أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الطيب طهوري - رواية حنين بالنعناع لربيعة جلطي...... الخطر داهم..يا مثقفي العالم، اتحدوا، واجهوه















المزيد.....

رواية حنين بالنعناع لربيعة جلطي...... الخطر داهم..يا مثقفي العالم، اتحدوا، واجهوه


الطيب طهوري

الحوار المتمدن-العدد: 4993 - 2015 / 11 / 22 - 14:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


1- شاي بالنعناع..حنين بالنعناع ..يصير الشاي حنينا..للشاي طقوسه وأماكنه ..الشاي جامع للأحبة.. هو أيضا سمرٌ وحكايات أحداث وخيالات ..الشاي حنين والنعناع خضرة / حياة.. حنين بالنعناع إذن حنين إلى الحياة..
المؤلم أن ما يجمع الناس ويقربهم إلى بعضهم البعض ويعمق المحبة بينهم كشعوب وجماعات يتعرض في حاضر اليوم إلى الكثير الكثيرمن الخراب..
2- تنطلق أحداث الرواية من وهران حيث نوحة الأنثى بدل نوح..في الإسم إحالة إلى الطوفان..لماذا الطوفان؟..طوفان ماذا؟ وحيث الضاوية الطفلة إحالة إلى الضوء النور..
للضاوية الطفلة أجنحة ..لكل الأطفال أجنحة ..كلهم يتخيلون ويحلمون ..كلهم طاهرون بريئون..بعضهم تقص أجنحته ..بعضهم تقلع من منابتها ..لم تقص أجنحة الصاوية..لم تقلع..نوحة الجدة حافظت عليها ورعتها..الضاوية سقتها (أجنحتها) بالمعرفة..وفي واقع تقلع أجنحة كل أطفاله تقريبا منذ بداية حياتهم..
من وهران إلى دمشق..ومن دمشق إلى وهران فباريس ثم وهران..المنطلق وهران..المنتهى وهران..كأن الرواية سيرة ذاتية..لكنها أكبر وأعمق من سيرة ذاتية..
في أقدم عاصمة عرفتها البشرية استبداد سلطة وفيها أيضا حياة، استقرار وأمل وبناء ومحبة بين الناس رغم الخوف والسكوت .. محبة تعوضهم عن افتقادهم إرادتهم في تسيير شؤون بلادهم بما يضمن خيرهم جميعا..للدمشقيين بسمتهم الدائمة..يبدعونها حين يفتقدونها فنونا وأحلاما وحب حياة وبناء عقول وخيالات وآمال..يقاومون يأسهم ويبدعون..لكن الاستبداد ذاك وعوامل كثيرة سياسية واقتصادية وثقافية ونفسية داخلية وعوامل أخرى خارجية أو صلت – حتما ربما – إلى الفوضى..في الفوضى تلك ظهر الملتحون وتحرك الشبيحة ..
النتيجة: إرهاب متبادل..قتل ونفي وتعذيب وسجن ..وطائفيات ومذهبيات كشرت عن أنيابها..
النتيجة أيضا: خراب وهروب وتشتت..غابت الابتسامة..حرص السوريون على حمايتها داخليا فاستحال ذلك..هربوا بها وهربوها إلى الخارج..الابتسامة حياة..بسمة تحيل إلى ذلك..
من دمشق إلى الجزائر/ وهران..الضاوية تخفي أجنحتها..الأجنحة تصر على أن تكبر..مقص الأجنحة يلمع في أيدي أعداء الحياة وفي عقولهم..أعداء الحياة يتكاثرون باستمرار وبشكل مخيف..تمتنع الضاوية عن الخروج..كأنها تسجن نفسها.. السجن ذاك يفرضه الواقع في الواقع.. أم الخير تاجرة الشنطة ، المتنقلة بين المدن والعواصم والمطارات تظهر من جديد للضاوية..هذه المرة خاطبة..طالب يد الضاوية من أسرة غنية محافظة متدينة..لا يتحقق الزواج..يستحيل..أجنحة الضاوية تقف ضدها..أجنحة الضاوية تبحث عن أفق آخر لترفرف شاقة عنان السماء..أجنحة الضاوية حرية..الزواج بشكله المحافظ ذاك قص لها..
3- تنتقل الضاوية استجابة لدعوة تصلها من باريس إلى باريس..في الطائرة تلتقي إبراهيم..تُحكى قصة الشاي بكثافة.. إبراهيم طارقي أمازيغي عربي..الإسم عربي ، الأم طارقية والأب أمازيغي..الأم والأب أسبق من الإسم حتما..إبراهيم الجزائر بتنوعها العرقي وجمالها الطبيعي..تتعلق الضاوية به..ذاك هو الطبيعي..إنه الجزائر البهية ، جزائر المحبة والتعايش والأمل..إبراهيم أيضا شبه لا جئ..له أجنحة: براءته، طيبته، عمق احترامه للضاوية المرأة / الحلم / الجزائر..
يفترقان ويلتقيان من جديد..يلتقيان من جديد في المطار لتأكيد تواصلهما وترسيمه..ويلتقيان في مؤتمر المجنحين.. المجنحون مبدعون فكرا وعلما وفنا..المجنحون دائما مهمومون بالناس وبالحياة وبالأرض التي عليها أولئك الناس وتلك الحياة..والأرض وناسها في الخطر..مصير البشرية على كف عفريت..المبدعون منشغلون في كل لحظة من أوقاتهم بالتفكير في كيفية مواجهة ذاك المصير ..تبدع الروائية لهم عالما آخر ..عالما يحافظ على نوعهم البشري..قارة سادسة تضيفها إلى القارات الخمس..قارة خارج كوكب الأرض..كل المجنحين سيكونون هناك..المجنحون يرون بأمهات أعينهم / عقولهم ما ستؤول إليه الأرض..