أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محمود المفرجي - من مواطن الى رئيس الوزراء















المزيد.....

من مواطن الى رئيس الوزراء


محمود المفرجي

الحوار المتمدن-العدد: 1363 - 2005 / 10 / 30 - 12:22
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


في ظل الاجواء الحرجة التي يعيشها العراق في هذه المرحلة التي تزداد فيها الهجمات الارهابية وبخطوات متسارعة، مع بطء الخطوات في العملية السياسية ، حيث فيها السبق جريا بين الارهاب والبناء، وبين التقنين والعصيان، وبين النعم واللا و.....
وبلا ادنى شك ان هذه الحالة المرة قد رمت بانعكاسات سلبية على العراق، فضلا عن المنطقة العربية التي وصلت لها العدوى بعدما عبدت الطرق المؤدية لها من العراق وبمشاركة نفس الايادي العربية التي لا تروق لها ان يصبح العراق انموذجا جديدا ، ونواة اولية لبناء النظام الديمقراطي العالمي في المنطقة العربية.
ان هذه الانعاكسات التي تنذر بتشاؤم لا نظير له في بلد اختلطت فيه الاوراق بشكل يصعب افرازها او تشخصيها ، ما هي الا تأخير لدمقرطة باقي الدول العربية ، وليس منعا لها. والا ان الديمقراطية لابد لها ان تظهر بشكل جلي في المنطقة العربية، وهذا الشي ما تلتزم به امريكا في عصرنا هذا، فليس من المعقول ان تنصاع اكبر الدول دكتاتورية (الدول العربية) في الحكم الى املاءات امريكا بضرورة الاتجاه للديمقراطية (ولو جزئيا كما حصل في مصر والكويت).
اذن .. ما ذنب العراق لكل ما يحصل له وشعبه، بعدما ازدادت رقعة الارهاب فيه وتمادى الى ان وصل الى حرب عصابات في داخل بغداد ، فضلا عن باقي مناطق العراق، بالرغم من وجود قوى عسكرية حكومية تقبض على الملف الامني باصابع مكسورة فاقدة لشكيمتها بسبب هذا التكالب الغريب والغير مقنع ، وتعدد الجبهات التي تنطلق منها الجماعات المسلحة ، التي لحد هذه اللحظة لم يستطيع احد على احصائها او معرفة وجهتها ، او كشف مخططاتها.
والوضع هذا قد جعل من الحكومات العراقية التي شرعت بعملها بعد سقوط النظام السابق في حيرة من امرها، وخاصة بعدما وصلت الحالة الى حد القناعة بعدم الاستطاعة بالتغلب على هذه الجماعات المتفننة في القتل، والمليئة بالخبرة ، والمحنكة في النزالات وفي ميادين مختلفة، بحيث ما ان تغلق ساحة في وجهها ، حتى فتحت جملة من الساحات والمساحات التي تعطيها بعدا اكبر في تنفيذ مخططاتها الارهابية. وهذه الحيرة نابعة من الوسائل الارهابية المتبعة ، التي تسير بسير حثيث نحو اجهاض اي مستقبل يمكن له ان يبني حياة رغيدة لهذا البلد الذي اثقلت كاهله كثرة المشاكل وويلات الحروب المتعاقبة والتي دخلها كارها ومرغما بسب العنجهية القبلية التي تعاقب عليها حكام البعث بالرغم من قلتهم، وتدني ثقافتهم الفارغة من الحس الشعوري السياسي.
مع هذا (وكما قلنا في عدة مقالات سابقة) ، اننا لا نبرئ ساحة امريكا من مشاركتها في وصول العراق الى هذه المرحلة البائسة، ولعدة اسباب لا نرى من الضرورة ذكرها في مقامنا هذا.
لكن ذلك لا يعني ان نسلم باقصى درجات التشاؤم الامني ، فلابد من حل او مجموعة حلول تتخذ لقطع دابر هذه الايادي التي تنال يوميا من اطفال وشيوخ ونساء وشباب العراق.
وعليه فمن وجهة نظرنا المتواضعة وحسب ما وسع فهمنا هناك بعض الحلول التي من الممكن ان تعكس حالة من الاستقرار ولو جزئيا، لتصنع تراكما امنيا بعد ذلك، الى ان تطمر كل القنوات التي يمر من خلالها الارهاب . وهذه الحلول محصورة في:
