أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضياء الشكرجي - ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 19















المزيد.....

ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 19


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 4992 - 2015 / 11 / 21 - 22:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 19
ضياء الشكرجي
[email protected]
www.nasmaa.org
لكن لا بد من أن أذكر حادثة لي مع هذه التنظيمات الإسلامية السنية العربية. فبعد احتلال صدام للكويت، واتخاذ الغرب بقيادة أمريكا قرار شن الحرب على العراق، لإخراج القوات العراقية من الكويت. وكنا نشعر بالخوف من حدوث نتائج كارثية على الشعب العراقي من جراء هذه الحرب، وقمنا بنشاطات إعلامية بهذا الخصوص، تارة بالتنسيق مع قوى المعارضة العراقية، وأخرى على صعيد الإسلاميين. وحيث كنت أحضر صلاة الجمعة في المركز الإسلامي في هامبُرڠ-;-، طلب مني أكثر من واحد تنظيم تظاهرة ضد الحرب. فدعوت التنظيمات الإسلامية العربية السنية الثلاث (الطلائع الإسلامية، تنظيم الإخوان المسلمين، حزب التحرير). فطرحت عليهم فكرة الخروج بتظاهرة، ولكنهم بالنتيجة لم يوافقوا بسبب أحد أهم محورين للتظاهرة؛ إذ أردنا أن تكون التظاهرة بشكل أساسي ضد الحرب الأمريكة المقبلة، وضد ديكتاتورية صدام وجرائمه ضد الشعبين العراقي والكويتي. رفض ممثلوا التنظيمات ثلاثتهم، معللين رفضهم، أن لديهم تعليمات بالخروج مع كل تظاهرة ضد الحرب، لكنهم غير مستعدين أن يتظاهروا ضد صدام، لأنه يقف الآن ضد الأمريكان. حاولت أن أقنعهم ألا تلازم بين أن نكون ضد أحد الطرفين، فيعني ذلك أن نكون مع الطرف الثاني. لكنهم لم يستطيعوا، أو لم يريدوا أن يفهموا ذلك، أو هكذا كانت أوامر قياداتهم. وهنا أتذكر كيف وُزِّع بيان لراشد الغنوشي يمجد بصدام حسين، ويذكر فيما يذكر أن الإسلام علمهم أن يقفوا في مثل هذه الظروف موقف التأييد لمن يقف بوجه الكفر، وألا نبحث في مثل هذه اللحظة عن تقواه، بل عن فعله، كما علمنا التاريخ أن نتخذ موقف العداء تجاه كل من يقف معارضا لبطل كصدام. ورأينا كيف علّق عباس مدني زعيم جبهة الإنقاذ الإسلامي الجزائرية صورة صدام في مكتبه، مثلما رأينا بعد أكثر من عقد من الزمن حماس الفلسطينية تعتبر صدام شهيد الأمة. بل انبرى معممون إيرانيون، على رأسهم المتشدد محتشمي، سفير إيران في سوريا لفترة طويلة؛ انبروا للدعوة للوقوف مع صدام ضد الأمريكان. وهكذا كانت دعوة حسن نصر الله عام 2003، حيث نصح المعارضة العراقية بلهجة استعلائية ملؤها الغرور، أن عليها أن تقف متحالفة مع صدام لرد العدوان الأمريكي.

