أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - احمد مصارع - المفروض والمطلوب من إعلان دمشق ؟















المزيد.....

المفروض والمطلوب من إعلان دمشق ؟


احمد مصارع

الحوار المتمدن-العدد: 1364 - 2005 / 10 / 31 - 10:49
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


في البدء لابد من الإشارة الى المعنى الذي يحمله الإعلان الذي ارتبط اسمه بدمشق بوصفها العاصمة السورية , ولم يخرج باسم عاصمة لدولة أخرى , مما يضفي عليه الصفة الداخلية السورية .
تعلمنا في طفولتنا , أن الإعلان ليس له قيمة تذكر , بحد ذاته , وقديما قيل : تسمع بالمعيدي خير من أن تراه , ومن غير المقصود هنا , تعجيز من يهمنا أمره بالقول : نريد أفعالا لااقوالا , فلسنا من خارج دائرة المهتمين بالإعلان , أو ممن يريدون وأده منذ ميلاده , ولكن لابد من تصليب النوايا الحسنة , وإخراجها الى دائرة الضوء , بل وتفحصها مليا .
لم يخرج إعلان دمشق الى النور بوصفه إعلان مبادئ , بل خرج جاهزا دفعة واحدة , وربما في ظروف غير مناسبة , والأهم بدون تقنيات سياسية , (( فاحتكار السلطة لكل شئ خلال أكثر من ثلاثين عاما , أسس نظاما تسلطيا شموليا فئويا , أدى الى انعدام السياسة في المجتمع )) , ومن هذه العبارة المتناقضة أصلا (( شموليا فئويا )) رغم أنها مفهومة المقاصد , إلا أنها غير دقيقة البتة , كما أن المرجع الزمني البادئ للتسلط خاطئ تماما , فالتسلط والشمولية حدث مع الزواج الرومانتيكي ( المراهق ) لما يسمى مغالطة بالوحدة المصرية السورية , التي هي أس البلاء , ومصدر الشرور , بل ونقطة الدخول في متاهات البحث عن ما يسمى سوريا التي ضاعت وضيعها أهلها في رابعة النهار , والتي صار من الصعب عودة نسيجها الوطني ((على قاعدة وحدة سورية ارضا وشعبا )), بل وحتى أمة ولو باستعمال ( المندل ), ومشكلة المشاكل في وجود تحف أثرية من الماضي السيئ الذكر , لم تعترف بعد بحماقة لا تاريخية , أو ميتافيزيقية , اسمها البراق ( دولة الوحدة ).
كان المفروض أن تعلن في البداية المبادئ فقط , ومن ثم تبدأ الأحزاب والمنظمات بالانتماء الى الإعلان , وكذا الأفراد بدون التفخيم المصطنع ( شخصيات وطنية ) .
مشاركة الجميع بدون استثناء , مفروض ومطلوب , وكل إقصاء لأي فصيل وطني إذا كان مقصودا , حتى بذريعة المرحلية أمر يرفضه الضمير الحي , وما مثال ما قيل عن إقصاء حزب العمل الشيوعي ورموزه من المشاركة, وما ورد في مقالات المجلس الوطني للمصالحة والسلم والعدل , من ملاحظات على عملية إعداد الإعلان , و مالم يثبت العكس, سوى الشاهد على الانطلاقة المتعثرة لإقلاع عملية التغيير الديمقراطي ولبناء سورية حديثة وطنا حرا لكل أبنائها , في حين يوقع بعضهم باسم الشخصيات الوطنية ؟!..وهذه مفارقة لأنها ذات شكل استفزازي , وقد كان من الممكن أن تتخذ عنوانا لها , قائمة الأشخاص الذين سيوقعون على القائمة , وتكون مفتوحة للجميع , ولا تنشر إلا بعد تجميع عدد كبير منها .
حدوث استشارة واسعة , عن طريق نشر مسودة عبر وسائل الاتصال , وطلب المشاركة من جميع الأحزاب السياسية والقوى الحية للمجتمع السوري إبداء والرأي والمشاركة , وذلك قبل نشر الإعلان , ومهره بالتواقيع , وبخاصة لتلك الشخصيات التي اعتبرت وطنية , وهنا يبدو أن نوعا من الارتجال أو الارتباك ساد أجواء ما قبل الإعلان .
