|
أيها الغرب .. هذا ارهابكم و ليس ارهابنا
نضال عبارة
الحوار المتمدن-العدد: 4987 - 2015 / 11 / 16 - 09:19
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في اليومين الفائتين في قنوات التلفزة و العناوين ارئيسية للصحف و المجلات العربية و المحلية تصدر خبر تفجيرات باريس و عدد ضحاياها الكبير بالنسبة للغرب .. و ليس بالنسبة لنا كعرب و ذلك لأننا ننعي يومياً مئات من ضحايا الحروب التي تعج في منطقتنا ..
و بتالت التنديدات و الاستكارات و وقفات التضامن و اشعال الشموع و المسيرات التضمانية حتى داخل بلادنا العربية و كان سادتنا العرب أول من ندد و استنكر و شجب ..
و بدأت الأحزاب اليمينة في الدول الغربية و مناهضي العرب و المسلمين بحملاتها المعهودة بتشويه المسلمين و الاسلام و كيل الاتهامات و سلخنا من انسانيتنا و استنفرت مخابراتهم و أجهزة مخابراتهم و شنوا حملات الاعتقال التعسفية ضد العرب المسلمين المتواجدين على أراضيهم .
و ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بصور الندب و التضامن لدى العرب و الغرب على حد السواء و بدء بعض نشطاء العالم الافتراضي من العرب و بعض الجهات الدينية بنفي تهمة الارهاب عن الاسلام و تسابقوا بالتبرأ من تلك العملية و غيرها من العمليات ..
و بعد أن أرسل تعازيي لذوي قتلى باريس .. فإن لي حديث آخر ، نقاش من زاوية أخرى سأخوضها و لا أبالي إن أسيئ فهمي :
أوجه كلامي في البدء لبعض المثقين العرب "مدعي الثقافة الجوفاء " الذين راحوا يلقون التهم على الوهابية من جهة و على مجتمعهم و منهم من اتهم الاسلام و غيره ، أنا أعذركم جميعاً من كل جوارحي أعذركم لانكم تعرضتم لعميات غسيل أدمغة مركز أنتم و معظم فئات مجتمعنا العربي بعض سياسيه و مثقفيه و اعلامييه و فنانيه و علماء ديننا .. و أقنعونا بأننا دوماً ملزمين و مجبرين بالدفاع عن ديننا و نفي تهمة الارهاب عنا و أن كل عملية تفجير تحدث في بلادهم يجب أن نهرول مسرعين للتبرأ و لشرح تعاليم ديننا السموحة و الانسانية و الصلاة على أرواح قتلاهم ..
و أجزم أن عملية غسل الأدمغة وصلت لمستوى فظيع جداً هو إلى حد اقناعنا نحن العرب بأن دم الانسان الغربي هو أغلى و أثمن من دمائنا و لا يجب أن تمر نقطة دم واحدة إلا بإنتقام و ردة فعل و بآلاف التنديدات و الاستنكارات و الحملات التضامنية ، حتى أنهم أنسونا أن هناك شلالات دماء و آلاف القتلى يسقطون في بلادنا نتجية لسياساتهم القذرة و مئات الشهداء المدنيين يسقطون بنيران طياراتهم و أسلحتهم و عملائهم في منطقتنا تحت غطاء حربهم على الارهاب .
و اذا اليوم أردنا أن ننقاش ببعض المنطق لكل ما يجري في أرضنا من دمار و قتل و تنكيل يجب أن لا ننكر دور أجهزة مخابرات الغرب و أسلحتهم التي تباع بالسوق السوداء و عملاؤهم الذين خصص لهم مبالغ طائلة من الاموال ..
و لا ينبغي لنا أن ننسى أو تناسى ما فعله الغرب على مر تاريخ عصرنا الحديث و العصور الوسطى و للتذكير سأمر على بعض الأحداث مرور سريعاً :
سادتي الغربيون : أنتم من صنع القنبلة العنقودية و الانشطارية و النويية ، انتم من صنع و طور الدبابات و الأسلحة النارية و القنابل الكلاسيكية و الطيارات الحربية ، و انتم من لديهم عشرات المفاعلات النووية و الأطماع الاستعمارية ..
أنتم : من شنوا الحروب الصليبية على شعوبنا ..
أنتم : من استعبد الأفارقة في أمريكا و غيرها و مئات الاعدامات بحقهم ..