وعلى ذكر ذلك المسلم الشيعي الألماني، والذي تخلى عن الإسلام لاحقا، علي باور، والذي عاد إلى اسمه، وأظنه أيرڤ-;-ين (Erwin)، فإننا الاثنين لم نتعاون فقط فيما يتعلق بمجلة الفجر، بل كنا لسنوات نهيئ كل متطلبات تظاهرة يوم القدس في آخر جمعة من كل رمضان. كنا نحاول أن نصوغ المنشور واللافتات بلغة عقلانية ورصينة، بعيدا عن الغلو والتطرف، على الأقل بمعاييرنا آنذاك، وشخصيا اخترت بدائل للهتافات المعتادة ضد أمريكا وإسرائيل، فاستبدلت هتاف (الموت لأمريكا) بـ(تسقط الإمپريالية الأمريكية)، وهتاف (الموت لإسرائيل) بـ(تسقط الصهيونية). وكنا نحرص على ألا تتحول التظاهرة إلى تظاهرة إعلان ولاء لإيران والخميني، وإن كنا ندين حرب صدام ضد إيران، كما كنا ندين احتلال الاتحاد السوڤ-;-ييتي لأفغانستان، واحتلال إسرائيل لفلسطين، كما ندين الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل في فلسطين ولبنان، إلا أنا كنا نرفض أي هتاف ضد اليهود. لكن رغم كل جهودنا يأتي المتطرفون يوم التظاهرة، ويخربون كل ما هيأناه، فيهتفون بكل الهتافات التي تجنبنا مضامينا في الهتافات التي هيأناها، ويوزعون منشورات غير التي هيأناها، بمضامين متطرفة ومغالية في إيران والخميني، وكان أبطال هذا العمل التخريبي المتطرف والمغالي، محمد علي رامين الإيراني، وياڤ-;-وس التركي المتشيع، وتنظيم كردي تركي تشيع أفراده تشيعا سياسيا، علاوة على حزب الله اللبناني. حتى اتخذت قرارا في التسعينيات، أو آخر الثمانينيات، بمقاطعة تظاهرة القدس. ومن الهتافات الغريبة والمضحكة التي كان الإيرانيون المغالون في الثورة وفي الخميني يهتفون بها، وباللغة الألمانية، هو هتاف «عاش الخميني خالدا»، بالألمانية «Ewig lebe Khomeini»، وكنت أحاول أن أقنعهم بعدم ترديد هذا الهتاف، واستبداله - إن كان لا بد من الهتاف للخميني - بعبارة «عاش الخميني طويلا»، بالألمانية «Lange lebe Khomeini». بل كنت معارضا للهتاف للخميني أصلا ورفع صوره، ولاحقا صور خامنئي. وفي أيام الخميني، كنت أقول لهم، لنجعل يوم القدس تعبيرا عن وحدة المسلمين في قضاياهم المركزية، وعلى رأسها قضية فلسطين، يشارك فيها الشيعة والسنة، المؤيدون لإيران والخميني وغير المؤيدين. أما إذا أردتم الخروج للإعلان عن ولائكم للخميني، فلننظم تظاهرة لهذا الغرض غير تظاهرة يوم القدس. ولم يكن منهم إلا الإصرار، حتى أني كتبت رسالة إلى حسين علي منتظري، أيام كان منصوبا كخليفة للإمام، وكان المغالون في الثورة من إيرانيين ومن أفراد (حزب الله) اللبنانيين، يقدسونه حتى فوق كل تقديسهم للخميني، كتبت له أستفتيه عن جواز ترديد هتاف «عاش الخميني خالدا»، فجاءني جوابه بعدم جواز ذلك، لأن البقاء لله وحده. ومع هذا بقوا معاندين. وهم لا يلامون، بل الذي يلام هو أنا، لعدم حسم ابتعادي عن هذه الأجواء في وقت مبكر، فما أشد غفلتي وسطحيتي وسذاجتي آنذاك، وما أبطأ نمو رشدي، مما كلفني ربع قرن من حياتي. مع هذا لست آسفا عليها كليا، فقد منحتني ثمة رؤية متميزة في نقدي للإسلام السياسي، وعموم نقدي للفكر الديني، ما كنت سأكتسبها لولا الربع قرن من الإسلام السياسي، والثلاثة عقود من اعتماد الفكر الديني، بكل مراحل وأشواط تطور كل منهما.

وفي إحدى السنوات نظّم الثنائي المغالي في الخميني ولاحقا في خامنئي ياڤ-;-وس التركي ومحمد علي رامين الإيراني، نظّما مؤتمرا بعنوان «الإسلام يعني السلام»، ومن أجل أن يتظاهرا بالانفتاح، دعواني كمحاضر أساسي، رغم اختلافهما الشديد معي، كما دعيا الدكتور أودو شتاينباخ (Udo Steinbach) أيضا كمحاضر أساسي، والذي تربطني به علاقة صداقة إلى حد ما. فطرحت أفكارا لم ترق لهما، حتى أني نفيت تفسير كلمة (الإسلام) بـ(السلام)، فقلت فيما قلت، صحيح إن (إسلام) مشتقة من نفس الجذر لـ(سلام)، ولكن لكل كلمة بالعربية، كما في اللغات الأخرى معنى أصلي، ومعنى منقول، ومعنى حقيقي وآخر مجازي. وأثناء الحوار الذي أداره محمد علي رامين، وفي نقطة من النقاط التي رأيتني أختلف معهما اختلافا جوهريا، بينما رأيتني قريبا جدا من د. شتاينباخ، قلت: «يؤسفني أني أراني أكثر انسجاما مع طروحات صديقنا غير المسلم مني مع إخواني المسلمين».



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 18
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 17
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 16
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 15
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 14
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 13
- داعش وما قبله وما بعده: الإسلام هو المشكلة
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 12
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 11
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 10
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 9
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 8
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 7
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 6
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 5
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 4
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 3
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 2
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 1
- ما قلته في لقاء السفارة ب «أسبوع النزاهة؟»


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضياء الشكرجي - ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 19