أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عساسي عبدالحميد - الجمعة الحزينة،يوم ذبحت فرنسا مواطنيها بسيف داعش...














المزيد.....

الجمعة الحزينة،يوم ذبحت فرنسا مواطنيها بسيف داعش...


عساسي عبدالحميد

الحوار المتمدن-العدد: 4991 - 2015 / 11 / 20 - 20:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أحيانا ترتكب دول وازنة مثل فرنسا جرائم في حق أبنائها خدمة لأجندة سياسية ما ، وهذا ما حدث بالضبط ليلة الجمعة الحزينة الدامية بعاصمة الأنوار باريس يوم 13/11/2015..
ففي أحداث 11 سبتمبر 2001 استخدمت أمريكا مصريين و سعوديين من القاعدة لتفجير نفسها بنفسها لدواعي استعمارية واقتصادية ، و يوم 13/11/2015 استعملت المخابرات الفرنسية مغاربة من داعش لذبح مواطنيها لنفس المرامي والأهداف ...
البارحة ووسط صخب و تطبيل اعلامي لافت على ايقاع النشيد الوطني " لامارسييز " ورفرفة العلم الفرنسي "التريكولور" تحركت باسم الله مجراها ومرساها حاملة الطائرات الفرنسية العملاقة " شار دوغول " لتمخر عباب المتوسط متجهة نحو جانبه الشرقي أي ما بين السواحل السورية والمصرية لتوجيه ضربات نوعية لجحور و مخابئ الدواعش خريجي الفكر الوهابي السعودي في سوريا علما أن الطلعة الواحدة لكل طائرة تكلف حوالي 12000 دولار ...
بين السواحل المصرية والسورية يقبع بحر ثروات هائلة من الغاز و النفط، فأخيرا أزيل النقاب عن اكتشاف غير مسبوق لكميات من الغاز بالمياه الاقليمية المصرية تقدر بحوالي ثلاثين تريليون قدم أي ما يساوي 6 مليارت برميل نفطي و هو ما يجعله أكبر حقل غازي في العالم على الإطلاق، مصر هي طريق القوافل القديمة نحو أمهرة ومنابع النيل وهي الماسكة بعنق منفذ بحري يربط بحورا و خلجانا، أما الساحل السوري الممتد من طرطوس حتى شمال اللاذقية وتخوم اسكندرونة فكميات النفط والغاز المتوفرة فيه تعادل مخزون دولة الكويت أربع مرات و سوريا هي بداية طريق الحرير نحو الصين الذي يمر عبر ايران وكابل و حيدر أباد ...
بالقرب من الجهة التي سترسو بها حاملة الطائرات "شارل دوغول" هناك ليبيا و التي وضعها الفرنسيون ضمن نفوذهم و أمنهم القومي، ففضلا عن كونها تتوفر على احتياطات هامة من النفط فهي بوابة نحو التشاد و النيجر احدى أهم قلاع و ضيعات امبراطورية فرنسا الاستعمارية بل قلبها النابض.....
فرنسا و عبر شركتها " أريـفـا " تعتمد على اورانيوم دولة النيجر لإنتاج ثلاثة أرباع من طاقتها الكهربائية في حين لا يتوفر الكهرباء لأكثر من نصف ساكنة النيجر الذي ينتج خمس أورانيوم العالم، فمترو باريس مثلا يشتغل بفضل أوروانيوم النيجر و به كذلك تشعل أضواء برج ايفيل المبهرة .... التشاد بدورها تتوفر على النفط الذي تكتم عنه الفرنسيس يوم منحهم للتشاديين استقلالا شكليا سنة 1960 تحت علم و عملة و بقي بحر النفط التشادي ذو الجودة العالية سرا من أسرار الدولة الفرنسية التي ستبعث بمعاولها و حفاراتها عندما تكون محتاجة اليه ولو بعد عقود أو أجيال ...
خلص صناع القرار بقصر الاليزيه أن الاقتصاد الفرنسي سينهار و المستوى المعيشي لدى المواطن سيتهاوى ما لم يتم اتخاذ قرار شجاع بالبحث عن موارد ما وراء البحار سواء كانت من التركة الكولونيالية الفرنكفونية أو غيرها وتمكين المستثمرين الفرنسيين من استغلالها و تدبيرها بطريقة تجلب الأموال للخزينة الفرنسية المهددة بالافلاس...
هنا ، لا مكان للأخلاق، إنها قضية حياة أو موت ومن سنن الطبيعة أن البقاء للأقوى ولا مكان للضعيف في هذا الكون ، أعتى الامبراطوريات قامت على جماجم و دماء واستعباد البشر، فحفر قناة السويس مثلا والذي تم تفويض مشروعه لشركة فرنسية و الذي دام عشر سنوات 1859-1869- كلف حياة أكثر من 150 ألف مصري ماتوا جوعا وعطشا ومرضا وإذلالا و تعذيبا ..و لهذا كان من الضروري بمكان أن تذبح فرنسا 129 انسانا بريئا و أن تعطب 180 آخر وكان لزاما أيضا أن تدخل الفجيعة في قلب العديد من الأسر التي تواجد أبنائها و قادهم حظهم العثر نحو أعتاب تلك الليلة الملعونة أي يوم 13/11/2015 ....
فرنسا هي من اغتالت العديد من قادة وزعماء القارة الافريقية، فرنسا كانت طرفا فاعلا في اغتيال الزعيم اليساري المغربي المهدي بن بركة و أذابت جثته في محلول حمض الأسيد سنة 1965 لأنها رأت فيه خطرا على مصالحها بالمغرب وبلدان العالم الثالث، فرنسا هي من اغتالت الرئيس الهواري بومدين بسم الثاليوم سنة 1978 لأنه قام بتأميم البترول الجزائري، هي من اغتالت رئيس بوركينا فاسو "توماس سانكارا" سنة 1987 لأنه كان يحرض قادة وزعماء افريقيا على عصيان فرنسا و عدم الاكتراث بها والتخلص من التبعية الاقتصادية لباريس، هي من اغتالت "جمال عبدالناصر" سنة 1970 ودس له السم الزعاف في مؤتمر اللاءات الثلاثة بالخرطوم لأنه كان يقول للجزائريين و غيرهم من أن استقلالكم منقوصا غير كامل ، تخلصوا من الشركات الفرنسية و عوضوها بالسوفيتية .. فكل من مس بأمن فرنسا القومي ومصالحها الاقتصادية في مستعمراتها القديمة التي منحتها استقلالا شكليا ومكنت شركاتها من التموقع و التجدر كان مصيره الذبح ....

