أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فؤاد علي منصور - ليتني














المزيد.....

ليتني


فؤاد علي منصور

الحوار المتمدن-العدد: 1363 - 2005 / 10 / 30 - 12:38
المحور: الادب والفن
    


رسائلي /2
ليتني
ليتني لم أقل لك , ليتني ما بحت لك
.كنت أظن أني حين أعلن حبي لك سأرتاح..... كنت أظن أن الحب برد وسلام..... كنت أمني النفس بنشوة مريحة عميقة تعيد توازني وقوتي, وتنفي عن روحي اضطرابها وخوفها.... ولكن.... لا أعلم ماذا جرى لي من تلك اللحظة...... تيار عارم جارف ,إعصار مدمر اجتاحني...
لم يعد الوقت وقتاً, لم تعد السماء سماء....لم يعد قلبي قلبي...... لم تعد الثواني ثوانياً...... لم أعد أنا أنا
امتلكت وقتي وزماني ومكاني ,استعمرتني بقوة بشلال هادر من العزة بالنفس, وسحقت نفسي....
لا أستطيع التعبير عما يدور في ذهني, عما يفكر به عقلي,عما يجتاحني من أحاسيس, لا أعلم.
أريد التحدث إليك ,لم أعد أطيق صبراً, أكاد أجن.
أقضي النهار بين رواح ومجيء وقيام وقعود ونوم وصحو على أمل...أمل أن ألقاك.
أقضي ليلي ساهرا وحيدا..... معك ,أفتش عنك ,أفتش عن زاوية, عن كلمة سرت هنا أو هناك,أفتش عن نظرة عين التقطتها هنا ,عن إشارة لمحتها هنا,أفتش عني هنا ,لكني لا أجدني..أبحث في مخيلتي عن كلام دار بيننا ,ولكني لا أفهم شيئاً مما قلته, ولا أستطيع المضي في التفكير عجزت....
لم أعلم أن حبك سيزلزلني, سيدمر كل أوثاني, ويقتلع صخوري من أماكنها. لم أعلم أن حبك سيغير مجرى دمي في عروقي, وسيغير لون دمي من أحمر إلى بنفسجي.
لم أكن أعلم أني ضعيف أمامك لهذه الدرجة.
فوجئت بك, فوجئت بكل شيء ,أعترف أني رغم ما أملكه من موهبة في استباق الحوادث, فشلت في التنبؤ بك ,فشلت في رصد أي فكرة أو شعور, فشلت في توقع ما سيحصل.
كانت تنبؤاتي ضحلة وضعيفة وغير علمية ,كنت أظن أنني أفهم كثيراً من طباعك ومن تفكيرك ولكني أعترف أنني ضعت أمام ما تملكين من قوة وقدرة على الصمود والمفاجأة.
قبل أن أحادثك,كنت قد وضعت مخططاً للحديث.... وللابتسامة...وللنظرة... ولكل شيء...
ولكن عندما بدأت الحديث أحسست بتيار من الضعف يسري في عروقي,لم أكن أنا أنا!!!
أعددت لجوابك ألف احتمال واحتمال, ولكني لم أتوقع ردك , وانصرفت وحاولت إيقافك..ولم تنتظري..
ثم التقينا مساء......
وهناك بدأ الحريق.
بدأت النار بطرف ثوبي ثم امتدت لتلتهمني كلي...
أعطش.... وأعطش.... وأعطش.... إلى نظرة إلى كلمة إلى لمسة... إلى..إلى.. إلى..إلى..إلى..
كل يوم تشعليني من جديد..
كل يوم تفجرين البراكين في قلبي , وفي كبدي...
في كل يوم تحتلين مساحة إضافية من جسدي ,ومن عقلي بدون احترام لقرارات لجنة حقوق الإنسان.
اجتياحك الرائع لي غيّر تضاريسي ,وغيّر اسمي ,وغيّر كياني !
