أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - بير رستم - القراءات الخاطئة ..هي مقدمة للإستنتاجات الخاطئة!!















المزيد.....

القراءات الخاطئة ..هي مقدمة للإستنتاجات الخاطئة!!


بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)


الحوار المتمدن-العدد: 4984 - 2015 / 11 / 13 - 02:57
المحور: المجتمع المدني
    


هناك مقولة فلسفية تقول؛ "المقدمات الخاطئة تؤدي إلى نتائج خاطئة" وهكذا وقياساً عليها يمكننا القول في القراءة والتحليل السياسي، بأن؛ القراءات الخاطئة هي مقدمة للإستنتاجات الخاطئة حيث وللأسف نجد بأن الكثير من الإخوة القراء _وأحياناً بعض النخب الثقافية والسياسية_ يقعون ضحية الإشكالية السابقة، فتجد الكثير من التخبط والعشوائية في القراءة والإستدلال السياسي الذي يعطي نتائج كارثية على مستوى القضية الواحدة، لتكون مقدمة لخلافات سياسية حزبية قد تؤدي ببعض المجتمعات إلى الحروب الداخلية "الأهلية" ونحن الكورد عموماً وعلى مر التاريخ عانينا _وما نزال نعاني_ من هذه الإشكالية في ضعف القراءة والتحليل والإستنتاج وذلك لأسباب عديدة، لكن ربما نختصرها في واقع الإحتلال لشعبنا وقضية حرمانه من التعليم والذي كان سبباً في تدني مستوى الوعي والثقافة عموماً في واقع مجتمعنا وبالتالي غياب المؤسسات الوطنية ومراكز الأبحاث والدراسات لتقدم القراءات العلمية في مختلف القضايا الوطنية .. وكذلك فقد كانت للبيئة الجغرافية الجبلية وغياب دور المدينة في مجتمع رعوي ريفي قبلي، والتي هي الأخرى _أي غياب المدينة_ إحدى إفرازات ونتاجات واقع الإحتلال والإغتصاب لجغرافية كوردستان دوراً كبيراً في إفتقار المجتمعات الكوردية للنخب الثقافية والفكرية والتي كانت من نتائجها غياب القراءات العقلانية لمختلف قضايانا.

وهكذا؛ فهناك عدد من القضايا والمسائل هي بحاجة إلى مراجعة وقراءات سياسية جديدة _أو ربما الأصح أن نقول؛ إنها بحاجة إلى القراءات، كون لا قراءات سابقة للكثير من تلك القضايا_ وذلك للوقوف على حيثياتها ومعانيها وإستدلالاتها وبطريقة أكثر وعياً سياسياً ومفاهيمياً، ومن تلك القضايا والمفاهيم، مفهومي "القضية القومية" و"الدولة القومية"، وماذا تعني كل من المصطلحين السابقين وكيف يمكننا العمل على ترسيخهما في الوعي السياسي والإجتماعي لشعبنا وما العلاقة بينهما، وهل أحدهما يستوجب حضور الآخر بالضرورة، أم يمكن الفصل بينهما .. وللوقوف على الإجابات، لا بد في البداية التعريف بكل من المصطلحين وفق المنظور العلمي الأكاديمي حيث تقول الموسوعة الحرة في ذلك؛ بأن "القومية هي إيديولوجية وحركة اجتماعية سياسية نشأت مع مفهوم الأمة في عصر الثورات (الثورة الصناعية، الثورة البرجوازية، والثورة الليبرالية) في فترة أواخر القرن الثامن عشر"، بينما تعرف الدولة القومية بما يلي: الـ((دولة القومية أو الدولة الأمة (وأيضا الدولة - القومية) هي منطقة جغرافية تتميز بإنها تستمد شرعيتها السياسية من تمثيلها أمة أو قومية مستقلة وذات سيادة. الدولة هي كيان سياسي وجيوسياسي بينما دولة القومية هي كيان ثقافي وإثني. مصطلح "دولة القومية" يفيد إلتقاء وتوافق السياسي الجيوسياسي مع الثقافي والإثني معا، تَشكل "دولة القومية" يمكن أن يحدث في أوقات مختلفة وبقاع مختلفة من العالم)) وقد عُرِفَ هذا النمط السياسي _أي الدولة القومية_ في مختلف بقاع العالم، حيث أوربا عرفتها بعد إنهيار إمبراطورياتها وخروج كومونة باريس كبداية لحركة تاريخية جديدة في القارة.

وتضيف الموسوعة؛ إن "مفهوم الدولة القومية يمكن مقارنته ومباينته مع مفاهيم الدولة متعددة القوميات، الدولة المدينة، الإمبراطورية، والكونفدرالية وأشكال الدولة الأخرى، والتي بدورها قد تتداخل معا أو مع مفهوم دولة القومية. الصفة الفريدة للدولة القومية هو تماثل وتطابق الشعب مع الكيان السياسي". وهناك طبعاً مفهوم الدولة المدنية الديمقراطية والليبرالية _الدول الأوربية عموماً_ وكذلك الدولة الدينية؛ إيران نموذجاً وحيث ولاية الفقيه كأعلى سلطة تشريعية وسياسية .. بما معناه أن هناك فصل بين المفهومين / المصطلحين، ولكن يمكن لهما التوحد والإلتقاء في الدولة القومية ذات المكون القومي الواحد وهذه بقناعتي من الصعوبة _إن لم نقل من الإستحالة_ تطبيقها وذلك في ظل التداخلات المجتمعية والعرقية الحاصلة نتيجة الهجرات والحروب وغيرها من العوامل التي أدت إلى تمازج سكاني إثني متعدد في مختلف الجغرافيات وبالتالي خلو العالم من منطقة جغرافية "جيوسياسية" (نقية) وذات صبغة قومية واحدة، وقد لجأت عدد من الدول _لحل هذا الإشكال_ إلى صيغة الدولة الإتحادية الفيدرالية بحيث تجمع في خريطتها الجيوسياسية عدد من الأعراق والمكونات المجتمعية كحل ديمقراطي مقابل الدولة العنصرية والتي ترفض الإعتراف بالمكونات المجتمعية الأخرى والمتواجدة ضمن الخارطة الوطنية.

