أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد محسن عامر - محمد محسن عامر: اليعقوبية الفرنسية في مواجهة سؤال تهرم حداثتها: من هي فرنسا الآن؟














المزيد.....

محمد محسن عامر: اليعقوبية الفرنسية في مواجهة سؤال تهرم حداثتها: من هي فرنسا الآن؟


محمد محسن عامر

الحوار المتمدن-العدد: 4989 - 2015 / 11 / 18 - 18:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كتب المفكر وعالم الاجتماع الفرنسي إيمانوييل تود كتابه الشهير “من هوشارلي” الذي تحدث فيه عن الحقيقة تناقض موقف الفرنسيين تجاه الإرهاب بعد أحداث شارلي إيبدوالشهيرة. بين تود بالإحصاءات أن المسيرة المليونية ضد التطرف الإسلامي تكونت في مجملها من الشرائح العليا من المجتمع الفرنسي وفي مجموعها تنحدر من أوساط كاثوليكية محافظة خرجت تدافع عن علمانية فرنسا . بالتالي ما حدث في حقيقته الاجتماعية خوف من الشرائح العليا والوسطى على امتيازاتها الاجتماعية تجاه المهاجرين العرب والأفارقة.
كان إعدام ماكسميليان روبسبيار سنة 1794 إعلانا عن ميلاد فرنسا الحديثة , أي ميلاد المرجعية السياسية التي على ضوئها تم تعريف فرنسا والأمة الفرنسية كتعبير أيديولوجي مهيمن للمسيطرين الاجتماعيين الجدد في فرنسيا. هذه البنية الفكرية الجديدة التي أرستها الثورة الفرنسية ذات السمات والمبادئ الحضارية الجديدة التي وجدت في الفن والفكر والثقافة والسياسة ومجمل تعبيرات الوجود الإنسانية تقف الآن أمام مأزق إعادة تعريف نفسها. كي لا وتوالي الأزمات والأسئلة التاريخية تجعل فرنسا والفرنسيين مطالبين بطريقة ملحة للإجابة عنها.
أحداث القتل الدامي الذي ضرب فرنسا للمرة الثانية بطريقة أكثر دموية وتنظيم من سابقتها طرح على خلاف المأزق الأمني في مواجهة الإرهاب المتمدد إشكالين حضاريين لا يقلان أهمية عن السياسي. إشكال تعريف فرنسا لنفسها وموقفها تجاه مواطنيها العرب والأفارقة ومعضلة تعاطيها مع أزمات أنتجها الاستعمار الغربي الذي كانت فرنسا عضده وأزمات نهضتنا العربية التي عبرت عن تقيحاتها بهذا الإجرام المتوحش الإرهابي.
داعش هذه أومهما كان اسمها ليست إجراما خارجا من كهف في هيرات الأفغانية فقط , إنها نتاج عقم النهضة العربية ومعبراتها السياسية. فشل المشاريع الراديكالية وخصاء الليبرالية العربية هي التي قدمت الإسلاميين كبديل تجاه حالة التبعية والبؤس الاجتماعي. إننا الأن بصدد جني ثمار فشلنا في إيجاد مرجعية سياسية واجتماعية موحدة وعلمانية تجعلنا قادريين على تعريف أنفسنا كأمة موحدة مواطنية . إنها معضلة نعانيها منذ قرن, إشكالية الأمة والديمقراطية. هذه الأزمة الحضارية والسياسية التي يعاني منها الوطن العربي كان الاستعمار الغربي سببها الأساس. لقد هدمت مدافع نابيلون بونابارت أسوار عصر النهضة التي بدأت تترجم مع محمد علي , ثم أكملت موجة الاستعمار تفتيت البنية الاجتماعية وحولتها إلى ركام حضاري بنى عليه التطرف الديني ركائزه وأوجد منه شرعية تاريخية للوجود . وكيف لا والغرب الاستعماري ما فتئ أن ربط هذه به وحولها حدائه وامتدادا لهيمنته . لم ننسى أن الغرب هومن دعم أنظمة الاستبداد العربي من وهابيي الخليج حتى فاشيات المغرب العربي , ولم ننسى أيضا كيف ركز الاستعمار الغربي الأنظمة الدينية في الخليج ورعاها بل وخاض حروب الوكالة بالنيابة عنها , ولم ننسى أيضا ان الغرب هومن فرخ ودعم ومول التطرف الديني منذ وجود بريطانيا في مصر مع الإخوان المسلمين حتى دعم المقاتلين العرب في أفغانستان وتشبيه طالبان بالآباء المؤسسين لفرنسا . هكذا كان الغرب المسؤول الاول عن الانهيارات التي يشهدها العرب , بالتالي ما يصلاه هوإنتاج صرف وماركة مسجلة حصرية له .
يقبع في قلب فرنسا عدد ضخم من المهاجرين العرب المسلمين الذي يدخلون جيلهم الخامس وتحولوا بذلك لا إلى مهاجرين بل إلى فرنسيين من أصول عربية مسلمة. هذه الشريحة من المجتمع تختزن هويتها الثقافية التي هي امتداد لجذورها الثقافية والحضارية. الإشكال الفرنسي الحاصل أن فرنسا إلى الآن مازالت تعرف نفسها أنها فرنسا الفرنسيين بعقيدة سياسية علمانية يعقوبية متطرفة تجعلها في كل أزمة امام إشكال حضاري يدفعها لعدم الاعتراف بجزء منها وتعتبره جزأ غريبا .هؤلاء المكونون للجسد الفرنسي ليسوا عربا ولكنهم ليسوا فرنسيين , إنهم حالة تمازج ثقافي قام فيه التاريخ بفعله الحتمي .
في هذه التحولات الكبرى التي يشهدها العالم , وامام تغيرات المشهد الدولي أصبحت فرنسا مطالبة بتحوير مرجعيتها السياسية الدولتية . أي أي تعيد تعريف نفسها بما يجعلها تتصالح مع الوجه الثقافي الذي أصبح امرا واقعا وإلا , سيدفع فرنسيوها العرب إلى المجهول …



