أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح زنكنه - وجدانيات ... أقصوصتان














المزيد.....

وجدانيات ... أقصوصتان


صلاح زنكنه

الحوار المتمدن-العدد: 4989 - 2015 / 11 / 18 - 12:35
المحور: الادب والفن
    


ذات الخال

المرأة ذات الخال اقتحمت حياتي بغتة وقلبتها رأسا على عقب .
لا أدري كيف حدث الذي حدث لرجل مثلي على مشارف الخمسين من العمر, فأنا طوال حياتي لم أعرف امرأة غير زوجتي التي تتهمني دوما ببلادة الاحساس حتى حطت ذات الخال مقابل بيتنا وأججت أحاسيسي وصارت شغلي الشاغل , اٍذ أنها كانت تقف بالباب كل صباح وقت ذهابي الى الدائرة لتحييني بابتسامة عذبة وهي ترشقني ب صباح الخير , لأجيبها بخجل وارباك واضحيين لا يليقان بسني :
_ صباح الورد .
في المرأة الأولى شعرت ان الأرض تميد تحت قدميّ وان الدنيا لا تسعني من الفرح , فزوجتي طوال عشرتنا لم تسمعني هذه الجملة البسيطة , انها سليطة اللسان وحادة الطباع وعدوانية المزاج وتثور في وجهي لأتفه الأسباب , وتلعن حظها العاثر الذي جمعها بيّ , أما ذات الخال فتبدو ودودة وطيبة ورائعة , خاصة حين تتحفني بمعزوفتها الجميلة ....
صباح الخير ... حقا انه صباح خير ومحبة وبهجة .
أدمنت تحيتها كل صباح وأصبحت في اليوم الذي لا أراها , أفقد توازني ويتعكر مزاجي ولا أطيق أي شيء , وصرت بمرور الأيام أعاقر الخمر وأنظم الشعر وأتمرد على رتابة حياتي .
أهو الحب ؟ لقد كنت أسخر من المحبين العشاق المجانين وهلوساتهم , وها أنا أقع في حب امرأة لا أعرف حتى اسمها , وقد ظل هذا الحب يتبرعم بين ظلوعي بصمت ويملأ كياني بالغبطة حتى جاء ذلك اليوم المشؤوم الذي قالت فيه زوجتي ببرود ... لقد أنتحرت المسكينة .
صعقني الخبر وأندفعت نحو بيتها كالمجنون , وولجت غرفتها دون أرادة مني ورأيتها مسجاة على السرير , ووجها الملائكي بخاله البديع ما زال متوردا , وثمة ورقة الى جانبها , كانت رسالة وجد وقد ضمنتها أشواقها وعذاباتها ومناجاتها لرجل يبدو أنها كانت تحبه كثيرا , حيث كررت اسمه مع كل سطر , وحين هممت بالخروج , وقد امتلأت خيبة ومرارة , فاجأتني صورة مؤطرة لرجل يشبهني كل الشبه .
1985

كبوة

حين وصلت نهاية الشارع الفرعي المؤدي الى بيتها ألتفت نصف ألتفاتة وجدته واقافا في مكانه المعهود وعيناه مصوبتان نحوها , منذ زمن ليس بقصيروهي تراه في هذا المكان يرقبها بشغف ويرمقها بنظرات ملؤها الأعجاب نظرات رجل لامرأة ... أنها تمقت اؤلئك الذين ينظرون اليها بشفقة ( عروجة تيتي كل البنات تزوجن وأنتِ بقيتي ) صحيح أنها عرجاء لكنها جميلة وجذابة وجسدها مكتنز ومثير .. هكذا كلمت نفسها وهي تقف أمام المرآة وثمة هاجس غريب يشغل بالها ويؤرقها , هاجس ذلك الفتى الذي ما فتىء يزاحم أفكارها ويداعب صبواتها ...على عجل أستبدلت ثيابها ومررت أحمر الشفاة على شفتيها ورشت قليلا من العطر تحت اذنيها بعد ان سرحت شعرها , تأملت قوامها يمينا وشمالا , أنكِ فاتنة حقا وكفيلة بأمتلاك قلوب الرجال , خاطبت نفسها ضاحكة وقررت الرهان , حملت حقيبتها وخرجت الى الشارع .كان هو ما زال واقفا يرمقها بنظرات تسأل ولا تجيب , تقطع المسافات ولا تكل .كانت هي تحاول جاهدة ان توازن خطواتها وكأنها تؤدي رقصة لم تتقنها .وحين صارت على مقربة منه رفعت عينيها فألتقتا بعينيه , احست برعشة هزت كيانها وزادت من خفقان قلبها الذي كاد ان ينخلع من صدرها .ولما وصلت الى بداية الشارع المؤدي الى صخب السوق استدارت قليلا , لمحته بصحبة فتاة ممشوقة القوام وهما يبتسمان ... سارعت خطواتها وهي تغص بدمعة ساخنة وتداري أرتعاش ساقيها وأرتابك قدميها حتى أبتلعها زحام الناس الذي أختلط بصدى أنكسارها الذي راح يدوي في رأسها .
1978



#صلاح_زنكنه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نتاليا ... قصة قصيرة
- مشاهد سردية ... أقصوصتان
- عطر امرأة ما ... قصة قصيرة
- حوار في حافلة ... قصة قصيرة
- الحياة حلوة ... قصة قصيرة
- الله كريم ... قصة قصيرة
- صوب سماء الأحلام ... قصة قصيرة
- اقصوصتان
- واقعة الراعي سعيد ... قصة قصيرة
- نساء في الذاكرة
- زلزال 2003
- في الشأن الثقافي
- شجون الثقافة والمثقفين ...
- الصلاة بوصفه ايمانا زائفا
- مواجع عراقية .... 3 أقاصيص
- حين يبكي الأطفال تتهاوى الطائرات ... أقصوصة
- استدراكات ... 3 أقاصيص
- اغترابات ... أقصوصتان
- تحولات ... 3 أقاصيص
- ميتات عراقية ... أقصوصتان


المزيد.....




- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح زنكنه - وجدانيات ... أقصوصتان