الطوفان يرون: صراعات دينية ومذهبية وعرقية لن تنجو منها أعرق عواصم التعايش بين البشر المختلفين ( المثال الحي باريس بالتأكيد..باريس الثقافة والتنوع والتعايش والحب والجمال)..ستقص أجنحة الحلم في كل مكان..سينتشر الخوف واليأس ويعم الإرهاب..ستكون هناك حروب تتلوها حروب..وستغرق الحروب بما ستستعمله من أسلحة دمار شامل الجميع، متقدمين ومتخلفين..في الشرق وفي الغرب..سيغرق الطوفان المائي الأرض.. تذوب ثلوج القطبين..تبتلع البحار والمحيطات اليابسة وما بناه البشرعليها.. وتبتلع البشر..تبتلع البحارُ البحار والمحيطات المحيطات والنار النار..هكذا تنتهي الحياة على الأرض..تفقد الأرض توازنها..تدور بسرعة عجيبة وتستعيد توازنها بعد زمن قد يطول..لكنه توازن بلا أناس وحيوانات ..حينها ينزل المجنحون بقارتهم السادسة التي تعادل مساحتها مساحة القارات الأرضية الخمس..
الروائية تقول: لا منقذ للبشرية مما آلت إليه أحوالها وأوضاعها إلا المعرفة: علما وفنا وفكرا..المثقفون بشتى مشاربهم هم منقذو البشرية..على البشرية أن تستمع إلى صوت العقل..أن تحب الشعر والموسيقى والفنون عموما لترتقي إنسانيتها ..أن تخرج من صدإ الواقع ويأسه وسأمه إلى الخيال..الفن خيال..بالعقل والفن ..بالمعرفة عموما يستيقظ الإنسان في الإنسان..يحن الإنسان إلى الإنسان..يحيا ضميره..يحلم معه.. ويبني الجميع عالمهم البهي النقي ،الأرقى والأزهى على أرضهم هذه..
على المثقفين في هذا العالم أن يتحدوا..أن يتحركوا ..مسؤوليتهم كبيرة وشاقة في إنقاذ كوكبهم الأرضي بمن وما عليه من هذا الجنون المتعدد المتنوع الذي يتربص به :
- جنون التفاوت الطبقي الاجتماعي والأممي الكبير..
– جنون الحقد والكراهية والأنانيات والعنف والإرهاب والهويات القاتلة عموما..
- جنون الاستغلال البشع لخيرات الأرض الطبيعية، مياها وغابات ومعادن وبترول..
– جنون الاستهلاك المفرط والتصنيع الملوث للبيئة..
- جنون الفساد الأخلاقي المريع ..إلخ..إلخ..
4- تلتقي الضاوية مرة أخرى بإبراهيم عائدين إلى الوطن / الجزائر.. في نفس المقعدين 16 و 17 وربما في نفس الطائرة..يشكل الرقمان معا 33..لهذا الرقم أسراره..إنه رقم عنفوان الشباب..رقم نوع من الخمر ..الخمر انتشاء بالحياة..والشباب أيضا.. يندمج الإثنان ( الضاوية وإبراهيم) في مشروع حب عميق يحيل ربما إلى الزواج..شعب الجزائر المأمول..الجزائرالمعطاء المأمولة.. تبارك أم الخير ذلك..تفرح له بعمق شديد.. و..كعادتها تنتقل إلى كرسي الحاكم الأعظم ..الحاكم الأعظم لم يعد ينتقل إلى خارج البلاد..بين البين هو: مقعد على كرسي الحكم لا يستطيع مغادرته كونه اغتصبه بالتحايل والتزوير ..أو مطلوب في المحاكم الدولية كونه اضطهد شعبه.. أم الخير أيضا بين البين..لا هي خير كلها ..لا هي شر كلها..ساعدت بسمة فأوصلتها إلى حيث تتواجد اللاجئات من مثيلاتها..وأحبت الضاوية..في المقابل هي ترتشي ..تعطي هداياها للجمركي ذاك والجمركي هذا حتى تمرر سلعها..تزيف كذلك..تسجل حقائبها بأسماء آخرين وأخريات في المطارت حتى تمررها..أم الخير تستورد ما هو ثمين من البضائع: ملابس وأحذية وعطورا ومجوهرات..وتبيعها بأثمان غالية لأثرياء الجزائر..أم الخير لاتدفع الضرائب لخزينة الدولة..تجارتا غير مقننة..غير شرعية.. لا تساهم من ثمة في بناء اقتصاد البلاد..أم الخير تتمسك بلباس نساء بلادها التقليدي..أم الخير رمز البرجوازية الوطنية؟..ربما..كيف؟..لأم الخير أجنحة..كيف؟..لم تعط الروائية الأجنحة لنزهة وهي خير كلها.. اعطتها لأم الخير..كيف؟..
5- القارات الخمس كلها تلوثت..عمها عمها الحقد والاستغلال والفساد والعنف والإرهاب..القارة السادسة وحدها النقية النظيفة..السادسة هي قارة العقل والفن..الفكر والجمال..الضمير الحي وتحمل المسؤولية.. الصدق والإخاء..الحرية والأمل.. السادسة ليست في كوكب آخر..ليست للمثقفين الواعين الإنسانيين الأحياء وحدهم..هي أيضا للمثقفين الموتى..القارة السادسة ليست قارة ترابية كقاراتنا الخمس..إنها ما ينظف هذه القارات ويقضي على بشاعة البشر فيهم..إنها ما ينظف عقولهم ومشاعرهم أساسا..إنها الثقافة فكرا وفنا..تقول الروائية: أيعا المثقفون المبدعةن، أيتها المثقفات المبدعات كلكم مسؤولون عن مصير أرضكم هذه..تحملوا مسؤولياتكم..واجهوا – قبل فوات الأوان – هذا الشر الزاحف على أرضكم، شر العنف والإرهاب الأعمى..شر تلوث الطبيعة والإنسان..