خرجت عساكر فرنسا و رحل المقيم العام و انزل العلم الفرنسي لكن عوض هذا تم غرس داخل الأجهزة السيادية لمستعمرات افريقيا من يسهر على مصالحها و قامت باريس بتفعيل و تشغيل ماكنة أذرعها الأربعة وهي 1- الوكالة الجامعية للفرنكفونية... 2- قناة تي في 5 الفضائية... 3-جامعة ليبولد سنغور ...4-الجمعية الدولية لرؤساء البلديات الناطقة بالفرنسية، وهي الأذرع التي يعمل بها الفرنسيس طيلة عقود لنشر لغتهم و ثقافتهم باعتبار اللغة و الثقافة الطريق الأنجع للحفاظ على تبعية اقتصادية بلدان إفريقيا لباريس والوسيلة الأنسب لتأهيل نخب مفرنسة من وسط شعوب هذه البلدان لتولي مناصب القرار و تدبير الشأن العام لمستعمرات فرنسا القديمة بما يخدم الأمن القومي الفرنسي ...
إذا، كان من المصلحة الوطنية إراقة بعض من الدم و بعض من الدموع وأن يصلب الوطن بعضا من أبنائه و يتعمد بدمائهم من أجل فرنسا، وهذا ما حدث في تلك الجمعة الحزينة الكئيبة الرهيبة ..



#عساسي_عبدالحميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيف المافيات الدولية فوق رقاب آل سعود
- السعودية هي من تقول لداعش -اقرأ باسم ربك الذي خلق -...
- من نصائح -إيزنهاور- إلى تنظيم الإخوان....
- لماذا تم إسقاط الطائرة الروسية بسيناء ؟؟
- هل سيتحكم المغرب مستقبلا في الأمن الغذائي العالمي؟
- على هامش انتفاضة ساكنة طنجة المغربية ...
- حزب النور و الطريق نحو الاستفراد بالسلطة
- السعودية تستعد للأسوأ.
- الأقصى بين الوهابية والتلمودية..
- السعودية ،مملكة الاستخراء ....
- سد النهضة الاثيوبي-- تدويل مكة-- تدبير داعش .
- المغرب يعتزم معاقبة السويد على اعترافها بالجمهورية الصحراوية
- المغرب سيعاقب السويد (.... القضية حامضة وبزاف .)
- بضاعة السعودية داعش سترد اليها لتدمرها...
- المملكة على طريق المهلكة
- من بين المفقودين الايرانيين بمكة رجال استخبارات
- الدب الروسي وذاكرة الجهاد في افغانستان
- مجزرة مكة...التي حدثت قرب مرجم الشيطان
- كوارث موسم الحج لهذه السنة ، من ورائها ؟؟؟....
- مصيدة -أوباما- للملك السعودي ..


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عساسي عبدالحميد - الجمعة الحزينة،يوم ذبحت فرنسا مواطنيها بسيف داعش...