أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حومد - في ذكرى الشهيد زروال.. هل نستفيد ولو مرة واحدة؟!!














المزيد.....

في ذكرى الشهيد زروال.. هل نستفيد ولو مرة واحدة؟!!


محمد حومد

الحوار المتمدن-العدد: 4984 - 2015 / 11 / 13 - 08:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"سلم على أمي وعلى أختي التي تركت عندها جنينا لست أدري هل وضعت أم لا؟ أهو ذكر أم أنثى؟ أعذرني يا والدي العزيز لقد صنعتني ثوريا. لقد كان بودي أن أعمل إلى جانبكم لأساعدكم على الرفع من مستوى عيش الأسرة. لكن يا أبي صنعتني ثوريا". هكذا راسل الشهيد والإطار الكبير في منظمة إلى الأمام عبد اللطيف زروال والده عبد القادر قبل استشهاده بقليل كلمات صادقة ومعبرة، كلمات نابعة من أعماق مناضل ثوري حقيقي هزم النظام من خلال صموده البطولي وتحديه الخارق. فرغم سياط الجلادين والتعذيب الوحشي الذي مورس في حقه لمدة تجاوزت الأسبوع في دهاليز وأقبية النظام لم يبح ولم ينهار أمام سادية العدو إلى أن لفظ أنفاسه الأخيرة من دون أن يعلم أحد مثواه الأخير، سوى الأيادي الملطخة بدمائه ليلة 14 من نونبر لسنة 1974، كلمات نابعة من صلب أحد كوادر منظمة إلى الأمام ، أحد القادة الذين عبدوا الطريق للخط الثوري بقلمه وبدمه الطاهر. لقد ساهم في إغناء رصيد المنظمة بشكل خاص والحركة الماركسية اللينينية المغربية (الحملم) بشكل عام، هذه الحركة التي عرفت النور في أحلك الشروط، شروط البطش الهمجي والقمع الدموي، وأرست أولى لبناتها مع الرد الانتقامي العشوائي ضد قادة الانقلابيين العسكريين. لقد قاومت وأسست ولادتها العسيرة تحت نيران العدو. كلمات متواضعة وفي تواضعها تكمن قوتها، كلمات تزلزل الصخور تحت أقدام الساديين والمجرمين والانتهازيين والمتخادلين وترتعش من عمقها الأيادي المضطربة والخائنة.
ها نحن اليوم نخلد الذكرى الواحدة والأربعين على استشهاد أحد الأبطال الثوريين الناذرين الذين افتقدتهم الحملم والشعب المغربي معا، أحد الرموز الماركسيين اللينينيين، أحد الأبطال، فكرا وممارسة، الذين صنعوا أحداث التاريخ المعاصر بدون ضجيج. لقد ألقوا على كاهلهم المهام الملحة للحركة الثورية، مهمة البحث اليومي والفعل الدائم للربط الجدلي بين النظرية والممارسة في أفق بناء الأداة الثورية، الدرب الوحيد لانعتاق وتحرر الشعب المغربي من نير الاستغلال والاضطهاد الطبقيين. لقد اتخذ المناضلون الحقيقيون من كلمات بسيطة ومتواضعة أسماء لمشاريع الحزب الثوري بل من حرف الألف و الباء أسماء لتنظيمات ستقض مضاجع النظام، واعين كل الوعي بأن ذات التنظيم في صراعها الطبقي الذي تخوضه ضد النظام هو من سيصنع الاسم والعكس غير صحيح. لم يبحثوا عن أسماء من خلالها ندرك ونتعرف فور قراءتنا لها على هويتهم النضالية ومرجعيتهم السياسية والإيديولوجية. بل العكس، فمن خلال النظرية والممارسة ستأخذ أسماء التنظيمات الثورية هوية لها. كيف لا وهم من خبر أن "الحزب الشيوعي المغربي" ليست له من الشيوعية إلا الاسم. لقد كانت مهمتهم الملحة هي كيفية بناء الحزب الثوري تحت نيران العدو.. لقد كرس الشهيد عبد اللطيف زروال حياته اليومية للعمل على الدفع بعجلة الصراع نحو إحداث القفزة النوعية في التنظيم. لم يتوان ولو ثانية واحدة للتفاعل والإجابة العلمية على الإشكالات السياسية والتنظيمية القائمة حينذاك. كان الحضن الدافئ والقلب الكبير والقلم الرصين.. فرغم الضغط والجمر والرصاص كان يكتب ويحلل الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية.. كان ينظر بالفعل (التحليل الملموس للواقع الملموس)، ولم يكن يسب، يمينا وشمالا. لم يكن يوزع أحكام القيمة والتهم المجانية. ولم يكن يصنع "التوابع" المريضة... فالمناضل يكتب ليسير القطار على سكته الصحيحة ولا ينتظر تقادم الأحداث السياسية ليطالها الصدأ والارتداد.. كان يرد على المتآمرين في الوقت الذي ترتجف فيه أقلام الشيوعيين .. كان يكتب في وقت الهجوم الشرس الذي كان يشنه العدو و"الصديق".. كان يكتب ليتصدى لعمليات التآمر.. كان يكتب ليحارب الانتهازية والانتظارية المغلفتين بذريعة الغموض الإيديولوجي.. كان يكتب ليفضح من ينطلي عليهم المثل الشعبي إذا ماتت البقرة تكثر السكاكين ..
وبعبارة أخرى خلت الحلبة فكثر الضجيج...



#محمد_حومد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على ضوء نتائج الانتخابات الفدرالية الكندية ، هل من دور جديد ...
- الأصالة والمعاصرة والعدالة والتنمية وجهان لعملة واحدة..
- 03 يونيو يوم ليس كسائر الأيام..
- حركة 20 فبراير والجاليات المغربية كندا نموذجا
- الانتفاضة الشعبية المجيدة ليناير 1984محطة مشرقة من تاريخ الم ...
- سعيدة المنبهي عنوان التضحية والمجابهة
- الأنظمة الرجعية بتونس ومصر تغير جلدتها
- الوقفة الوطنية للجمعية المغربية لحقوق الانسان بالرباط.....لا ...
- ثلاث سنوات مرت على استشهاد المناضل كمال الحساني
- وقفة تأمل في استشهاد مصطفى مزياني
- ماذا يريد -عقلاء- حزب النهج الديمقراطي؟
- التحليل الملموس للواقع الملموس كفى من الانتظارية!!
- ديمقراطية الجمعية المغربية لحقوق الإنسان على-كف عفريت-!!
- هل من عقلاء داخل حزب النهج الديمقراطي؟ !!
- تغطية موجزة حول ندوة حقوق الإنسان بالمغرب بمونتريال
- في طعنات الخلف -الثورية-
- لا ممارسة نقابية مؤثرة بدون ممارسة سياسية منظمة
- القاعديون من هم ؟ وماذا يريدون؟ عنوان على عنوان
- في أدبيات النضال الثوري -المتياسرون- أم الظلاميون! أيهما مر


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حومد - في ذكرى الشهيد زروال.. هل نستفيد ولو مرة واحدة؟!!