أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - جاسم ألصفار - ملاحظات في السياسة الاعلامية للمثقفين الوطنيين














المزيد.....

ملاحظات في السياسة الاعلامية للمثقفين الوطنيين


جاسم ألصفار
كاتب ومحلل سياسي

(Jassim Al-saffar)


الحوار المتمدن-العدد: 4992 - 2015 / 11 / 21 - 22:33
المحور: الصحافة والاعلام
    


ملاحظات في السياسة الاعلامية للمثقفين الوطنيين
دكتور جاسم الصفار
نغرق حتى اذنينا في فوضى الاخبار، وكل منا يتعامل معها بطريقته. ولكن ما يثيرني احيانا هو تلك اللهجة الابوية التي يستخدمها البعض عند اشارته لغيره بما يجب ان ينشر وما لا يجب ان ينشر، ويمنحون لأنفسهم وحدهم التمييز بين ما هو ضار وما هو نافع من المنشورات.
أذكر ان بعضهم اشار قبل سنوات بعدم نشر صور او فيديوهات لمجازر داعش الدموية بحجة ان هذا هو ما تريده داعش. ومع تقديري لغايات من نصح بذلك الا انهم اعتمدوا منطقا غريبا هو نفس منطق داعش المستمد من تجارب الماضي البعيد، فمع صحة رأيهم بأن داعش تريد اخافة اعدائها من اجل فل عزيمة الخصم والاجهاز على معنوياته القتالية، الا ان هذا المنطق الذي صح في الماضي لا يصح اليوم بعد ان تغيرت مثل الانسان وقيمه الروحية.
فبعد ان عرف الجميع اساليب داعش الوحشية وطرق ادارتها للحرب، لم يعد سهلا على داعش ان تدخل بسهولة قرى تصنف على انها كافرة ومعادية، ولم تستطع داعش ان تخترق حصون قوات مناهضة لها دينيا او طائفيا دون خيانة او خديعة. والا فكيف نفسر صمود قرى شيعية عراقية وسورية صغيرة لأشهر عديدة بوجه داعش، أو صمود قوة عسكرية سورية في مطار محاصر بالدواعش لسنوات دون ان تتمكن داعش منه.
ثم، الم تكن تلك المنشورات والافلام المقززة التي نشرها اعلام داعش اساسا لنفور الشعوب الاوربية من داعش وضغطها على حكوماتها من اجل حسم موقفها من هذا السرطان الوهابي القاتل. ومن كان ينتظر غضبا شعبيا في الاردن، وطن الزرقاوي، على داعش لولا تلك الفيديوات التي عرضت الطريقة التي اعدم فيها الطيار الاردني الذي وقع بيد داعش. ولا بأس بان نشير الى الاثر الاعلامي الدعائي الكبير الذي تركته عملية اخراج قلب جندي سوري من جسده واكله امام الكاميرا، والتي ذكر الرئيس الروسي فلاديمير بوتن الاوربيين بها مرارا وتكرارا.
واليوم، عندما اخذ الخلاف الكردي الشيعي ابعادا خطيرة، وتصاعدت نبرات التحريض والفرقة بعد جملة من التصرفات والتصريحات غير المسؤولة لقادة كردستان واطراف في الحشد الشعبي، اعتبر بعضنا من المثقفين الوطنيين ان خير سبيل لوأد الفتنة هو الصمت عن مظاهرها وتجلياتها في الشارع العراقي، وخاصة موضوع "حرب الأعلام" الذي احرقت فيه اعلام العراق في اربيل واهين علم كردستان بفرشه في طريق مرور السيارات في كربلاء (حسب الفيديوهات المنشورة على الفيس بوك).
ولكن هل هذا هو السبيل الافضل لوأد الفتنة؟ وهل علينا ان نخفي رؤوسنا في الرمال لكي لا نرى كيف تستفحل امراض لها مسبباتها في بلدنا العراق؟ أليس في ذلك تخلي عن مساحة اعلامية هامة، تشغل مواطنينا كردهم وعربهم، لنتركها لعبث العابثين بمصير البلاد؟ أو ليس هذا هو ما تريده القوى القومية والطائفية لكي تمضي قدما بمشاريع تمزيق بلادنا وطنا وشعبا، دون ان يتصدى لمشاريعها مثقفون حريصون على وحدة وطنهم؟
لا سبيل، برأيي، لعلاج جسد مريض، بخزن القيح في داخله بهاجس، ان خروج القيح للعلن سيؤدي الى استفحال المرض. بينما يتعين تنظيف الجسد المتقيح من قيحه ومعالجة اسباب مرضه. والطبيب المعالج هنا هو المثقف الوطني في حالة تصديه لمظاهر الفتنة واسبابها.
ففي جهده الاعلامي والثقافي، على النخبة الثقافية الوطنية أن لا تتهرب من عرض مظاهر الاحقاد والفرقة وتحليل اسبابها وتوجيه اصبع الاتهام الى من اثار الفتنة سعيا وراء مصالح ضيقة، ثمنها دماء واحقاد وكراهية. ولولا كتابات مسؤولة وجادة في هذا الاتجاه ما اهتم شباب من الاكراد الوطنيين برفع العلم العراقي اليوم في كردستان، وما كان ليتبرأ بهذه السرعة والطريقة، مجلس مدينة كربلاء ومواطنيها، من العمل المشين مع علم كردستان.