#الطيب_طهوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذا ما وجدنا عليه آباءنا
- اللاجئون، الغرب والمسلمون ( خواطر)
- انطباعات عائد من تونس
- من طرائف جدتي
- قصائد قصيرة
- (كلنا قطعان، أنتم ونحن) قالت الحيوانات
- خواطر عن الفتح..وعن الغزو أيضا..
- عن الحداثة، العلمانية وواقع العرب المسلمين اليوم..ج 4
- عن الحداثة، العلمانية وواقع العرب المسلمين اليوم..ج 3
- مجتمع القطيع
- عن الحداثة، العلمانية وواقع العرب المسلمين اليوم..تكملة
- نعمة
- عن الحداثة، العلمانية وواقع العرب المسلمين اليوم
- بغير المعرفة لن نتقدم ، لن نتأنسن، لن نكون..
- بين منظومتنا التربوية ومنظومتنا الدينية
- عاصفة الأخضر حامينا إلى أين؟
- بعيدة محطة القطار
- أيها الماضي الضابح، إرحل
- احترام العالم لنا ولمقدساتنا يبدأ من احترامنا لأنفسنا
- لاهوية لي إلا الإنسان


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الطيب طهوري - رواية حنين بالنعناع لربيعة جلطي...... الخطر داهم..يا مثقفي العالم، اتحدوا، واجهوه