أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - مفيد عيسى أحمد - ماركيز وميليس رداً على عباس بيضون














المزيد.....

ماركيز وميليس رداً على عباس بيضون


مفيد عيسى أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 1364 - 2005 / 10 / 31 - 03:57
المحور: الصحافة والاعلام
    


في مقالته ( تقرير ميليس ، قصة موت معلن ) المنشورة في عدد جريدة السفير تاريخ 28 / 10 / 2005 يسقط عباس بيضون تقرير ميليس على رواية غابرييل غارسيا ماركيز ( قصة موت معلن ) مبيناً التطابق بينهما في التواطؤ الجمعي إن لم نقل الاجتماعي على ارتكاب جريمة قتل و ذلك كون الحدث الذي قامت عليه الرواية و الحدث الذي قام عليه التقرير كان معروفين من قبل عدد كبير من الناس باستثناء سانتياغو نصار في الرواية و الحريري في تقرير ميليس .
يبدو واضحاً في سياق ما كتب بيضون أنه يتبنى كل ما ورد في تقرير ميليس كحقائق لا لبث فيها و على هذا الأساس يسقطها على الرواية و كأنها كانت نوعاً من التوقع أو التخييل الذي تحقق، هكذا دوماً الأحداث العظيمة سياسية وعلمية و اقتصادية تبدأ إرهاصاتها في مخيلة أحد الكتاب، أو أحد الأشخاص، ألم يتوقع جيل فيرن غزو القمر و الـ CIA مقتل شخصية لبنانية كبيرة نعيد ترتيب الأمر على إثرها في الشرق الأوسط و لبنان.
أهم ما يجمع سنتياغو نصار و رفيق الحريري هو أنهما لبنانيان، و لكن سانتياغو لبناني في أمريكا اللاتينية و الحريري لبناني في كل مكان، كان سانتياغو أهم الأشخاص في البلدة الذي يعيش فيها و كان الحريري من أهم الشخصيات في المنطقة.
سانتياغو خبر هول فاجعته لأنه لم يمت فوراً بل دخل إلى المنزل بعد تلقيه عدد كبير من الطعنات ليجيب على ذلك السؤال العبثي ماذا جرى لك بقوله :( لقد قتلوني أيتها الأم ويني ) أما الحريري فقد مات في لحظة خاطفة دون أن يدرك موته.
ماركيز على حد قوله في مقابلته مع إيلينو ميندوزا احتاج ثمانية عشر عاماً حتى انتهى من تلك الرواية القصيرة التي ابتدع فيها شكلاً جديداً للسرد و الذي يشبه المونتاج السينمائي، حيث تضافرت روايات الأشخاص و الذين يعتبرون شهوداً ليبينوا ما جرى في ذلك اليوم .
أما ميليس فقد بدأ التحقيق هو ولجنته منذ فترة وجيزة لينهي تقريراً ابتدع فيه أيضاً شكلاً آخر للتقارير الجنائية المهنية، حيث تضافرت أيضاً شهادات شهود لا يقلون إشكاليةً عن الشخصيات الروائية، ليبني على أساسها نصاً أبعد ما يكون عن الوقائع و أقرب إلى سرد رديء.
يصر بيضون على التشابه بين النصين مضموناً أي من ناحية الحدث المبيت والمعروف من قبل من يريد ارتكابه في تقرير ميليس و من قبل جميع من في البلدة في رواية ( قصة موت معلن ) لكن يبدو أن السيد بيضون تبنى إلى درجة كبيرة ما ورد في تقرير ميليس و هذا حال أغلب من كانوا ينتظرون أن يرد في ما ورد و كأنهم كانوا على علم بمضمونه‘ و هو ما يصف الأخرين به معترفاً أن ما كان ينتظرهم الرواية بتشويقها، كم وردت في تقرير ميليس.
نحن تنفق مع بيضون في فاجعية الحدث و لكن لا نتفق معه في النقطة التي رأى فيها تشابه بين الرواية والتقرير ألا و هي الإعلان لماذا ..؟
كان القتل معلناً في الرواية و كان كل من في البلدة يعرف بنية الأخوة فيكاريو قتل سنتاياغو نصار الذي يتشابه مع الحريري في سلطته ووجاهته و جاهه و غناه و لكن على مستوى البلدة التي يعيش فيها. لكن نجد من غير المعقول معرفة ذلك العدد الكبير من الأشخاص بالنية المبيتة لقتل الحريري و الحفاظ على هذا السر المغري من الافشاء.
