أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - الجامعة العربية ما بين رؤيا الحوار الوطني والمصالحة الوطنية غير المحددة















المزيد.....

الجامعة العربية ما بين رؤيا الحوار الوطني والمصالحة الوطنية غير المحددة


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 1365 - 2005 / 11 / 1 - 15:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


على ما يبدو ومن خلال الاطلاع على ما كتب عن العلاقة مع الجامعة العربية منذ السقوط والاحتلال وحتى اللحظة الراهنة الكثير من التناقض في الطلبات والاستنتاجات ولكل فريق وجهات نظر استنتاجية حاول ان يثبت ان استنتاجاته هي الصحيحة دون الآخرين وكما تابعنا فقد، وجدنا ان الكثيرين يرون ان الجامعة العربية تعتبر عدواً مستتراً بثوب المؤسسة الرسمية ورفعوا عقيرتهم بالمقاطعة والخروج منها، بينما وجد فريقاً آخر ان الجامعة العربية وامينها انحازت بشكل تام مع النظام الشمولي السابق وهي منحازة اساساً ضد الشعوب العربية، وطالب قسم آخر بأن تعدل الجامعة من سياستها ومسيرتها لكي تكون عادلة في قراراتها، ولم اجد الا القيل جداً وضع الجامعة العربية في موقعها الطبيعي واعتبر تحركها عبارة عن خط يتساوى مع الخط الرسمي للحكومات العربية ولا يمكن ان ينفصل عنها او يكون مستقلاً يقرر الصائب ويقف بالضد من الخطأ والتجاوز والدفاع عن الحريات الديمقراطية والنقابية وغيرها فتقف مع الشعب المصري مثلاً او السوري او اليمني او السعودي او السوداني.. الخ وبالضد من الحكومات العربية الرسمية ولا يهمها ممثلي هذه الدول في الجامعة العربية..
قد اقف مع الرأي الذي يقول ان الجامعة العربية وامينها العام رهيني القرارات الحكومية العربية الرسمية بما فيها الترشيحات للامانة العامة والامين العام والمندوبين ولا يمكن لاي شخص ومهما كانت مرتبته الثقافية والعلمية ان يتبوأ اي منصب مهم فيها الا بقرار وتوصيات من حكومته الرسمية ومن هذا المنطلق اجد وقد اشرت في العديد من المقالات السابقة ان الجامعة العربية عبارة عن مؤسسة رسمية لا تخرج عن القرار الرسمي الا ما ندر وتخضع لاعتبارات مصالح الدول الفاعلة فيها وينعكس هذا الامر على تحركاتها ونشاطاتها واتصالاتها مع المنظمات والدول الاجنبية ودعواتها لاجتماع وزراء الخارجية او ملوك وروؤساء الدول العربية ثم البيانات التي تصدرها الامانة العامة باسم الجامعة العربية.
قضية العلاقة مع الجامعة العربية والسيد عمر موسى لم تكن وليدة هذه الايام ونقصد زيارة وفدها او امينها العام للعراق والبحث عن المفيد من اجل استقراره ومواكبته السير باتجاه نزع فتيل المشاكل والتوترات في المنطقة. فقد كانت بعض الدول العربية ترى التريث في قرار الزيارة لحين التأكد من السياسة الرسمية للحكومات العراقية المتعاقبة وصولاً الى الحكومة التي ستقوم بعد الانتخابات القادمة في 15 / 12 / 2005 باعتبارها حكومة غير مؤقتة ومن هذا فقد سارعت الجامعة بارسال وفدها الاخير والقيام بلقاءات متنوعة تمهيداً لزيارة الامين العام وقد توصلت وبالاتفاق مع السياسة الرسمية العربية الى ضرورة التحرك في الوقت الراهن وقبل الانتخابالت القادمة لجس النبض حول ما طرحته من افكار وفي مقدمتها " المصالحة الوطنية بدون حدود! " وهي تعني بالمصالحة الشاملة حتى مع قتلة الشعب العراقي وبدون استثناء. وقد اثار ذلك الاقتراح غضب واستنكار الاكثرية من ابناء شعبنا ومثقفيه وسياسيه لأنه يمس كرامتهم وشعورهم ومواقفهم من مآسي نظام البعثفاشي خلال 35 عام من الارهاب والسجون والاعدامات والكيمياوي والانفال والمقابر الجماعية والحروب الداخلية والخارجية، ومن هذا المنطلق فقد اشترطت العديد من الساسة العراقيين شروطاً عديدة لحظور " مؤتمر الحوار الوطني " الذي تسعى الجامعة العربية وامينها العام لأنعقاده..
