أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي طالب الملا - المجتمع والفساد . ضحية وجلاد وحاكم ظالم !















المزيد.....

المجتمع والفساد . ضحية وجلاد وحاكم ظالم !


علي طالب الملا

الحوار المتمدن-العدد: 4991 - 2015 / 11 / 20 - 14:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يمكن القول إن الفساد أضحى "ثقافة " داخل المجتمع ، او ما يمسى " الواسطة " هي وليد ثقافة الفساد ، ولا يستطيع الموطن الحصول على عمل إلا بمقابل والمقابل هو الوساطة والمحسوبية والقرابة خلاف ذلك فهو لا يحصل عليها لأن القوانين قد نظمت هذه الحقوق ، ولا يتبوأ أي موطن مركز في المجتمع إلا بعد أن يقدم ولاءات وتنازلات .
لعل الفساد تنظر لة دول العالم المتحضرة على انه موضوع لا يخصها لأنها تقوم وفق مجتمعات ديمقراطية ولا ترى في الفساد إلا خلل وظيفي عابر ، وقد أثبتت الدراسات فشل هذا المعتقد وان الفساد ينتشر في كل ارض خصبة لة بغض النظر عن طبيعة النظام الاجتماعي والسياسي في هذه الدولة أو تلك .. ولعل ما يميز هذه البلدان ليس أنظمتها الديمقراطية ولكن مجتمعها المدني الذي يواجه الفساد ويكون له ردود فعل اتجاة الفعل الذي " يعلن فورا " عندما يكون هناك وزير قد استقال من الوزارة بسبب الشبهات التي تتعلق بجريمة فساد أو أن يقدم على الانتحار كما حدث في اليابان . أن تقارير المنظمات المعنية في الشفافية الدولية ومؤشراتها والتي قد تكون مضللة لاعتمادها على متغيرات سببه تختلف من دولة إلى دولة أخرى وفي فترة زمنية إلى أخرى ومع ذلك يجب وضعها في عين الاعتبار كمراجع ومصادر في حين أن البنك الدولي حدد مؤشرات الوساطة والمحسوبية والمحاباة والآليات التي تقرها الدولة لمحاربة هذا الفساد وسنها القانون الكسب غير المشروع ونحن نعلم حتى هذا القانون لم يصل به لمكافحة الفساد ، وبالتالي نجد أهمية هذا الموضوع تكمن في تلمس اثأر وأنواع هذا الفساد ،
ما المقصود بمفردة كلمة " الفساد " ؟ سوف ندرك بان لها تعبير متفق علية وواضح ، كلمة " الفساد " يعني تعفن ، انحلال ، انحراف ، تلف تدريجي ، وتدهور ، وهذا ما يصيب الجسم البشري إذ شعر بالوهن أو الشخصية الاعتبارية التي يقلقها القانون .
العالم " ابن منظور " رأى أن الفساد نقيض الصلاح ، وتفاسد القوم أي تدابر وقطع الأرحام والمفسدة خلاف المصلحة بطبيعة الحال ، وعرف انه خروج الشيء عن الاعتدال سواء كان هذا الخروج قليلا أو كثيرا ، وانه اخذ المال ظلما ، كما يشار الفساد بالعتو أو السحت المال الحرام ، البرطلة ، وما يعرف في مجتمعاتنا بالرشوة .
أما التعريف الاصطلاحي فقد شابه الغموض وله تعددات باختلاف الزاوية التي ينظر من خلالها المهتم ، فقد تكون لعلماء الاجتماع رؤيتهم لهذا المصطلح ولعلماء الإجرام أيضا ولعلم النفس منظوره الخاص وللفسلفة والتاريخ .. كل منهم له تعريفاته المختلفة ، وإذا ما أردنا أن نركز على التعريفات الحديثة فسنجد أن البنك الدولي لم يعرف الفساد ولكن أشار إلى الأنشطة التي تندرج تحت هذا المصطلح كإساءة استحال الوظيفة لتحقيق المكاسب الخاصة ، وذلك عن طريق قبول الرشوة مقابل الحصول على تسهيلات أو طرح مناقضات الخ ..
الاستفادة من الإجراءات العامة للتغلب على المنافسين وهذه قد يقوم بها شخص يمارس نشاطا خاصا أيضا الفساد قد يحدث نتيجة استغلال الوظيفة العامة ، ولكن دون اللجوء إلى الرشوة وتعيين الأقارب أو سرقة مال الدولة مباشرة ، ومن التعريفات في هذا الشأن أن الفساد هو احد الأضرار التي ترمز إلى وقوع خطا في إدارة الدولة أو أن المؤسسات التي أوكل إليه تحقيق المصلحة العامة ، بتنظيم العلاقة المتداخلة ما بين المواطن والدولة ، استخدمت لصالح تحقيق الثراء للفاسدين وبالتالي حتى تحقيق القرارات بالشأن العام يكون متصلا بتحقيق الأهداف الخاصة ، ومن هنا أن الفساد الإداري تحديدا يرتكز على أن هذه المؤسسات لا تؤدي دورها على النحو المطلوب سواء كان أداء الموظف ضعيفا أو ناتج عن إهمال جسيم ، بقصد تحقيق مكاسب مادية فهو إساءة استعمال السلطة العامة لتحقيق مكسب خالص.