لتناول التقرير، هل من الممكن أن تشترك كل الجهات التي ورد ذكرها في التقري في قتل الحريري، أكثر من أربع جهات، اتصالات هاتفية، سيارات، تهديدات، عدد كبير من الأشخاص، كيف يمكن ضبط النية لدى هؤلاء، و كيف للحرير ألا ينتبه لو حدث و سرب له أحدهم تلك النية الإجرامية.
يبدو غريباً أن يكتم التخطيط و التحضير و الخطوات التي أدت إلى قتل الحريري من قبل ذلك العديد من الجهات، و العدد الكبير من الأشخاص، و لو افترضنا أن ذلك تحقق من قبل هذه الجهات و الأشخاص أين كانت الجهات الاستخباراتية في لبنان، المخابرات الأمريكية و الموساد التي تجسست على المكالمات وأفادت ميليس كثيراً و سجلتها لكنها لم تكتشف ذلك المخطط الجهنمي، يبدو أن المخابرات الأمريكية و الاسرائيلية في تراجع ( شيء مطمن ) أو ان لديها رغبة في مقتل الحريري، اسألوا أي رئيس مخفر هل يمكن للتخطيط لجريمة بهذا الحجم أن يشترك بها عدد من الجهات و تبقى في طور التخطيط فترة لا بأس بها و في طي الكتمان،
لقد أصاب السيد بيضون في اعتبار ما حدث للحريري موتاً معلناً و لكن عليه أن يدير الاتجاه وأن يوسع الدائرة ربما لتشمل من يمتهنون دمه. ليس من الداخل فقط بل من الخارج الذين لم يذكرهم فهو كالتقرير اقتصر في ذلك على سورية.
يوسع بيضون الاتهام إلى مجتمع بأسره، بأخلاقياته المفككة، المتأتية من حالة إجتماعية و سياسية اقتصادية أرستها حالة الحرب إضافة إلى العوامل الخارجية التي يقتصر في ذكرها على سورية، لكنه يلقي اللوم الأكبر على منظومة الفساد للمجتمع اللبناني، و ذلك من خلال تعرية هذه المنظومة و هي محاولة للغور عميقاً فيما هو أبعد من الحدث الجرمي الذي كان ذروة ممارسات تلك المنظومة لكن أبداً لا يحضر في ذهنه من العوامل الخارجية سوى سورية و هو أمر غريب.
جانب آخر نتفق مع السيد بيضون فيه ألا و هو تشابه الرواية مع التقرير فيما يسمى الواقعية السحرية، و هي ما يبدو من خلالها أن ما يحدث مغرق في الواقعية إلى درجة تقارب السحر بجوانبه كلها، التقرير من الناحية السردية يمكن أن يكون واقعياً في حدود إمكانية حدوث ما روي، و لكن نختلف معه في اعتبار ما روي قد حدث فعلاً ، و هو ما كان يتوجب عليه التروي في تبنيه، خاصة و أنه ادعى قراءة السطور و ما بينها.
ماذا يعني بما بين السطور ربما لا يقصد تلك التفصيلات التي أهملها ميليس و الشهادات التي اجتزأها و منها اعتراف اسرائيل على لسان أحداً مسؤوليها أنها خططت و نفذت و أخرجت سورية من لبنان، نحن لا نتهم أحداً و لا نعرف من ارتكب تلك الجريمة النكراء، لكن لدينا نفس الهاجس في معرفة من قتل الحريري، لكن ليس شعراً و لا رواية أو عن طريق سيناريوهات مفككة.
أذكر السيد بيضون و هو أدرى، أن كل قراءة للنص إعادة خلق له، لكن يجب أن يقرأ الواقع من خلال حقائق معينة، وليس من تقارير لا تتعدى الانطباعات.



#مفيد_عيسى_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حركة راقصة أخيرة
- حاسر الرأس 4×4
- أكتوبر المصري .. و تشرين السوري .... العراقيون يبنون بلدهم و ...
- عبقرية الجمع بين محمود درويش و......نانسي عجرم
- فيلم أمريكي طويل ...العرض مستمر ...لبنان جديد ..كنتاكي ....م ...
- ثلاثة نداءات و ثصبح نجمة
- اخلعوا رؤوسكم تنامون بهدوء
- انقسامات الحزب الشيوعي السوري ، من زاوية ليست فكرية
- زبيدة و نسيم البحر
- دعونا نجرب
- عندما يحب عادل إمام الجميع ...!


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - مفيد عيسى أحمد - ماركيز وميليس رداً على عباس بيضون