#محمد_محسن_عامر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليسوا عليا و ليسوا معاوية : آليات الإنهاك في صراع النهضة و ن ...
- داعش ما بعد الإستشراقية
- إدارة التوحش و إدارة البكاء
- السقوط قبل البداية:المؤتمر الوطني لمكافحة الإرهاب في تونس
- عن ال سعود و احترام حقوق الانسان
- لقاء بوتين و أوباما اليوم ومخاطر خسارة داعش :
- قانون المصالحة الإقتصادية مع رجال الأعمال في تونس :المآلات
- تضامنا مع مناضلي النهج القاعدي في المغرب
- بورقيبة و نظرية الحلول في فكر سبسي الله الثوري : أنا بورقيبة ...
- الجنّ هو المسؤول عن الإرهاب في تونس
- العولمة و الأصولية الإسلامية الجزأ الأوّل
- ملاحظات سريعة حول مسألة المثلية الجنسية
- المأزق التونسي :الإنتفاضة و الإرهاب و الحرب الأهلية
- تأملات نقدية حول تجربة -الشباب العربي البعثي- في تونس
- مأزق الحركات القومية التقليدية أم مأزق البورجوازية الصغيرة
- قضية -التخلّف- في فكر مهدي عامل
- من رابطة حماية الثورة إلى رابطة حماية الوطن و المواطن و صعود ...
- حول تصريحات الصحبي عتيق :مأزق الإخوان في تونس و خيار العنف
- الإستثناء في اللغة و الإستثناء في السياسة
- الجبهة الشعبية : طريق العودة مسدود إمّا الثورة أو الإنتحار


المزيد.....




- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا
- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد محسن عامر - محمد محسن عامر: اليعقوبية الفرنسية في مواجهة سؤال تهرم حداثتها: من هي فرنسا الآن؟