أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - الملاليس














المزيد.....

الملاليس


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 1365 - 2005 / 11 / 1 - 15:37
المحور: كتابات ساخرة
    


أصبح اسم ميليس مرتبطا إلى حد كبير بفبركة التقارير ,وتوليفها وفقا لمصالح لا يعلم بها إلا الملّيس نفسه,والملّيس في صحاح (ابن نعيسة) المسند هو من يمارس التمليس ,وكل من يأخذ بالتقارير المفبركة, ويبني عليها مصائر شعوب وبلدان بأكملها,ويخرب بيوت ناس عامرة.وكم دمر وخرّب التمليس حياة أناس آمنين في غفلة من ميليس والزمان. وصار كاتب التقارير المفبركة بزملائه يكنى بالملّيس,.وجمع الملّيس هو الملاليس ,وأما المملوس –في نفس المصدر- فهو واحد المماليس الذي راح ضحية التمليس وفبركة التقارير,وهو المكتوب به ,والعياذ بالله الذي يذهب في رحلة ميليسية استكشافية أبدية في أحد "المناجم"الأمنية.وفي الحقيقة لم يكن التمليس ,أو "الملسسة"(على وزن المأسسة هذه من عندي والله), على ما يقوله عتاولة المتفذلكين الذين تقرؤون طلاسمهم هذه الأيام,غائبة عن تاريخ وحياة الناس في هذه المنطقة المليئة بأعمال التمليس منذ فجر التاريخ. فكم فبركت تقارير راح ضحيتها عشرات الآلاف من الأبرياء أحيانا الذين ملّس لهم الحساد والعذال,وكتّاب التقارير "الملاّس"- جمع تكسير- الطامحين للكرسي الدوار فراحوا في خبر "ميليس" ,وصاروا من المماليس التعساء.

وأحبتنا في الشام ,التي عانى سكانها من بعض الملاليس الكبار,كانوا يقولون لأي شخص مُلّس له ,وهوى من عل بعد حياة حافلة بالعز والتدليس والجاه بأنهم "طوطوا له",أي زمرّوا له ,وتبهدل وصار في محل مجرور بعد أن كان في حالة الرفع, ينصب ,ويرفع ,ويذل ,ويجر من يشاء من المماليس المساكين الصغار بدون حساب.ولكن بعد تقرير "أخو أخته " ميليس صاروا يستخدمون عبارة مُلٍّس له بدلا من طوطوا له المعتادة,واندثرت تلك المفردة التي كانت تعتبر من أهم الفلكلور التمليسي الشامي .وقد أجاز مجمع التمليس العام استعمال هذا المصطلح الإفرنجي في بلاد الملاليس الأعراب.هذا والله أعلم على كل حال.

وقد نقلت وكالة أنباء "تمليسستان" عن أخبار ومناوشات تمليسية كبرى تجري في الخفاء,وهناك الكثير من الملاليس لم يعودوا قادرين على التمليس لأحد وانقطع رزقهم التمليسي نهائيا.فإياكم أن تتملسوا أو تملسوا ,أو يملس أحد لكم على الطريقة الشامية فتصبحون من المماليس ,وليرحمكم عندها العزيز الرحمن. وجاء تقرير ميليس الأخير ليعصف بكل التقارير السابقة ,ويجعلها أثرا بعد عين,ويحيلها ذكرى رومانسية طيبة,مؤكدا على حكمة خالدة أن دوام التمليس من المحال.وكما تُملسوا يُملس لكم وتصبحوا عندئذ من المماليس.وقد اقترح أحد الخبثاء المعروفين بكثرة التمليس ضد زملائه المماليس المساكين بأن تسمى إدارات المخابرات العربية بعد اليوم بإدارة التمليس العامة,مستذكرين ما جاء بمسرحية غربة حين بشرّت المذيعة المواطنين الكرام بافتتاح فرع جديد للتمليسات -عفوا للمخابرات- ,وهناك تهم جاهزة للمواطنين حتى لأولئك الذين لم تلدهم أمهاتهم بعد,معتبرا ذلك قمة التمليس العربي المخابراتي في العصر التمليسي الحديث ,وسابقة أممية في التمليس قبل أن تعرف الناس من هو ميليس صاحب مذهب التمليس المعاصر,وهذه سابقة كبرى تضاف لملاليس العربان.

وفي علم التمليس مايقول أن الإنسان لا يبقى مليسا دائما بل يصبح مملوسا ,ومنهم من كان مليسا كبيرا فصار مملوسا وملس له ,وراح بستين ألف داهية,أو تمليسة في إحدى الروايات. ويضربون مثلا على ذلك ما حل بملاليس لبنان الأمنيين الكبار.هذا وسيتم انتاج مسلسل تلفزيوني بعنوان المماليس تتناول قصة جنرالات التمليس اللبنانيين الأربعة الذين كانوا من عتاة التمليس,بعنوان الجنرال مملوسا على وزن أوديب ملكا. وكان هؤلاء من الملاليس المشهورين عند العربان فصاروا بين طرفة عين وتقرير ميليس من المماليس المملوسين يشاطرون نفس الزنزانة مع من كانوا يملسون لهم منذ شهور خلت ,وكما تملسوا يُملّس لكم ,وتصبحون عندها من المماليس .وربنا لاتؤاخذنا بما فعل الملاليس بنا, إنك أنت على كل شيء قدير.

أفبعد تقرير ميليس تملسون أيها الملاليس؟أليس في ذلك عبرة ودرسا وعظة لكل الملاليس الذين ملّسوا حياتنا ,وعطلوها ,وشلّوها ,وبعث الله لهم من حيث لا يشعرون من يملس لهم كما ملسوا ذات ليلة ميليسية سوداء للأبرياء, وأقض مضاجعهم وحرمهم النوم والهناء, كما حرمه على صغار المماليس الذين عانوا عقودا طويلة من ممارسات الملاليس الكبار؟ألم يحن الوقت لتنتهي كل أعمال التمليس والفبركة من حياتنا ويعود لوطننا الحبيب وجهه الجميل بدون ميليس ,والملاليس ,والمماليس,والممالسة الأبالسة.

ومن عاش على التقرير مات فيه,وفي رواية أخرى من كتب تقريرا عن أخيه طار فيه,هذا والله أعلم على كل حال.

.وسبحان الله وحده عما "يملسون", يا........شباب



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فليُسعدِ النَطْقُ إنْ لم تُسعدِ الحالُ
- إنهم يورطون الرؤساء
- سوريا العلمانية
- الغائب الأكبر
- دراويش الفضائيات
- علام يراهن السوريون
- السيناريو الأسوأ للسوريين
- مضادات الاكتئاب السورية
- خوارج السياسة,وكفار الأديان
- القصة الكاملة للرسائل شفهية
- إعلان قندهار
- تفكيك الحرس القديم
- أكثم نعيسة:تكريم يليق بالأبطال
- علماء النفس السوريون
- رسائل شفهية*
- تسييس الطبيعة
- أبناء الشوارع وأبناء الذوات
- إلغاء جهاز أمن الدولة
- القضاء ..أم..المخابرات؟
- إباحية صولاغ السياسية


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - الملاليس