#جاسم_ألصفار (هاشتاغ)       Jassim_Al-saffar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فرضيات تحتاج للتحقق بشأن كارثة الطائرة الروسية
- ملاحظات على هامش ندوة -الثقافة الجديدة- بشأن دور المثقف في ا ...
- قراءة لزيارة الرئيس السوري الى روسيا
- ملابسات توقيت قرار التدخل العسكري الروسي في سوريا
- الخيارات الروسية في الحرب السورية
- قراءة في اخبار العمليات العسكرية الروسية في سوريا
- اليسار العراقي، الانغلاق في الماضي ام الانفتاح على الحاضر
- مشاريع الاصلاح وافاقه
- نحو رؤيا واقعية للتغيير
- محاور المؤامرة على الارادة الشعبية
- رسالة من بعيد لابطال يصنعون التغيير
- الانفصاليون وخدعة الاستقواء بالفكر الاشتراكي (الجزء الثالث)
- الاشتراكية وخدعة الاستقواء بالفكر الاشتراكي (الجزء الثاني)
- الانفصاليون وخدعة الاستقواء بالفكر الاشتراكي (الجزء الاول)
- الرقيب في -طريق الشعب-
- وجهة نظر في الازمة الاوكرانية
- بعد ان سكنت العاصفة
- خواطر في العلمانية والدين
- محاور الخلاف في الحركة الاشتراكية الروسية (الجزء الثاني)
- محاور الخلاف في الحركة الاشتراكية الروسية (الجزء الاول)


المزيد.....




- -صدق-.. تداول فيديو تنبؤات ميشال حايك عن إيران وإسرائيل
- تحذيرات في الأردن من موجة غبار قادمة من مصر
- الدنمارك تكرم كاتبتها الشهيرة بنصب برونزي في يوم ميلادها
- عام على الحرب في السودان.. -20 ألف سوداني ينزحون من بيوتهم ك ...
- خشية حدوث تسونامي.. السلطات الإندونيسية تجلي آلاف السكان وتغ ...
- متحدث باسم الخارجية الأمريكية يتهرب من الرد على سؤال حول -أك ...
- تركيا توجه تحذيرا إلى رعاياها في لبنان
- الشرق الأوسط وبرميل البارود (3).. القواعد الأمريكية
- إيلون ماسك يعلق على الهجوم على مؤسس -تليغرام- في سان فرانسيس ...
- بوتين يوبخ مسؤولا وصف الرافضين للإجلاء من مناطق الفيضانات بـ ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - جاسم ألصفار - ملاحظات في السياسة الاعلامية للمثقفين الوطنيين