اولا- الضغط على الجانب الامريكي بالتنحي عن المسؤولية في حمل الملف الامني، وتوكيله الى العراقيين انفسهم، ومطالبتهم بالتجهيز العسكري الجدي في تسليح القوى العسكرية والامنية العراقية، وخاصة ما اذا عرفنا ان هناك نفسا معلنا من قبل القوات الامريكا بعدم الثقة بالقوى العسكرية العراقية ، وهذا ما لاحظناه من خلال تجهيزهم للاجهزة الامنية العراقية بالمعدات الخفيفة دون الثقيلة.
ثانيا- اعادة النظر بتشكيل القوى العسكرية العراقية، وهذا ياتي عن طريق جذب العناصر العسكرية العراقية المخلصة الذين كانوا منتمين الى الجيش العراقي السابق والاستفادة من تراكم خبرتهم التي اوصلتهم الى الحنكة في التعامل مع هكذا ظروف.
ثالثا- تشكيل جهاز استخباراتي جدي وبناء مرتبط ارتباطا مباشرا بالشعب (البرلمان)، لان في هذه الحالة سوف يمتد هذا الجهاز الى جميع عناصر الشعب التواق الى الامن والاستقرار بعدما ذاق ذرعا من الغبار الارهابي المخيم على البلاد، وسيصنع من كل مواطن عنصرا امنيا حريصا في ايصال اي معلومة يمكن لها ان تحسر الرقعة الجغرافية للعناصر الارهابية.
رابعا- استخدام سياسة (الاقتصاد الامني) –ان صح التعبير- اي محاولة التقليل من الخسائر الاقتصادية الناجمة من العمليات الارهابية، وهذا ياتي عن طريق الحماية الجدية لمفاصل البنية التحتية العراقية. فمثلا: حماية العصب الرئيسي لتغذية الاقتصاد العراقي وهو النفط، حيث ان اقل هجمة ارهابية على هذا المفصل الحيوي سوف يكبد العراق خسارة ثقيلة تقدر بـ (عشرة مليون دولار)، فاذا تم تخصيص مليونا دولار لحماية انابيب النفط فسوف يوفر على البلد ثماني مليون دولار، وهذا لا يتحقق الا اذا تحققت النقطتين (اولا وثانيا) من مقالتنا هذه.
خامسا- تصفية الجيوب السرية للارهابيين ، وذلك يتم عن طريق متابعة العناصر المؤمنة بالعقيدة التكفيرية الارهابية وملاحقتهم ملاحقة امنية تقطع الطريق امامهم باتخاذ مبدأ (الوقاية خيرا من العلاج) او ما يسمى بالضربات الوقائية، وهذا لا يحدث الا بمشاركة شعبية واسعة ، كما ذكرنا انفا في النقطة (ثالثا).
سادسا- استغلال الاجواء العشائرية العراقية في المناطق البعيدة عن مركز الحكم، عن طريق مد جسور الثقة بين الحكومة ورؤساء العشائر ، بعدما تتعهد الاخيرة بحمل تبعات اي عملية ارهابية تنطلق من مناطق سيطرتهم الاجتماعية.
سابعا- وهو المهم. التركيز على النفس الوحدوي بين جميع الحركات السياسية المتناقضة في الاراء، وتذويب الخلافات واذلالها خدمة لمصلحة المجموع، وهذا يأتي عن طريق اعطاء مطاطية ومرونة لخلق اجواء وحدوية فيما بينها، والتركيز على عقد المؤتمرات والندوات التثقيفية الداعية الى الوحدة، ومن ثم الانتقال الى مرحلة تشكيل تحالفات سياسية رصينة.
وهذا الامر سيؤدي الى قتل ثقافة التئآلفات السياسية شيئا فشيئا، فلو تم التقارب فيما بينها بصورة جدية ومخلصة فسوف تقتل كل نفس طائفي حقيقي موجود على الارض، ويسموا الى ان يصل الامر الى التصريح بالهوية العراقية الوطنية، وليس التصريح بالهوية الشيعية او السنية او الكردية و...........
هذا ما اسعفنا به فهمنا ، ولاندعي ان ما موجود في هذه النقاط هو حتمي النجاح، ولكن هو نواة قد تفتح افاقا واسعة لغيري من الكتاب ليزيدوا عليها ، او يصلحوا ما فيها من اخطاء، ليستخلصوا النتيجة المفيدة الكفيلة برفع كل هذه الهموم عن المواطن العراقي المسكين.



#محمود_المفرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يكفل الحريات ومن يطبق الديمقراطية .... ردا على مقالة هرمز ...


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محمود المفرجي - من مواطن الى رئيس الوزراء