طبعاً القول؛ بأن الدولة القومية هي دولة عنصرية تأتي من طبيعة الدولة وبنيتها ومفهومها الأيديولوجي السياسي حيث أساساً تقوم على العرق والعنصر القومي الواحد، نافيةً أي إعتراف ووجود للآخر كهوية وحقوق سياسية وللأسف فقد تسببت هي الأخرى، كما غيرها من الأنماط السياسية المجتمعية، العديد من الكوارث والحروب والدمار .. لكن وبنفس الوقت؛ ألم يكن تلك المرحلة ضرورية للوصول إلى مجتمعات ديمقراطية مدنية ودول فيدرالية إتحادية، وهل كان يمكن القفز من فوق المرحلة القومية أساساً كما حاولت الشيوعية فيما عرفت بالبلدان الإشتراكية سابقاً، أو كما تطرحه منظومة العمال الكوردستاني من مفهوم "الأمة الديمقراطية" وهل فعلاً يمكن تحقيق الديمقراطية والمجتمع الديمقراطي في ظل واقع متخلف ومأزوم ثقافياً وسياسياً وبالتالي تحقيق الإدارة الذاتية الديمقراطية متجاوزاً المرحلة القومية _كدولة_ وليس كمكون مجتمعي ثقافي حيث الدولة أو الإدارة الذاتية الديمقراطية لا تعني بأي حال من الأحوال نفي للحالة القومية، بل سعي لحل المسائل والقضايا القومية من خلال أطر سياسية ثقافية جديدة .. إنني شخصياً؛ أشك بنجاح تجربة الإدارة الذاتية الديمقراطية في واقع إجتماعي "عنصري" وغير ديمقراطي، كما هو حال وواقع مجتمعاتنا الشرقية وضمناً المجتمع الكوردي.

ولذلك فأعتقد بأن منظومة العمال الكوردستاني تقدم مشروعاً سياسياً "طوباوياً" رغم إنه مشروع سياسي مستقبلي لكل شعوب المنطقة، لكنه مشروع سابق للمرحلة التاريخية كون مجتمعاتنا ما زالت هي مجتمعات رافضة للديمقراطية وتعتبر أوكار للفكر العنصري (دينياً وقومياً) وإن المرحلة القادمة والحالية سوف تشهد المزيد من الإنقسام والحروب الداخلية (الطائفية والعرقية) وبالتالي خلق "كانتونات" وأقاليم جيوسياسية جديدة في المنطقة قائمة على (الفكر العنصري) القومي والديني ومن ثم ندخل مرحلة التعددية والقبول بالآخر ومفاهيم الكيانات الفيدرالية الديمقراطية وذلك على تشابه مع التجربة الأوربية وإن كانت بخصوصية شرقية .. وأخيراً أقول لكل الإخوة الذين علقوا على بوستي الأسبق "هل ..هو حقد أعمى أم عمى في القراءة السياسية!!" وبأنه يناقض مقالتي "موقف ..العمال الكوردستاني من الدولة القومية؟!!" والمنشورة على موقعي الخاص بالحوار المتمدن، بأن يحاول التدقيق في القراءات؛ كون قولي أن العمال الكوردستاني له مشروعه السياسي _غير الدولة القومية_ لا يعني أن الحزب ضد القضية الكوردية؛ حيث إن الدولة القومية هو مشروع سياسي، بينما القومية مكون مجتمعي حضاري، فهل عرفنا كيف الواحد (يتخبط هنا وهناك) وهو يفتقر إلى القراءات الصحيحة والتي تودي به إلى إستنتاجات خاطئة.



#بير_رستم (هاشتاغ)       Pir_Rustem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحزب واللاحزبية. .. ظاهرة المجتمعات الإستبدادية!!
- الديمقراطية .. لا تمارس حسب الطلب!!
- الثورة والثقافة. .. المثقف السوري؛ دوره وإشكالياته؟!
- الأمن القومي .. حماية الأمة والنهوض بها حضارياً.
- الإنتخابات التركية .. كشفت عدد من القضايا الجوهرية.
- السليمانية .. هل تكون الضلع الثالث في المشروع الكوردستاني.
- الأنفال.. -فصول في الجحيم-!!
- فلسفة ..الكرسي والجاجة.
- ثورة الكورد ..في الساحل السوري.
- الشخصية الكوردية.
- كوردستان ..هو الحلم.
- حزب الإتحاد الديمقراطي؛ من الماركسية الثوروية إلى الديمقراطي ...
- كوباني.. متحف!!
- أزمة الخلافات بين بغداد وإقليم كوردستان.
- الكورد وحركة التاريخ.
- حكايات (5) الكورد.. عنصريون!!!
- كوردستان (سوريا)
- كوردستان (سوريا) ..مشروع سياسي للعمال الكوردستاني.
- نعيق الغراب.؟!!
- كوردستان؛ الدولة القومية.


المزيد.....




- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- الإعدام لـ11 شخصا في العراق أدينوا -بجرائم إرهابية-
- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - بير رستم - القراءات الخاطئة ..هي مقدمة للإستنتاجات الخاطئة!!