أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محمد عبعوب - هجمات باريس .. الشريك المُغيَّب















المزيد.....

هجمات باريس .. الشريك المُغيَّب


محمد عبعوب

الحوار المتمدن-العدد: 4986 - 2015 / 11 / 15 - 18:59
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


بداية نعبر و بكل ما تحمله عبارات التنديد والادانة والاستنكار عن استهجاننا وإدانتنا لما اقترفته عصابات ما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية الآثمة المجرمة البربرية في حق أبرياء عزل بمسرح وبملعب باريس الجمعة الماضية حيث كان هؤلاء الضحايا ينشدون لحظات من السعادة والترفيه عن النفس، وإذا بصناع الموت من إرهابيي الإسلام السياسي يزهقون أرواحهم بكل برودة أعصاب وإصرار وبحرص شديد على إزهاق أرواح اكبر عدد ممن صادفوهم في تلك الأماكن، وهم يرفعون شعارات لا تمت بأية صلة لما يقومون به لا من قريب ولا من بعيد..
في الوقت نفسه نؤكد أن مثل هذه الأعمال ومشاهد القتل البربرية الهمجية التي فارقتها البشرية منذ أزيد من خمسة قرون ،و لا تمت بأية صلة لأي دين أو قيم إنسانية، وأحدث فصولها ما جرى في باريس مؤخرا وما يجري في فلسطين المحتلة منذ عقود، هذه المشاهد مجتمعة توجد أطرافا أخرى لها دور في تأجيجها وهي اليوم مغيبة ولا يتم حتى مجرد التلميح أو الإشارة لها، وهي تتمثل في سياسات ممنهجة تنفذها الحكومات الغربية تعمل على تكريس الفقر والتخلف والاضطراب في منطقة الحزام الإسلامي، لا زالت متواصلة منذ أزيد من قرن حارمة شعوب هذه المنطقة من فرص تاريخية للنهوض والتقدم والاستقلال الحقيقي واللحاق بركب التحضر..
نعم إن وقع هذه الجريمة على النفوس مؤلم ويبعث الرعب ويثير التساؤل عما إذا كانت هناك أسباب جوهرية تستدعي ارتكاب مثل هذه المجازر في حق أبرياء لا تربطهم أي صلة عداء او كراهية بتلك الشعارات التي رددها القتلة.. نعم أي ذنب ارتكبه سيد أو سيدة تجلس في مسرح او ملعب كرة حتى يتم إزهاق أرواحهم هكذا في لحظات بدون أي تمحيص او تثبت من الهويات ؛ هذا افترضنا أن القتلة يستهدفون أشخاص معينين او هويات معينة؟! أليس الجريمة في هكذا حالة و بهكذا موصفات هي جريمة ضد الإنسانية جمعاء ولا تفرق بين ضحاياها؟!!
لقد أعلن تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي مسؤوليته عن الجريمة بكل فخر معتقدا أنه ينتقم لمسلمين يقتلون في أكثر من بلد على أرضهم، وهي هنا بقدر ما هي جريمة في حق هؤلاء الأبرياء فهي أيضا جريمة في حق كل المسلمين حيثما كانوا، وضد الإسلام كقيمة ، ذلك أن ما سترسخه هذه الجريمة وما سبقها من جرائم مروعة تتخذ من الإسلام غطاء لها، في ذاكرة الإنسانية من انطباعات وأحكام خاطئة على هذا الدين وأتباعه ليس من السهل تصحيحها ، وسيبقى الإسلام والمسلمون عبر أجيال قادمة عنوانا للإرهاب رغم ما تبذله مؤسسات صناعة الرأي المتنورة والمعتدلة في العالم الإسلامي من جهود لتصحيح هذه الانطباعات والأحكام التي ساهم هذا التنظيم وغيره من التنظيمات الإرهابية المتلطية بالإسلام في زرعها في وعي العالم..
ومن خلال متابعتنا للأخبار والتحليلات عبر القنوات الفضائية التي واكبت هذه الجريمة منذ البداية، كان الإسلام والمسلمين على رأس كل التصريحات والتحليلات الرسمية والإعلامية كمسئول عن هذه الجريمة ، واقتصر المعلقون والمحللون على استدعاء حوادث التاريخ الدامية القديمة والحديثة والمعاصرة التي كان للإسلام كهوية علاقة بها في محاولة لتثبيت أركان الجريمة على هذا الدين والإيحاء للمشاهد والقارئ عبر العالم بأن جذور الجريمة ومنشأها ينبع من الإسلام كدين، وبالتالي يجب أن يوضع هذا الدين في قفص الاتهام والعمل على تخليص البشرية منه.. ويغفل هؤلاء الساسة والمحللون والمفكرون وهم يندمجون في مارثون إلباس تهمة الإرهاب للإسلام كدين، يغفلون عن شريك مهم في هذه الجريمة يتجسد في سياسات الغرب المناوئة لأي محاولة نهوض إسلامية، ولم يخطر ببالهم التساؤل عما إذا كانت هناك أسباب أخرى ساهمت في ظهور هذه الموجة من الإجرام إلى جانب الأسباب المتعلقة بالقراءة السلفية الخاطئة لهذا الدين..
لم تهتم الطبقة السياسية والفكرية و وسائل الإعلام الغربية بالبحث عن الأسباب التي دفعت بشباب في ربيع العمر إلى ارتكاب مثل هذه الجريمة البشعة والتضحية بأرواحهم لاقترافها؟!! هل يعقل أن هؤلاء الشباب وعددهم حسب التصريحات الرسمية ثمانية كلهم مجانين معبئون بالحقد على الإنسانية بدون سبب ويندفعون هكذا وبكل برودة أعصاب لقتل أبرياء؟ ألا توجد أسباب جوهرية جعلت الأمر يلتبس عليهم ويندفعوا للتورط في ارتكاب هذه الجريمة؟ هل أيدي ساسة أوروبا والغرب بريئة من هذه الجريمة؟ وهل هم أبرياء من الدماء التي تسيل منذ أزيد من قرن في مختلف البلدان العربية والإسلامية؟ هل ما تعانيه بلدان العالم الإسلامي من حروب وتدمير ممنهج لبنياتها المتهالكة وإفقار لمجتمعاتها وتدمير وتبديد لمواردها البشرية والطبيعية والاقتصادية ببعيد عن دوائر صنع السياسات في الغرب؟ ألا تنتج كل هذه السياسات المنتهكة لحقوق المسلمين والعرب على مدى قرابة القرنين من الزمن و تتواصل حتى اليوم بكل إصرار وتسد أمامنا كل أبواب الخروج من أزماتنا ، ألا تنتج لنا مثل هذه التوجهات الإجرامية التي لا تختلف في نتائجها عما تنتجه سياسات الغرب تجاهنا؟
حريا بقادة الغرب وصناع سياساته أن يقفوا اليوم وبكل شجاعة ويجيبوا على هذه التساؤلات، وأن يصححوا مواقفهم ويراجعوا حساباتهم في التعامل مع العالم النامي بما فيه العالم الإسلامي ، وأن يلجموا شركاتهم المتوحشة التي أصبحت تقتات على دماء الشعوب بعد استنفذت مواردها الاقتصادية، وان يفكوا ارتباطهم بالحركة النازية الصهيونية التي تقودهم وتقود العالم كله الى حافة الدمار تحت شعارات جوفاء مستقاة من الغيب ، وألا تغرهم ترساناتهم النووية وأسلحة الدمار الشامل التي أثبتت عدم جدواها في محاربة هكذا ظواهر إرهابية تتغذى بالحقد والكراهية الناتجة عن سياسات الغرب المعادية لحق الشعوب في التنمية والتقدم وامتلاك أسباب الحياة الكريمة.
إن ما جرى في باريس الجمعة الماضية وما جرى في أكثر من بلد غربي خلال العقود الماضية من أعمال إرهابية يندى لها الجبين وتقشعر لها الأبدان، حتما لا تتم بمنأى عن سياسات الغرب ، بل هي إضافة إلى أنها تستقي دوافعها من فهم خاطئ للإسلام كدين فهي أيضا تعد نتاجا طبيعيا لسياسات أوروبا وأمريكا المتآمرة على أية محاولة للتحرر والخروج من دائرة الهيمنة والتبعية والخنوع تخوضها شعوب المنطقة . إن جريمة باريس يجب أن تكون مناسبة للغرب لمساءلة الذات ومحاسبتها ، وتصحيح كل الأخطاء وفتح صفحة جديدة في التعامل مع قضايا العالم الإسلامي بكل حياد وتعاون والأخذ بيد قواه الحية في محاربة ظاهرة الإرهاب واجتثاث مسبباتها وتقديم كل الدعم من أجل إقامة دول حقيقية تتخذ من الديمقراطية منهاجا لها وتقدس حرية الإنسان وحقوقه كافة التي نصت عليها التشريعات الدولية، والتوقف عن سياسة الكيل بمكيالين والتآمر على طموحات هذه الشعوب خدمة للصهيونية ومؤسساتها الإرهابية التي تمارس إرهابا يفوق في مخاطره ونتائجه على مستقبل الإنسانية، ما رأيناه في باريس قبل يومين..



