أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - رشيد برقان - مناصفة الإرث جرأة في الطرح أم هروب إلى الأمام














المزيد.....

مناصفة الإرث جرأة في الطرح أم هروب إلى الأمام


رشيد برقان

الحوار المتمدن-العدد: 4986 - 2015 / 11 / 15 - 00:50
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


وأخيرا بدأ المجلس الوطني يغوص في الأراضي الملغومة، فتقديمه لتوصية حول ضرورة تحقيق المناصفة في الإرث يدخله في مواجهة مباشرة مع المحافظين، ويدعو المتنورين المتحررين إلى الاصطفاف وراءه. بل نكاد نزعم أنه يتوغل في تعميق تحرّر البلاد من المرجعية المحافظة ومعانقتها للبعد التحرري المتمثل في الحرية والمساواة، والمتجسد في الاحتكام للإعلان العالمي لحقوق الانسان والمواثيق الحقوقية الدولية.
والظرفية التي تطرح فيها هذه التوصية حساسة جدا نظرا لهيمنة القوى المحافظة على مفاصل التفكير المغربي، واعتبارا لسيطرة حكومة العدالة والتنمية المحافظة على دواليب التشريع المغربي.
ومفاد كل هذا دخول المجلس إلى مرحلة متطورة من العمل لا يراعي فيها الظروف المحيطة بعمل المجلس، ودرجة ملائمتها للدفع بمطلب معين إلى أتون الصراع المجتمعي، ولكنه أصبح ينظر إلى حقوق الانسان في شموليتها وعدم قابليتها للتجزيء.
كدت أصدق كل هذه الدفوعات التي أملاها علي ضميري المتفائل، ولكن لسوء الحظ تناوش هذا الضمير الجميل المطمئن نية خبيثة تصر على البحث في التفاصيل، وتقول لي:
فعلا هو مطلب جرئ وسيقطع شوطا عظيما في درب تحرّر المجتمع، وسيشحذ همم المتنورين لتقديم تأويلات أكثر جرأة وملائمة للواقع الموضوعي، بدل التأويلات المسكوكة المكرورة، والتي لا تفعل سوى إعادة إنتاج فكر ماضوي تقليدي ضد منطق التطور التاريخي. ولكن ألا تبدو حقوق العمال خصوصا إلزامية الضمان الاجتماعي أكثر ملحاحية وأقل اصطداما مع المجتمع. والمنطق الجيد يقول إن تراكم الحقوق التي يستفيد منها الناس مباشرة، أكثر تشجيعا على بلورة عقلية جديدة تؤمن بالمزيد من الحقوق من الدخول في المواجهة والصدام بدون ضمان الحصول على نتائج فعلية.
هذا أولا، وثانيا هل هذه الضجة فعلا تعبر عن إشكال حقيقي في المجتمع؟ كم هم عدد الذين يملكون ثروة سيرثها أبناؤهم؟ وكم هم عدد الذين يرثون فعلا في أولادهم، ويكلفون أبنائهم مصاريفهم ومصاريف إعالتهم، لأنه لا يتوفرون على ضمان اجتماعي، أو يتقاضون معاشا لا يتجاوز 100 درهم شهريا.
ثالثا، ألا تعد هذه العملية بمثابة تغطية الشمس بالغربال أو تغطية الغابة بالأصبع، فالبلد تعيش تحت وطأة الغلاء وتخلي الدولة على الدعم الذي كان يخفف الأزمات على المواطنين، والفئات المتعلمة والموظّفة عند الدولة أصبحت تشدّ أنفاسها خوفا من السيناريو الكارثي الذي ترسمه الحكومة لهم في ملف التقاعد، ووسط هذه الدوامة يدلي المجلس بدلوه، ويضرب صفحا عن كل توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة، ولا يوصي إلا بالمناصفة في الإرث. ألا يعد هذا ضحكا على ذقون المغاربة.
أعتقد أن ضميري القلق يجرني بعيدأ عن ضميري المطمئن ويهمس في أذني اليسرى أن هذه الحركة ليست إلا حركة جميلة غايتها الظهور بمظهر الفاعل في المجتمع بشكل فاقع، ولكن أيضا ابتعاد محسوب الخطى عن خط المواجهة مع السلطات العليا والرأسمال المتحكم في مفاصل البلاد، والذي لم يستطيع العيش إلا على الريع والتهرب الضريبي.
إن المجلس الوطني لحقوق لا يحتاج إلى فقاعات يسبح فيها، ولكنه، ليستحق وطنيته، يجب أن يعمل فعليا على إنزال توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة إلى حيز الواقع، يجب أن ينخرط فعليا في إجراءات قانونية من شأنها وقف أنهار الريع، يجب أن ينخراط عمليا في رسم طريق تضمن عدم الإفلات من العقاب، والأكثر من هذا يجب عليه الإلحاح على إنزال مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة بشكل قانوني دقيق، كل هذا بشكل يمكن البلاد من الدخول إلى دولة الحق والقانون.



#رشيد_برقان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مانفع المهرجانات
- تسريب الامتحانات أو فن صناعة الأبطال
- الزين اللي فيك أو جرح الكرامة
- لكل مقام نفاق مناسب
- الزين اللي فيك محروق
- من أجل 20 فبراير ثقافية
- حول 20 فبراير و المثقف
- عودة إلى المشهد الثقافي بالمغرب
- من أجل مشهد ثقافي هادف
- المثقف و الممانعة
- وصفة خارقة للريادة الثقافية
- من أجل ثقافة بديلة


المزيد.....




- البرازيل.. القبض على امرأة يشتبه في اصطحابها رجلا ميتا إلى ب ...
- فيديو.. امرأة تصطحب جثة إلى بنك للتوقيع على طلب قرض
- في يوم الأسير.. الفلسطينيون يواصلون النضال من داخل المعتقلات ...
- السعودية: إيقاف شخص -سخر من القرآن- وآخر -تحرش بامرأة- وثالث ...
- السعودية: إيقاف شخص -سخر من القرآن- وآخر -تحرش بامرأة- وثالث ...
- يوسف بلايلي يُغضب الجزائريين بسبب سوء تصرفه مع حكم (امرأة)
- إعدام سعودي قتل امرأة دهسا بالسيارة
- لماذا خلعت هذه الممرضة حذاءها وقدمته لمريض في مستشفى بأمريكا ...
- شركاء في الصحة فقط.. رجال يتركون شريكاتهم بسبب السرطان 
- عاملات المنازل يتعرضن للاتجار بالبشر في سلطنة عمان


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - رشيد برقان - مناصفة الإرث جرأة في الطرح أم هروب إلى الأمام