ولكن علينا اولاً التدقيق في رؤية الشارع العراقي لهذه الشروط المطروحة لكي نعرف عن كثب الصورة الحقيقة له.ونقول بكل صراحة اننا نجد ان هناك رؤيتان واضحتان في الشارع العراقي لما طرحه الساسة العراقيين بخصوص الحوار المزمع عقده وبجانبهما رؤى متنوعة لكنها ليست ذات تأثير كبير على الشارع العراقي..
الرؤيا الاولى: نستطيع القول ان يكون الحوار حواراً عراقياً داخلياً يخص القوى السياسية المختلفة والمتصارعة سلمياً التي تؤيد نجاح العملية السياسية حيث تقف بالضد من العنف المسلح هذه القوى تختلف في نظرتها في الكثير من القضايا الآنية والمستقبلية وفي مقدمتها الدستور لكنها في الوقت نفسه تسعى لتحقيق رؤيتها بعدما حددت آفاق المشاركة في العملية السياسية وبالتالي ترتيب البيت العراقي بعد سقوط النظام وظهور مجلس الحكم ثم حكومة السيد علاوي وأخيراً حكومة السيد الجعفري، كما يجب ان لا ننسى أن هناك اختلافات في وجهات النظر داخل الرؤيا العامة حول آفاق قيام الحوار الوطني المنشود وفي هذه الرؤيا طرحت شروط لعقد اجتماع للحوار الوطني وفي مقدمتها رفض الحوار مع القوى الارهابية وحزب البعثصدامي وكل من تلطخت ايديهم بدماء الشعب العراقي وقد بلغ بهذه الشروط وفد الجامعة العربية وكذلك امينها العام عمرو موسى على لسان السيدين رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء.
الرؤيا الثانية: تتجه بدون وضع شروط او حدود على المشاركة وهي قريبة لوجهات النظر العربية الرسمية والجامعة العربية وهذا يعني اذا لم تقل صراحة " حزب البعث العراقي اوالمجموعات المسلحة تحت اسماء مختلفة " وهؤلاء جميعهم وقفوا ويقفون بالضد من العملية السياسية تضاف عيلهم قوى ظلية تلعب على الحبال " قدم هنا وقدم هناك " من ناحية تشارك في العلملية السياسية وفي الوقت نفسه تغازل العنف المسلح وبالتالي التفجيرات وقتل الابرياء والاغتيالات وغيرها بحجة " مقاومة الاحتلال " ولكن في جوهرها العمل من أجل افشال العملية السياسية والابقاء على الجيوش الاجنبية واستمرار الانفلات الامني والاضطرابات والعنف المسلح العشوائي. اضافة تريد هذه الرؤيا قيام ما يسمى بمؤتمر المصالحة الوطنية وهمو استكمالاً لما طرحه ملك البحرين قبل ذلك ومقترح عقده في المنامة او مقترحات أخرى وترحب به ان يعقد خارج العراق.
الرؤيتان تكادان تسيطران على اكثرية التحليلات السياسية فيما يخص شروط الحوار الوطني وآليات عقده والقوى التي يجب ان تحضره للعلم ان أكثرية ابناء شعبنا ترفض منطق المصالحة الوطنية مع الجزارين وقتلة الابرياء وتطالب بمحاكمتهم والاقتصاص منهم .. فيما يخص موقف الجامعة والامين العام فهم معروفين بمواقفهم التوفيقية على الرغم من تصريحاتهم الأخيرة حول نبذ قتل الابرياء ولا نقول نحن ضدها بل العكس نجد ان الديبلوماسية العرقية اصبحت اكثر نضوجاً من السابق فنحن بحاجة الى اي صوت يقف بالضد من العمليات الارهابية والقتل العشوائي وتخريب اقتصاد البلاد حتى في بعض الاحيان يفيدنا تحييد الجهات بدلاً من ان تكون بالضد وفي الجانب الثاني لكننا نذكر وكما يقال لعلها تنفع الذكرى
