أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منذر خدام - الخطر الذي يواجه سورية قادم من أين؟














المزيد.....

الخطر الذي يواجه سورية قادم من أين؟


منذر خدام

الحوار المتمدن-العدد: 1365 - 2005 / 11 / 1 - 15:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أصبح من كلاسيكيات الخطاب المعارض في سورية، من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، وما حولهما من تلوينات ثقافية ومثاقفاتية، أن يصب جام غضبه على النظام الاستبدادي، وتحميله كامل المسؤولية عما آلت إليه أوضاع البلاد والعباد، من ضعف وتخلف، وفي ذلك الكثير من الصواب. غير أن الصواب كله لا يكتمل إلا برؤية مفاعيل السياسيات الأمريكية والغربية عموما، تجاه قضايا المنطقة، خصوصا لجهة دعم الأنظمة الاستبدادية على مدى العقود الستة الماضية بذريعة المحافظة على استقرار المنطقة.
إن اتفاق الخطاب المعارض على تحميل النظام المسؤولية الكاملة عن الوضع الراهن، لا يعني أن منطلقاته كانت واحدة، أو أن أغراضه واحدة، وهنا تتنوع كثيرا أجوبة سؤال التغيير. لا يغير من هذه الواقعة كون بعض فصائل المعارضة الداخلية وبعض الشخصيات السياسية والثقافية أصدرت في الفترة الأخيرة، وفي توقيت غير مناسب البتة، أهم وأنضج وثيقة سياسية، بعنوان " إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي"، والتي أخذت القوى السياسية والشخصيات الثقافية من كل لون تتسابق للإعلان عن تأييدها لها، ولسان حال الكثيرين يردد: لا يجوز تفويت الوليمة؟!!.
من المحزن حقاً، إلى درجة البؤس السياسي، أن ينسى البعض أو يتناسى، في خضم هذا الصخب الإعلامي الذي رافق الإعلان، أننا كنا نقف على أبواب خطر داهم يحمله تقرير ديتلف ميلتس، المحقق المفوض من قبل مجلس الأمن بجريمة اغتيال الراحل رفيق الحريري. بل إن ردود فعل بعض العناصر المعارضة (قوى وأفراد)، بدت وكأنها توافق على ما توصل إليه ميلتس في تحقيقه، غير المكتمل، من استنتاجات تجرم بعض المسؤولين الأمنيين في سورية، ربما حتى قبل أن يقرؤوه. هنا أود أن أقول خصوصا للطيف الوطني الديمقراطي المعارض، إن الشعب السوري ومنذ سنوات لديه ما يكفي من وقائع وأدلة لتجريم النظام الأمني في سورية، غير أن تجريمه باغتيال الراحل رفيق الحريري يحتاج إلى أدلة قاطعة جازمة. نحن هنا أمام تحقيق يمكن أن يضع سورية ولبنان والمنطقة عموما، في مهب الريح، في حال خرج عن نطاقه الجنائي، وعندئذ لن يكون هناك رابح محلي، بل خاسرون.
ينبغي أن لا ننسى أن ما يهم أمريكا وبريطانيا وفرنسا، من عملية التحقيق برمتها ليس الوصول إلى حقيقة من اغتال الراحل رفيق الحريري، فقبل اغتيال الحريري وبعده، اغتيل كثيرون في لبنان ومنهم رؤساء دولة، لم تحرك أمريكا ساكناً، بل مات أكثر من مليون شخص في الصراعات الأهلية في رواندا وبوروندي، ولم تحرك أمريكا ولا الأمم المتحدة ساكناً، ولا يزال الشعب الفلسطيني يعاني من أبشع جريمة في هذا العصر، جريمة استئصاله من أرضه، تحت أنظار الولايات المتحدة الأمريكية والعالم، ولا تحرك ساكنا سوى المماطلة والتسويف. ما تريده أمريكا بالضبط هو استغلال جريمة الاغتيال للتضييق على النظام السوري لاستجرار تنازلات منه، حتى ولو كان من سوف يدفع الفاتورة هو الشعب السوري، من مصالحه، ومن سلمه الداخلي..الخ. نحن هنا لا نقلل أبدا من هول جريمة الراحل رفيق الحريري، الذي فقد باغتياله الشعب السوري، والشعب اللبناني، والعرب عموما، شخصية وطنية وعربية فذة، وهؤلاء هم حقيقة، من يريدون معرفة الحقيقة الكاملة، ومعاقبة مرتكبي الجريمة.
لا يجوز، بذريعة الهروب من وضعية خدمة النظام المفترضة، الوقوع في خطأ سياسي قاتل وهو أن لا نرى الخطر الذي يحمله لنا التحقيق الدولي بجريمة اغتيال الراحل رفيق الحريري، وهو خطر في حال وقوعه ( وقد بدا يقع حتى قبل اكتمال التحقيق) سوف يتجاوز في شموله العناصر الإجرامية في حال ثبت وجودها، ليطال الشعب السوري والكيان السياسي السوري.
نحن ندرك جيداً أن الكثير يتوقف على سلوك النظام السوري، لدرء الكارثة المحتملة، خصوصا لجهة التعاون الجدي والحقيقي مع لجنة التحقيق، وعدم التستر على المتورطين بالجريمة في حال وجودهم، مهما علت مراتبهم، لأن الوطن والدولة والشعب أكبر منهم جميعاً، وينبغي تفويت الفرصة على من يستهدفنا في وجودنا بعدم تقديم الذرائع له.
في مثل هذه الظروف، ومن منظور المصالح الوطنية العليا، ينبغي الاشتغال على السيناريو الأسوأ، هذا يعني أن على السلطة أولا أن تسارع إلى إعادة إحياء الداخل السياسي الوطني الذي حاولت القضاء عليه لعقود خلت، ويكون ذلك بالمبادرة إلى فتح حوار جدي وشفاف ومسؤول مع القوى الوطنية الديمقراطية في الداخل، خصوصا وقد أصبح لديها ما تقوله للنظام من خلال وثيقتها " إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي"، من أجل التوصل إلى عقد مؤتمر وطني شامل، يتمخض عنه برنامج وطني للتغيير المتدرج والسلمي والآمن، من طراز السلطة الأمنية إلى طراز السلطة السياسية الديمقراطية. ومما له أهمية استثنائية في هذا المجال إطلاق سراح السجناء السياسيين، والعفو الشامل عمن غادروا الوطن كرها أو طوعا وتامين عودتهم إلى الوطن، والبدء بتسوية أوضاع المواطنين السوريين الكرد، وبرد المظالم إلى أهلها.
من جهة أخرى على قوى المعارضة الوطنية الديمقراطية أن تظل أمينة لرؤيتها المعلنة للتغيير المتدرج والسلمي والآمن، ولرفضها لأي تغيير يأتي محمولا من الخارج، وان توحد كلمتها في رفض أي تسييس للتحقيق الدولي بجريمة اغتيال الراحل رفيق الحريري، لإلحاق الأذى بالشعب السوري وبمصالحه، أو بمصالح سورية.