التمهيد باتجاه طمأنة جميع مكونات المجتمع السوري ليس في كون الباب مفتوحا للجميع في اللحاق بالركب , من نوع النشاطات التقليدية التي يقال فيها الدعوة عامة للجميع , في يمكن لمثل الدعوة التي ( فضة عتب ) غالبا ما يدير ظهره لها غالبية المجتمع , رغم أنها مفتوحة للجميع , ولكن أين الجميع , كيف ذلك ؟ , وليعترف الجميع بأن لا تمهيد حقيقي كان قد سبق الإعلان .
نحن ذاهبون الى المكان الفلاني و فمن شاء فليلتحق بنا ؟!. ونحن كذا وكذا تعرفوننا جميعكم , وفهمكم كفاية والظروف حساسة والنظام امني لا يسمح لنا بالعمل العلني , وغيره .
(( وشعورا من الموقعين بأن اللحظة الراهنة تتطلب موقفا وطنيا شجاعا ومسؤولا , يخرج البلاد من حالة الضعف والانتظار التي تسم الحياة السياسية الراهنة ..)) , فبدون شك فلابد من وضع حد للجواب (بعدين ) فيما بعد كذا , وكذا السائدة هذه الأيام , من عمر الوطن السوري , ومن مثل: قبل المجتمع المدني وبعده , بعد 11 أيلول وقبله , بعد احتلال العراق وقبله , بعد المؤتمر القطري وبعده , بعد تقرير ميليس وقبله , وهذه الأيام بعد رمضان ..؟!., والكل يعاني من هذه( البعدينات ), أو التسويفات المتتابعة , في الهروب من مواجهة جادة للاستحقاق الوطني الجاد والمسؤول ؟. الى متى ؟!.
(( نبذ الفكر الشمولي والقطع مع جميع المشاريع الاقصائية والوصائية والاستئصالية , تحت أي ذريعة كانت تاريخية أو واقعية )) ؟؟؟؟؟؟ !!. والتناقض الصارخ مع (( الإسلام الذي هو دين الأكثرية وعقيدتها بمقاصده السامية وقيمه العليا وشريعته السمحاء يعتبر المكون الأبرز في حياة الأمة والشعب . تشكلت حضارتنا العربية في إطار أفكاره وقيمه وأخلاقه , وبالتفاعل مع الثقافات التاريخية الوطنية في مجتمعنا ...)) , ففي حين يتم النبذ الشمولي تحت أي ذريعة كانت ((تاريخية أو حتى واقعية )), نجده يعود ليفند نفسه بنفسه , ونعود من جديد للفكر الشمولي عديم المرونة .
الانتقائية غير المنهجية الواردة في الإعلان (( التأكيد على انتماء سورية الى المنظومة العربية , وإقامة أوسع علاقات التعاون معها , وتوثيق الروابط الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية التي تؤدي بالأمة الى طريق التوحد . وتصحيح العلاقة مع لبنان , لتقوم على أسس الحرية والاستقلال والسيادة والمصالح المشتركة بين الشعبين والدولتين )) , وهنا يؤخذ على التقرير ضيق الأفق في تخصيص لبنان دون سواه , وهو وضع طارئ , وليس مستثنى بالا من خارج المنظومة العربية , التي يفترض بها أن تسير على طريق (التوحد ) و( التجلي ) , والإلهام ....
لا يختلف اثنان في أن المطلوب إذا كان هو التغيير السلمي الوطني الديمقراطي , فيه فأل حسن , وهو ممكن التطبيق , ولا يثير حفيظة النظام إذا اثبت في مقالته وفي سلوكه ما يوضح بشكل كاف , من جهة , ومن جهة ثانية , فمن الضروري أن تكون القوى الوطنية حقيقية بمعنى أن تكون أهدافها واضحة وبرامجها المعلنة , فعلى جميع الأحزاب في التيار الوطني الديمقراطي أن تكون سورية الأهداف والمضامين , فما معنى وجود أحزاب وحدوية عربية , تتعالى على الواقع السوري كما هو حال تعال السلطة وتحليقها على أجنحة النسر العربي في الوحدة العربية التي لم تزل بعد أقرب منها الى الحلم منها الى الواقع , في الوحدة والحرية والاشتراكية , وفي الأمة العربية الواحدة ذات الرسالة الخالدة , وإذا زدنا على طنبورها نغما خلافويا اسلامويا , اشتد النشاز الوطني , وصرنا ابعد ما يكون عن التآلف والانسجام الوطني .