1 ــ كانت الجامعة العربية تهادن النظام السابق ولم تكن لا هي كجامعة عربية ولا السيد عمرو موسى تريد حتى اللقاء مع المعارضة العراقية حيث كان الادعاء عدم التدخل في الشؤون الداخلية لكنها وامينها العام التقت بالمعارضة الحالية في العديد من المرات ولم تعتبره تدخلاً في الشؤون الداخلية للعراق .
2 ــ الجامعة العربية مؤسسة رسمية ليس لها استقلالية القرار وهي تمثل رأي الحكومات العربية الرسمي وترسم سياستها على ضوئها ولا تستطيع الخروج عن هذا الخط الا بما تؤمر به تقريباً وبخاصة في القضايا الكبيرة والمهمة.
3 ــ تريد الجامعة العربية بعد التغيرات التي حدثت في العالم والدعوات الى اجراء الاصلاحات الداخلية في الدول التي تنتهج سياسة لا ديمقراطية ولا تفسح المجال للحريات المدنية وتهيمن على القرارات السياسية لوحدها ان تتحرك وفق مفهوم الاصلاح الرسمي لترتيب البيت العربي على اساس اصلاحات فوقية ومن هنا تخشى من التطورات الجارية في العراق وبخاصة بعد تجربة صناديق الاقتراع بدلاً من سياسة عسكرة المجتمع والحروب والاغتصاب السياسي والعنف المرهون بالسلطة وتجد ان العراق الجديد المتجه للتعددية الحقيقية والديمقراطية البرلمانية الحرة نسبياً سيكون له تاثير ايجابي على المنطقة ومن اجل حفظ ماء الوجه كما يقولون تحركت نحوه لأنقاذ الخطاب السياسي العربي الذي اعلن البعض من الاصلاحات الفوقية لكي تجيير بالحكومات بدلاً من القوى الوطنية المعارضة لها وشعوبها.
4 ــ ما يسمى بالقوى المناهضة للعملية السياسية وفي مقدمتها حزب البعث العراقي اعرب وبكل صراحة عن موقفه المضاد لمبادرة السيد عمرو موسى والجامعة العربية واعتبر الامين العام عرّاب الحكام العرب الرسمين " لم يقل هذا الكلام سابقاً " المهادنين للقوى الاستعمارية والصهيونية في اسرائيل، لانه يعرف جيداً انه غير مرغوب فيه من اكثرية الشعب وقواه السياسية، وهو يعرف جيداً ان زمنه ولى ولن يعود مهما تمشدق "بالقومية وفلسطين والشعب اللعراقي العظيم وغيرها من الشعارات التي استهلكت ولم تعد ذات تأثير مثل ما كان سابقاً.
5 ــ اكثرية الشعب العراقي تريد انهاء الاوضاع الشاذة والعودة للاستقرار والآمان والحياة الطبيعية بعدما ذاقت طعم الحرية وكذلك التطورات التي حصلت على الحياة المعاشية، فالاستقرار يؤدي الى معالجة القضايا والمشاكل التي تعاني منها الجماهير الشعبية مثل البطالة وارتفاع الاسعار والغلاء الفاحش والكهرباء والماء والوقود والاهتمام بالبيئة وتخليص المناطق الشعبية من تلال الزبالة والاوساخ والمستنقعات الآسنة وتظيم المجاري وقيام وحدات سكنية جديدة وغيرها من القضايا الملحة ومن هذا المنطلق هي مع الحوار الوطني الداخلي لكي يسرع في تنفيذ المهمات وفي مقدمتها خروج القوات الاجنبية من البلاد ليتحقق الاستقلال الوطني التام.
خلاصة القول علينا مع كل هذا وذاك ان نتعامل بشفافية مع الجامعة العربية لا ان ندعو للمقاطعة والخروج منها بل العكس تماما الاستمرار في عضويتها والتاثير عليها لصالح الشعوب العربية ثم نحن بحاجة الى علاقات اخوية مع الدول والشعوب العربية وصداقية مع غير العربية بشرط عدم التدخل في الشؤون الداخلية واحترام رغبات الشعوب وتصورتها فيما يخص قضاياها الداخلية، ونجد ان دعوات المقاطعة او الرفض والانعزال سوف تضر ولا تنفع وبالتالي لا تخدم توجهات بناء الدولة الديمقراطية والمجتمع المدني المطلوب.