من التعريفات الموسعة لكي نختصر الفساد في هذا الشأن أن الفساد هو إخضاع المصالح العام لأهداف خاصة ، فالمصالح العامة هنا مطلقة ، كمشاريع التنمية الكبرى ، سواء متعلقة بوظيفة عامة أو ليست متعلقة بوظيفة عامة ، وهنا تكون الدول قائمة عليها فعندما يتدخل صاحب النفوذ المالي للسيطرة على مجريات الأمور لتحقيق الثرى مقابل أن يعمل على إنقاص حق المواطن في التنمية والتقدم .
حتى اتفاقية الفساد تحمل في ظاهرها وباطنها تلك الأفعال التي تعتبر من جرائم الفساد ومنها الاختلاس والرشوة وسوء استعمال الوظيفة والثراء غير المشروع الخ .
واما موقف الشريعة الإسلامية وكل الشرائع السماوية تحسم الامر بان الله عز وجل في عديد من آيات الذكر الحكيم اتجاة الفساد والمفسدين لأنه مفسدة للعقل، ومفسد للمال ، وعزز ذلك لقرابة خمسين آية من آيات الذكر الحكيم تنهي عن الفساد ، وتربط الفساد بالأرض مصدر رزق الإنسان احد عشر آية تبين عقاب المفسدين أي العقاب الذي اقره اله سبحانه وتعالى المفسدين .
وفي بعض الأمثلة سنجد أن خطاب النبي الله صالح (ولا تعثوا في الأرض مفسدين) وخطاب النبي شعيب (أوفوا الكيل والميزان ، أما العقاب فيمثل في قوله تعالي ( ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه ، وهو ألذ الخصام ، وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد إذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس العقاب) هذا هو العقاب الذي اقره الله للمفسدين في الأرض.
آيات الذكر الحكيم سنبين أن لها مفهوم أوسع واشمل بالنسبة للفساد ، لأنه حتى عندما يتعلق الأمر بمخالفة الأحكام الشرعية يعتبر فساداً شرب الخمر مسألة ربما تختلف عليها المجتمعات ، والزنا كذلك ، ومع ذلك للفساد ومفهومه الشامل وبالتالي فإن الفساد في الدين الإسلامي له مفهوم الغش والاحتكار .. الخ .
وقد كان للسنة النبوية وقفة متميزة لهذا الشأن منها قول "الرسول صلى الله عليه وسلم " لعن الله الراشي والمرتشي" وقوله "ما بال العامل نبعثه فيجيء فيقول هذا الكم وهذا أهدى إلى ألا جلس في بيت أمه وأبيه فينظر أيهدي إليه أم لا" وذلك ما يقوم به كل موظف عام في أي بلد من البلاد ، ورأينا أن ثقافة المجتمعات العربية "تهادوا تحابوا" عما تهدف الشريعة الإسلامية بشأن الفساد فلابد أن نميز بين الممارسات والتقاليد والأعراف قد تطغي على أحكام الشريعة الإسلامية وعلى روح الإسلام الحقيقية ، وعندما نتكلم عن الفساد سنجد أن للفساد أنواع كثيرة منها الأسود والرمادي وعرفه المختصون بان الفساد الظاهرة الذي نراه جليا في معاملاتنا والفساد الأبيض هو الذي لا يدخل ضمن قائمة الإحصاء الجنائي لماذا لان ذوي الياقات البيضاء وهم من يتكفل بهذا الفساد بعدما أصبحت الرشوة العمولة والابتزاز في نظام الرواتب العالية بعيدا عن الكفاءة والترقية .
مع شعور المواطن والمجمتع الذي نزل معظمة دون مستوى خط الفقر والذي تولد لديه ردة فعل نفسية جعلت من الثقة وروح المواطنة وعقد الأمان والتفويض الذي منحوه الى رجال دولتهم قد انتهى دون رجعه مع معرفتهم المسبقة بنقطة مهمة وهي الإفلات من القصاص ، إن المفسدين لا ينالون جزاء ما اقترفوا ومن يتهم بقضية اختلاس في وظيفة عامة يعين في منصب اكبر فكيف تريدون من القضاء على الفساد .
هشاشة الأنظمة الرقابية وقلة اصحاب الاختصاصات فيها وحفظ بعض الملفات لحسابات سياسية وفئوية وكذلك جعلها اداة ضغط على الخصوم السياسية ووضعها في الإدراج وكشفها حسب الوضع الذي يتحسس به " ماسك الملف" بأنة عرضة للنقد والتصفية السياسية او للسكوت عن تصرفات وتجاوزات قام بها ولا يريد لاي كان محاسبتة وخاصة ما يذكره السيد نوري المالكي في اكثر من ظهور اعلامي وذكر بان لدية ملفات وقضايا فساد وارهاب تخص من هم يتحكمون بمصير الشعب حاليا !
المجتمع الدولي عندما سن اتفاقية مكافحة الفساد اهتدى بالعديد من الاتفاقيات عل المستوى الإقليمي التي كانت قد سبقت المجتمع الدولية في مكافحة الفساد ، ولكن الفساد لا تتسنى مكافحته ما لم تكن هناك سياسة وقائية فعالة لا نتكلم علن التدابير الاحترازية بالمفهوم الضيق التي نص عليها قانون العقوبات او التعلميات والقوانين التي تسرع وفق مصلحة فئة قليلة لا تذكر ولكنها تتحكم بالناس وبموجب سطوة الدولة التي أزاحت القانون وتحولت الى دولة مليشيات وأحزاب وعصابات حزبية " رسمية "