إن مثل هذا الممر إجباري بحثا عن دستور جديد للبلاد بحيث يعيد للبلاد لحمتها ويعيد رثاء نسيجها المتهتك , فالأحزاب على الساحة الوطنية السورية , لايمكن أن يكون لها امتدادات تنظيمية وحزبية , في ساحات عربية أو دولية , إلا من المحتوى العام لحقوق الإنسان , والروابط الروحية والثقافية فهذا حق متاح للجميع , ومثل هذا الشرط غير متوفر حاليا في منظمات وأحزاب تعاهدت على العمل سوية كما يشير الإعلان .
في الإعلان تناقضات عديدة , بل وعبارات ملصقة بشكل غير منسجم , تعدد كتابه فهو يذكرنا بحكاية ( ماذا فعلتم بالسروال ؟!) حيث تعاقبت مجموعة من الأخوات على تصليحه فصار ت مقاساته بعيدة عن الواقع الى حد بعيد , وهنا لابد من ايلاء بعض الاعتبار للإعلان , من خاتمته وليس من الأطراف الموقعة عليه , في رغبته بفتح باب المشاركة وتعريضه لإعادة النظر من أجل تطويره ولتزويده بمحركات نفاثة ليقلع من ثقالة الواقع ومن ضعف الحراك الاجتماعي , ناهيك عن الفعل السياسي الأ رقى , وهو مطلب عسير للغاية , صعب ولكنه ليس مستحيلا .
من الإعلان : (( هذه خطوات عريضة لمشروع التغيير الديمقراطي , كما نراه , والذي تحتاجه سوريا , وينشده شعبها , يبقى مفتوحا لمشاركة جميع القوى الوطنية من أحزاب سياسية وهيئات مدنية وأهلية وشخصيات سياسية وثقافية ومهنية , يتقبل التزامهم وإسهاماتهم , ويظل عرضة لإعادة النظر من خلال ازدياد جماعية العمل السياسي وطاقاته المجتمعية الفاعلة .)) .
ليس من العدل تجاهل أي نية في العمل الصادق , مع توضيح الأهداف والوسائل , والوطن السوري متعطش لكل ما يمكن له أن يعيد لحمته ونسيجه المتهتك حقا , وهو واجب الجميع , فلابد من ظهور تحالفات وتيارات جديدة أخرى يسارية كانت أو يمينية , متحررة أو محافظة , من السلطة أو من الشعب أو من المعارضة , فمسؤولية التغيير الحقيقي الديمقراطي السلمي والمتدرج لامناص منه , ليس من باب الاعتراف بالآخر وهذا مبدأ قاصر , بل من باب الوفاق الوطني السوري إن كان قد بقي منه روح قادرة على التجدد والحياة والبدء من جديد .



#احمد_مصارع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمام : در ؟
- البحث عن غيلان ؟
- مطرود
- نخب اليانصيب
- السماء الجرداء بلا طيور
- الطيور
- المعوقون
- الديمقراطية والإصلاح السياسي في العالم العربي
- أحفاد بدون أجداد
- لو كنت قرأت التاريخ
- ? الدنيا , اشتعلت نار
- الاهتراء
- الخروج من الحفر
- أغدا ألقاك ؟!.
- هل ستكون سوريا نموذجا للتحول الديمقراطي؟
- ?أنظمة الاستعمار الوطني الجائعة والإمبريالية الشبعانة
- الحضارة العربية والمحض هراء ؟
- رسالتي للرئيس الفنزويلي المحترم : هوغو تشافيز
- الأمير سعود الفيصل يتهم أمريكا ؟
- الحداثة العربية بدون ( ايتمولوجية ) ؟


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - احمد مصارع - المفروض والمطلوب من إعلان دمشق ؟