أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهند البراك - هل القضاء و النزاهة معطّلان و كيف ؟؟















المزيد.....

هل القضاء و النزاهة معطّلان و كيف ؟؟


مهند البراك

الحوار المتمدن-العدد: 4984 - 2015 / 11 / 13 - 22:46
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


اثر ما حققته المظاهرات المطالبة بالإصلاح، برفعها وعي عشرات الآلاف من المواطنين و بالخصوص الشباب رجالاً و نساءً، و كسرها هالة القداسة لرموز سياسية و قوى متنفذة، و اشاعتها مفاهيم الدولة المدنية . . فإنها وضعت محاربة الفساد و فضح الفاسدين و الإصلاح و التغييرعلى جدول النشاط السياسي اليومي، بعد ان هزّت اسس البناء السياسي الطائفي التحاصصي، و اثبتت مجدداً اهمية دور الجماهير في التغيير السياسي و في الإنتصار على داعش الإجرامية، من خلال نشاطاتها التي تزيد الدعم للقوات المشتركة و تقود بالتالي الى نجاحاتها في معاركها العادلة.
كما انها صعّدت روح المواجهة و الدفاع عن حقوق الشعب و خاصة فئاته المسحوقة، الذي من جانبه احتضنها و اثبت بأن جوهر مواقف الشعب لم يتغيّر، رغم محاولات الحكّام الظالمين لكسر شوكته بكل الطرق، اضافة الى انها كشفت الكثير من الحقائق المخفية بالروح التي شحنت بها البلاد . . رغم الإعتداءات المتواصلة على المتظاهرين من قوات نظامية و غيرها ممن لم يعرف انتمائها الرسمي رغم وضوح من وراءها ؟؟
من ناحية اخرى، فإنها و بسبب نجاحها في فرض ازاحة نائب رئيس الوزراء و عدد من المحافظين و مسؤولين كبار في عدد من المحافظات و غيرهم، فإنها فعّلت و نشّطت الدور الرقابي لمجلس النواب الذي استأنف استجواب الوزراء بعد توقفه، و نشّطت النواب في ابداء آرائهم الصريحة بما يجري و بما يتكلفون به من الاعمال النيابية . .
حيث كشف نوّاب من كتل مختلفة في صحف و مقابلات و مواقع الكترونية و مواقع تواصل اجتماعي، كشفوا حقائق كثيرة عن الفساد المالي و الإداري و كيفية مواظبة احزاب حاكمة طائفية على تمويل ذاتها عبر ممثليها في الحكومة، الأمر الذي فتح ابواباً لاحدّ لها من بيع و شراء المناصب في المستويات المتنوعة، و كيف صار الإنتماء لهذه الأحزاب وسيلة لتحقيق ارباح انانية ضيّقة و ليس العمل لأجل الصالح العام، و كيف تثير تلك الأحزاب انواع الصراعات من اجل تلك الأرباح . . و كشفوا عن حقيقة رواتب رئيس الجمهورية و الوزراء و عن التبذير الهائل للكبار تحت انواع العناوين، و كشفوا عن عجز القضاء بماهيته و تركيبه و شخوصه.
وفي حين عبّرت الجماهير عن مطالباتها و انتظارها الحار لإجراءات سريعة لرئيس الوزراء العبادي بمعاقبة كبار المفسدين و اتخاذ اجراءات عملية بحقهم باحتجازهم و احالتهم الى الجهات المختصة و تنفيذ اقصى العقوبات بحقهم، تبيّن لها ان السيد العبادي يتحرك للإصلاح دون خطة و لا برنامج عمل و دون فريق عمل للقيام بالإصلاح، الأمر الذي تسبب بمراوحة خطوات الإصلاح في مكانها، رغم الدعم الكبير الذي تلقّاه من المرجعية و الشعب و غالبية القوى العراقية ، اضافة الى الدعم الدولي . . و تسبب بإعطاء الفرصة لكبار الفاسدين في اعادة تنظيم صفوفهم لإفراغ الإصلاحات القليلة التي أُعلن عنها، و تقييدها
و اثر المطالبات الشعبية بالإصلاح و تزايد المطالبات و التوضيحات عن الفساد المستشري، اعلنت هيئة النزاهة في تصريح لرئيسها السيد الياسري تناقلته وكالات الأنباء العراقية بعنوان " هيئة النزاهة تقر بعدم قدرتها على مواجهة آفة الفساد " (1) حيث اكّد ان الهيئة بوصفها مؤسسة من مؤسسات الدولة ( شابها ما شابها من النقص والقصور الذي شاب كثير من مؤسسات الدولة وعند مجيئنا الى الهيئة وجدنا صعوبات كثيرة في طريق الاصلاح اهمها هو الاستخفاف بانفاق المال العام وبطرق شتى) .
من جانب آخر نشرت مواقع عراقية (2) تصريحات قاضي محكمة الجرائم الإقتصادية في بغداد، بيّن فيها اضطرار محكمته الى اخلاء سبيل المتلاعبين بالإقتصاد الوطني مهما كانت خطورتهم !! لعدم وجود عقوبات رادعة في قانون حماية المستهلك، بل ان العقوبات التي توجد بحق المذنبين، تتراوح بين اطلاق سراح بكفالات او غرامات و عقوبات مخففة او لأغراض اعلامية (!)، و ينصح الجهات التنفيذية بالتركيز على العصابات النوعية سريعاً و عدم الإنشغال بالقضايا الثانوية، لأنه يفضي الى افلات كبار المجرمين من العقاب !
فيما اعلنت السلطة القضائية الأسبوع الماضي ، عن اصدارها العديد من مذكرات القبض بحق مسؤولين كبار في الدولة، الا ان القوات الامنية لم تنفذها، و بيّن المتحدّث الرسمي للقضاء السيد البيرقدار، بان ( القضاء العراقي اصدر العديد من الاحكام ومذكرات القبض بحق مسؤولين كبار في الدولة بغض النظر عن عناوينهم، الاّ ان القوات الامنية لم تنفذها، و ذلك يُعدّ خرقا للعدالة ولسيادة القانون) . .
مما تقدّم يرى خبراء ان الحقوق الشرعية (القانونية) و الملكية الفردية (3) كما عرّفها الدستور . . غير مصانة و لاتحميها قوانين في الواقع العملي، الأمر الذي ترك الأمور تجري على عواهنها و فاز بها صاحب القوة لااكثر كما هو الحال في شرائع الغاب . . و يذهب آخرون الى ان (النزاهة) اصلا ابتدأت كمفوضية من الهيئات المستقلة و شكلت على عجل في زمن بريمر و تحولت الى هيئة تسري فيها المحاصصة التي نخرتها و افقدتها قوتها في دورات حكم المالكي. وفي وضع شبه مشابه تشكّل القضاء على عجل من شخصيات غلب عليها كونهم عموماً من العهد السابق ثم جرى تعيينهم دون تدقيق كاف اعتمادا على سياسة (اوراق الكوتشينة)، التي اعتمدتها قوات الإحتلال في تحديد مجرمي النظام السابق.
و على ذلك و في الظروف الحرجة التي تمرّ بها البلاد من قتال داعش و انخفاض سعر النفط و خواء ميزانية الدولة تزداد المطالبات بمعاقبة كبار الفاسدين و الضرب على نشاطاتهم بيد من حديد على حد تعبير المرجعية العليا، لإرجاع المبالغ الفلكية المسروقة بالنهب و الفساد، و المباشرة سريعاً بسنّ مجموعة تشريعات قانونية تتلاءم مع التغييرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي شهدها العراق و خاصة على صعيد المستهلك العراقي، و اعادة النظر في تركيب القضاء و النزاهة و توظيف المجرّبين و المؤهلين المعروفين بنزاهتهم و القادرين بالتالي على انجاز تلك المهام ومواجهة المذنبين مهما كانت صفاتهم.
و ايلاء الإهتمام الكبير بالحراك الشعبي و مظاهرات الإصلاح و السعي لإدامتها و حمايتها و معاقبة المذنبين، و العمل على تنفيذ مطالباتها التي تشكّل الأساس في بناء تعاون المواطنين مع الدولة في ضبط الفاسدين متلبسين . . من اجل تحقيق المزيد من الإنتصارات على داعش و لتحقيق مصالحة وطنية على اسس رصينة تقود البلاد نحو السلم و الإستقرار.

