور" حرية الراي والتعبير، ليس بـ"سور" حق التظاهر وحرية الراي والتعبير، ولا ضمان البطالة، ولا حياة مرفهة وحرة كريمة. ان الجيش هو جهاز قمعي كسائر الأجهزة الأخرى من شرطة، وقوات امن، وأجهزة مخابرات وتجسس، وقوات تدخل سريع، وقوات مكافحة الشغب (الذي هو في 99% منه "شغب" الطبقات العاملة والكادحة والمحرومة من اجل حياة اكثر إنسانية ولائقة بانسان القرن 21) وغيرها. لا فرق له سوى نوع وشكل المهمات. ولهذا ليس غريبا ان الحروب التي قام بها بالداخل في تاريخ البشرية ولازال اكثر بمئات المرات من تلك التي قام ويقوم بها على الحدود.
ان هذه هي مهمة الجيش النظامي، سواء اكان في أمريكا، إيطاليا، الغابون او تشاد. المحتوى والاهداف واحدة، الاشكال والظروف مختلفة. بيد ان الجيش في العراق اليوم هو ليس جيش العراق منذ تاسيسه الى الان. انه جيش يستند الى المليشيا، الى الجماعات المليشياتية التي تم خرطها في هذه المؤسسة كي تديم هذه المليشيات سلطتها ونفوذها عبر جهاز رسمي وحكومي. ان كان الجندي العراقي في القرن المنصرم يلتحق بالجيش كجزء من واجب، اجبار، كجزء من "خدمة الزامية" على كل مواطن ان يقوم بها، وهو جيش خطر على المجتمع (وفقاً لاهدافه)، بيد ان جيش اليوم، جيش المليشيات المصهورة فيه، جيش يستند الى فقر وجوع الناس في ظل بطالة مليونية وغياب ضمان بطالة هو اشرس واعنف واخطر بمئات المرات على المجتمع من جيش نظامي عادي. لماذا لان وجود افراده ومعيشتهم وبقاءهم الفيزيقي وبقاء عوائلهم مرتبط بوجود هذه المؤسسة و"اعالة" هذه المؤسسة لهم من جهة، وثراء وانتفاخ جيوب ذوي الرتب العليا من جهة أخرى عبر هذه القناة. ولهذا لايتورعوا عن سلوك ابشع الطرق وارتكاب ابشع الجرائم. ويمكننا تصور حجم تلك المخاطر ان اخذنا بنظر الاعتبار الابواق والمنابر الإعلامية والتحريضية و"غسل الدماغ" الطائفي والقومي الذي يجري على قدم وساق، بالاخص بعد 2003!
ولهذا، ليس هذا العمل هو "عار على جبين المهنية العسكرية العراقية"، حسب مايتحدث عنه البيان، بل ان هذه هي "المهنية العسكرية" بالضبط. ان المهنية العسكرية هي مهنية المجازر التي ارتكبت في كردستان العراق طيلة عقود من الظلم القومي لجماهير لاذنب لها سوى انها من "قومية أخرى"، "مهنية" قمع انتفاضة اذار في 1991. في الحقيقة انها مؤسسة العار، وان تحقيق جزء من الحرية الحقيقية يتضمن، اول مايتضمن، الخلاص من هذه المؤسسة. لقد راينا بام اعيننا ماذا عملت هذه المؤسسة في مصر. لقد التفت على ثورة جماهير مصر الساعية للحرية والمساواة والرفاه وصانت سلطة الطبقات الحاكمة بمباركها وغير مباركها، لتعود وتقوم باشرس هجمة على ناشطي وقادة الحركة الاحتجاجية والثورة التي أطاحت بسلطة مبارك. ان الوهم بهذه المؤسسة هو لعب بالنار، هو خداع الاخرين، الجماهير العريضة، بهذه المؤسسة وأهدافها، تجميل وجهها القبيح والدموي المعادي للجماهير.
استوقفتني نقطة أوردها البيان وهي: ان "القوات الأمنية استمرت بالاعتداء وشتم المرجعية الدينية العليا ورئيس مجلس الوزراء حتى اعتقلوا عددا من المتظاهرين واحتجزوهم لمدة ساعتين في أحد المعتقلات خضعوا خلالها للتحقيق" لم افهم لماذا يتباكى اصحاب البيان على "شتم المرجعية" و"رئيس الوزراء" الذين لهم دور أساسي في كل ما وصلت له الوضعية التي خرجوا هم للتظاهر ضدها. ماذا يريدوا ان يقولوا للاخرين؟! يريدوا ان يقولوا ان القوات الأمنية داست على "مقدسات" المرجعية ورئاسة الوزراء (المنزهة!)! ايريدوا ان يجلبوا رضا "المرجعية" و"الحكومة" عنهم؟! ام انه تملق مفضوح وسمج لاناس لم يكن للمرجعية اية مكان في حياتهم الاجتماعية والسياسية؟! على العكس من هذا، ينبغي وضع المرجعية وسائر السلطات والقوى السياسية الحاكمة في العراق في سلة واحدة، سلة المستنقع الدموي الذي رموا المجتمع فيه وسلة وقوفهم بالضد من حرية الجماهير وسعادتها ورفاهها.
لن تستمر الحركة بالتأكيد على اننا "مستمرون"، "باقون"، "صامدون" السنتيمنتالية والعاطفية والرومانسية السياسية. ان تقدم الحركة مرهون بافقها، بوضوح رؤيتها، بتخليها ونبذ وتصفية الحساب مع اوهامها. اذ ليست بقليلة هي الثورات التي شهدتها البشرية (وتجربة مصر نموذج حي لنا) ولكن ماهو مآلها؟! الى اين وصلت؟! "سور الوطن" يعرف مهمته وواجبه، كذلك تعرف المرجعية ماتريد وما لاتريد وكذلك الحال مع رئيس الوزراء، الا التظاهرات فلا تعرف ما تريد وممن تريد ولمن تتوجه ولمن لاتتوجه! وللأسف، هنا مقتلها الذي لا يتمناه أي انسان شريف!



#فارس_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أصبح الحشد ماركة لكل شيء
- رسالة رد الى صديق!
- استحوا قليلاً!
- أ محقين في فرحهم لتدخل روسيا؟!
- كلمة حول -المقدسات-!
- الهجرة وابواق الطائفيين!
- كي ننتصر، لابد من الرد على نواقصنا!
- مأساة -على الأقل ثمة فرصة في ركوب البحر-!
- لنمضي لما بعد العبادي!
- جرم بشع وتأجيج ابشع!
- كلمة الى عمال العراق! (حول قيام البعض بجمع الإمكانات المالية ...
- قارب واحد!
- بدعة جديدة: -الاعتصام- مخالف للشريعة الاسلامية!
- منجز جديد.. أهل الأنبار بحاجة الى كفيل
- تعلموا من طالباتكم!
- كلمة بصدد أحداث اليمن
- احذر: أوهام ومخاطر!
- حول مناشدة برلمانيين بإعدام 1000 -مدان-!
- -ودع البزون شحمة!-*
- لنرفع القبعات ل-خديجة شريف-!


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فارس محمود - ان هذه هي بالضبط هي اجندة -سور الوطن-، فكفوا عن اوهامكم!