حيدر نضير ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4983 - 2015 / 11 / 12 - 22:08
المحور:
الادب والفن
الرصاصة التي جاورت قلبي ولم يستطع الطب استخلاصها ، سعدت هي الاخرى ، عندما امر الطبيب ان تبقى بالقرب منه ، امست صديقتي كالبندقية في المعركة وانيسي كالكتاب داخل روحي ، هي جارة النبض والنبي اوصى بالجار قبل الدار ، كانت تستمع قصص لهوسي بالجند والارض ، وكنت استمع وجعا لقصص روتها عن يد وضعت الخبز المملح والماء في فم عض الوطن بكل ما اوتي من خيانة .. لكن قلبي اهوس بها ، ودعا الله ان يستجيب رجائها في ان تبقى تنصت خاشعة لتلاوة مواقف الرجال هناك في الحرب .. كنت ميتا سريريا ، لم تامل التقاويم خيرا على عافيتي عندما مرت على غيبوبتي .. لكنها استطاعت ان تفهم اشارات نطق قلبي كلها ، كانت مثل امي عند طفولتي تستجيب عبر حبها العفوي لكل صرخات الجوع والعطش وحاجتي لان اكون امنا بين ذراعيها .
**
استيقض على صوت مدفع او بندقية او طائرة ، اغسل وجهي بالتوكل على الله ، في ذلك الخندق المقدس افطر خبز الحرية مع الاحرار ، هكذا دام تاقلمي يومها هناك ، اما الان فقد صرت اخجل من صوت العصفور عند نافذة الفجر ، ويحمر وجهي حين اغسل وجهي بالرخاء ، متذكرا عز الملح وشرف الدخان على جبهتي ، مازلت حرجا من نفسي وان فزنا بالحرية ان افطر ما لذا وطاب واللا وعي مازال يقاتل في سبيل جيل حر عند تلك الثغور .
#حيدر_نضير_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