13 / 11 / 2015 ، مهند البراك

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) نشر في 27 تشرين اول 2015
(2) بعنوان (نضطر لإخلاء سبيل أخطر المتلاعبين بالاقتصاد الوطني) 26 تشرين1/أكتوير 2015
(3) دع عنك حقوق الدولة و المشاريع و الشركات و الاستثمارات .



#مهند_البراك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغاء المحاصصة لايعني الإنفراد بالسلطة
- لماذا التهجّم على نساء العراق الآن ؟؟
- الشباب و الإصلاح و مواجهة داعش
- لا سبيل الاّ تواصل الإحتجاج !
- الإحتجاجات . . ما المطلوب الآن ؟
- الإصلاح بين الواقع و الآمال !
- بقاء المالكي بمنصبه ضرر على الاصلاح !
- حشد ضد داعش و حشد ضد الفساد !!
- اوقفوا العدوان التركي على كردستان !!
- ثورة 14 تموز انتصرت للفقراء !
- بعد عام على (الخلافة)
- من (جمهورية الخوف) الى داعش
- نهجٌ مدمّرٌ لحاكمين !
- ملكية ارض الثروات و وحدة البلاد !!
- عن تلاحم عشائر الانبار و الحشد الشعبي !
- من اجل تفويت الفرصة على مشاريع التقسيم !
- ماذا يريد السيد المالكي بتصريحاته ؟؟
- سلاماً حزب الكادحين !
- مخاطر الراية الطائفية في مقاتلة داعش !!
- شرط النصر : حصر السلاح بالدولة !!


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب في نيويورك
- الاتحاد الأوروبي يعاقب برشلونة بسبب تصرفات -عنصرية- من جماهي ...
- الهند وانتخابات المليار: مودي يعزز مكانه بدعمه المطلق للقومي ...
- حداد وطني في كينيا إثر مقتل قائد جيش البلاد في حادث تحطم مرو ...
- جهود لا تنضب من أجل مساعدة أوكرانيا داخل حلف الأطلسي
- تأهل ليفركوزن وأتالانتا وروما ومارسيليا لنصف نهائي يوروبا لي ...
- الولايات المتحدة تفرض قيودا على تنقل وزير الخارجية الإيراني ...
- محتال يشتري بيتزا للجنود الإسرائيليين ويجمع تبرعات مالية بنص ...
- نيبينزيا: باستخدامها للفيتو واشنطن أظهرت موقفها الحقيقي تجاه ...
- نتنياهو لكبار مسؤولي الموساد والشاباك: الخلاف الداخلي يجب يخ ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهند البراك - هل القضاء و النزاهة معطّلان و كيف ؟؟