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المليشيات المسلحة والمؤسسات الأمنية ومشكلة الولاءات الحزبية ...
- سوسة معاداة القوى الوطنية الديمقراطية وقوى اليسار العراقي
- الدستور والعراق وطن للجميع.. يتنافى مع عقلية الهيمنة بأي شكل ...
- البعثصدامي العراقي والنفخ في اوردته المنخوبة
- حقوق المرأة والطبقات والعلاقة مع المادية التاريخية - التلقائ ...
- القوى الوطنية الديمقراطية والاستفتاء الشعبي في القبول او رفض ...
- مسؤولية القوى الوطنية الديمقراطية - اليسار العراقي - في الظر ...
- ثورة السيد بيان باقر صولاغ والدفاع عن ايران بحجة العراق
- هل الحرب الأهلية على الأبواب؟
- الانفراد بالحكم والقرارات الفردية سياسة غير صائبة.. مثال مذك ...
- قانون الخدمة المدنية لسنة 1939 وتقرير لجنة النزاهة عن التجاو ...
- ماذا يريد حكام ايران من العراق؟
- آه.. يا أموال العراق أواه يا أموال الشعب العراقي
- ستسمع لو ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تنادي
- دولة واحدة لا دويلات متداخلة حسب المصالح الحزبية
- التصيد في المياه العكرة ومأساة جسر الأئمة
- الدوائر الانتخابية ورؤية المفوضية العليا المستقلة للإنتخابات ...
- عمليات الفساد والتمييز ضد المواطنين والقوى الديمقراطية
- مواقف سياسية وثقافية أكثر من مريبة
- طارق عزيز بريء كلّ البراءة ونظيف اليدين زيادة


المزيد.....




- فيديو يُظهر ومضات في سماء أصفهان بالقرب من الموقع الذي ضربت ...
- شاهد كيف علق وزير خارجية أمريكا على الهجوم الإسرائيلي داخل إ ...
- شرطة باريس: رجل يحمل قنبلة يدوية أو سترة ناسفة يدخل القنصلية ...
- وزراء خارجية G7 يزعمون بعدم تورط أوكرانيا في هجوم كروكوس الإ ...
- بركان إندونيسيا يتسبب بحمم ملتهبة وصواعق برد وإجلاء السكان
- تاركًا خلفه القصور الملكية .. الأمير هاري أصبح الآن رسميًا م ...
- دراسة حديثة: لون العينين يكشف خفايا من شخصية الإنسان!
- مجموعة السبع تعارض-عملية عسكرية واسعة النطاق- في رفح
- روسيا.. ابتكار طلاء مقاوم للكائنات البحرية على جسم السفينة
- الولايات المتحدة.. استنساخ حيوانين مهددين بالانقراض باستخدام ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - الجامعة العربية ما بين رؤيا الحوار الوطني والمصالحة الوطنية غير المحددة