جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4985 - 2015 / 11 / 14 - 01:25
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
تصور حياة بدون موت و قتل و دون دورة دموية طبيعية؟ ما هي العواقب اذا بقى كل شيء على قيد الحياة: الانسان و الحيوان و النبات؟ من اين يأتي الغذاء و الطاقة؟ من المواد الكيمياوية؟ و لكن ماذا عن الصحة؟ نعم تتحطم هنا الدورة الدموية الطبيعية كليا. يتحطم عالم الخالق و المخلوق. اذن المشكلة هي ليست مشكلة الموت و القتل بقدر مشكلة التدجين و التفريخ بالجملة. عندما يزداد نفوس البشربفضل مصانع تفريخ الدجاج و يسود السلام و يتم القضاء على الامراض تتعرض الحياة الى خطر اكبر بكثير.
على الذي لا يريد ان يقتل ان لا يترك البيت لانه لربما يقتل النمل بقديمه في الشارع و لكن البقاء في البيت لا يعني بانه لا يقدم على القتل كقتل الذباب. أليس هناك اذن حدود للسلام و ايقاف اطلاق النار؟ في تلك الحدود التي تبدأ فيها العواقب على حياتي السلمية نفسها؟ فاذا كنت تأكل شيئا الان لا تنسى بانك تعمل شيئا لتبقى على قيد الحياة. نعم القتل هو عمل اضطراري اجباري للبقاء على قيد الحياة و انت تخطأ ان تعتبر القتل عنفا. ليس القتل عنفا لان هناك دورة دموية طبيعية ففي كل كائن يموت يكمن مفتاح الاستمرار في عيش الاخر.
لا يضيع شيء في الطبيعة. تعيش النباتات و الدود من مواد عضوية حيوانية نباتية. ليس هناك موت لان كل من يموت يأكل من قبل كائن اخر و هكذا تستمر الحياة في موت الاخر. الحياة هي القتل و القتل هو الحياة. نعم هناك الشعور بالذنب في داخلنا ان نعيش و نستمر في الوجود من موت الاخر على حساب معاناة الاخر. ألا تتكون اذن طبيعة الله من القاتل و المقتول من قَتل و قُتل و طالما يتكون الانسان من مادة عضوية فلا يستطيع الا ان يقتل. مبدأ الحياة هو الآكل و المأكول.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