الهولكوست أو المحرقة اليهودية التي لليوم ندفع ثمنها تمت بأيدي أوربية خالصة و على أرض أوربية ..
الحرب العالمية الأولى و الثانية أنتم من صنعها و أنتم من خطط لها و أنتم من قادها .
أنتم من احتل الدول العربية و قتلتم و نكلتم بشعوبها .. مليون شهيد في الجزائر كانت ببنادقكم ، و مئات الآلاف من الفتلى في زمن أطماعكم الاستعمارية
الكيان الصهيوني الارهابي أنتم من صنعتوه و زرعتوه في بلادنا و من قمتم بتسليحه و كل المجازر التي ارتكبها كان بمباركتكم .
- ابادة سكان هيروشما و نيكازاكي .. الحرب على فيتنام ، الحرب على أفغانستان ، الحرب على الصومال ، الحرب على العراق و ملايين القتلى كانت بأسلحتكم و جيوشكم ..
أنتم و مجلاتكم و صحفكم هم من سطروا و رسموا آلاف الرسوم و المقالات في الاساءة لديننا و لنبينا محمد عليه الصلاة و السلام ..
أنتم من تصدرون في اليوم عشرات الأفلام و الألعاب الالكترونية التي تغذي غريزة القتل و الارهاب ..
فعن أي ارهاب عربي أو اسلامي تتحدثون عنه تلعبون دور الضحية ، لطالما كانت بلادنا تقبل الآخر ففي بلادنا الكنائس إلى جوار الجوامع ، و نحترم كل العرقيات و الاثنيات فتجد الأبيض بعيش بجوار الأسمر و الداكن و الأصفر و لا فرق و لم يسجل التاريخ على مر عصوره أي مواجهات عنصرية ضد أي دين أو عرق أو لون على أرضنا اللهم إلا بعض المناوشات هنا و هناك و التي كانت صنيعتكم و بدعمكم كما في لبنان . بعد كل تاريخكم العامر بأحداث الابادات الجماعية و القتل و الاحتلال و العنصرية تتبجحون و تلعبون دور الضحية ..
إن كل ما يحدث على أراضيكم من تفجيرات هو نتاج سياساتكم القذرة في العالم و حصاد لزرعكم الشرير و عبثكم بالعقول و الشعوب و المعتقدات و نشر الفوضى في العالم ، أم تتوقعون أن تكون بمأمن و كما يقال في المثل العربي (كما تزرع تحصد ، و طباخ السم أول من يأكله) .
#نضال_عبارة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بلاد العرب أوطاني ؟؟
-
كلمات على جدار وطن
-
هذه الخاتمة
-
و ماذا لديّ
-
ماذا بربّك تنتظر
-
مذكرات مغترب
-
لا تهدِهم بكاك
-
حالة انتظار
-
عزف على وتر الخيبة
-
تحت أي ذنب
-
ليس ذنبكِ
-
يا شعبا من النيام
-
و كنتِ تكذبين
-
مثلي مجنون
-
حالة حرب
-
تضرع للشتاء
-
لن تتوقف هذه الدماء
-
لمذيع قناة التحرير -الاساءة للسوريات ليس بطولة اعلامية-بل نذ
...
-
يجب خلع المعارضة السورية
-
نعم أيها العرب لقد تم استغلالنا
المزيد.....
-
-الأغنية شقّت قميصي-.. تفاعل حول حادث في ملابس كاتي بيري أثن
...
-
شاهد كيف بدت بحيرة سياحية في المكسيك بعد موجة جفاف شديدة
-
آخر تطورات العمليات في غزة.. الجيش الإسرائيلي وصحفي CNN يكشف
...
-
مصرع 5 مهاجرين أثناء محاولتهم عبور القناة من فرنسا إلى بريطا
...
-
هذا نفاق.. الصين ترد على الانتقادات الأمريكية بشأن العلاقات
...
-
باستخدام المسيرات.. إصابة 9 أوكرانيين بهجوم روسي على مدينة أ
...
-
توقيف مساعد لنائب من -حزب البديل- بشبهة التجسس للصين
-
ميدفيدتشوك: أوكرانيا تخضع لحكم فئة من المهووسين الجشعين وذوي
...
-
زاخاروفا: لم يحصلوا حتى على الخرز..عصابة كييف لا تمثل أوكران
...
-
توقيف مساعد نائب ألماني في البرلمان الأوروبي بشبهة -التجسس ل
...
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|