منذ ألف عام وأكثر تأكدت أني أحبك , ومنذ أسبوع تأكدت من حبك لي , ومع ذلك فلم أكن أعلم مقدار هذا الحب إلا مع هذا الأسبوع , لم أكن أعلم أنه بهذا العنف , وبهذه القوة , وبهذا الجبروت كان جمرا تحت رماد , كان ساكنا, هادئا , يحرقني بين فترة وأخرى , ولكنه الآن يبتلعني , يصهرني ,يرفض توسلاتي بأن يهدأ قليلا...قليلا
تأكدت الآن أن كل ما مررت به قبلك لم يكن حبا , فطعم هذا الهوى مختلف جدا عن كل ما أحسست به.
كان ـ ما كنت أسميه حبا ـ يريحني , يهدئ أعصابي , يشعرني بنشوة الرجولة , والانتصار على الأنثى.
وها أنا الآن أكتشف الحب الذي يقلق ويعذب , ويدمر ,و يشعرني بالذوبان ويشعرنني بأني ضعيف ضعيف, ومحتاج لنظرة أو لكلمة أسّد بها رمقي.
أدركت الآن الحب ,أدركت الآن العذاب ,أسبوع لم يغمض فيه جفني..... وأنا متعب خائر القوى ومع ذلك أنا على قيد الحياة, وقيد الحب.
ما أكتبه الآن ليس هذياناً,وليس وهماً,وما أكتبه الآن هو محاولة للم شتاتي ولم نفسي وروحي وعقلي المبعثرين في أرجائك...
ما أكتبه الآن...هو محاولة للسيطرة على أفكاري,أو محاولة لتجريد أفكاري,فأنا لم أعد أفكر كيف أفكر.ولم أعد أدري كيف كنت أعيش؟ وكيف بعد سأعيش ؟؟كتابتي محاولة لبث ما بي ,لأني لم أعد أستطيع الكتمان أكثر ,أريد التحدث عنك لأي أحد,طالما أنت بعيدة....
أريد التحدث معك وعنك ولكن أين أنت؟ أريد لحظة نمضيها معاً......أين أنت؟ أريد سماع صوتك وضحكك....أريد رؤية عينيك,ورؤية وجهك ,أريد أن أراك ,أريد أن أراك دائماً,أريد أن أسمع حديثك الضعيف.
أريد...أريد....وأريد....لا أعلم تحديداً ما أريد.
أكتب لعلي أرتاح قليلاً من ناري وألمي ,أكتب لأزداد شوقاً إليك,ولأفسر كيف أحبك.لأحاول اكتشاف كيف سأعيش بعد ذلك.
أريد أن أحدثك عن أمر غريب..تعلمين كم أحب النساء وكم أسر برؤيتهنّ والذي حصل معي أني بعدك لم أعد أنظر إلى أية امرأة ولم أعد أسر لرؤيتهن أعلم أنك السبب في ذلك...........
أعود للكتابة..... وأنا إلى الآن لم أفهم منك شيئاً,في كل يوم كلام جديد وإشارات جديدة ,وأحياناً متناقضة..
أرجوك لا تهمليني....عذبيني...زلزليني...فجّريني...امتلكيني , لكن لا تبتعدي عني..........
رغم كل ما قلت عن نفسك فأنا أحبك ,رغم كل الأشياء التي حاولت إظهارها أمامي فأنا أحبك......
أحبك وليس بيدي..أحبك ولن أتنازل عنك...ولن أبتعد عنك....
أنت نعمة السماء لي ,أنت مطري ومائي وسمائي,أنت وجودي وعنواني وكياني
أنت حياتي وعمري.... (وتطلعي على قبري)أنت هدأتي وسكينتي,أنت أماني وبكائي......
أحاول أو حاولت أن أرتب أفكاري وكلماتي ولكني لم أستطع.
أعدك في مرة قادمة أن أكون أكثر ترتيباً..وأعدك أن أبقى معك مدى الحياة...ولو لم أستطع أن أكون مرتباً.......



#فؤاد_علي_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ورق الورد
- محمد الدرة
- إلى نزار قباني
- الحلاج ومقصلة الإلغاء
- مساحة للقطار
- هل نستفيد من ميليس
- مهلهلة أحزابك يا وطني
- هل أنت مسلم..؟
- بعيدا عن السياسة ...مرة أخرى


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فؤاد علي منصور - ليتني