أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - رافد زوين - هل نحن بحاجة الى تعلم ديمقراطية الجواميس ؟؟














المزيد.....

هل نحن بحاجة الى تعلم ديمقراطية الجواميس ؟؟


رافد زوين

الحوار المتمدن-العدد: 4990 - 2015 / 11 / 19 - 20:29
المحور: كتابات ساخرة
    


هل نحن بحاجة الى تعلم ديمقراطية الجواميس ؟؟

ان التوصل لقرار موحد ضمن أي مجموعة أمر مجهد بسبب تباين الآراء وتعارض المصالح واختلاف المفاهيم.. غير أن التوصل لقرار جماعي كهذا أمر ضروري للحفاظ على تماسك المجموعة وإعطاء كل فرد حقه في المشاركة والتعبير. وفي حين عجزت أمم كثيرة عن تأسيس نظم انتخابية وتشاوريه مستقلة نجحت في ذلك حشرات وحيوانات وطيور كثيرة.. فهذه المخلوقات تتحرك وتتصرف بتناغم جماعي جعل علماء الحيوان يفترضون امتلاكها نظام تشاوري سريع وآلية تقرير متقدمة
ففي محمية سرنجيتي مثلا - في تنزانيا - تهاجر كل عام آلاف الزرافات والفيلة والجواميس البرية. وخلال رحلتها الطويلة تقطع مئات الكيلومترات مما يحتم عليها الراحة والجلوس بين الحين والآخر.. وبعد انتهاء فترة الاستراحة تنطلق مجددا - ولكن هذه المرة - في اتجاه يختلف عن خط سيرها السابق.. والسؤال المحير هنا: متى اتخذت قرارها بتغيير خط السير!؟ وكيف يتم ذلك بدون لغة مسموعة أو إشارة مكتوبة؟
هذا اللغز العويص تم حله مؤخرا بعد تصوير قطعان الجاموس أثناء فترة استراحتها بكاميرا تلفزيونية سريعة. فقد اتضح أن المجموعة ما أن تجلس لترتاح حتى يقوم واحد منها مشيرا برأسه في اتجاه معين.. نحو الشرق أو الغرب مثلا.. وبعد جلوسه مباشرة يقوم حيوان آخر يومئ برأسه نحو جهة جديدة - قد تختلف أو تتفق مع الحيوان السابق.. وهكذا يقف الواحد تلو الآخر حتى ينتهي كافة أفراد القطيع من المشاركة في القرار.. ثم تقف المجموعة بأكملها وتسير نحو الجهة التي حازت أكبر عدد من الإيماءات.....وبالطبع تختلف وسيلة التشاور واتخاذ القرارات بحسب أنواع الحيوانات؛ فرغم أن الفيلة تتحرك خلف قائد ضخم إلا أنها تستعمل خراطيمها أثناء فترة راحتها للتأشير نحو جهه معينة يتقيد بها القائد لا حقا.
أما الطيور المهاجرة فتتخذ قراراتها أثناء طيرانها في الجو بخصوص موقع الهبوط وفترة الراحة على الأرض. وهي تفعل ذلك من خلال قيام أحد الأفراد بهبوط بسيط عن مستوى المجموعة لإبداء رغبته في النزول والتوقف. وحين يتكرر هذا التصرف من أكثر من نصف الطيور تنزل كامل المجموعة للراحة وتناول الطعام
وقد نشر علماء بلجيك.. من جامعة العلوم الحرة في بروكسيل.. نتائج دراسة طريفة عن ديموقراطية الصراصير.. فالصراصير مثال لمخلوقات جماعية كثيرة تتحرك بتناسق مدهش وتوافق محير. وفي هذه الدراسة اتضح أنها تتخذ قراراتها الجماعية من خلال تلامس شواربها بشكل سريع. ومن التجارب التي تمت بهذا الخصوص وضع 50 صرصورا في طبق زجاجي كبير يضم ثلاثة أكواخ صغيرة مظلمة.. ومعلوم حب الصراصير للظلام.. وبعد عدد كبير من التلامسات السريعة دخلت جميعها كوخا واحدا فقط وتركت الآخرين فارغين.. وحين أعيدت التجربة مع مجموعة جديدة اختارت بدورها كوخا واحدا فقط - دون الكوخين الفارغين - للدخول فيه.. هذا التصرف الغريب دعا العلماء لتكرار التجربة لثالث مرة فدخلت المجموعة الثالثة أيضا في آخر كوخ ترك فارغا.. مما يدل على وجود اتفاق جماعي يحترم ملكية الآخرين.
ظاهرة التشاور هذه لوحظت أيضا.. بأشكالها المختلفة بين النمل والنحل والذئاب والأبقار وجماعات الأسماك التي تتحرك داخل الماء بتناغم جماعي مدهش.. وهي دليل على أن الديمقراطية والتشاور أمر غريزي وفطري لدى الحيوانات - واختياري وتربوي لدى البشر.. وفي حين انتهجته الجواميس والصراصير منذ ملايين السنين، لم تنجح مجتمعات بشرية كثيرة في تبنيه كمبدأ عمل يحفظ حق أفرادها في التعبير والمشاركة....... اتمنى ان يتعظ حكامنا بديمقراطية الجواميس والصراصر والفيله لكي يوجهوننا بخراطيمهم الى الطريق الصحيح بعدما شفطوا بها اموال العراق
رافد زوين



#رافد_زوين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ابتلعنا الطعم الذي رماه لنا داعش ام لا ؟؟
- الاستثمار الثقافي ودوره في انعاش الناتج القومي
- اللجوء
- القانون الثالث لنيوتن والوضع العراقي
- رسالة عاجلة الى دائرة السينما والمسرح
- القيادة المركزية واللجنة المركزية للحزب الشيوعي
- الارهاب اللعين
- رسالتي الى نوري المالكي
- الجين الامريكي الجديد
- عجيب غريب امور قضية
- اخلاقيات العمل الصحفي
- كم تجربة فاشلة نحتاج لنتقدم
- الى متى ؟؟؟؟
- استذكار لتاريخ يهود العراق
- هل يحتاج ابو حنيفة النعمان الى نصره ؟؟؟


المزيد.....




- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - رافد زوين - هل نحن بحاجة الى تعلم ديمقراطية الجواميس ؟؟