#علي_طالب_الملا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حيثيات تنامي السلوك الإرهابي . وقاية وعلاج وحلول - وجة نظر م ...
- عوامل تكوين الشخصية الإرهابية . فطرة ام أكتساب ؟
- الملف السلوكي للشخصية الإرهابية - نظريات وأساليب -
- مصطلح - الحرب على الاٍرهاب - صناعة الخطاب وتفكيك المحتوى ؟
- المواطنة في العراق تغييب الحضور والوعي معا !
- تشريع لقانون دفن جديد ! احمد الجلبي اولا ؟
- نجفية العبادي وكربلائية المالكي ! العمامة المؤقتة ام الحليف ...
- تقسيم كيري الجديد - دلالات جديدة ونتائج خطيرة -
- إصلاح الحسين - ع- والترجمة التي يجب ان تكون ؟
- ثورة الحناجر وغفلة الحناجر ؟
- مخاض العراق الوطني
- خطة العمل الروسية الإيرانية في سوريا والعراق -زواج المتعة ال ...
- خراب حكومة الدولمة !
- علي بن الحسين .. شهامتك تكفي .
- مظلومية الشيعة في العراق افتراء ام حقيقة ؟ 9
- مظلومية الشيعة في العراق افتراء ام حقيقة ؟ 8
- مظلومية الشيعة في العراق افتراء ام حقيقة ؟ 7
- مظلومية الشيعة في العراق افتراء ام حقيقة ؟ 6
- مظلومية الشيعة في العراق افتراء ام حقيقة ؟ 5
- مظلومية الشيعة في العراق افتراء ام حقيقة ؟ 4


المزيد.....




- -بعهد الأخ محمد بن سلمان المحترم-..مقتدى الصدر يشيد بالانفتا ...
- الكشف عن بعض أسرار ألمع انفجار كوني على الإطلاق
- مصر.. الحكومة تبحث قرارا جديدا بعد وفاة فتاة تدخل السيسي لإن ...
- الأردن يستدعي السفير الإيراني بعد تصريح -الهدف التالي-
- شاهد: إعادة تشغيل مخبز في شمال غزة لأول مرة منذ بداية الحرب ...
- شولتس في الصين لبحث -تحقيق سلام عادل- في أوكرانيا
- الشرق الأوسط وبرميل البارود (1).. القدرات العسكرية لإسرائيل ...
- -امتنعوا عن الرجوع!-.. الطائرات الإسرائيلية تحذر سكان وسط غ ...
- الـFBI يفتح تحقيقا جنائيا في انهيار جسر -فرانسيس سكوت كي- في ...
- هل تؤثر المواجهة الإيرانية الإسرائيلية على الطيران العالمي؟ ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي طالب الملا - المجتمع والفساد . ضحية وجلاد وحاكم ظالم !