#منذر_خدام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقرير ميلتس: بوابة عبور خطرة جداً
- سورية إلى أين؟
- إعلان دمشق والمسؤولية الكبيرة
- ما أفسدة دهر الاستبداد هل يصلحه عطاره الجديد؟!
- في سبيل حوار رصين وهادئ
- أدوات قديمة لا تصنع جديدا
- نحو حزب بلا تاريخ- مرة اخرى
- محددات السياسة الامريكية في الوطن العربي
- وأخيرا عقد البعث مؤتمره
- السوريون يكسرون القاعدة الذهبية لنظامهم
- في سبيل مشروع وطني ديمقراطي لإنقاذ سورية
- نحو حزب سياسي منفتح على المستقبل
- مساهمة في نقد العقلية البعثية
- الليبرالية وحذلقة المثقفين
- بحث في طبيعة السلطة في سورية واحتمالات انفتاحها على العصر
- حتى لا يخطئ أحد في قراءة التحركات الشعبية
- نحو حزب بلا تاريخ-ضروراته وهويته
- مبروك للشعب المصري
- حرية المرأة من حرية الرجل
- اغتيال الحريري:اغنيال لمشروع العلاقات المميزة


المزيد.....




- أطلقوا 41 رصاصة.. كاميرا ترصد سيدة تنجو من الموت في غرفتها أ ...
- إسرائيل.. اعتراض -هدف مشبوه- أطلق من جنوب لبنان (صور + فيدي ...
- ستوكهولم تعترف بتجنيد سفارة كييف المرتزقة في السويد
- إسرائيل -تتخذ خطوات فعلية- لشن عملية عسكرية برية في رفح رغم ...
- الثقب الأسود الهائل في درب التبانة مزنّر بمجالات مغناطيسية ق ...
- فرنسا ـ تبني قرار يندد بـ -القمع الدامي والقاتل- لجزائريين ب ...
- الجمعية الوطنية الفرنسية تتبنى قرارا يندد بـ -القمع الدامي و ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن أخفت عن روسيا معلومات عن هجوم -كروكو ...
- الجيش الإسرائيلي: القضاء على 200 مسلح في منطقة مستشفى الشفاء ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 680 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 11 ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منذر خدام - الخطر الذي يواجه سورية قادم من أين؟