#محمد_عبعوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسرار -منتقاة- تحت قبة المؤتمر الوطني الليبي.. قراءة في كتاب
- مهلا سادة ليبيا الأغبياء الجدد!!
- هل يتحول ضحايا الأزمة الليبية إلى وقود يزيد من أوارها؟
- متى تغادر النخبة الليبية أبراجها وتخوض معركتها الواجبة ؟
- ترى.. من الضحية القادمة لحسين البنغالي ؟
- (34808) ماذا يعني هذا الرقم؟؟
- دون كيخوتا نائبا في البرلمان الليبي!!
- سطوة السرد في إصدار عوض الشاعري الأخير
- -اسرائيل- واقع مقيت لا يرقى الى الحق..
- التفكير الجانبي*!!
- العشق من أول نظرة.. قصة عاشق الكتاب
- -الديموكتاتورية- كأسلوب للانتحار الجماعي..
- الديمقراصهيونية المخادعة..
- خواطر عابرة (5) قوة الفوضى..
- خواطر عابرة (4) الواقع يخذل العقل!!
- رهاب الضياع يحاصر ذاكرة حسين نصيب
- المحطة السابعة التي لم يطرحها المفكر طرابيشي.
- خواطر عابرة.. (3/3) يوم دفنّا جنين الديمقراطية في ليبيا..
- خواطر عابرة.. (2/3) يوم دفنّا جنين الديمقراطية في ليبيا..
- خواطر عابرة.. (1/3) يوم دفَنّا جنين الديمقراطية في ليبيا..


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محمد عبعوب - هجمات باريس .. الشريك المُغيَّب